نص كلمة سماحته في الاحتفال بذكرى ميلاد أقمار شهر شعبان
أنوارٌ محمديةٌ علوية تشرق في سماء الانسائية عامة؛ اولهم السبط الثاني الشهيد والشاهد الخالد الحسين بن علي عليهما السلام، الثاني هو قمر بني هاشم الشهيد الخالد، وثالثهم نور الحقيقة زين العابدين وسيد الساجدين الامام علي بن الحسين عليه السلام، قاسمٌ بين الأنوار مشترك، اسمه علي، وعليٌ من محمد كنفس محمد.
قبسات حسينية
من الامام الحسين عليه السلام نقتبس درساً من خلال حديث ورد عنه عليه الصلاة والسلام حيث قال: من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، كيف والنتيجة { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[4] اي بحب محمد وآل محمد. الحسين بن علي عليه السلام مدرسةٌ كبرى وان اقتصرنا ابعادها على حدود كربلاء في مشهدها الدامي، الحسين ثورةٌ في وجه الظلم، الحسين رايةٌ خفاقةٌ ما سقطت في كربلا الا وتلقفتها زينب الكبرى عليها السلام لتبقى الوديع المستودع حتى ينهض بها من هو لها اهل، ألا وهو الخلف الباقي من آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف. اقول له واسأل من الله لي ولكم الوصول الى عتبته:
قبسات سجادية
النبي (ص) قال: اكثروا الصلواة علي فان الصلواة علي نورٌ في القبر ونورٌ على الصراط ونورٌ في الجنة[5].
وفي حديث شريف آخر عن علي عليه السلام انه قال: كل دعاء محجوب من السماء حتى تصلي على محمد وآله[6]. الامام زين العابدين عليه السلام يدخل الى الحرم الشريف أوصلنا الله واياكم اليه عاجلا يتعلق بأستار الكعبة الناس ينفرجون عنه سماطين، الخليفة الذي تحت يديه كل المقدرات المادية، يتعذر عليه الوصول لاستلام الحجر، الامام زين العابدين عليه السلام يصبح موضوع سجال بين الخليفة والشاعر او بين الشاعر والخليفة قدم او أخر حيث دفعت بك فنون البلاغة ان شئت، الخليفة يسأل وهو العارف بمن قد دخل، يسأل من الغلام؟ تصوروا! يسأل: من الغلام! رجل عليه سمات السماء خشوعاً وجلالاً وبهاءا يسأل عنه خليفةٌ ما تقدم فيما تقدم الا على حساب حفنة من تراب او طوية من ذهب يقول: من الغلام والفرزدق الشاعر بالمرصاد:
يا سائلي أين حل الجود والكرم *** عندي بيان إذا طلابه قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم[7]
كيف لا يعرفه والحجر سلم على النبي (ص) ولم يسلم النبي على الحجر، فحريٌ ان يسلم الحجر على زين العابدين، لان زين العابدين عليه السلام قبسة من قبسات النبي المصطفى محمد (ص). درسٌ من مدرسته اذكره سريعاً، قال السجاد عليه السلام: وعزتي وعظمتي وجلالي وبهائي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت همه في آخرته وغناه في قلبه وكففت عليه صنيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه وآتيه الدنيا وهي راغمة[8]، لا تتعب نفسك، اذا كنت مع اهل البيت وهم معك ستكون الدنيا بيدك.
قبسات من قمر بني هاشم
اما قمر بني هاشم ابن علي وابن ام البنين تلك المرأة الجليلة الخفرة المصونة الشجاعة الصابرة المضحيّة المباركة، المباركة بعلي ومحمد في الحديث الشريف عن النبي (ص) من صلى علي في كتاب (يعني ألف كتاب في حقهم او خط حديث في خطهم) لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب.[9]
وفي حديث شريف آخر في أجر الصلاة على علي عليه السلام قال النبي (ص) : من كان آخر كلامه الصلاة علي وعلى علي دخل الجنة[10]
اما الصلاة على فاطمة (سلام الله عليها)، فالنبي (ص) يقول مخاطبا الزهراء سلام الله عليها: يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة[11] فالحديث عنهم يطول؛ لان الكمالات المفاضة عليهم من قبل الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى ان يسعفك القدر ان تبدأ بشيء ربما لا توفق في ان تجعل الخاتم حيث شئت، نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا ولكم التوفيق في الدنيا، في الثبات في الدنيا على نهجهم، الولاء لهم، الانصهار فيهم، ونيل الشفاعة على ايديهم في الآخرة، بنينا على الاقتصار في هذه الليلة ودمج المواليد في هذه الليلة تقديرا لبعض الظروف التي يعيشها الابناء والبنات لكنها وقفة لم تتجاوز الساعة وفقنا الله ايانا واياكم لكل خير وجمع الله واياكم بفضل الصلاة على محمد وآل محمد من هنا الى هناك.