نريد أن نسافر لحظةً واحدة إلى مدينة الرسول الأعظم (ص) بواحدة من الصلوات الساباطية المحمدية العلوية الفاطمية فلنصلي عليها. بارك الله لنا ولكم، أعاد الله علينا وعليكم الذكرى

جاء في الحديث الشريف عن النبي الاعظم (ص) انه قال: «إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة على الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرين من أولادهم»[3]

الحديث عن الزهراء حديثٌ عن الرسالة، الحديث عن الزهراء حديثٌ عن الإمامة، الحديث عن الزهراء حديثٌ عن العبادة، الحديث عن الزهراء حديثٌ عن العلم والمعرفة، الحديث عن الزهراء حديثٌ عن التربية والرعاية، الحديث عن الزهراء حديثٌ عن الجهاد، بالزهراء استدامت الرسالة في عطائها، ولولا وقفة الزهراء لما تم ذلك.

لماذا القرآن لم يصرح باسم فاطمة الزهراء عليها السلام

هناك سؤالٌ يطرح نفسه وهو: إذا كانت الزهراء هي سيدة نساء العالمين فلماذا لم يتطرق القرآن لذكرها بالفظ الصريح وإنما اكتفى بعموم دلت عليه وبينته النصوص الصادرة عن محمد وآل محمد (ص)؟ الجواب: ان الصديقة الزهراء عليها السلام لم تكن المرأة الصالحة الوحيدة التي لم تذكر ولها القيادة والريادة، حيث كم من النساء اللواتي لم يكن لهن نصيب وذكرنا على نفس النسق، في علم البلاغة تارة يصرح بالاسم لغرض التعظيم وتارة اخرى يصرح به لغرض التقليل والتعريض، وتارة لا يذكر الاسم وإنما يتحفظ عليه تعظيماً وتكريماً، وقد لا يذكر الاسم على نحو التحقير، واصحاب مدرسة البلاغة يفرّقون بين هذا وذاك إما من خلال سياق الكلام أو من خلال اقتناص قرينة، سواء اتصفت بالعمومية أو اتصفت بما هو دون ذلك أي الخصوصية وهي أعم من ان تكون تلك القرينة متصلةً أو منفصلة بالنتيجة ما ذكر من الاسم في موطن وتم التحفظ عليه في موطن آخر كلاهما يشتركان من حيث القيمة والاثر في مورد او في قيمة واحدة وكلنا يعلم ان القرآن الكريم وهو كلام الحكيم المطلق، سيد الحكماء لا يمكن أن يتحفظ على اسم إلا لغاية ولا يمكن أن نتصور غايةً اقرب لفهمنا وإدراكنا من غاية التعظيم لفاطمة بنت النبي محمد (ص).

النساء التي لم تذكر أسمائهن بالتصريح في القرآن الكريم

في القرآن ذكرنا النسوة كثر ولم تذكر أسمائهن بالتصريح وإنما جاءت الاسماء مخفيةً، يساعدنا على الاستدلال عليها ما حبّره أقلام المفسرين، أو ما أشار إليه نصٌ صريحٌ واضحٌ بيّن، وما أكثر ذلك في جوامع الحديث تسعة عشر امرأة ذكرت في القرآن قصصها، مقاماتها ما لها وما عليها ولم يذكر لهن اسم. حتى الذين يفضلون على فاطمة ـ رغم أن النص يقف حائلاً دون تفضيل احد على فاطمة عليها السلام‌ ـ لو فتشوا عن اسم من أرادوا لها ان تقدم على الزهراء فلن يجدوا نصاً صريحاً واضحاً بيناً كما هو الحال في مثل مريم عليها وعلى ابيها السلام لا عين ولا اثر وبطبيعة الحال لا يقلل من قيمة الحدث ان ايجابا او سلبا بدليل ان القرآن استعرض والقرآن نص عليه وارشد الامة كي تستفيد مما يترتب على ذلك الذكر.

حواء زوجة نبي الله آدم عليهما السلام

 من هؤلاء النسوة التي جاء أسمائهن على نحو الكناية لا التصريح والاشارة والتلويح فقط وفقط حواء، حواء ام البشر حواء المرأة الأولى في العنصر البشري الخالص نحن نعتقد ان الزهراء متقدمة عليها في عوالم الانوار والذر لكن لا في قالبها الناسوتي وانما في قالبها الخاص الذي تتميز به على سائر نساء البشر لكن لحواء هذه الخصوصية أنها وجدت في عالم المادة، عالم الشهود، عالم الناسوت الخالص قبل سائر نساء البشر هذه المرأة ذكرها القرآن وأكد على وضعها ﴿اسكُن اَنتَ و زَوجُكَ الجَنَّـةَ﴾ [4] لم يقل يا آدم اسكن أنت وحواء الجنة لكن زوجة آدم هي حواء وان لم يتطرق القرآن لاسمها على نحو التركيب المادي والهيئوي وانما اشار اليها اشارة ضمنية كما في الآية التي ذكرناها من سورة البقرة من اراد أن يتتبع فليراجع.

