نص كلمة لسماحته:في برنامج النشاط الديني في رمضان

نص كلمة لسماحته:في برنامج النشاط الديني في رمضان

عدد الزوار: 868

2016-06-21

بمسجد الشيخ الأوحد بالمطيرفي. ليلة الخميس 1437/9/10 هـ

تقبل الله صيامكم وبارك الله لكم وبلغلكم الله العيد ان شاء الله، وفي هذه الليلة عظم الله اجورنا واجوركم في ام المؤمنين ام الزهراء السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها ذكرى وفاتها في هذه الليلة وهي ام الجميع ام المسلمين عامة والمؤمنين خاصة.

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الأمين محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أعداء الدين

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾[1]

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح واجعل نيتنا خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين

جاء في الحديث الشريف عن النبي الاعظم محمد (ص) انه قال: «سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبا مرحبا بوصية رسول الله (ص) وأقنوهم». يقول الراوي قلت للحكم: ما «أقنوهم»؟ قال: علموهم[2]

السعي من أجل تحصيل الجانب الايجابي والابتعاد عن الجانب السلبي في الحياة

كلنا نعيش عالم الانتظار، كلنا ننتظر إماماً يتطلع إلينا ونتطلع إليه، يرغب في لُقيانا ونرغب في لُقياه، يشرفنا ان نلتقي به، لانه الشرف الاكمل الاتم، حتماً كلكم عرفتم من هو هذا المنتظر، ومن هذا الشخص الذي نتطلع إلى اشراقة وجهه، انه الإمام المفترض الطاعة علينا فعلا ألا وهو الخلف الباقي من آل محمد (ص)، بقدر ما ننتظره وندعو له بتعجيل الفرج هو أيضاً ينتظرنا ويتطلع إلينا ولكن كل واحد منكم ليسأل نفسه هذا السؤال المشروع: على أي حال يرغب الإمام المهدي (ع) ان يرانا عليه؟ على العلم أم الجهل؟ على الهدوء أم الفوضى؟ على التعاون أو الصراع؟ على المحبة أم الكراهية؟ على الانقياد أم التمرد؟ على صلة الأرحام أم على قطيعتها؟ على بر الوالدين أو على مناكفتيهما؟ كلكم بما تمتلكون من عقل ومن وعي ومن حسن تربية سوف تقولون أو تصوتون للجانب الايجابي، إذن ما الذي يتحتم علينا أيها الشباب، أيها النشء أيها البراعم الايمانية الرسالية؟ يتحتم علينا شيءٌ واحد أيها الأحبة؛ ان نسعى من اجل تحصيل الجانب الايجابي في جميع جوانب حياتنا وأن نبتعد عن كل مواطن السلب ودوائره في حياتنا، لا يقول احدٌ منا أيها الأحبة ان الإمام المهدي (ع) في الغيبة فهو لا يرانا ولا يسمع ما يصدر منا! لا ابدا، هذا خلاف عقيدتنا الحقة عقيدتنا الحقة تقول أيها الأحبة أيها الأبناء انه ما يصدر منا من فعل إلا والامام المهدي (ع) عليم به، ولا يصدر منا قول إلا والإمام المهدي (ع) به عليم بما علمه الله ومكنه من الوقوف على دقائق الأشياء، فلابد ان نلتفت أيها الأحبة الى هذا الامر وهو أننا في ذهابنا، في إيابنا، في قيامنا، في قعودنا في دائرة لطفه وفي عين عنايته (ع)، علينا ان لا نفرط في هذه القيمة، هذه قيمة كبيرة، علينا ان نعمل لتهذيب أنفسنا، لتصحيح أعمالنا، انتم طلاب علم واليوم تضعون حجر الأساس لمسيرة طويلة.

