نص كلمة سماحته: الحوزة وتحديات الواقع المعاش في المقهى الثقافي

نص كلمة سماحته: الحوزة وتحديات الواقع المعاش في المقهى الثقافي

عدد الزوار: 2834

2015-12-27

7 / 3 / 1437 هـ 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([2]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

فرصة طيبة أن نجتمع ونتحدث تحت هذا السقف الذي دارت تحته الكثير من الحوارات والمداخلات، وربما المساجلات، التي نأمل أن تكون قد أُرشفت ليستفاد منها في القادم من الأيام، حتى لا تضيع كما ضاع غيرها من الندوات والجلسات، وتذهب أدراج الرياح.

الحوزة العلمية مفردة باتت تشغل الكثير من المساحات، في داخل محيطها وفي الكثير من الأطراف من حولها، قد تتصف بالقرب أو ربما تأخذ مديات أبعد من ذلك بكثير.

(كانت الحوزة) (أصبحت الحوزة) (تطلعات الحوزة): مثلثٌ هذه أضلاعه. فربما يقرأ أحدنا الحوزة من داخلها، وربما يكتفي بملامسة بعض أسوارها، وربما لا يرضى حتى هذا المقدار لنفسه على أنه يريد لنفسه أن يكون حكماً مطلقاً في حكمه.

الحوزة في مسح التاريخي:

في مسح تاريخي سريع للحوزة العلمية يمكن أن نقف عند المراحل التالية:

1 ـ مرحلة المدينة المنورة: حيث مسجد الرسول الأعظم محمد (ص) والإشراقات الأولى، إذ كان هنالك جماعة يجتمعون ويقرأون فيما بينهم، يعلم العالم منهم الجاهل، ويستزيد العالم ممن نال حظاً أكبر من العلم من منابعه الثرة الأصيلة، إذ إن المرحلة الأولى كانت تحظى بشرف وجود النبي الأعظم (ص) وكانت مدينة العلم المستودعة مشرعة الأبواب على مصاريعها حيث وجود الإمام علي (ع) الذي من خلاله ينفذ من أراد النفوذ إلى عوالم تلك المدرسة.

وفي وفاة النبي (ص) حلت بهذه الحوزة واحدة من أقسى الانعطافات، ألا وهي منع التدوين، التي أرهقت الجانب العلمي في الشريعة الإسلامية، لأنها غيبت الكثير، ولا أرغب بالإسهاب في هذا الجانب.

2 ـ مدرسة الكوفة: لقد آلت الأمور بعد ردح طويل من الزمن إلى الإمام علي (ع) لتنتقل الحوزة إلى الكوفة عاصمة الخلافة الرابعة، طبقاً للتقسيم الإسلامي الواسع، ورجوع الخلافة الحقة لعلي (ع) كخليفة أول منصّب من قبل الرسول الأعظم (ع).

كانت الكوفة أكثر انفتاحاً في ظل علي (ع) لوجود العنصر الفارسي الذي كان يحمل الكثير من المقدرات العلمية التي أُصّل لها قبل الإسلام بألف سنة، مما يعطي الإنسان حالة من التنقل بين المفردات المنقولة التي ولّدت في نهاية المطاف مسّاً من الصراع الفكري، لعلي أشير إليه في القادم من الكلام.

من هنا نجد أن علياً (ع) كان يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني» فهذه المفردة لم يقلها في المدينة، المحطة الأولى للحوزة العلمية، إنما قالها في الكوفة بعد أن استقر له القرار فيها وكانت الإمرة في يده، وقد التف حوله كوكبة ممن فتح الله عليهم أبواب الفهم، لذلك قطع التفسير مسافة تلو أخرى، ضارباً بذلك أروع الأمثلة. غاية ما يعكر صفو تلك المرحلة هو إشغال علي (ع) بالحروب الطاحنة الثلاث، التي أرهقت كاهله وكاهل الكوفة والمسلمين عامة، حيث أزهقت أرواح عشرات الألوف من الناس، وعندما تسأل عن السبب ربما لا يسعفك التاريخ بالكثير مما يساعد على فكّ شفرة ذلك الظرف المغلق.

3 ـ مدرسة القاهرة: ففي ظلّ الفاطميين حطت الحوزة رحالها في القاهرة، ومع شديد الأسف، أننا ـ كأتباع مدرسة أهل البيت (ع) من الإمامية ـ عندما لا نتفق على كل شيء يكون ذلك سبباً ومدعاة أن نتخلى عن كل شيء، لذلك خسرنا الكثير من موروثنا، ولعل ما خسرناه في حوزة القاهرة خير دليل على أننا نبيع بضاعتنا بثمن بخس دراهم معدودة.

وهنا ربما لا يكون من حقي أو حقك أن نسأل لأننا بُرمجنا لقرون متعاقبة على أن لا نسأل: من أين؟ وإلى أين؟ وكيف؟ ولماذا؟

4 ـ مدرسة بغداد: وهي المحطة الرابعة، التي تمثلت بمدرسة وحوزة بكل ما للكلمة من معنى، حيث كان فيها كرسي لكل مذهب من المذاهب. وأخذت العلوم فيها تضرب القدح المعلى، وتثبِّت أقدامها في أكثر من موطنٍ وموطن. وكانت أقصر مرحلة تلاقح فيها الفكر الإمامي مع الفكر الآخر لمدرسة السنة والجماعة، مما أعطى نتاجاً يحمل من القيمة الشيء الكثير، ولكن طرأت ظاهرة جديدة على المشهد، هي التعصب، بحيث أصبح البعض يلغي البعض الآخر، حتى صبغ طرف من مياه دجلة بدماء الفريقين.

5 ـ النجف الأشرف: وفيها تتجلى معالم مفردة الحوزة، باعتبار أن الله تعالى قيض لأتباع أهل البيت (ع) شيخ الطائفة الطوسي (رضوان الله تعالى عنه) جراء أحداث وصراعات، وكانت بغداد هي المسرح الذي جرت فيه فصول تلك المأساة.

في النجف الأشرف تفرع الشيخ الطوسي في العلوم، وطرق جميع أبوابها، واستطاع أن يخلص لنتائج. ثم لم يسق تلك النتائج سوق المسلّمات، ولم يجعل منها نصوصاً مقدسة تكبّل ذهنية الدارسين من حوله. بل إنه وضع ثلاثة من كتب الفقه تدلل على أن المسلك الاستنباطي أن يكون تطورياً منفتحاً، لذلك جاء به على نحو الممارسة، فهو الذي كتب المبسوط والخلاف والنهاية، والمستطلع المتبصر بأحوال الحوزة يعرف ماذا تعنيه هذه الروافد الثلاثة إذا ما اجتمعت؟ وماذا تعنيه إذا ما تفرقت؟ ومن خلالها يقرأ ما للشيخ الطوسي من قيمة علمية وعملية أيضاً.

وتخرج من مدرسة النجف الأشرف وفيها، على يد الشيخ الطوسي الكثير من الأعلام، ودُونت الكثير من الأسفار، ولكن ـ مع شديد الأسف ـ أن هذه الحقبة لم تحظ بما ينبغي جراء ممارسة التقليد غير الممنهج لقول من بيده التنظير، لذا فإن التسليم المطلق لما كان ينتجه الشيخ الطوسي من نتاج سبب الكثير من حالات التراجع في العطاء لمدة قرنٍ من الزمن. وهذا هو مختار جمع من المحققين الباحثين في شأن الحوزة العلمية. بيد أني لا أرى على هذا دليلاً مقنعاً وشافياً، غاية ما في الأمر أن الرغبات أحياناً تقدَّم على الحقائق، وعندما تُقدم الرغبات على الحقائق يحصل الخلل، وإذا حصل الخلل تكون النتيجة تابعة لأخس المقدمتين، كما قرر في محله، وهذا ما حصل.

6 ـ مدرسة الحلة: وهذه المدرسة امتازت عن غيرها من المدارس في أن من تربع على رأسها كانوا من الأقحاح، لذلك استطاعوا أن يعطوا إضافة قوية جداً. ففي الحلة عاش الاجتهاد نقلة نوعية على يدي المحقق الحلي صاحب الشرائع (رضوان الله تعالى عليه) الذي فك أسر هذه المفردة وأعطاها أكثر من جناح وجناح، استطاع من خلالها التحليق والابتعاد بها طويلاً.

ثم رفد هذا المسار العلامة ابن المطهر الحلي، صاحب الإثراء الكبير، وكذلك ابن إدريس، الذي فتح الأبواب، ولو قدر له أن يعيش أكثر مما عاش لكان بمثابة فتح على الطائفة، ولأخذ بيد الطائفة ـ وهو الذي عاش بين القرنين السادس والسابع ـ إلى قرون ربما كانت بمسيس الحاجة إلى أن يكون فيها، لكنه مات في أوائل كهولته. كان فقيهاً جريئاً، إلا أنّ جرأته لم تكن متجاوزة للثابت، إنما كان يتحرك من خلاله، وهذا ما نطمح إليه، بأن يتحرك من يريد أن يحدث تغييراً من الداخل، لأن الحراك من الخارج لن يؤدي إلى أكثر مما يصل إليه صدى ذلك الحراك. فإذا ما أردنا أن نصل إلى نتائج مُرضية، تُرتَّب عليها الآثار فعلينا أن نعمل على تحريك الوضع من الداخل، ونشخص فيه نقاط الضعف والقوة، ثم نضع الوسائل التي نستطيع من خلالها أن نتعامل مع هذين الأمرين.

7 ـ المدرسة الكربلائية: وهذه المدرسة تزامنت معها مدرسة أخرى، ألا وهي مدرسة إصفهان. أما مدرسة كربلاء فكانت أشبه ما تكون بالمدرسة التي تستفيد من الضوء الذي شع عليها من خلال إصفهان في حركتها العلمية.

8 ـ مدرسة إصفهان: كانت إصفهان آنذاك عاصمة الدولة الصفوية، وكلنا يعلم أن الصفويين بذلوا الكثير، وإن كان ما بذلوه ليس بالضرورة أن يصبّ في خانة المدوَّن، إنما كان بعضه يصبّ في خانة المشخصن. لذلك كان النتاج في تلك المدرسة واضح المعالم بين الآثار والتوجهات.

وقبل أن أتجاوز هذه النقطة لا بد أن أشير إلى أن الإضافة الكبرى التي أضافتها مدرسة إصفهان ـ وإن كانت محصورة ومطاردة ومضيقاً عليها، حتى هاجر كثير من أقطابها إلى خارج إصفهان، وبعضهم اتخذ من الكهوف ملاذاً له للتخلص من طائلة سيف السلطان الصفوي ـ هي المدرسة الفلسفية التي دخلت إلى الحوزة العلمية بقوة في تلك المرحلة من قبل أولئك. فقد أسس السيد الميرداماد لذلك، ثم جاء صدر المتألهين، ثم الملا محسن الفيض، وتبعهم أعلام كثر.

وبين إصفهان وكربلاء مزاوجة فكرية، أخذتهم إلى ما أخذتهم إليه، فقد نشط الفكر الإخباري على حساب الفكر الأصولي، وأحدث حالة من التراجع الواضح البيّن في تلك المرحلة، خلا شذرات ربما كان للشيخ الوحيد البهبهاني الفضل الكبير في إرجاع العجلة في دورانها إلى الوضع الصحيح.

9 ـ مدرسة النجف في القرون الأخيرة: حيث عادت الحوزة العلمية لتحط رحالها من جديد في النجف الأشرف خلال القرون الثلاثة الأخيرة، مع مجاراة نسبية من كربلاء، لُملمت أطرافها قبل قرنين من الزمن.

في النجف الأشرف حصلت أحداث أكسبت المشهد الكثير من الأمور، وهي أحداث تعني البلاط الإيراني في تلك الحقبة، أي الحكم الملكي، وكذلك أحداث تتعلق بالشأن الداخلي في العراق، الذي ينعكس مباشرة على النجف الأشرف التي تمثل الحضن للحوزة العلمية.

لقد أعطت الحوزة العلمية في النجف الأشرف الكثير، ولا يمكن لمنصف أن يتنكر لما أعطته النجف، وفي الكثير من الأمور. ومن ذلك أن مسار الفلسفة الذي أشرنا إليه في حوزة إصفهان بات يلملم الكثير من أطرافه، وأخذت الفلسفة أبعادها إلى حضنها ومهدها الأول في أطراف فارس.

لقد استولى على النجف الكثير من الحكام، وكان لكل حاكم ذوقه ومساره ورغباته مما ينعكس مباشرة على الواقع النجفي.

10 ـ مدرسة قم: في أواخر السبعينات وبداية الثمانيات جاء السيد الإمام (قدس سره الشريف) بهذه النقلة الكبيرة في الواقع الإمامي، في وقت كانت الحوزة العلمية تلملم الكثير من أوراقها في النجف الأشرف، لتفتح مدينة قم صدرها للوافدين من المجتهدين والعلماء والمفكرين والباحثين والمحققين، حيث وضعوا رحالهم فيها، ودارت عجلة العلم في قم، وأخذت دورتها شبه الكاملة، وساعد على ذلك الحرية والأمن وربما الرغبة الجادة والتطلع الذي لم يكن مسبوقاً في الحوزات المتقدمة.

الحوزة العلمية في حاضرها:   

وبقراءة سريعة يجد المرء أن الحوزة العلمية كما كانت، وما هي عليه اليوم، وما سوف تطرق أبوابه في القادم من الأيام، هي في نفس التركيب الذي ألفته منذ أيامها الأولى، غاية ما في الأمر أن ثمة شيئاً ربما تكون الإشارة إليه مجدية، ألا وهو زوال النعم في حال عدم شكرها، وما نخشاه أن تزول هذه النعم من أيدينا، لأننا لم نعد نشكر الكثير منها وإن شكرنا فلا يتجاوز لقلقة اللسان التي لا تتماشى مع الشكر العملي وهو المطلوب والمؤصل له في الشريعة السمحاء.

