دور المسجد المحوري في وسط الامة

القرآن الكريم يقول ﴿اِنَّما يَعمُرُ مَسـٰجِدَ الله مَن ءامَنَ بِالله و اليَومِ الآخِرِ و اَقامَ الصَّلوٰةَ و ءاتَى الزَّكوٰةَ و لَم يَخشَ اِلَّا اللهَ فَعَسىٰ اُولـٰئِكَ اَن يَكونوا مِنَ المُهتَدين﴾[1] عندما وصل النبي الأعظم (ص) إلى المدينة وضع أول حجر أساس لمسجد ما مرت الليالي والأيام إلا وبات يمثل القاعدة الأساس لانطلاقات الرسول الأعظم (ص) في جميع الاتجاهات فهذا المسجد لم يكن مفرغا من مكوناته وإنما أراد الرسول الأعظم (ص) ان يقدم للأمة المسلمة الرؤية والنموذج الكامل لما ينبغي ان يكون عليه المسجد في وسط الأمة فالمسجد بقدر ما هو مكانٌ للعبادة والتبتل والنسك والارتباط بالله سبحانه وتعالى من خلال الصلاة وتلاوة القرآن أو من الأدعية وزيارات وغيرها من الموارد العبادية التي يأتيها الإنسان في المسجد او كالاعتكاف والقائمة تطول إلا ان للمسجد جوانب هذه الجوانب تم إغفالها في الكثير من الفترات في القرون السالفة الماضية المتصرمة شهدنا حالة من الحجب والتغييب لدور المسجد في وسط الأمة ولكن في العقود المتأخرة بات المسجد يأخذ نصيبه ولو في الحد الأدنى في الكثير من الأمكنة والأزمنة وان دل هذا على شيء فإنما يدل على رشد الأمة ووعيها والرغبة الجادة في الرجوع إلى منبعها الأول ألا وهو الإسلام الذي تدين به وتلوذ به وتتمسك به وتجسد أحكامه خارجا ان على النفس في حدودها الضيقة أو على الدوائر الواحدة التي تعطي مساحة للأوسع من بعدها في المسجد نتعلم جميع التكاليف الشرعية وقدوتنا في ذلك الرسول أليس القرآن يقول: ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ الله اُسوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[2] النبي(ص) لم يكن يأتي للمسجد من الباب ليخرج منه منحصرا في دخوله وخروجه على أداء ركعتين أو أكثر من الصلاة وانما كان يفترش الارض ويتحلق اصحابه البررة من حوله يسألون منه، وان لم يسألوا ابتدأهم، «بني زاحم العلماء بركبتيك»[3] واحدة من مواردها في المسجد.

