نص كلمة: سماحته يشارك في ملتقى الصم الأخوي للنساء في ذكرى المولدين الشريفين
الحديث يرويه الإمام المعصوم عن النبي المعصوم دلالته واضحة بينة لا تحتاج إلى التوقف عندها طويلا حتى يفهم ويتفهم الواحد منا معنى هذا الحديث والمغزى من وراءه، النبي سيد الحكماء فلا ينطق إلا بالحكمة ولا يتصرف إلا وفق مقتضيات الحكمة لذلك كلامه صلوات الله وسلامه عليه يتطلب منا أيتها الأخوات ان نتبصر فيه وان نتدبره بما يتماشى والحاجة التي نرغب فيها، الحديث عن رسول الله (ص) وهو الواسطة بين الخلق والخالق وهو الأمين المؤتمن على الشريعة الخاتمة للرسالات السماوية فلا رسالة بعد هذه الرسالة ولا نبي بعد هذا النبي يقول: خلقت أنا النبي يتحدث عن نفسه ان تكوّنه، ان بذرته، ان كينونته من نور الله سبحانه وتعالى وهو نور الأنوار لما خلق الله نور محمد (ص) اشرقت الأرض بنور ربها بعد ان كانت ظلاما دامسا الشاعر يتغنى بهذه المفردة يقول: بلغ العلى بكماله النبي كمالٌ لا نقص فيه، بلغ العلى بكماله * * * كشف الدجى بجماله، جمال محمد لا يجاريه جمال هو أجمل من في البشر، بلغ العلى بكماله * * * كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله، خصاله من الكرم، الشرف، العلم الشجاعة، الصبر، التقى، الورع، العفاف، الحياء وما إلى ... صفات الكمال في ذات الرسول كالنعم لا تعد ولا تحصى
بلغ العلى بكماله * * * كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله ** * [النتيجة] صلوا عليه وآله
المرحلة الثانية هي مرحلة الخلقة للأنوار المنقسمة عن نور النبي (ص) يقول: وخلق أهل بيتي من نوري يعني من جاء في كوكبة العصمة والطهارة، من شملهم الاصطفاء الرباني وهم عبارة عن علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة أهل العصمة من الإمام الحسين (ع) وخاتمهم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف كلهم من نور النبي (ص) اشتقت ذوات التكوين لهم ثم أيتها الأخوات النبي يأخذنا إلى ما يعنينا بالمباشرة ويريد من وراء ذلك ان يبين ما لنا من الخصوصية والتميز على غيرنا وهي نعمة وكرامة علينا ان نحافظ عليها وعلينا ان نسقيها كما تسقى الشجرة كي تحافظ على حياتها وطراوتها نسقيها بفنون العبادة التي نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وان من مثبتات الإيمان كثرة الصلاة على محمد وآل محمد يقول (ص) وخلق محبوهم من نورهم يعني نحن الذين نعيش الولاء والاعتقاد بإمامتهم عليهم الصلاة والسلام خلقنا من نورهم وهنالكم حديث يبين لنا هذه الخصوصية صريحٌ وواضح وبين: شيعتنا منا ومن هنا تفيد التبعيض يعني نحن جزء منهم من ذلك الكل نحن نمثل جانبا من تلك الحقيقة كما تقول الرواية السابقة: وخلق محبوهم من نورهم، فهذا الحديث يقول: شيعتنا منا شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا،[2] الطينة الأولى التي خلق منها هذه الكوكبة النيرة.