نص كلمة سماحته في زيارة لمدرسة الإمام الصادق بالتويثير

نص كلمة سماحته في زيارة لمدرسة الإمام الصادق بالتويثير

عدد الزوار: 2609

2015-12-20

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي المصطفى وآله آل الوفاء واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أعداء الدين

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح واجعل نيتنا خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين

جوانب من نشاطات مدرسة الامام الصادق (ع)

لا زلنا نستظل بضياء معطيات ذكرى الأربعين والإمام الحسين (ع) مصباح هدىً وهذا المصباح لم يحد بزمان ولا بمكان وانما له امتداداته يلغي هذه الحدود وما نعيشه في أوساطنا ما هو الا ما يستفاد من تلك الومضات وأحيانا ربما تكون مشفرةً ولكن الأقدر على فكها هو من صنع من نفسه انسانا حسينا واظنكم كذلك، بل أحسبكم كذلك، ربما يكون الكلام في حدود تعليق سريع على مجريات التقرير الذي يبدو انه بذل فيه جهود كبيرة.

الحضور المكثف لرجال الدين

لفت انتباهي جملة من الامور، الامر الأول تكثيف الحضور لرجال الدين مع التنوع الذي يعيشه هؤلاء فكرا، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على درجة النضج التي وصلت إليه هذه المدرسة والقدرة على التعامل مع جميع الوان الطيف فهذه تحسب لهم وانا أتذكر في إحدى الزيارات عندما سأل احد الإخوان كيف يمكن قلت له من لا يستطيع ان يستوعبنا بعباءتنا كرجال دين علينا ان نستوعبه بعباءتنا، واعتقد انها مع مرور السنوات أصبحت حقيقة وهذا شيء جميل جدا ان يجد الانسان حينما يلقى من كلام ويتبادل من حديث ان يلقى عناية خاصة ويجد سبيلا الى التطبيق هذا انجاز كبير.

الانخراط مع باقي المؤسسات

الامر الثاني وهو أيضا امر مهم هو الانخراط او مد يد العون لاكثر من مؤسسة عاملة في وسط المجتمع او لجنة قائمة بالعمل في داخل المجتمع، هذا ايضا يعطي تجنيحا آخر يمكن للانسان ان يحلق من خلاله ويوسع من الدائرة من حوله هذا شيء جدا جيد.

الحضور المميز والمكثف

ايضا لفت انتباهي الحضور المميز في مناسبات التكريم وغير التكريم من خلال العرض السابق وانا اتصور انه لابد من الجمع بين الكم والكيف يعني لا يمكن ان يلغى احدهما لصالح الآخر وانما هما معا يعني كما وكيفا اي لابد ان يكون الكم موجود والكيف موجود، فهذا شيء مهم، انا اعرف بحسب الماضي ومما يصل من كلام ان المدرسة كان يراد لها ان لا تبقى وإذا ما بقيت ان تبقى عليلةً ولا تعرف طعم الراحة والصحة والسلامة ولكن بحمد الله التقرير يثبت أنها تجاوزت تلك المحاولات وخطت الخطوات الواسعة في الاتجاه الصحيح وهذا شيء يسجل لها.

الاستحداث والنقلة النوعية

الأنشطة والأشياء التي استحدثت في السنوات الخمس الأخيرة ونحن تجاوزنا العقد الأول وبدانا نصرم سنين العقد الثاني نرى فيها صفة التنوع التي انبسطت على كل المسارات بشكل واضح، هذا يدلل على ان نقلة نوعية قد حدثت، والنقلة النوعية عادة لا تحصل ما لم يدخل الانسان في حساب المراجعة للماضي من خلال المراجعة ووضع اليد على النقاط، نقاط الضعف ونقاط القوة، محاولة سد الخلل، الدفع بعجلة القوة الى الأمام هو الذي يوصلنا أتصور ان الذين سبقوا وأسسوا والذين اشرفوا والذين بذلوا جهودا طويلةً عريضة في سبيل ايجاد الخلف الطبيعي الذي يقرؤون فيه الامتداد الطبيعي لهذا المشروع الرائد فكرياً وأدبياً ودينياً وأخلاقياً و... حسب الظاهر اكثر من عنوان يمكن ان يندرج في هذا الشيء ان الاستمرار الطبيعي موجود وهو عامل البقاء والتقدم وتقديم الافضل، كثير من الأنشطة تخفق في نصف المسار لانها لا تصنع البديل ولا توجد الخلف الذي يحمل المواصفات القادرة، طبعا الخلف ينبغي ان يكون جامعا لمواصفات اكثر مما كان عليه من تقدم وهذه وظيفة من تقدم ان يعد الخلف لعناصر تكاملية ربما لم تكن موجوده معه، لان المرحلة القادمة تختلف عن التي تقدمتها ربما بدايات الأشياء لا تكلفنا عناءً كبيرا سوى مسالة التأسيس التي هي أساساً مشكلة ليست هينة ولكن بعد ان يتجاوز هؤلاء ويصلوا الى مقامات التتويج والانتصار على الكثير من العقبات، تجاوز تلك العقبات، المحافظة عليها شيء مهم، التقدم خطوات الى الأمام شيء أهم عند اصحاب الهمم الكبيرة وانتم كما احسب أنكم اصحاب همم كبيرة بدليل ان مشروع مدرسة الامام الصادق (ع) سنة عن سنة يقدم الأفضل، سنة عن سنة يعتني بالجودة، سنة عن سنة يركز على الملكات، فاالتقرير يبدوا تقريرا واضحاً انالم اشاهد في السنوات الماضية كهذا التقرير وان أكون صريح معكم وهذا محل فخر بالنسبة للجيل المتقدم لانه ثمرة جهودهم أصبحت في أيادي أمينة وهم انتم ونأمل ايضا ان يكون القادم هو الأفضل.

الدقة في اختيار طرح المسائل في الزيارات

انا شيء واحد فقط الذي أحببت ان أشير إليه لكن قبل هذا اود ان اقول بانني أولاً وأخيراً منذ البدء والى اليوم والى الخاتمة كما يقول احد شعراء في خدمتكم بكل الاعتبارات، هذا شيء منتهين من عنده، لكن شيء مهم احب ان أركز عليه وهو ان التواصل الى ما اريد له ينبغي ان يكون في مساحات بعيدة عن الطلبات، احيانا تحصل زيارات لبعض الفضلاء مبنية على هذا الشيء، هذه تقلل من قيمة الزيارة، الشخص قد لا يبخل لكن لا ينبغي ان تكون احد فقرات الزيارة مبنية على هذه، بل جعلوها خارج دائرة الزيارة، بما هي هي، ينتدب لها رئيس لجنة او مدير مدرسة أو شخص آخر مثل مسؤول العلاقات العامة أو رئيس اللجنة المالية أو ... وتكون الزيارة على انفراد حتى يحفظ العنوان العام لطابع زيارة مدرسة الامام الصادق (ع) لاي من الفضلاء الذين هم في المنطقة يجب ان تلتفتوا لهذا الامر وانا ذكرتها من باب المحبة والاخوة فيما بيننا قد انا لا أعاني منها وكذلك اقول انا لا أعانيها لكن البعض عندما نجلس معهم من الاخوة يتحسس من هذا ويقول هم لا يأتون الا اذا كانت في موضع الحاجة، نحن نقول لهم هم في غنى عني وغنى عن زيد وغنى عن عمر وربما تكون نيتهم راشدة بالمطلق غاية ما في الامر هناك اشياء احيانا الانسان لا يلتفت اليها قد لا تكون بحسابه ولكن بحساب آخر فعلي ان اتجاوزها وانتم بالنسبة لكم بحمد الله من جهة مزج بين الدين في نورانيته وتنوعه وتنويره ومن جهة أخرى في اكاديمتكم وفي نشاطكم وفي تفاعلكم واجتماعكم، انا اقل الخدمة لأبناء علي ولأبناء الصادق (عليهما السلام) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.