نص كلمة سماحته يشارك مجموعة ليث الحروب حيدرة أمسيتها الولائية

نص كلمة سماحته يشارك مجموعة ليث الحروب حيدرة أمسيتها الولائية

عدد الزوار: 351

2014-10-21

الغدير سيد الأعياد وأفضلها وأشرفها عبائر جاءت في نصوص أهل البيت عليهم السلام وقد جاء في القرآن الكريم ﴿يـٰاَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما اُنزِلَ اِلَيكَ مِن رَبِّكَ و اِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ و اللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ اِنَّ اللهَ لا يَهدِى القَومَ الكـٰفِرين[3]

وقفة عند الغدير

تحرك النبي من مكة قاصد الى المدينة، الامين جبرائيل يهبط من السماء، المكان على مقربة من ميقات الجحفة، في سهل منبسط شرق مدينة رابغ، في سفح جبل في واد طيب مبارك تشرف بأنفاس النبي منسوجة بأنفاس علي، بأمر من السماء الامين جبرائيل يهبط ويقول: يا محمد بلغ ما انزل اليك من ربك، رسالةٌ بجميع تفاصيلها، خذها من مكة ايام العسرة، الى المدينة حيث الانتصارات، النبي الاعظم ضحى بالكثير، استشهد من اهل بيته عمالقة لهم قيمتهم وحضورهم وشخوصهم وبصمتهم الواضحة على صفحات التاريخ، فمن منا يجهل الحارث بن عبيدة، او الحمزة بن عبدالمطلب، او ذو الجناحين جعفر؟ ثلاثةُ أقمار من آل هاشم تهاووا بين يدي رسول الله في سبيل الدعوة بدمائهم الطاهرة، عبّد الطريق وأضيئت جوانبه، في هذا الموطن وفي ذلك المكان المعين، النبي ينصب عليا عليه السلام اماماً على المسلمين، لم يكن الامر في منطلقه يعود الى الشخصنة وانما هو ابرازٌ لامر ارادته السماء وتعلقت به الارادة السماوية منذ اليوم الاول الذي انبثقت فيه انوار محمد وعلي في عوالم الانوار وفي عوالم الذر أخذ الميثاق على جميع البشر، لذلك فان لمحمد وعلي عليهم الصلاة والسلام الحجة يوم القيامة على كل كبير وصغير ورجل وامرأة.

خصوصية عيد الغدير

 الغدير له خصوصيته كعيد، الاعياد عند المسلمين كثيرة لكن لهذا العيد من الخصوصية ما لم تتمتع به بقية الاعياد فمثلا في غيره من الاعياد الصوم حرام وفي هذا العيد الصوم مستحب وهو كفارة ستين سنة يعني عمر الانسان الطبيعي بعد التكليف، وقد جاء في الحديث الشريف عن الامام الصادق من آل محمد عندما سئل: هل للمسلمين عيدٌ غير الجمعة والاضحى والفطر فأجاب عليه الصلاة والسلام نعم اعظمها حرمةً، فهل روعيت هذه الحرمة لهذا العيد؟ ام انها صودرت، انتهكت والغيت حدودها في الكثير من المساحات، قال الراوي وأي عيد هو؟ فقال عليه السلام اليوم الذي نصّب فيه رسول الله امير المؤمنين علما للناس وقال من كنت مولاه فعليٌ مولاه ... اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، هذا هو الدعاء الذي يؤمّن به على البيعة، كذلك سئل الامام عليه السلام عن خصوصيات هذا اليوم وما ينبغي ان يقوم به الانسان المؤمن الذي اخذ على نفسه عهداً وميثاقاً ولائياً لعلي عليه السلام في ذلك اليوم فقال عليه الصلاة والسلام: الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد والصلاة عليهم[4] اما مسألة الذكر فهو مؤدى كثير من النصوص، حيث يقول الامام الصادق عليه السلام: تجلسون وتتحدثون... فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيى أمرنا[5] وما هذا المحفل المبارك الا عبارة عن لبنة في ذلك البناء لذلك الصرح الشامخ وهو الذي يجسد معطى هذا الحديث ولباقي الاحاديث وهي من الكثرة بمكان. الامر الاخر الاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد، الصلاة على محمد وآل محمد فيها خصائص ينبغي ان لا يفرط الانسان فيها فهي اخف الاوراد واكثرها ثوابا، ويمكن ان يتعاطاها الانسان المؤمن في كل زمان ومكان، اما المحفزات عليها فهي كثيرة ولو لم يكن الا انها مما يثقل به ميزان المؤمن يوم القيامة عند الحاجة لكفى كما جاء في الحديث الشريف انه: «أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته»[6] اجر الولاء لمحمد وآل محمد الصلاة عليهم بالصلاة التامة الكاملة من مثقلات الميزان ومثبتات الولاء لذلك يثقل الميزان بها في مجالسنا نجتمع من اجل رفع الرصيد في مساحة الثواب بناءا على تعاطي مثل هذه المفردات ذكرهم بالشعر او بالنثر واستتباع ذلك بالصلاة على محمد وآل محمد.

