نص كلمة سماحته في تكريم الكادر القائم على سفرة أم البنين بالمطيرفي

نص كلمة سماحته في تكريم الكادر القائم على سفرة أم البنين بالمطيرفي

عدد الزوار: 335

2014-12-07

احياء الشعائر، استجابة لدعوة المعصومين عليهم السلام

إحياء الأمر من المطالب الأساسية التي دفع أئمة أهل البيت عليهم السلام شيعتهم باتجاهها وأكدوا عليها في أكثر من موطن، كلمة «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا»[3] جرسٌ يدق في آذان الموالين لا يتمايز فيها مكان عن مكان ولا زمان عن زمان بل له وجوده وحضوره في كل زمان ومكان من يعيش الولاء يستجيب للنداء عندما يقول المعصوم (ع) «احيوا أمرنا» استفاد من الأمر مادةً وهيئة، فنحن مطالبون لاجابة الدعوى لو دعي الواحد منا من أصغر الناس لكان من الأحسن والأرجح أن يستجيب له ما لم يكن هنالك من الأمور ما يشكل أهميةً أكبر من الاستجابة وإلا فالأفضل ان يستجيب الإنسان دعوة الاخ لأخيه كيف والدعوة من اشرف الخلق من أفضل بني البشر سادات الأرض والسماء محمد وآل محمد، اعتاد المؤمنون الموالون لأهل البيت عليهم السلام أن يحيوا مراسمهم يفرحون لفرحهم، يحزنون لحزنهم للمحرم دورته، ثم تأتي الوفيات لكل معصوم منهم، ودورة أخرى فيها طابع الفرح ذكر المواليد للأنوار المشرقة أنوار محمد وآل محمد.

الاستجابة تستدعي النهوض بعهدة التكليف

 المواليد محطاتٌ أيضا تتوقف عندها هي تدعونا ونحن نستجيب والاستجابة لابد ان تكون من القرن بين أمرين بين ما نقول وبين ما نفعل و ﴿كَبُرَ مَقتًا عِندَ الله اَن تَقولوا ما لا تَفعَلون[4] قول لابد وان يصاحبه عمل يتناسب معه قوةً ويتعدل في جميع الاتجاهات عقيدتنا في أهل البيت عليهم السلام انهم أنوار وانهم الأنوار التي فتقت من نور الله سبحانه وتعالى وأنها قبل أن تُخلق هذه العوالم كانت محيطة بعرش ربها أسماءهم النورانية على سرادق العرش أولهم محمد وأوسطهم محمد وآخرهم محمد (ص) نحن أكرمنا بهم، نحن شرفنا بهم، لأننا لخلقنا من فاضل طينتهم وعجنا بماء ولايتهم هذا مقام تشريف لكن هذا الموقف أو المقام يستدعي مقاماً آخر ألا وهو النهوض بعهدة التكليف عندما يوضع على صدر احد من الناس عنوان معين، كأستاذ او مهندس او طبيب هذا تشريف بعد جهد طويل وعناء متواصل شرف بهذا اللقب، أو وجيه أو... لكن هل يعني الوصول إلى هذا العنوان وهذا المسمى هو نهاية المطاف يعني أن يعيش الإنسان دائرة ما شرف به من العنوان أو لابد من استتباع ذلك العنوان بأمر آخر أن أكون محسوب على محمد وآل محمد شرف وليس بعده شرف، أن أكون من شيعتهم شرف وليس بعده شرف، لكن يلازمه شيء ألا وهو التكليف الذي يمليه علينا ذلكم التشريف، التكليف أن نقوم بجميع وجملة ما أمر به محمد وآل محمد.