فضل صلاة الجماعة

 صحيح نحن نقتدي بالإمام ونحصل على ثواب عظيم وكلكم يعلم وكلكم يعرف وما أنا إلا كناقل التمر الى هجر لكن من باب التذكير ما لصلاة الجماعة من الاجرٌ العظيم حتى ولو تشكلت من اثنين كالزوج والزوجة، لو كان هذا البعد لصلاة الجماعة مفعل في اوساطنا لما خلى بيتٌ من بيوتاتنا من صلاة الجماعة لأن ما تتقوم به هو عبارة عن شخصين واقل البيوت تتشكل من رجل وامرأة كيف اذا كان له مجموعة من الابناء والبنات، اجر المصلي في الجماعات ذكرته الروايات إذا كان من اثنين، إذا كان من ثلاثة، إذا كان من أربع، حتى يصل العدد من عشر في الروايات اذا زاد عدد المصلين على عشرات لاحظوا حالة الكرم عند الله سبحانه وتعالى الجود الذي اذا أعطى لا يمن، أما إذا جاز عددهم عشرة الرواية فلا يحصي أجرهم إلا الله فأي إنسان مغبون يحدث الضرر بنفسه عندما لا يشارك في صلاة الجماعة وبحمد الله القرى والمدن اليوم تشهد حالةً نهضوية في هذا الجانب لا يقاس بها مرحلة من المراحل وهذا فيه خير كثير، أيها الأحبة كنت أتحدث مع احد الأخوة الأستاذ محمد أبو عبدالله في أحدى المزارع على مقربة منا يقول في القرية ما يقرب من أربعين مسجد هذا يدلل على ماذا؟ يعطي إشارة على ماذا؟ على ان أهل القرية أصحاب ارتباط خاص مع الله سبحانه وتعالى كثرة المساجد دليل الحرص على ان التواجد فيها من الأولويات صحيح البعض يقول مسجد إلى جانب مسجد! لكن كلكم يعلم قد يتأتى لي ان احضر في هذا المسجد ولكن يتعذر علي الحضور في مسجد آخر لاعتبارات معينة، احيانا لها ما يستوجبها ولكن احيانا سقوط في وسوسة الشيطان والعياذ بالله ما من رجالاتنا من رجال العلم والدين الذين يتقدمون للصلاة الا وهم أهل للصلاة وعلينا ان نبتعد اعن دائرة التشكيك والدخول في الضمائر ومحاكمة النوايا وإشاعة المستور، لان كل هذه تمثل استجابة لابليس عليه لعنة الله يريد ان يصدك عن هذا الاجر العظيم عن هذا الثواب العظيم الذي لا يحصيه الا الله سبحانه وتعالى، انت عندما تتصدق لك اجرٌ ومقداره معين، تصل الرحم لك اجرٌ وهذا مقداره معين، تعمل كذا من الخير والمبرات لك اجر وهذا مقداره معين، لكن بخصوص صلاة الجماعة الرواية تقول: اذا جاز عددهم العشرة فلا يحصي أجرهم الا الله سبحانه وتعالى لذلك ابليس يعترض طريقنا عندما نريد ان نتحرك من بيوتنا الى مساجدنا، من اعمالنا الى مساجدنا، من استراحاتنا الى مساجدنا، يقف حائلا بيننا وبين ذلك ليفسد علينا أعمالنا ويقصرنا وليخدرنا الصفقة التي وعدنا الله سبحانه وتعالى بها، يكفي انك شريك لأجر المصلين في أجرهم، يكفي انك إذا حضرت الجماعة إذا عمرت المسجد بالحضور أنت عند الله سبحانه وتعالى ممن شهد له الله سبحانه وتعالى بالإيمان على لسان من؟ على لسان القرآن وعلى لسان النبي الأعظم محمد (ص) اما عن لسان القرآن، فالقرآن يقول: ﴿اِنَّما يَعمُرُ مَسـٰجِدَ الله﴾ من الذي يقول؟ الله، الواسطة من؟ جبرائيل المتحدث من؟ محمد (ص)، أما من مدرسة السنة المطهرة عنهم عليهم الصلاة والسلام فالحديث الشريف يقول: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، يعني يتردد عليه بحيث أصبح من عادته أصلا حتى لو لم يحضر تقول فلان أين أجده يقولون لك عند صلاة الظهر في المسجد الكذائي او عند صلاة المغرب تجده خلف الأمام الفلاني في مسجد آخر، لماذا نعطي هذا الحكم لأنه اعتاد عليه تكرر المجيء من الثوابت لذلك المسجد، يقول النبي الاعظم: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالايمان»[4] تلك شهادة من الله هذه دعوى من الرسول للمؤمنين ان يشهدوا للانسان المتردد على المسجد بالايمان دعوة من الرسول ونحن ايها الاحبة في نعمة لا يتمتع بها الكثير الكثير من اصحاب الطرق والمذاهب الاخرى وهي عندما نسلم ونسبح تسبيح الزهراء نلتفت على يميننا نمد أيدينا نصافح القريب فالقريب نقول له ماذا؟ «غفر الله لك» ثم نلتفت بالاتجاه الآخر ونمد ايدينا ونفعل عين ذلك الفعل ونتحصل على اجر عظيم تعرفون كم في وضع اليد في يد الأخ المؤمن من الأجر؟ وما يترتب عليه من الأجر؟ يكفي في الروايات «إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عز وجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر»[5]