ربط الاعياد بأمور عظيمة

 ونحن ايها الاحبة عندما نلاحظ بنظرة سريعة بما ترتبط به هذه الاعياد سوف نجد انها ربطت بالعظائم من الامور وبما اختص من الرسوم العبادية

ربطها بالعبادات

الامر الاول، ربط الاعياد بالأعمال الكبرى والعبادات الصالحة وهذا واضح وبين، وقد جاء في الحديث الشريف: «كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» [7] في شهر رمضان سمو النفس، في شهر رمضان ربيع القرآن، في شهر رمضان صلة الارحام، في شهر رمضان تفتح ابواب الجنان، في شهر رمضان تغلق ابواب النيران، في هذا الشهر المبارك تكون للمؤمن الصائم فرحتان[8] الفرحة الكبرى عندما يرفع يده عن المسؤولية تكليفاً عن صيامه ان أدّى الفريضة كما هو مخاطب بها، بعد ذلك تجيء فرحة العيد الكبرى، اذن ربطت بمقام سام ورفيع هذا المقام هو الصوم والانقطاع الى الله سبحانه وتعالى.

ربطها بالبعد الاجتماعي

 الامر الثاني ربط الاعياد بواقع الامة من خلال أبعادها الاجتماعية، البعد الاجتماعي بالأعياد يعطينا هذه الفرصة الكبيرة في ان نتعاطى الامور فيما بيننا، ان نشدد العلاقات فيما بيننا، ان نوسّع من دائرة التعاون فيما بيننا، الاعياد مساحة نلتقي فيها وعليها فيما لا يتسنى لنا في سواها، مثلا من يتخذ مقراً لعمله خارج منطقته ربما يصعب عليه الرجوع والتكرر في الرجوع، لكن في العيد لا مندوحة من الرجوع والمباركة وتبادل التهاني مع الاهل والارحام والاصدقاء بطبيعة الحال، اذن هنالك مساحة يوفره له لنا العيد لتلتقي اسهم صلة الارحام بعد ان قطعت، ربما قطيعة الرحم قد لا تكون مقصودة فيما يستوجب الذنب، ولكن تكالب مشاريع الحياة تصادر من الانسان القيمة للوقت بحيث يذهب ادراج رياح، تتزاحم المشاغل في ذهن ذلك الانسان تنعكس على نفسيته، تتصرم الساعات، تتلوها الايام، تتلوها الاسابيع ثم هناك شيء مهم وهو ان «من بعد عن العين بعد عن القلب» لنكن صريحين مع انفسنا اكثر من ذلك حتى في الامور العبادية عندما الانسان يقطع صلته في ضرب من ضروب العبادة او لون من الوان العبادة يجد ان تلك العبادة اصبحت ثقيلة عليه، ضعوها في الميزان وانتزعوا منها نتيجة، صيام الايام الاخيرة من شهر رمضان يختلف تماما عن صيام الايام الاولى من الشهر، اصلا استقبال شهر رمضان يختلف بعدما يكون الانسان قد تقدم في صيام ذلك الشهر، لماذا؟ لانه ألف الصيام في المنتصف، الف الصيام في نهاية الشهر، في بداية الشهر هنالك حالة من الغربة والوحشة، اصلا هو يضرب حسابات لما لا ينبغي ان يضرب، فيتصور الانسان مزيد من العناء الا ان الله سبحانه وتعالى ما شرع الا وسهل، فمثلا في آخر ايام شهر شعبان ترى الانسان يقول: الله يعيننا على الحر في شهر رمضان و... يمر اليوم الاول والثاني يقول: لا يبدوا انه سهل الصيام، يتعمق في القضية فتراه يقول: المفروض ان كل واحد يضع له برنامج حتى بعد شهر رمضان كي يصوم فيه، فيهيئ كي يصوم ستة ايام ليحصل على صيام الدهر، لكن بعد العيد وبعدما تأخذ البطن مساحاتها، وتتأقلم المعدة مع الوضع الجديد يتعدى الاسبوع الاول، استحباب صيام ستة ايام من شوال هذه ترتفع من القائمة، واذا ما قال له شخص مثلا في شهر صفر صم يوم من هذا الشهر سيجيبك: لا دعنا من الصيام، هو شهر رمضان نصومه والسلام، في علاقاتنا نحن نفس الشيء، مع ارحامنا الكلام عين الكلام، انت اجعل لنفسك برنامجا وعود نفسك على زيارة الآباء، الامهات، الاعمام، الاخوال، الخالات، العمات هؤلاء الذين يهمنا امرهم بالدرجة الاولى اجعل لك برنامج اسبوعي او شهري سترى امورك طيبة بل بالعكس ربما تقلص المسافة في الزيارات فبدل الشهر تصبح خمسة عشر يوما وبدل الخمسة عشر يوما تصبح اسبوع، وقد تكون أقل، لكن اذا ما تتركها و تقطعها لأشهر معينة مثلا شهرين فبعد شهرين عندما تريد ان تذهب لزيارتهم ترى الامر صعب فتبدء تبرر: اخشى ان اذهب ويحدث كلام او لوم او عتب او... اصبح ابليس يتدخل هنا سوف تترك للنفس الامارة بالسوء مساحة، ومن الذي ترك المساحة؟ نحن تركنا المساحة لابليس كي يعبث كما يشاء فصلة الارحام في الاعياد امر مهم جدا.