عهدة التكليف، ان نكون لهم زينا

أهل اليت عليهم السلام امروا ان نكون: «كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً» أن نكون نحكي الزين في أقوالنا في لباسنا في تصرفاتنا في ذهابنا في مجيئنا في علاقاتنا في أعمالنا في دراساتنا، وقد قال الامام الصادق (ع) في رواية «... الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر»[5] لا ترضى أيها المحب أن تكون في دائرة إلا وأنت الأفضل من حيث الصدق في الحديث وأداء الأمانة لا يحسن بك أن تكون في جماعة إلا وان تكون أنت الأفضل من حيث ما تؤديه قولاً وفعلاً الكلام أيضا موصول للأخوات العزيزات الكريمات بنات الزهراء، بنات الحوراء، بنات أم البنين يفترض أن تكون الفتاة والأخت والأم في دائرة النسوة هي الرقم المتقدم ﴿و فى ذ‌ٰلك فَليَتَنافَسِ المُتَنـٰفِسون[6] مصاديقها كثيرة؛ في النهوض بعهدة التكاليف، منافسة في السباق إلى المسجد، الأكثر محافظةً على الجماعة، الأقل تفريطا في صلاة الصبح، الأكثر برا لوالديه، الأكثر قدرةً على أداء المساعدة للآخرين والقيام بها، شدّ أواصر اللحمة بين أبناء المجتمع الواحد بدل التشرذم والتشتت والضياع، إذن هذا جانب الزين، الشين مرفوض «ولا تكونوا شيناً علينا» الإنسان يقول: أنا موالي، أنا أحب أهل البيت ولكن لا ينزه لسانه، او المرأة لا تنزه لسانها عن الفحش بالقول هذه إضافة في أدنى مستويات الإضافة ونحن نعلم وانتم تعلمون أن الإضافة تحصل لأدنى سبب والمفترض في الإنسان الموالي أن لا يقبل بهذا الشيء وإنما يذهب إلى ما هو ابعد من ذلك، أيضا في شكله في تصرفاته الفتاة في شكلها في تصرفها الوضع في داخل البيت يختلف عن الوضع في بيت الصديقة وحتى في بيت ذات الرحم كيف إذا كان الأمر في المدرسة أو في الجامعة أو في حقل العمل أو في السوق لا يكفى أن تقوم الفتاة بدورها في النهوض بمسؤولياتها في اعداد سفرة أم البنين وهي لا تحكي حقيقة أم البنين في صدق لهجتها، في حسن تربيتها، في مقام تضحيتها، أم البنين أم الشهداء، أم البنين ليست مفردة نكرة بل أم البنين معرّف، متى ما دخلت على صنف عرّفته مَن من الناس لا يتشرف أن يكون محسوباً على هذه المرأة؟ بالنتيجة ربما يكون حديثي مع الأخوات أكثر وانتم تعلمون السبب، السفرة قام بها جناحان لكن الخفق الأكثر للجناح الأول حتى لا نظلم به الأخوات.