قد ترى شخصا في مجلس فيقول لك والله فلان شخص اصلا لا اريد ان اراه فلا تتعبني معه او احيانا يراه في الحسينية فلا يسلم عليه هذه الاشياء موجودة وهذه كلها ليست من صفات الايمان بل هي صفة شيطانية والعياذ بالله مهما كان الخلاف لا ينبغي ان تصل الامور بنا الى هذا المستوى، لكن في المسجد بعد الصلاة لابد ان تصافحه وتقول له «غفر الله لك» يعني هل يعقل ان يقول له لا يغفر الله لك! فهذه من النعم، هذه من البركات.

اعمار المسجد على نحوين؛ ماديا ومعنويا

فالشهادة من الله سبحانه وتعالى في الإيمان للانسان الذي يعمر المسجد وعمارة المسجد على نحوين: عمارة مادية، عمارة معنوية، العمارة المادية ما شرف به القائمون والمشاركون والباذلون على إعادة هذا المسجد في حلته الجديدة هؤلاء شهد الله لهم بالإيمان «إنما يعمر» وهم عمروا المسجد الذين عاشوا المسجد قبل بناءه الجديد وقبل ان يلبس هذه الحلة الجديدة، كان على وضع يرثى له، اما اليوم الأمور تغيرت، أيها الأحبة أمس عندما كان يمر احد من امام هذا المسجد كان يقول في نفسه: والله كل بيوتنا معمورة وجيدة، لكن بيوت الله في الارض وضعها هكذا، لكن اليوم الشخص جالس في بيته وهو مرتاح، طبعا هناك روايات كثيرة في خصوص مصاديق اعمار المسجد فمثلا: من اوقد مصباحاً في مسجد كتب له اجر من استضاء بذلك المصباح، يعني الشخص يقرأ القرآن تحت ذلك المصباح يكتب لكن اجر وثواب و انت جالس في بيتك، او روايات فيمن اماط الأذى عن المسجد، يعني هذا عمل بسيط، يعني يمد يده ويرفع شوكة من الارض له من الأجر والثواب، وهذا الامر ليس أمر عبادي لان البعض منا يتصور بان الثواب فقط بكثرة الصلاة او بكثرة العمرة والحج و... لا، الا وان في كل شيء اجر، رواية اخرى ألا وان في كل نفس اجر، ورواية الا وان في كل نفس أجر لكن كل واحد منا عليه ان يوظف توظيف صحيح، الله كريم، عطاءه لا نهاية لها. الأمر الثاني العمارة المعنوية الله الله في بيوت ربكم المساجد تعمر بالصلاة تعمر بتلاوة القرآن تعمر في حلقات الدرس تعمر في بيان الأحكام تعمر في زيارة محمد وآل محمد هذا المسجد الشريف يحمل اسم الإمام الرضا الإمام الثامن من كوكبة أهل البيت عليهم السلام الإمام الرضا (ع) له خصوصية كلكم يعرفها، الإمام الرضا (ع) عندما نسلم عليه نقول له: «السلام عليك يا أنيس النفوس» نحن نريد ان نجسد معنى انيس النفوس فيما بيننا وفي الواقع، رسالة الأنس ابتسامة لا تكلفنا شيء الشخص عندما يبتسم يضع الشفتين الواحدة على الثانية فتكون ابتسامة حلوة جميلة، لكن عندما يريد ان يعبس بوجه الناس فانه يتخلى عن طبيعته يعني لابد له ان يلبس ثوب غير الطبيعة ويجب ان يحرق دمه، ولابد ان تصبح نفسه نفس امارة بالسوء والعياذ بالله، فكل هذه المراحل لابد له ان يطويها حتى يكون وجهه عبوسا لكن عندما يريد ان يبتسم في غاية السهولة ابتسم في البيت شوف المرأة ماذا تفعل، تبسم بوجه ابناءك انظر ماذا يفعلون تبسم بوجه الناس وشاهد الناس ماذا تفعل لك، في الروايات النبي (ص) لم يرى على حال الا وهو مبتسم الا عندما وقف على جسد عمه الحمزة ذلك له استثناء يقولون بكى النبي (ص) يعني أمام الملائكة.