امرأتا نوح ولوط

امرأة ثالثة ايضا لها قيمتها بلحاظ، هذه المرأة ايضا تم ذكرها في سورة التحريم، لكن لم يتم التطرق لاسمها بالصراحة بالتنصيص ومعها امرأة ثانية تشاركها ما يستوجب الذكر لوحدة الملاك في القضية، امرأة نوح وامرأة لوط ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُوا امرَاَتَ نوحٍ و امرَاَتَ لوطٍ كانَتا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبادِنا صـٰلِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَم يُغنيا عَنهُما مِنَ الله شيئاً و قيلَ ادخُلَا النّارَ مَعَ الدّ‌ٰخِلين﴾ [5]هاتان امرأتان لهما قضايا، لهما مواقف، طردتا من بيت الرحمة، بيت النبوة، لكن لعظم ما قامتا به وان كان في جانب السلب استوجب على السماء ان تطرق باب قضيتهما وان لم يصرّح بهما، هنا عدم التصريح هو لأجل التحقير فيما تقدم في قضية حواء عدم التصريح كان لأجل التعظيم، لان حواء امرأة عظيمة وهاتان المرأتان لم يكونا بهذه الصفة.

آسية بنت مزاحم

امرأة فرعون امرأة جليلة هي واحدة من النساء الاربعة الكمل على وجه الارض، لكن القرآن لم يستعرض لنا اسمها، امرأة فرعون، وفرعون ذلك الملك الجبار الطاغوت المتهتك المنازع لله سبحانه وتعالى ﴿و قالَ فِرعَونُ يـٰهـٰمـٰنُ ابنِ لي صَرحًا لَعَلّى اَبلُغُ الاَسبـٰب﴾[6] هذا الرجل دعا الربوبية واجبر اهل مصر على السجود له من دون الله سبحانه وتعالى، هذا في كنفه، في قصره كانت امرأة مؤمنة صالحة تقية ورعة اسمها «آسية بنت مزاحم» القرآن لم يذكر لها اسم ولكن ذكر قضيتها كي تستفيد الامم والأجيال التي جاءت بعدها والنسوة أينما امتدوا وكيفما امتدت بهم الزمن وتغيرت او تبدلت فيما بينهم المواقع، انها امرأة جليلة لا يتوقف احدٌ في عظم امرها وقد الزمت السماء ان تدوّن قضيتها ﴿و ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذينَ ءامَنوا امرَاَتَ فِرعَونَ اِذ قالَت رَبِّ ابنِ لى عِندَكَ بَيتًا فِى الجَنَّةِ و نَجِّنى مِن فِرعَونَ و عَمَلِهِ و نَجِّنى مِنَ القَومِ الظّـٰلِمين﴾[7] وقد استجيبت دعوتها.

امرأة ابراهيم عليه السلام

هنالك ايضاً امرأة اخرى لها قيمة الموقف ولم يذكر لها اسم ﴿و امرَاَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرنـٰها بِاِسحـٰقَ و مِن وراءِ اِسحـٰقَ يَعقوب﴾[8] هذه المرأة ايضا لها بصمة معينة لم يذكر لها اسم ولكن القرآن ذكر القضية المرتبطة بها وصورة الاعجاز العظيم، حيثها لم تكن لتحبل وقد تقدم فيها العمر.

قضية أخرى ﴿... و اَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ اِنَّهُم كانوا يُسـٰرِعونَ فِى الخَير‌ٰتِ و يَدعونَنا رَغَبًا و رَهَبًا و كانوا لَنا خـٰشِعين﴾[9] وهذا استعراضٌ لموقف امرأة وحالة امرأة لم تكن منحرفة سلوكا وانما لم يستقم الوضع التكويني لها مما شكل حاجزا دون الوصول الى المبتغى من وراء الاقتران بالزوج.