الزمن الحالي وما يحمله من نقلة نوعية في التعلم

في الزمن السابق أيها الأبناء لم يتسنى للذين في أعماركم ان يتعرفوا طريقة الوضوء كما ينبغي، لم يحسنوا الطهارة والتعامل مع بيت الخلاء، لم يتعرفوا على واجبات الصلاة، مبطلات الصلاة، شروط الصلاة ...كل هذه الامور لم يلتفتوا إليها، اليوم نحن في نعمة كبيرة، الله هو المنعم ولكن هنالك أسباب تجري على أساس منها النعم، من هذه الأسباب هذه الكوكبة الطيبة المباركة من رجال الدين، هؤلاء الذين نذروا أنفسهم وضحوا بأوقاتهم، كان بقدور هؤلاء ان يجلسوا في بيوتهم ولا يحملوا أنفسهم مزيد عناء، كذلك الكادر القائم على انجاح هذه الدورة كسابقاتها وان شاء الله الآتي في السنوات على شرط الأعمار، كان بمقدورهم ذلك، لكنهم رأوا ان غرس بذرة الايمان والمحبة والتكامل في نفوسكم مسؤولية أولى لا يمكن التفريط فيها لذلك هم يجهدون أنفسهم من أجلكم، علينا ان نتعاون معهم، ان نسمع لهم، ان نتمثل الخطى التي يخطونها، وننظر الى سلوكهم، أدبياتهم... هذه الكوكبة لم يناموا ويستيقظوا ورأوا أنفسهم على ما هم عليه الآن، هؤلاء تحملوا الغربة وصعوبة العيش ومشاكل الحياة، سهروا الليالي، أجهدوا أنفسهم، ربما حرموا عوائلهم الكثير من مواطن السعادة في سبيل تحصيل حالة الارتقاء في جانب العلم والمعرفة ليعودا وينذروا قومهم وانتم القوم المنذرون، أيها الأحبة! أبنائي: هذه نعمة فلا تفرطوا فيها، عظوا عليها بالنواجذ، احكموا عليها قبضة اليد، هم لا يريدون منكم جزاءا ولا شكورا ولكن يريدون ان يروا غرسهم في ارض صالحة قد أينع وأثمر، أكثر من هذا لا يريدون شيء آخر، كيف نحصل على هذا الشيء؟ نحصل عليه بعد ان نسمع ونعي ونطبق ما سمعناه، إذا سمعنا دون ان ننشغل بشاغل من حولنا وإذا وعينا بعد السمع تفهمنا الأمور..

أهمية فهم المسألة وعدم الخجل من طلب الاستيضاح

ربما يطرح احد المشايخ والسادة الفضلاء مسالة فلا تتضح لكم، عليكم ان لا تستحوا في ان تستوضحوا، اسألوا مرة أو مرتين أو ثلاث أو أكثر، لا يجوز لاحد منكم ان يخرج من المسجد وهو سمع مسالة شرعية ولم يفهمها ويتركها هكذا، حينها سوف تربك مسيرته سوف تخفق بأعماله.. يبقى المسؤول من هو؟ أنت بالدرجة الأولى، لأنك لم تستوضح، أبنائي الذي يسمع مسألة ولا يسمعها على صحتها كالإنسان الذي اصابه جرح بيده فيقوم بلف الجرح حتى يوقف سيلان الدم بدون الالتفات الى مسالة التلوث التي قد تنتج جراء الجرح، أن ما قام به من لف الجرح كان عمل خاطئ لم يكن عمل سليم، لأنه لم يقم بتنظيف الجرح او بخياطة الجرح او... في الاحكام الشرعية نفس الشيء، لو ان احد الاخوة الأفاضل المشايخ السادة قال لي ان جواب المسالة الشرعية الفلانية بهذا الشكل، مثلا قال لي غسل الوجه لابد ان يكون من الاعلى الى الاسفل، أو المسح لابد ان يكون من الأعلى الى الأسفل يعني تدرجا الى قصاص الشعر، فلابد لي ان افهم المسألة بالدقة واذا كانت تحتاج الى توضيح استوضحه، لابد ان اسأل مرة او مرتين حتى أفهم المسألة بالدقة وهو سوف يجيبني بحسب فتوى مرجعي وليس من نفسه، فعليكم ان لا تستحيوا من طلب توضيح المسالة من المشايخ، اسألوهم، اصلا هم لم يؤتوا الا من اجل السؤال وما جاؤوا الا وهم مستعدون للسؤال وانتم كما في الحديث الشريف في وصية الرسول (ص) اذا جاء احدكم وسأل من هؤلاء الافاضل وقال ان هذه المسألة بالنسبة لي غير واضحة فبناءا على هذا الحديث الشريف لابد ان يقول له مرحباً مرحبا .. يجب ان يفرح وينبغي ان يقربك ويعطيك الجواب الطيب.