احياء مراسمهم يستتبع منهم اللطف والعطاء في الدنيا والاخرة

 ثم ما قمتم به انتم من خدمات جليلة «من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق»[7] شكرهم لنا ينتظرنا، كل الشكر مصروف مباشرةً اجر مباشر في الحيات اعمل عندك عامل بناء ينتهي الوقت أتقاضى اجرا، اعمل عندك ای عمل اخر، ينتهي العمل أتقاضى أجراً، أيها الأحبة ما نناله منهم عليهم الصلاة والسلام يأخذ مسارين؛ المسار الأول دنيوي، المسار الثاني أخروي كثير من المشاكل والمعضلات، كثير من الأمراض، كثير من القضايا العالقة ذللت صعابها بفضل واحدة من نظرات اللطف الصادرة من عوالم قدسهم علينا، كم من النساء اللواتي بقين في بيوت أهلهم لا تكتب لهم الحيات الزوجية بفضل التعلق والقيام بواجب الخدمة لأهل البيت مجموعا ومن حسب عليهم أو لواحد منهم إلا وتذللت الصعاب وفتحت الأبواب وعطاءهم صلوات الله وسلامه عليهم عطاءٌ غير ممنون بخلاف العطاء الذي يکون فيما بيننا حيث اذا وقع خلاف بسيط، يتحول الى منّة، هو أعطاه وساعده، لكن حدث خلاف قال أنا يوم من الأيام فعلت لك كذا وفعلت كذا وأعطيت كذا! أئمتنا، سادتنا عطاءهم لا يتبعهم منّ ولا أذى وإنما كله خير، كله لطف في الدنيا وفي الآخرة أكثر وضوحاً عندما ننتقل من هذا العالم، طال ما طال بنا الزمن النهاية محسومة «قهر عباده بالموت والفناء» ما اجمل واطيب ما يكون في عالم الآخرة من أمر أن تجد المرأة التي شاركت، ساهمت، بذلت من وقتها، من جهدها، من مالها تحت عنوان الخدمة لسفرة أم البنين أن تجد سفرة أم البنين يوم القيامة ممدودة بمد البصر وهي من القائمين عليها! ربما البعض لا يروق له ذلك وقد يقول لماذا هذا الإسراف وهذا التبذير والتضييع للأموال والجهد والوقت! هؤلاء و من عدة جوانب قراءتهم ناقصة؛ أولاً لم يدركوا معنى الاستجابة لتعظيم الشعائر ولو أدركوا هذا المعنى المكتنز لما تفوهوا بحرف واحد، اثنين لم يعيشوا روح الاستجابة للمعصوم عندما يقول «أحيوا أمرنا» ولو وعوا القراءة كما ينبغي لما تفوهوا بحرف واحد، ولو علم هؤلاء أيضا ما هي عليه أم الشهداء أم البنين من مقام عند الله سبحانه وتعالى لما تفوهوا في حرف واحد فيه مسببية لتعطيل هذه المناسبة العظيمة التي نذر المؤمنون والمؤمنات أنفسهم من أجل النهوض والقيام بها، كم من المناسبات يهدر فيها الأموال الطائلة وهي غير محسوبة بل ربما تكون على العكس من ذلك ولا نسمع صوتا مستنكر ومستهجن لكن عندما تكون المناسبة لمثل أم البنين أو لكريم أهل البيت تجد هؤلاء تشرأب أعناقهم وينعقون في كل مكان وفي كل زمان أمكنهم أن يقوم بذلك نحن نسأل لصالح من؟ إذا كان الإنسان ليست لديه الرغبة في أن يقف إلى جانب الخير لا اقل لا يعطل حراكه ومسيرته يدع المؤمنين في شأنهم أراد أن يبخس نفسه حقها من الأجر والمحسوبية على أم البنين أو الزهراء أو السيدة الحوراء أو أو.. هو وشأنه أما ليترك المؤمنين في حالهم، مثل هذا الاجتماع لو لم يكن فيه إلا اجر الصلوات على محمد وآل محمد لكفى كيف وفيه المدح وفيه الرثاء وفيه الوعظ وفيه شد اللحمة والتعاون والانصهار في بوتقة واحدة كل هذه لا قيمة لها في نظر هؤلاء.

المرأة ودورها المحوري

المرأة بات لها دور فاعل في حيات العالم اليوم وحتى تقوم بدورها لابد وان تعد نفسها إعدادا كاملا حتى تنهض بالمسؤولية كما ينبغي بعيد عن دائرة التخبط أو السقوط في دائرة الإفراط أو التفريط تكون موازنة حراك وسطي مقنن محكوم بعقل هذا شيء مهم وهذا رأس مطلب نأخذ خطوة خطوة مرحلة الأصل والتأصيل عندما صدع النبي (ص) بالرسالة واحد من أهم عناصر التكامل التي على أساس منها نهض هذا الدين كانت أعباءه ملقاة على كاهل أمرأة أنثى أما ليست كغيرها من النساء هي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين بكل حق واستحقاق هي واحدة من الأركان الأربعة التي قام الدين على اساس منها: مال خديجة، كفالة أبي طالب، سيف علي (ع)، بلاغ النبي محمد (ص) هذه الأركان الأربعة او العناصر الأربعة تمازجت فيما بينها أصبح الإسلام إسلاما، ارجع للوراء اقرء وجرد المقام من احد أركانه الأربعة ماذا سيكون عندك، الدور الثاني أيام الإمامة، الإسلام كان يعيش دورة مفصلية بعد غياب النبي ومجيء الإمام علي (ع) إماماً على المسلمين هذه المرحلة المفصلية أيضا كانت في منتهى الحاجة لأن يكون للمرأة دور، الدور هذه المرة أنيط بسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين الا وهي الزهراء سلام الله عليها، اذا قلت: النبي أنتقل إلى جوار ربه ثم تترك فراغ وتقول علي (ع) تجد أن شيء من الخلل في تركيب البناء واضح وبين لماذا؟ لأن همزة الوصل قاصم الاشتراك عامل الربط تم إسقاطه ألا وهي الزهراء الشهيدة المظلومة بنت النبي الأعظم محمد (ص) يستقيم الأمر إذا قلنا محمدٌ وفاطمة وعلي ثم انحدرنا في الأسماء النيرة إمام بعد أمام، أما الزهراء تستوقفنا، الزهراء تحكي جانب الكمال الإنساني وهي هي، الزهراء سلام الله عليها يقول النبي (ص) في حقها «فاطمة مني وأنا من فاطمة»[8] عندما يقول النبي (ص) فاطمة مني وأنا من فاطمة يعني كيان بكيان، عظمة في عظمة، اندكاك نور في نور، هل يستطيع الإنسان أن يتذوق طعم الإسلام وحلاوة الإيمان وهو مجرد من فاطمة؟ أصلا، لا طعم له ولا رائحة له، لا لون له إلا بفاطمة أصلا غير معلوم بان بعد النبي لو لم تكن فاطمة هل بقيت الشهادة للنبي في الرسالة إلى يومنا هذا او لا، الزهراء أبقت هذه الشهادة الى يومنا هذا وحتى ارتفاع الارض، لذلك وأنا من فاطمة، لان دوام الرسالة، استقرار الرسالة بفعل فاطمة، لذلك عندما نقرأ الزهراء ينبغي ان نقرأ الزهراء ضمن منظومة متكاملة غير مجزئة، لان الزهراء غير قابلة للتجزئة أساسا، المأساة جانب، العلم جانب، العمل جانب، العبادة جانب، التربية جانب وتطول القائمة.. تريد أن تقرأ الزهراء قراءة صحيحة تنقضي الليالي والأيام ولا تنقضي معطيات حيات فاطمة سلام الله عليها هذه الإمامة احتاجت إلى تضحية هذه المرأة، تضحية في الميدان العملي المباشر لهدف، أيضا النبي (ص) مرة أخرى يقول فی حق الإمام الحسين (ع): «حسينٌ مني وأنا من حسين»[9] هنا تعطي منطوقا من نوع خاص، ان يكون النبي من الإمام الحسين (ع) وان كنا نعتقد أنهم نور واحد، نور محمد وآل محمد، مرورا من النبي (ص) وبالقائمة المقدسة حتى تختم بالخلف الباقي من آل محمد، نور واحد، هذا امتداد على نحو العطاء والتعاطي في الخارج أدوار متعددة، أما الهدف واحد «رضى الله رضانا أهل البيت»[10] قام الإمام الحسين بالنهضة الجانب الرجالي واضح، التضحية بينة المعالم، الجانب النسوي لاحظوا مع النبي، النبي (ص) كانت السيدة خديجة (ع) ومع الإمام علي (ع) جاءت الزهراء (ع) الإمام الحسين بن علي (ع) أيضا كانت زينب (ع) هذه المرأة الجليلة التي لا يحاكي حقيقة الزهراء إلا هي، وهي المصداق الحقيقي للزهراء، وهناك امرأة ثانية لها دور مؤثر وكبير جداً ألا وهي أم البنين فاطمة بنت حزام (ع).