تقديم شكر

هذا المسجد اضافة لهذه القرية المعروفة بايمانها الراسخ والذي لم يكن ولم يكون طارئا عليها بل له حضوره، له عنصره في التاريخ، الاباء عن آباءهم والآباء عن اجدادهم وهكذا الدائرة مئات السنين حلقة متواصلة اناس عرفوا بالايمان يشهد لهم من هو خارج منطقتهم او قريتهم وفي هذا ايضا امتياز جيد، انا لا ارغب ان أمدح أحد في وجهه، لكن الشيخ حمال همّ والله انشاء الله يعطيه على قدر نيته ويأخذ بيده، معرفته بالاحكام الشرعية عن تجربة الى درجة متقدمة بحمد الله تعالى، حضوره في الحوزة حضور جيد وموفق، ربما الكثير لا يعرفه فالكثير من طلبة العلوم في الحوزة هم من تلاميذه وهو استاذ لمجموعة كبيرة عندما أقول كبيرة انا مسؤول عن كلمتي مجموعة من طلبة العلم في الاحساء هم تلامذة الشيخ، فنسال من الله سبحانه وتعالى ان ينفعه على الاقل في الدائرة التي يتحرك فيها وان يحسن الاستفادة منه، واليوم رجل الدين يتمثل بـ لا نريد منكم اجراً ولا شكورا انما نريد فقط شيء واحد ان نتعاون على الخير على المحبة، ان نغرس جذور المحبة في كل مكان استطعنا ان نصل اليه فقط كفنا شتاتا في الماضي، كفانا ضياع بالماضي، الحمد لله اليوم الاوضاع طيبة وهادئة ومستقرة اللهم لا تغير ما بحالنا الا الى الاحسن من الحال، يعني تلك الحالة من التشنج ولى عهدها وانصرم، تلك الحالة من عدم الارتياح ولت وانتهت بلا عودة انشاء الله، ولا يحصل ذلك الا وليد جهودكم ايضا، بخصوص مسألة الحسينية النسائية الحمد لله تم اعادة فتح الحسينية النسائية الفاطمية الملحقة بالعباسية وهذه ايضا حسينية اضافة لهذه القرية وثمرة من الثمرات نفعنا الله واياكم لهذا المسجد، رزقنا الله واياكم زيارة صاحب هذا المسجد في عنوانه الامام الرضا ويجمعنا الله واياكم و هذا المسجد ما استوى الا بقصد الامام الرضا (ع) وهذه تعتبر واحدة من تحف الامام الرضا (ع) في هذه القرية، انا لا استطيع ان اشكر احد، انا اقول هذا صفقة مع الله سبحانه وتعالى وبضاعته مع الامام الرضا (ع) يتلقاها امامه، بضاعة لا تبور، الله يوفق الجميع، ولا يستصغر احد المبلغ الذي يريد ان يدفعه للمشاركة في مثل هذه المشاريع قد يكون ريال واحد اثره اكثر من مليون ريال لان المسألة مسألة بركة، البركة والاخلاص فلا تبخلوا بشيء كل حسب طاقته ووسعه اشارك في مائة ريال اشارك في ريال واحد اكثر اقل، احيانا لا استطيع ان اساهم بالاموال لكن عندي علاقة مع الحاج الفلاني فاذهب اليه واقول له بان هناك مشروع لا تفوتك الصفقة ادخل فيه، سجل شيء ضع يدك في يدهم.

بلغ العلى بكماله * * * كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله ** * صلوا عليه وآله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته