نص كلمة سماحته بالشهارين: مراعاة لقمة الحلال السبيل الأول لتحصيل الولاء لأهل البيت

نص كلمة سماحته بالشهارين: مراعاة لقمة الحلال السبيل الأول لتحصيل الولاء لأهل البيت

عدد الزوار: 723

2014-04-14

في بيان معنى ﴿اِهدِنَا الصِّرٰطَ المُستَقيم﴾[2]

الصراط المستقيم هو الخط المستقيم الموصل بين النقطتين الأولى منها الابتداء والثانية اليها الانتهاء دون اعوجاج ذات يمينا وشمال وفي المرويات المنقولة عنهم عليهم الصلاة والسلام تقول؛ بان الصراط الذي يسأل الانسان ربه ان يهديه معالمه هو الاسلام، وفي بعضها هو الولاية لمحمد وآل محمد،[3] ولا ترادف بين المفردتين، حيث ان مفردة الاسلام لها معناها الخاص بها، ومفردة الامامة او الولاية لاهل البيت عليهم الصلاة والسلام لها معناها.

الاسلام في عمومه، له مساحات كبيرة جدا جدا ينطبق عليها منها مساحة الولاء، مساحة الامامة، وانها تأخذ بعدا اكثر ما عليه معطى كلمة الاسلام، الانسان بنطقه للشهادتين يدخل في الاسلام ويحصن ويصان على اساس من ذلك دمه وماله وعرضه ويكون من المسلمين كأبنائهم يعني يشاركهم في الكبيرة والصغيرة؛ أي له ما لهم وعليه ما عليهم من الأمور؛ اما اذا الانسان اخذ الاسلام بمعنى الولاء لمحمد وآل محمد اي الارتباط بالاسلام من خلال اهل البيت عليهم السلام الذين هم الصراط المستقيم فهنالك سوف تكون مجموعة من المسؤوليات تفرض نفسها على هذا الانسان الذي التزم مع هذا النهج بعقد وهو عقد الولاء، عقد الايمان والولاية لاهل البيت عليهم السلام التي هي الميزان وهي المعيار وهي التي ان قبلت قبل ما سواها من الاعمال وان ردت ردت ما سواها، اصلا الاعمال يوم القيامة عندما تعرض للملأ، الشيء المرجح هو الولاية لمحمد وآل محمد وهذا هو الصراط المستقيم.

آليات التمسك بالحبل المتين

حتى يتمكن الانسان ان يمسك بتلك العروة او الحبل الذي هو حبل المتين لابد ان تكون هناك مجموعة من الآليات والادلة والعناصر تشترك فيما بينها ليستطيع الانسان ان يتمسك بهذا الحبل وان يسير وفق معطيات هذا النهج وهذا الخط المستقيم او الصراط المستقيم، هذا الصراط الذي هو عبارة عن الاسلام بمعناه العام او عبارة عن محمد وآل محمد في معناه الخاص قلنا له خصائص هذه الخصائص ولا تتأتى النتائج ولا نحصل عليها ما لم نؤمّن تلك الآليات والمعطيات الموصلة اليها؛ منها ان يحافظ الانسان على الوديعة في صلبه، الانسان يمر بعوالم وبمراحل؛ وهناك عوالم كعالم الانوار، عالم الذر هذه العوالم الله سبحانه وتعالى تكفل لصيانتها لا الأب ولا الأم ولا حتى الجنين له علاقة بالحفظ، بل انما هناك لطف الهي وهناك رعاية محمدية وعلوية للإنسان تكفلت بصيانته وهو يتقلب في تلك العوالم، هذه كرامة الانسان المؤمن ان تحمل عنه السماء هذا الملف في تلك العوالم.