جوانب من عظمة ام البنين عليها السلام

البعض يقول: لماذا كل هذا الاهتمام بالنتيجة هي امرأة بدوية تزوجها الإمام علي (ع) وحدث الذي حدث!! اولا ينبغي للإنسان أن يتأدب مع مقاماتهم، سلمنا أنها بدوية، ألا يعني هذا الكلام انه إعراض عن منطوق القرآن ﴿اِنَّ اَكرَمَكُم عِندَ الله اَتقـٰكُم[11] أليست أم البنين أتقى من الكثير من النساء اللواتي كنّ في عصرها؟ ألم تكن على درجة من الوعي والفهم والدرك لمقام الإمامة أكثر من نساء قومها، امرأة تدخل في بيت العصمة والطهارة وتفاتح الإمام علي (ع) أن للإمام الحسن والإمام الحسين مقام لابد من حفظه، ما هو معناه؟ لنفترض ان هناك امرأة تحيي سفرة أم البنين، تقوم بسفرة ام البنين، تضحي من أجل سفرة أم البنين، لكن لا تتحمل أهل زوجها أو... اذن اين النهوض بسفرة أم البنين، أم البنين مبادئ، قيم، مفاهيم، مُثل هذه أم البنين، أم البنين ليس فقط اسم، بل هي اسم على مسمى، أم البنين قدر لها ان تنجب هذه الكوكبة وقدر لها ان تقدمهم بين يدي أبي عبدالله الحسين طائعة غير مكرهة محبة تتمنى أن لها من الولد ضعف ذلك هذه هي أم البنين، المرأة التي تقول لأبنائها لا تقصروا في نصرة ابن بنت رسول الله (ص) اي امرأة هذه؟ تدخل في بيت الزوجية لا تقول للإمام الحسن إلا سيدي، ولا للإمام الحسين إلا سيدي، ولا لزينب إلا سيدتي، هذه هي أم البنين، ضحت، أعطت، بذلت ولو لم يكن إلا مقام معرفتها بمقام الإمامة لكفى، وكان داعياً لنا لان نحتفل بهاٰ وان نقوى بذكراها، لكن أنا أناشد أيضا اخواتي خصوصاً القائمات على هذا المناسبة أن يمزجوا بين العنصرين؛ عنصر الجوانب المادية التي يقمن بها، والجهود الجبارة ومن وراءه انتم، والجانب المعنوي نحن لو نسأل كم تعرفنا الأخوات على مقام العلم عند أم البنين في تلك الليلة هذا شيء مهم، صبر أم البنين، عطاء أم البنين في حيات المعصوم الأول الإمام علي (ع)، تضحيات أم البنين في سبيل الإصلاح يعني عندما تقدم أبناؤها في طريق الإصلاح «انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»[12] هذه استجابة من أم البنين فهذا قليل في حق أم البنين سلام الله عليها لماذا نجتمع؟ نجتمع رغبة في الثواب من الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بسببهم ونحن نعلم جيدا بان الله يقول: ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى[13] ولا احد يستطيع ان يقول بأن الاحتفال والقيام بمناسبات أهل البيت او من حسب وكتب عليهم كأم البنين ليس فيه أجر عظيما لماذا؟ لأن فيه تعظيم لمقام يستحق أن يعظم ليصبح له حضور وإذا أصبح له حضور ترك أثره الروحي وبعده على النساء وعلى الأبناء.