ربطها بالبعد التعاوني

 الامر الآخر البعد التعاوني على صعيد الجوانب المادية، لاحظوا في عيد الفطر توجد زكاة الفطرة اي هناك بند مالي هذا البند المالي مسيب الى ابعد درجة في اوساطنا الدينية والاجتماعية ويعتبر رافد قوي يعني لو فرضنا لدينا مثلا في الاحساء نصف مليون شخص يدفعون الزكاة كل شخص لنأخذ سقف متوسط مثلا عشر ريالات من نصف مليون كم يصبح المبلغ؟ سيكون المبلغ خمسة ملايين ريالا أليس لهذا المبلغ دور وأثر مهم؟ طيب اضربها في سنوات ـ ترجعها للوراء مثل مخزون السكة لكي تصل الى نتيجة ترجع الى الوراء ثلاثة اشهر ارجع لسنوات متصرمة وانظر ما هو المبلغ الذي يصير عندك، لكن من حقك ان تسأل هل يوجد مشروع يحمل هذا المسمى؟ ابدا حتى في المجتمعات المتقدمة علينا من حيث الحراك في الجوانب الاجتماعية وما الى لا ترى لهذه المشاريع من اثر. تأتي أيضاً الى عيد الاضحى حيث يستحب في هذا العيد الاضحية، لو ضحي في كل بيت بواحدة ثم اجريت عملية التقنين لتلك الاضحية سيكون عندنا مورد لا يستهان به هذا ايضا مرتبط بالعيد وعلى هذا فقس ما سواها.

الروافد الاربعة للدعوة النبوية

 ايها الاحبة، الجانب المادي في منتهى الاهمية، لذلك لاحظوا عند بدء الرسالة، النبي (ص) وضع يده على واحد من اهم الروافد الاربعة التي لولاها لما انعمنا اليوم بنعمة الإسلام:

الرافد الاول: البلاغ من النبي الاعظم محمد (ص) وهو عبارة عن القرآن الكريم، تصوروا ان الاسلام كان بلا دستوره القرآن، ما عسى ان تكون الامور، «اني مخلفٌ فيكم الثقلين...» احد الروافد الذي يعطي البعد للرافد الثاني عطل، جمد، اغلق باب مدينة العلم، اوصد الباب في وجه علي عليه السلام، الامة تخبطت وبدأت بدفع ضرائبها.