أهمية معرفة الطاقات لتطوير مشاريع الحياة

أتعلمون ان كل واحد منكم يحمل في داخله مشروع، مشروع في الحياة، وكلما يكبر الانسان كلما تكون صورة المشروع اوضح، الشخص الذي يدرس في الصف الاول الابتدائي قد لا يلتفت الى مشروعه لكن عندما يذهب الى الصف السادس الابتدائي يبدأ المشروع يتضح معه، لا يوجد احد منكم ليس لديه هواية البعض هوايته الرياضة واللعب بالكرة، البعض الاخر هوايته قراءة القرآن أو ترتيله او حفظه، البعض الاخر هوايته الحفاظ على شعائر اهل البيت (عليهم السلام) والنهوض بها، البعض هوايته قراءة الروايات، البعض ... الاهم من هذا الشيء ابنائي احبائي اننا نتعرف على طاقاتنا حتى نطور مشروعنا، نحصل له الآليات، نحن لا نعلم كم واحد منكم يصبح غدا دكتور، او مهندس او رجل دين يخدم كما يخدمون رجال دين الآن، لكن حتما جزما هذا المنظومة من الاطباء والاساتذة والمهندسين ورجال الدين ورجال الاعمال موجودة فيكم في داخلكم بالقوة، لكن عملا فعلا تجسدا خارجيا هذا الذي انتم تصنعونه، لذلك ليس من الصحيح ان يبدء الشخص بعد ان يتخرج ويذهب الى الجامعة بتحديد ماذا يريد، بل لابد ان يلتفت الى هذا الأمر من البداية ويتعرف على مقدار ذكائه ورغبته وتوجهه، بعدها ينفتح على ابويه ويسأل منهم ويستشيرهم، أو يسأل من الأخ الكبير، أو من صديق يثق به حتى يصل الى نتيجة والى تنمية الطاقات في داخله.

انعكاس الدورات التعليمية على الطلاب

 هذا الاجتماع ببركة هؤلاء المشايخ يزداد سنة عن سنة وهذه نعمة ايضا لابد ان يستجيب الابناء لهؤلاء، وعليهم ان يشكروا، ايضا انتم عليكم ان تشكروا نعمة وجود هؤلاء في اوساطكم، ولله الحمد فان مشروعهم يتطور سنة عن سنة، ختاما وحتى لا اطيل عليكم فقط اقول بانه لا يكفي ان نحضر المسجد ونسمع ونذهب الى المدرسة و نسمع لابد لكم ان تكتبوا ما سمعتموه، عليكم ان تتذاكروا الدروس حتى تحققوا النتائج الطيبة، والنتائج التي تحصلون عليها في المدرسة هي مشروع الحياة، هذه النتائج التي تحصلون عليها هنا هي التي سوف تنعكس على طهارتكم وعلى صلاتكم وعلى صومكم وعلى حجكم وعلى منظومة التكاليف الشرعية يوم القيامة، عند الصراط ستقولون جزى الله الشيخ الفلاني أو الفاضل الفلاني الف خير الله.. الذين أخذوا بنا إلى هذا المسير والى هذا الصراط المستقيم وعلمونا، في ذلك اليوم سوف تتذكرونهم، أسال من الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بأيدي الأخوة الأحبة الأساتذة ويساعدهم على انجاز مهمتهم، وأسال من الله سبحانه وتعالى أيضا ان يوفقكم جميعا ليخرج كل واحد منكم بما يتمناه، ولإدخال السرور على قلب الزهراء البتول بنت النبي محمد فالنصلي على محمد وآل محمد.