نص كلمة: سماحته في زيارة لمعرض الفن التشكيلي الحسيني

نص كلمة: سماحته في زيارة لمعرض الفن التشكيلي الحسيني

عدد الزوار: 423

2014-12-23

الحسين سفينة نجاة ومصباح هدى

الإمام الحسين (ع) منذ أن قام بنهضته التصحيحية بعد انحراف الأمة وما خلفته تلك النهضة من آثار جليلة وعظيمة ما انفك أئمة أهل البيت عليهم السلام يحثون شيعتهم في الحفاظ على أهداف نهضته كل من خلال موقعه وبقدر طاقته واستعداده، لذلك ابتدر الشعراء وسجلوا أسمائهم في سجل أولئك الأوائل الذين حافظوا على معطيات هذه النهضة، ثم جاء الخطباء وبات هؤلاء وهؤلاء يسيران إلى جنب بعض يقدمون المشهد ويحافظون على الأهداف ويرسمون الصور المقربة لحدود المأساة ويستنطقونها أتباع أهل البيت عليهم السلام ليزدادوا شوقاً وتعلقاً وذوباناً وهي المرحلة الأخيرة في أهل البيت عليهم السلام، كلنا يعلم أن التحديات كانت من الخطورة بمكان تلك التحديات لم تكن تعرف مكاناً بعينه وإنما في كل الأمكنة التي كان فيها اسم الحسين (ع) كان التحدي يفرض نفسه، لكن الغلبة في نهاية المطاف كانت للحسين (ع)، لأن الحسين رسول السماء، رسول النبوة والإمامة، الإمام الحسين (ع) لأنه شخّص الداء واجهد نفسه في وضع الدواء استخلصه الإمام الحسين (ع) من خلال الملحمة الخالدة الكبرى لكن الأمة تتقدم وتتأخر في التعاطي من ذلك الترياق الذي يفترض أن يرد الروح في كل أفرادها تفنن الخصوم في محاربة الإمام الحسين خابت أمالهم، ذهبت جهودهم إدراج الرياح، لأن الحسين ابن علي (ع) كان يبرز لهم من خلال كل حرف ومع كل قطرة دمعة.

دور المعرفة في التعامل مع الاحداث

الإمام الحسين (ع) الرسالة العملية والإمامة ذات الطابع الحركي والإمام الحسين (ع) هو الذي أصّل بعد ضياع طويل للمسار الرسالي في وسط الأمة لذلك لا نستغرب عندما نجد ان المسار يشتد ويضعف بين الفينة والأخرى لا لأن القضية قد ماتت ولا لأن الخصوم استطاعوا ان يحدوا من وهجها أبدا لكن الأتباع والأنصار هم الذين يعيشون حالة الشدة والضعف السر في ذلك يكمن في جانب واحد ألا وهو المعرفة، الإنسان بقدر ما يعرف بقدر ما يتفنن في صيغ التعامل مع الأشخاص مع الأحداث مع النتاج مع الرمز، في الفترة الزمنية التي نعيشها (وحتى لا أطيل عليكم) شبابنا الناهض والأشبال الذين يرسمون أيضا مستقبلاً واعداً معرفتهم بالقضية، معرفتهم بصاحب القضية هي في حالة من التقدم الكبير عندما نرجع إلى عقود معدودة من الزمن لا نجد الطفل الذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات يستظهر نص زيارة الإمام الحسين (ع) بينما اليوم نجد من أشبالنا في هذا الزمن رغم الغزو الثقافي والمحاربة ورغم التشويه ورغم الحصار يخرج في أكثر من مكان ومكان طفل وطفلة ليتعاملوا مع الحدث بما يتناسب وأعمارهم عندما تصدر من حنجرة طفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات عبارة «هيهات منا الذلة» وهي قابضة يديها يعني أن هذا لم يأتي من فراغ وإنما يدلل على أن الوعي وان المسار الحسيني لا زال يعمل عمله ويفعل فعله ويترك أثره.