تعظيم الشعائر هو احياء امرهم عليهم السلام

ان استجابة النداء فی ﴿ذ‌ٰلك ومَن يُعَظِّم شَعـٰـئِرَ الله ...﴾ الذي استفتحت فيها كلامي واختم فيها، هنالك دعوة لا يمكن التخلي عنها كـ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ[14]؛ ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ[15]؛ ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ[16] وهكذا بقية التكاليف أيضا ومن يعظم أهل البيت يسوقوننا إلى هذا الجانب أن نقوم بما يتعلق بهم (احيوا أمرنا)، ولا يعنينا شأن من يعترض أو لا يقبل أو يعارض ولا ينبغي أن نقول كلاماً لا يتناسب أيضا لأن أم البنين لا تقبل، أهل البيت لا يقبلون منا إلا الطيب لماذا لانه وكما ذكرنا في الكلام المتقدم خُلقنا من فاضل طينتهم عجنا بماء ولايتهم، بالنتيجة هذا المزج من الطيب أو شيء اخر من اطيب الطيب ينبغي أن لا يصدر منا إلا الطيب، أحياناً أيتها الأخوات أيها الأخوان الأحبة في هذا المكان المقدس أحياناً يجتاز الإنسان بإنسان ينال منه ما الذي ينبغي ان يحدث من ردة الفعل؟ هل يقوم بنفس التصرف؟ إذن ما هو الفرق بيني وبينه؟ هل يتفوه بنفس القول؟ اذن ما هي درجة الامتياز عليه؟ اذا هو يقول كلمة وانا أقول عشرة، واذا ساء التصرف أنا اعطي ردة فعل سيئة ما هي الثمرة، الشاعر يقول:

«ولقد أمر على اللئيم يسبني»، اعرف ان كلمة الفحش باتجاهي، كلمة التقبيح التي ساقها يعنيني بها، ما يصدر منه أقوال وأفعال يريد من خلالها تعطيل المراسيم ومصادرة الشعائر، تفريق الجمع، تفتيت اللحمة و... ما المطلوب منا؟ هل نتعامل بنفس الطريقة التي يتعامل بها؟ لا، «فمضيت ثمت قلت لا يعنيني»، اقول لا الظاهر ان هذا متوهم، لأنه لو كان يعنيني ما كان يغتاض على مراسم أهل البيت مادام يعتبر نفسه محسوب على أهل البيت لابد ان يفرح لا أن يغتاض

شبهات وردود

عندنا مسألة بسيطة احب ان اعلق عليها؛ بعضهم يقول لماذا هذا الإسراف وهذا التبذير وكل هذا المباهات لهذه المناسبة؟! أريد أن أقول لكم وهو من واقع التجربة الحياتية التي عشتها والمواقف التي مرت عليّ ان أكثر من يعترض؛ الأقل ندا والأقصر يداً هو أكثر الناس نأي بالنفس عن البذل لكن بالنقد والانتقاد هو في المقدمة لو تسأل وتقول هل هو بذل شيء سيقال لك لا أصلا هذا ليس هو في هذه الاجواء هو غير مستعد ان يعطي شيء، لكن عنده استعداد ان يجلس في تلك المجالس ويتبرك بالزاد ويقول لماذا هذا التبذير؟ لماذا لا يصرف الى الفقراء، آخر يا حبيبي الفقراء معروف وضعهم والناس مسلطون على أموالهم أنت تقرأ المشهد بهذه الكيفية أنا اقرأ المشهد بهذه الكيفية من الذي ملكك علي؟ من الذي أعطاك الولاية عليّ في تصرفاتي وأموري.. لكن هناك من يعيش عقد في داخل نفسه، يريد أن يفرغ هذه العقد على المشاريع الخيرة، خصوص التي تصل إلى درجة النجاح وسنة عن سنة تكون أفضل، بعضهم ينزعج سبحان الله لماذا انت منزعج؟ عليك أن تفرح، وأم البنين ايضا تفرح عندما تنظر الى بناتها وبعد أربعة عشر قرن من الزمن على وفاتها ووفائها، ينهضون بها يحيون ذكرها يتبركون بها يتعلقون بأذيالها يستنيرون بهديها هذا شيء عظيم عليك ان تفرح، سبحان الله، قلة توفيق وإذا استمر عليها الإنسان ستتبعها سوء عاقبة والعياذ بالله ما هو حال الإنسان يوم القيامة عندما تقف أم البنين وتوقف الشخص وتعاتبه وتقول له بدل المواسات واظهار المحبة والبذل على مثل هذه لماذا تعترض؟ وقد يأتي ثاني ويقول لماذا أم البنين ولم تكن الزهراء؟ لماذا أم البنين وليس أمهات الأئمة؟ حسنا انت سن حسنة، انهض بمشروع بواحد منهم مثلا أم الامام الحجة (ع) أقم سفرة لام الامام الحجة لا بد ان تنهض عليك ان تكون ايجابيا ولا تكن سلبيا ليكون عندنا ألف سفرة لأجل المعصومين وآل المعصومين واحفاد المعصومين وعلماء الدين و ... الوقت تقريبا قد انتهى أهم شيء نختم به هو الدروس والعبر يجب أن نأخذها من أصحاب المناسبات أم البنين في حياتها هي مدرسة ننهل منها بعض النصوص، تقول العباس وهو من تربية أم البنين اضافة الى تربية الإمام علي (ص) لكن بالتالي أم البنين أم ولها دورها فكان العباس (ع) إذا أراد ان يتحدث مع اخيه الإمام الحسين يطأطئ برأسه حياءً وخجلا واحتراما هذا لم يأتي من فراغ جاء من امرأة بدوية أما عارفة؛ بدويه لكن عالمة بدوية أما واصلة، أخوته على نفس الطريق، يقول لهم العباس (ع): تقدموا بين يدي أبي عبدالله كي تقتلوا فأورزء بكم! شيء عجيب وغريب، بيت فيه الإمام علي، بيت فيه الزهراء، بيت فيه أم البنين، بيت فيه زينب رفع الله الحواجز والعوالق المانعة للوصول الى قبرها الطاهر.