تتمثل علوم الحوزة العلمية باللغة بجميع فروعها، وقد كانت في أشد الاستحكام في يوم ما، إلا أنها اليوم تعاني الكثير من جوانب الضعف مع شديد الأسف.

وكذلك المنطق وعلوم الفلسفة والعرفان، كانت تشغل في يوم ما مساحة كبرى، إلا أنها اليوم باتت تتحرك بخجل، عدا ما نراه في حوزة قم.

أما مدرسة التفسير بجميع أقسامه ومناهجه فقد أخذت شكلاً تطورياً، ومساراً تصاعدياً، منذ أن أطل على الحوزة تفسير التبيان للشيخ الطوسي، بعد أن قرأ التفاسير السابقة لفرات وعلي بن إبراهيم وغيرهما. واليوم تعتبر مدرسة التفسير متقدمة ومنفتحة بشكل واضح وبين، فنجد بين أيدينا: في ظلال القرآن، والأمثل، والنفحات، وغيرها مما يدلل على أن رشداً تفسيرياً بات يسود المشهد.

ثم مسارات الاستنباطات الفقهية، وهذه المسارات لا يفرَّق فيما بينها، فالأصولي يستنبط، والإخباري كذلك، ومن يدعي أن الاستنباط مقتصر على الأصوليين دون الإخباريين فهو يجهل أبسط المفردات ـ مع شديد الأسف ـ ويجعلنا ندفع الكثير الكثير من الأثمان.

أما مدرسة الحديث فلها استحكامها، فمدرسة الأصول هي التي منحت مدرسة الحديث قوتها.

ثم هنالكم علوم أخرى قديمة ومستحدثة، منها الطب، الذي بات يبحث عن هوية في أروقة الحوزة بعد أن كان يشغل جانباً كبيراً منها، وفي طب الإمام الصادق (ع) المروي بأكثر من طريق ما يدلل على ذلك.

وكذلك علم الحساب الذي تجلت مظاهره في عهد الحوزة الصفوية، ما عاد اليوم يشغل مساحته التي كان يشغلها بالأمس. وأما علم الفلك فهو ينعى حظه مع شديد الأسف، خلا لمسات بسيطة في قم المقدسة، متمثلاً بجهود يبذلها الأخ العلامة السيد جواد الشهرستاني حفظه الله تعالى.

ثم هنالك الهندسة التي قدمت الكثير، كالهندسة المعمارية وما انحلّ عنها من علوم، حتى تشعبت في اختصاصات متعددة، كما حصل مع الشيخ البهائي الذي تخرج على يديه الكثير من التلامذة الذين استطاعوا أن يرسموا لوحتهم الفنية ذات البعد العلمي المؤصل بالحسابات والأرقام على حساب الطرد الهندسي منذ ذلك اليوم.

ثم هنالك الفنون الجميلة التي كانت ترفّه عن قلوب الكثير من الباحثين، والتي أصبحت اليوم أشبه بالسُّبة إذا ما اقترب منها أحد، أو لا أقل أنها تكون أشبه بالساتر أو الحاجب للكثير من مكامن القوة في ذات الإنسان.

ثم التاريخ، والحديث فيه ذو شجون، فما كان يكتب مزوراً في ذلك اليوم ببصمة واحدة أصبح اليوم يكتب مزوراً بعشرين بصمة من الأيدي والأرجل، ثم لا تسأل: كيف؟ ولم؟ ولمن؟.

ثم هنالك السياسة ولواحقها. فالبعض يتصور أن الحوزة متجنية على السياسة، وأن السياسة أمر طارئ على الحوزة العلمية، كلا وحاشا، فالسياسة عين الدين، والدين عين السياسة، وهذا ما أصّل له إمام الأمة (قدس سره) ولم يأت به مستجدياً من كوكب آخر، ولا استخرجه من تخوم الأرض، إنما جاء به من منطوق القرآن نفسه، وانتزعه من روايات أهل البيت (ع) أنفسهم، ومن يقول خلاف ذلك إما أنه اختار لنفسه الدعة والراحة أو أنه أراد أن يتنكر له كما يتنكر البعض للبديهي، وربما اختار لنفسه أن يكون كنعامة تدس رأسها في التراب.

ومن لواحق السياسة علوم الاقتصاد والاجتماع والنفس والخطابة، وإذا أردت أن تعيش أجواءها فما عليك إلا أن ترجع إلى من كتب في ذلك وهم كثر، لتضع يدك على علامات ربما تعطيك حالة من النشوة في فترة من الفترات، وربما تهبط بك إلى هاوية لا تعرف طريق الخلاص منها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.