اهمية تعدد المسارات في اظهار النهضة الحسينية

التعامل مع القضية له ضروبه قبل أكثر من عقدين من الزمن كنت أنادي إلى متى منبر الإمام الحسين (ع) الأبن الوحيد للقضية لماذا لا يكون إلى جانبه أبناء يسافرون بقضية الإمام الحسين (ع) قبل أكثر من عشرين سنة في العتبان في احد المجالس أتذكر إني طرحت هذا الموضوع وشددت عليه كثيراً العالم يمكن أن نخاطبه بالقول ويمكن أن نخاطبه بالحركة ولكن هنالك أيضا وسائل كثيرة جدا اليوم بات العالم يغزوا العالم من حوله من خلالها وهم لا يحملون قضية تحمل طابعاً إنسانياً شريفاً ولا سماوياً مقدسا بينما نحن أتباع الدين الحق والمذهب الحق أصحاب قضية، أصحاب ارتباط بالسماء من خلال الأرض إما من خلال عمود نور أوله محمد وأوسطه محمد وآخره محمد والحمد لله جاء الوقت الذي نرى شريحة لا يستهان بها من أبنائنا وبناتنا يقدمون للأجيال ويقدمون لأبناء المجتمع ويقدمون للمجتمعات فيما هو أوسع دائرته ونأمل أن يكون فيما هو الأوسع الأوسع الأوسع من خلال التواصل مع الآخر وان بعدت بيننا المسافات لكن القاسم المشترك هو الحسين ابن علي (ع) تحرك أصحاب الأقلام والريش ليمزجوا بين مسارين جمالية الخط وفنية الحركة الخط والرسم من خلالهما تقدمت الحضارة في الغرب ولو في جانبها المادي لأنها لا تمتلك قيمةً خارج هذا الحد نحن في مساحاتنا نجد أن هؤلاء تحركوا وقدموا مجموعة من الأعمال في أكثر من منطقة وفي أكثر من محفل وفي أكثر من مناسبةً تقدمت أعمالهم تطورت أعمالهم شدت الجيل الناشئ في المبدأ في لون آخر ما لاحظته في هذا المعرض المبارك ومن خلال الجهود الموفقة المبذولة من أصحابها أن دل على شيء فإنما يدل على أمور وليس على أمر واحد أو شيء واحد يدل على طيب المولد وحسن التربية وشرف التوجه والتحمل للمسؤولية روافد أربعة تمازجت فيما بينها عشنا ما نعيشه أخذ الله بأيديهم، شد الله على سواعدهم، نوّر الله عقولهم، فتح الأبواب أمامهم، جعل الآتي من الأيام هو الأفضل مما مضى والنتاج هو الأكثر تألقا، أيها الأحبة خصوصاً الأبناء أقول أن نصل إلى شيء بين معقوفتين النجاح أمر سهل وفي منتهى السهولة لكن تبدأ الصعوبة عندما نحاول المحافظة عليه وتشتد أكثر عندما نحاول أن نطور من آلياته ونتقدم به مراحل إلى الأمام وبضني ان القائمين على تنفيذ هذا المعرض المحسوب على أهل البيت عليهم السلام وفيه الأجر الكبير والثواب العظيم الذي لا يستطيع ان يقدمه إنسان لإنسان إلا من أنيطت به المسؤولية في تقديم الأجر وهم محمد وآل محمد أيها الأحبة أسأل من الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيديكم وأن يجعل ما تقدم في صالح أعمالكم وان يغفر لموتاكم وان يمن علينا وعليكم وعلى الواقع بما هو الأفضل في القادم من الأيام، أن يحشرنا وإياكم بعد إركابنا في سفينة الحسين يوم القيامة مع الحسين ابن علي (ع)، وان ينير دروبنا معكم بمصباحه عليه الصلاة والسلام أنا شاكر للأخوة الأحبة دعوتهم واشد على أيديهم وأنا في خدمتهم في ما يرغبونه مادياً ومعنوياً، إنشاء الله لا أكون من المقصرين قدر جهدي واستطاعتي انا في خدمتهم جميعا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.