طبعا الشكر لا يرتجى من أحد وإنما من أهل من يشكر اولا شكرنا هو لله سبحانه وتعالى ان منّ على الأخوات والأخوان أن ينهضوا بهذه السفرة الطيبة، نسأل من الله أن يديمها وان يمد في روافدها وان يوسع على الباذلين فيها وان يقضي حوائجهم وان يجعلهم من المحسوبين على أم البنين أم الشهداء في الدنيا وفي الآخرة، الأخوات اللواتي سهرنا الليالي وواصلنا بين الأيام بذلا للجهود في سبيل أن يبرزوا المناسبة بما يتناسب والمناسبة، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يحقق لهم أمانيهم أن يقضي حوائجهم وان يدفع البلاء والأذى عنهم، كل امرأة وقفت، بذلت، شاركت، كثرّت سواداً في اقل التقدير نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان أعمالهم وان يعرف بينهم وبين أم البنين في المواطن التي يكون الإنسان فيها في أمس الحاجة لأم البنين، نحن من يحتاج لأم البنين لا ان أم البنين بالحاجة لنا، نحن الفقراء اليها وليست هي الفقيرة لنا، اسأل من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه الكوكبة الطيبة من الشباب المؤمن الذي رأى في أبناء أم البنين القدوة ورأى في أبناء أم البنين المنار الذي تشخص إليه أبصارهم ورأوا فيهم الهدي الذي يستلهم والنبراس الذي يسار وفق معطياته انتم أيها الشباب اخذ لله بأيديكم، دفع الله البلاء عنكم، حقق الله لكم الأماني في دراساتكم، في أعمالكم، في حياتكم المستقبلية، دفع الله عنكم جميع أصناف الأذى الذي لا تخلو الدنيا منها، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا واياكم على سفرة لام البنين يعجز عندها من لا يروق له ذلك، ولروح أم البنين ولروح أرحام من قام بسفرتها من النساء والأخوة وأرواح شيعة أمير المؤمنين سيما الذين ذهبوا شهداء الى الله سبحانه وتعالى في قرية الدالوة والمنصورة ونسأل من الله سبحانه وتعالى أن يعين أم البنين في استقطاب هؤلاء الى أبناءها البررة السلام على أم البنين السلام على أبناءها الشهداء السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة رزقنا الله وإياكم شرف الشفاعة على أيديهم، جمعنا الله وإياكم على الخير، اشكر الجماعة القائمين على هذه السفرة المباركة لإتاحتهم هذه الفرصة. واسأل من الله سبحانه وتعالى قد قدمت ما يرضي وفقنا الله وإياكم لكل خير الفاتحة مع الصلوات.