زليخا

ايضا امرأة شغلت عالم الادب وعالم الحب، الحب ببعديه الحب الانساني العذري والحب الالهي ألا وهي زليخا امرأة عزيز مصر، هذه المرأة أيضا كانت في بيت السلطان بل هي السلطان الفعلي وما كان السلطان وقتها إلا ان يعطى ما أراد من يعطى من التقديم والتقديس اما شؤون المملكة والدولة، فان السلطة كانت في يدها، هذه المرأة دخلت مع نبي من أنبياء الله في قضية معروفة إلى ان انتهت الامور بأن قالت ﴿الآنَ حَصحَصَ الحَقُّ اَنَا ر‌ٰودتُهُ عَن نَفسِهِ﴾[10] هذه المرأة التي عادت إلى منطق الحق وطريق الاستقامة صرحت بما كانت تنويه وما همّت به في قبالة ذلك النبي القديس يوسف عليه السلام، هذه المرأة ذكرت وقضيتها خالدة إلى اليوم وتشغل الذهنيات ولكنها لم تذكر باسمها.

امرأة نبي الله ايوب عليه السلام

ايضا في قضية ايوب؛ ايوب عليه وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام امرأته دخلت في واقع الامتحان كما دخل هو عليه السلام، لكنها لن تمتلك القوة والقدرة التي كانت في نفسية ووجود ذلك النبي، ولا غرابة في ذلك فهي لم تكن منبأة حتى تتهيئ بما هُيئ بذلك النبي ولم تناط بها مسئولية ما اناط به ذلك النبي، دورها محسوب ومعلوم اخفقت في احدى مراحله ولكنها في النهاية ﴿وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾[11] السماء تقول: ارجعنا الأمور كما قد بدأت. من منا لا يعرف ايوب؟ ايوب النبي الذي صب عليه البلاء صبا واتفقت على هذا كتب التفاسير والحديث، رغم ذلك ما نزل على ايوب لا يعادل قيمة حرف مما نزل على النبي (ص) من البلاء؛ لان النبي وهو اصدق المتكلمين هو الذي يقول «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»[12] لماذا؟ لأن أذية الأنبياء انحصرت في حياتهم، أما الاذية للنبي (ص) استمرت الى بعد ارتحاله إلى رفيق الاعلى وشتان بين هذا وذاك.

بلقيس

ايضا هنالك امرأة غيرت وجه التاريخ وفتحت الآفاق للدخول في الايمان ألا وهي بلقيس ملكة اليمن التي أعطيت من السلطان والملك ما كان مستوجباً أن يحرك في بقية الحكام والملوك في ذلك الزمن الشيء الكثير، هذه المرأة التي بُني لها عرش لا يجاريه عرشٌ على وجه الارض وهو شاهد الى اليوم، أعمدته ثابتة رغم القرون المتعاقبة هذه المرأة أيضا القرآن يستعرض موقفها ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾[13] قال: امرأة تملكهم ولم يقل الملكة بلقيس تملكهم! هذا موجود حيث ان القرآن لم يذكرها صريحاً.

بنات نبي الله شعيب عليه السلام

نبي الله موسى عليه السلام التقى بشعيب النبي عليه السلام في مدين, شعيب النبي عرض على موسى أن ينكحه إحدى ابنتيه، القرآن لم يبيّن من من بناته يريد ان يزوجها لموسى الصغيرة ام الكبيرة ولم يعطي وصفا مرشداً على إحدى هاتين الابنتين ناهيك ان يذكر الاسم مجرد قال: ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ﴾.[14]

 أيضا هنالك امرأة قامت بما قامت به، ساعدتها على عملها امرأة أخرى ذكرها القرآن ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا﴾[15] قال بعض ازواجه ولم يقل فلانة ولم يذكر اسم فلانة، ولا تسألني لماذا؟ بالنتيجة لم يذكر، ان كان لديك سبيل فدونك التفاسير وهي مليئة من الفريقين ودونك كتب التاريخ وهي مليئة ايضا ومن الفريقين لم يذكر لهن اسم، أما لم يغادر القضية ذكرها على أنها تحمل من صفة السلب الشيء الكثير.

أم المؤمنين خديجة سلام الله عليها

 ثم نتقدم قليلا حتى نصل إلى الغرض؛ خديجة أم المؤمنين ملكة العرب، شمس الحجاز المشرقة، أول امرأة آمنت بالنبي محمد (ص) من الناس، تزوج بها النبي (ص) ورُزق منها فاطمة في سورة الضحى ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ متى وجده عائلاً فأغناه هل كان في المدينة؟ أم كان في مكة؟ ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ في مكة، ﴿يَتِيمًا فَآَوَى﴾ في مكة، ﴿عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ في مكة اسم خديجة الأقدس لم يأتي في أي آية من الآيات القرآنية صريحاً ولكن القرآن أدرجه ضمن مفردات آياته.