الرافد الثاني الكفالة؛ لو لم ينهض ابو طالب (رضوان الله تعالى عليه) بمسؤوليته كما ينبغي لما تمت المحافظة على حيات النبي ولو لم تتم المحافظة على حيات النبي بمقدورك ان تقرأ الى اين سوف تتجه الامور.

الرافد الثالث اموال خديجة؛ خديجة سلام الله عليها لم تبخل بنفسها حتى تبخل بالمال نذرت نفسها للنبي وبذلت اموالها من اجل الدعوى المحمدية، لذلك هذا رافدٌ مهم.

الرافد الرابع سيف علي عليه السلام؛ وسيف علي عليه السلام قيمته معنوية، لان هذا السيف لم يكن من صناعة اهل الارض كما يتصور البعض، وانما هو هدية السماء بواسطة جبرائيل لعلي من يد النبي الاعظم محمد (ص) وهو من الكنوز المدخرة للانبياء والاولياء في يد الخلف الباقي من آل محمد هذا السيف الذي ذب فيه علي عليه السلام عن الاسلام وكشف الكرب عن وجه النبي، واستأصل شافة النفاق، واجهز على المشركين، وما دخل حرب الا وحسمها، ولم تخفق رايةٌ لزمها عليٌ بيمينه، الحروب والغزوات والثروات التي تخلف فيها عليٌ عليه السلام لأمر من النبي (ص) ولوجود مزاحمة بين مهم واهم كانت المسيرة تكاد تتعثر امام المسلمين، بل في بعضها كان النبي يستنجد بعلي وعلي في المدينة فلا تحسم الحرب الا بسيف علي عليه السلام، اذن الجانب المادي له أهميته.

أهمية الجانب المادي للمؤمنين

 ايها الشباب علينا ان نخطط لمستقبل افضل مما نحن فيه علينا ان لا نقنع بما نحن فيه، قد يقول البعض لماذا تدعون الى امور الدنيا؟ الناس سيغادرون مساحات الايمان! لا هذا غير صحيح، لان؛ «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف»[9] ليس فقط في عبادته بل في علمه، في ذكره، في نشاطه، في دنياه و... انت قارن وبكل بساطة بين انسان مؤمن متدين الذي تكون الدنيا بين يديه ويستطيع ان يعمر المساجد والمبرات و... و بين الانسان المؤمن الآخر الذي لا حول له ولا قوة! الامور تختلف بين هذا وذاك، اذن ايها الشباب ضعوا نصب اعينكم بانه: «ليس الزهد أن لا تملك شيئاً، ولكن الزهد أن لا يملكك شيء» تشبث بالدنيا من اجل الآخرة، تمسك بمقدراتها من اجل النهوض بواقع المجتمع من حولك، هذه مطالب مهمة فينبغي ان نقلل منها.

مراجعة النفس وتلمس نقاط الضعف

الامر الرابع تلمس نقاط الضعف في جوانب الحيات، نحن المشكلة عندنا اننا لا نحاسب انفسنا ولو بين الحين والأخرى، حال ان الامام الكاظم من آل محمد عليه السلام يدعونا لمحاسبة النفس في كل ليلة في رواية في كل اثنين يعني في الاسبوع مرة[10] عليه ان يعرف ما هي الحالة التي كان عليها وما هي الحالة التي تحول اليها، هل ينطبق عليه هذا الحديث الشريف: «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون»[11] اجعل نفسك في اضلاع هذا المثلث وتحرك هل تصبح من المغبونين؟ لابد ان تكون من المفلحين المنجحين المتقدمين، فهذا شيء مهم، نقاط الضعف في الاسر موجودة، نقاط الضعف في التشكيلات الاجتماعية موجودة، نقاط الضعف في دوائر العمل موجودة، نقاط الضعف في المؤسسات المدنية موجودة، نقاط الضعف في المؤسسات الدينية كالمساجد والحسينيات والحوزات وما الى ذلك ايضا موجودة، لا يكمل البناء ما دمنا نغطي نقاط الضعف بالدغل، وانما علينا ان نعطيها مساحة كافية من الكشف حتى نعمل على تصحيح حالها ووضعها كي نتقدم وبالتقدم نحقق الطموح والنجاح.

تجديد العهد والميثاق وانتزاع العبر

ايضا توجد في الاعياد مساحة كافية كي نجتمع ونجدد العهد والميثاق للمولى وندعو بالنصرة للمؤمنين وندعو الله سبحانه وتعالى كي يثبتا على الولاء الصادق لمحمد وآل محمد، لكن علينا ان ننتزع الدروس والعبر هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى لا تتمتع بها كل الفرق الاسلامية، حيث توجد اربعة عشر مناسبة (مواليد الائمة المعصومين عليهم السلام) مساحات مضاءة بأنورهم عليهم الصلاة والسلام، فاذا ما سمعنا في كل جلسة ومحفل يقام باسمهم عليهم السلام رواية واحدة يكفي، او كلمة واحدة نستنير بها الطريق يكفي، واذا لم يكن لا هذه ولا تلك على الاقل احمل معي من الثواب الشيء العظيم، لانه لابد ان يكون من اعمالنا في هذه المنتديات النظر الى وجوه اخواننا المؤمنين فهذه عبادة فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال: «نظر المؤمن في وجه أخيه حبا له عبادة»[12] كيف اذا طرزنا المجلس بأعلى الصلوات على محمد وآله (ص).

في شرف مكان ولادة وشهادة امير المؤمنين عليه السلام

عليٌ عليه السلام عظمة في مولده ،عليٌ عليه السلام عظمة في سير حياته، عليٌ عليه السلام ايضا ابى الا ان يكون في أعلى درجات السمو عندما اراد الرجوع الى عالم الآفاق الخاصة، حيات بدأت بمسجد، وختمت بمسجد في افضل مكان كان الاطلاق على الرخامة الحمراء:

ماذا أقول لمن حطت له قدم *** في موضع وضع الرحمن يمناه[13]

هذه فقط لعلي، العروج في احد المساجد الذي يخير فيها الانسان بين القصر والتمام وهو المسجد الاعظم في الكوفة، بعض الروايات تقول بانها كانت مسرى النبي[14] مع شديد الاسف الى اليوم تصادر قيمة هذا المسجد العظيم من ذهنية المسلمين وتصرف في مساحات ثانية، المسجد الذي تمت المباركة حوله هو هذا المسجد، بماذا بورك؟ بصاحب المناسبة في علي عليه السلام فيه انفاس علي ترددت، النبي في معراجه اجتاز بمسجد الكوفة اشرق كالشمس في رابعة النهار، في هذا المسجد الامام علي عليه السلام افرغ ما لم يمكن بمقدوره ان يفرغه في المدينة، نهج البلاغة علم، فكر، ثقافة اجتماع تفسير اقتصاد و...تطول القائمة، في مسجد الكوفة آخر صفحة ختمها بهذا العروج الملكوتي المميز. انا اختم هذه الكلمة بأبيات اتبرك بها واسميها «تغريدة غديرية»:

 

 

 

في الختام اشكر الاخوة الاساتذة القائمين على هذا الحفل والمهرجان الطيب والمنور بأنوار محمد وآل محمد اشكرهم لإتاحتهم هذه الفرصة واعتذر ان حصل تقصير فيما ينبغي.

بسم    رب   العالمين

خالق   النور   المبين

قد  كتبت الشعر مدحاً

في   امير   المؤمنين

فهو   نور   الله   حقاً

وهو  خير  الصادقين

سورة  الاخلاص فيه

رغم   كيد   الحاقدين

فهو   نورٌ   قد  تجلى

في   قلوب  المؤمنين

فهو   سيف   الله  حقاً

في  وجوه  المشركين

وعليه    المجد   تاج

فوق  مجد  المرسلين

لا        تقل       طه

فطه  كعلي في اليقين

قالها    القرآن   نصاً

رحمة         للعالمين

فهو    زوج    لبتول

سرها    دنياً    ودين

وبه   الاسباط  جاءوا

لنبي         المسلمين

كلما  في  الكون خيرٌ

من   امير   المؤمنين

فارفعوا     الاصوات

هيا بصلات الزائرين