اهمية الحفاظ على الوديعة التي في صلب الانسان وسبلها

 لكن في العوالم التي تلي تلك العوالم والتي هي عوالم مادية وحسية كعالم الاصلاب والارحام والشهود فالإنسان يكون في دائرة المسؤولية وهو مسؤول عن كل شيء، نعم في المرحلة الاولى الابن لم يكن مسؤولا عن شيء بل الآباء والامهات هم المسؤولون، فالإنسان يتحول من تلك العوالم الى مادة في صلب الاب هذا المقام وهو مقام صلبية الاب يجب ان يكون فيه رعاية وعناية دقيقة الى منتهى الحد؛ لان الصلب يتشكل مما يدخله الإنسان الى جوفه وبطنه والمسؤول والمعني عما يدخله الانسان في بطنه هو الاب، فعلى الاب ان يعرف من اين اكتسب هذا المال، وهل ان هذا المال صافي مصفى طاهر فيما يرتبط بالناس يعني يجب ان لا يكون من سرقة ولا من مال حرام آخر، الانسان المتدين يتحفظ في الأكل الحلال، فمثلا حينما يذهب الى مطعم يتأكد من ان اللحم المستخدم في أكل هذا المطعم هو طاهر ومذكى وصحيحا وحسنا وسالما، هذا شيء جيد ومطلوب لكن اكل الحرام لا يقتصر على هذا فحسب، بل له مصاديق اخرى كثيرة، فمثلا الانسان يولي على تركة فما عسى ان يفعل ويتعامل مع باقي الورثة من اخوانه واخواته! او يولى على مال يتيم نفس الكلام، قد لا ينفق على اليتيم بما يناسب مقام ذلك اليتيم، اما يمسك عليه يده او يبسطها كل البسط في حين هو اصبح الامين والمؤتمن على أموال ذلك اليتيم، احيانا الانسان مؤتمن على وقف مسجد او على حسينية او على مدرسة أو على مزرعة أو على عمارة أو على شيء آخر لنرى المقدار الذي يخصصه لنفسه من ذلك الرفد؟ حال انه ليس معلوم ان يكون له حق اصلا، اكثر من كونه يحافظ على ذلك الشيء نعم لو اشترط لنفسه شيئا باعتباره سوف يخصص وقتا، سوف يتعب، سوف يدفع ضرائب، سيكون في الواجهة مع الجهات الرسمية ومع الناس و... عليه أن يأخذ حقه لكن الى أي مدى والى أي حد؟ عليه أن يأخذ بما لا يتجاوز المعقول والمتعارف والمتسالم عليه وهكذا الامثلة في هذا الاتجاه كثيرة.

قصة قصيرة

العلامة الدبستاني رحمه الله احد اطواد مدرسة السير والسلوك رجل عارف صافي عفيف نظيف تقي ورع بعيد عن دوائر الشبهة متسالم على هذا المعنى ـ لأنه أحيانا انت تدعي لشخص من الاشخاص مقام معين لكن في الاثناء يأتي شخص ويثير مسألة ويقول لك هل انت عايش في داخله ويبدأ يسرد لك قائمة من التجاوزات! ـ لكن عندما يجمع علماء الطائفة على ان هذا الرجل مفردة مميزة انسان ينأى بنفسه عن كل شيء هذا الشيء انما يدل عن مقام هذا العالم، فهذا العلامة سافر الى بغداد ذات مرة من اجل الاستشفاء في أثناء الطريق ابصر غلامين كل منهما في حالة شد وجذب، اما احدهما كان ينال من علي يعني يشتُم علي والعياذ بالله ـ والنواصب عبر التاريخ موجودين ـ فالسيد الدبستاني رحمه لفت انتباهه هذا المشهد، هذا طفل يسب ويشتم ويلعن لمن؟ لخير البشر بعد سيد البشر النبي الاعظم والآخر يمنعه ويحجزه تداعى وبدا على خاطره الرواية المشهورة: يا علي لا يبغضك الا ابن زنى او من تولد من لقمة من حرام،[4] في الاثناء الام كانت قريبة من السيد فسمعت مقولته فقالت له يا سيد لا تذهب بها بعيدا أرأيت هذا الولد الذي ينال من علي عليه السلام قال لها نعم هو الذي استوقفني وهو الذي لفت انتباهي فقالت له يا سيد: اني امرأة حرة وما اوطأت فراشي غير زوجي من هذا الجانب هي مؤمّنة، لكنها شهادة زور شهدها زوجي وابتاع لنا شيئا من التفاح اكله تحول الى صلبه فخرج هذا الطفل! انظروا الى شدة الاثر، يجب على كل واحد منا ان لا يستصغر أي ذنب لان متى ما استصغره جاء بالذي هو اكبر منه، عليه ان يضبط اموره من الاساس لذلك الشاعر يقول:

لا عذب الله أمي أنها شربت *** حب الوصي وغذتنيه باللبن

وكان لي والد يهوى أبا حسن *** فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن

كيف يصبح هاويا لابي الحسن حينما يكون المأكل والمشرب نظيف طاهر صافي لا تشوبه كدورة وحينما تكون الزوجة صاحبة دين، يأتي شخص الى رسول الله (ص) يستأمره في أمر النكاح فيقول له الرسول الكريم (ص): أنكح، وعليك بذات الدين تربت يداك[5] عند ذلك سوف يخرج الولد من تلك البذرة الطيبة ومن تلك الشجرة اليانعة طيبا طاهرا مباركا زكيا ان شاء الله.