الزهراء سلام الله عليها

ثم خاتمة المطاف الزهراء (سلام الله عليها) جاء ذكرها في أكثر من موطن وموطن في القرآن لمن كُشف له عن بصره وأنيط غشاء الحجب عن قلبه واستبصر الامور واهتدى. الله سبحانه وتعالى خص اهل بيت النبوة بآية التطهير وبإجماع المسلمين قاطبة، فاطمة (سلام الله عليها) من ذلك البيت المقصود بالآية في القربى، وتعتبر الزهراء سلام الله عليها من ابرز مصاديق آية القربى وهذه عموميات يعني نصوص عامة الزهراء من ضمن افرادها، لكن الزهراء (سلام الله عليها) اختصت بسورتين من القرآن السورة الأولى سورة الدهر (الْإِنْسَانِ) .السورة الثانية سورة (الكوثر) في سورة الدهر الحديث طويل لو دخلنا فيه سنحتاج من الوقت الكثير الكثير، لكن نكتفي بما جاء في سورة الكوثر وان كان الاتفاق بالدهر لا يقل على ما هو المتفق في سورة الكوثر من ان المعني بذلك هي الزهراء بنت النبي محمد (ص) استفتحنا بـ ﴿اِنّا اَعطَينـٰكَ الكَوثَر﴾ الكوثر اقترب منها المفسرون واخذوا بها يميناً وشمالاً والمفسرون اصناف؛ منهم مؤمنٌ متولي، ومنهم محبٌ لا على نحو الولاء، أو لم يكن على الولاء وليس في دائرة الحب، أو في دائرة الخلاف لا على نحو المعارضة والتقاطع، أو على حد النصب والعداء لأهل البيت، خمس قوائم من المفسرين ما يعنينا هو ما جاء عن اهل بيت النبوة وهو يكاد يشكل إطباق تام على أن المقصود بهذه السورة والمفردة المعنية هي الزهراء (سلام الله عليها).

قالوا الكوثر الإسلام، قالوا الكوثر الايمان، قالوا الكوثر نهرٌ في الجنة قالوا ... حال ان القرينة القريبة المتصلة لا تساعد على شيئا من ذلك وانما تساعد على ان المراد من الكوثر هو كثرة النسل بدليل ذيل السورة الذي يبين صدر السورة يقول: ﴿اِنّا اَعطَينـٰكَ الكَوثَر ٭فَصَلِّ لِرَبِّكَ و انحَر ٭اِنَّ شانِئَكَ هُوَ الاَبتَر﴾ يعني كرامة لهذه السيدة الجليلة التي اعطيناك اياها التي هي الكوثر صلي لربك شكرا وانحر شكرا هذا طبعا فيه استنباط حكم شرعي على جواز الذبح لكن ليس محله ذيل السورة ماذا يقول اِنَّ شانِئَكَ هُوَ الاَبتَر شانك، مبغضك، معاندك، المتقاطع معك، الذي يقف في الطرف الآخر. ماذا تعني كلمة الابتر؟ تعني الشيء المقطوع، من هو المتحدث؟ اختلف الرواة فيمن تحدث، قيل فلان وقيل فلان وقيل فلان وقيل... تسعة اقوال؛ المشهور واضح هذا عير النبي انه لا نسل له وأراد من قريش ان لا تستعجل أمره حتى يموت وتموت الرسالة معه؛ لانه لا عقب له لكن ماذا حدث؟ النتيجة ؛ انه لا توجد ذرية فوق وجه الارض أكثر من ذرية فاطمة سلام الله عليها وهذا دليل على البركة لذلك ذهب السيد الشهيد عبد الصاحب الحكيم رحمه الله الى القول بان التفسير الموضوعي اصلا لا يساعد تطبيقاً على مورده إلا ان يكون قد سيق لهذا المعنى يعني كثرة العيال. والحديث طويل ولا أريد ان ادخل في الكثير من تفاصيله اختم برواية؛ رواها الشيخ الصدوق في أماليه، ـ والشيخ الصدوق احد اعلام الطائفة واركان الحديث ـ وكذلك رواها المجلسي في بحاره عن النبي الأعظم محمد (ص) انه قال: «...واما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، ... وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي! انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار)[16]

ايها الأحبة الأخوة الآباء الأخوة الأبناء اقول: نحن في ضيافة فاطمة، وفاطمة كريمة أهل البيت نسأل من الله سبحانه أن يرزقنا شرف الوصول عند عتبتها الطاهرة وان يجللنا بأنوارها وأن يجعلها شفيعة مشفّعةً فينا. اشكر الأحبة الذين اتاحوا لي شرف المثول بين أيديكم سائلاً من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الاعمال، منا ومنكم، وان يجمعنا وإياكم على خير وان يجعل هذه البلدة مباركة بأهلها وان يجمع الكلمة انه ولي ذلك. والسلام علينا وعليكم ورحمة الله وبركاته.