نص كلمة بعنوان ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام وما لها من أثار
ولاية العهد للإمام الرضا (ع)
قبل الخوض في هذا الموضوع وبيان ما يرتبط به، بارك الله لنا ولكم وللمسلمين عامة وبالأخص الشيعة الموالين، وأعاد الله علينا وعليكم الذكرى الميمونة لولادة ثامن الأئمة الإمام علي بن موسى الرضا(ع).
ونحن جميعاً تحت القبّة المنورة لثامن الحجج من آل محمد(ع)، اختار لكم الحديث عن (ولاية العهد للإمام الرضا ع) على أنّ هذا الموضوع تمّ تناوله الكثير من الكتّاب والباحثين والخطباء، إلا أننا جميعا نعلم إن عطاء أهل البيت (ع) سواء على مستوى الأقوال أو الأفعال، عطاءٌ يحمل في تكوينه معنى الديمومة والحيوية؛ ولذلك لا يتعذر على أحد لديه الرغبة الجادة في أن يسبر غور مفردة، أو يستقصي أبعاد فعل من عطائهم (ع)، في أن يجد أمامه الأبواب مشرعة.
لقد عُقد للإمام الرضا(ع) ولاية العهد، وبايعه على ذلك القاصي والداني، وهناك مقدمات كثيرة ترتبت حتى انتهت في مطافها إلى أن يُسند هذا المنصب الهام والخطير في واقع الأمّة لواحد من الكوكبة النيرة من آل بيت محمد(ص)، هو الإمام الرضا(ع)، وقد عُقد من أجل ذلك مهرجانٌ كبيرٌ دُعي له الخطباء والشعراء، وتغنوا بالمناسبة، وتفننوا في المديح، واستغرقوا في الوصف، وقدموا إلى البيعة له.
ثم إنّ التاريخ قد لا يسعفنا بالكثير من مجريات الحدث وما صاحبه حالاً وتعقباً، ولكن التاريخ على علاته فيه مساحات لا زالت تكتنز بين جنباتها الشيء الكثير، وما علينا إلا أن نرتب أوراقنا في جمع المعلومات، ثمّ نحاول أن نركب بعضها على البعض الآخر؛ لنخلص بعد ذلك إلى ما نصبوا إليه، ألا وهو المعرفة الحقّة بما كان يعانيه أهل البيت ^ من صعوبة مرحلة وقسوة مفرطة، ولم يبسم لهم الزمن عن ثغر لفترة تستحق التوقف عندها طويلاً، لكن على قلّة تلك الفترات ينبغي أن نتوقف نحن ما استطعنا أن نتوقف لنسبر غور التاريخ ونخلص إلى نتيجة، هي أنّ الخليفة أمر أن ينسج بساط طويل عريض يشغل مساحة كبيرة من ديوان الخلافة بخيوط مزجت بالذهب، ثمّ أعد متكأ له وللإمام الرضا (ع)، فأجلس الإمام إلى جانبه وأدخل الشعراء واحد تلو الآخر، فتفننوا في مدحه، وكذلك القضاة وأئمة الجمع والجماعات، والأمراء ورؤساء الشرطة والوزراء والأعيان في سبيل أن يسجلوا موقفاً في ذلك المشهد العظيم، فلم يتخلف إلا الحسن بن هاني، والحسن بن هاني صوت رفيع قوي هادر، حاول الكثير من الكتّاب أن يغيّب دوره، بل اسهموا في تشويه الجانب الأهم من شخصية هذا الأديب اللامع والشاعر البارع المعروف بأبي نؤاس، وهو رجل ملئ إيماناً واعتقاداً وحبّاً وانتماءً، لكن مواقفه لم تروق لكثير من أصحاب القرار؛ ولذلك جندوا ما استطاعوا أن يجندوا في سبيل أن يمزجوا بين الحروف ليحدثوا إسقاطاً مشوهاً لصورة هذا الانسان العظيم وشخصيته، فعندما جاء الشعراء ولم يكن في معيتهم هذا الرجل الكبير في أدبه أدخل الخليفة في كثير من الحسابات على ما تخلف الحسن ابن هاني، فأرسل وراءه، جاء بعد أن إنصرف الناس وأخذوا جوائزهم، فوقف الحسن بن هاني عند الباب فرمقه الخليفة بطرفه، فقال: جئتنا آخر الناس لتبخلنا بين الناس.
أيّها الأحبة أن يكون الإنسان على رأس الأمّة، يعني فيما يعنيه أنّه يمتلك الكثير من الأجندة التي على أساس منها يحسن القراءة مع الطرف الآخر، ولكن الحسن بن هاني إلتمس عذراً من الخليفة في قالب شعري، فما كان من الخليفة إلا أن يستحسن ذلك الأمر.
قفال الحسن بن هاني:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا *** في كلام من المقال النبيه
لك من جوهر الكلام بديع *** يثمر الله في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح بن موسى *** مع خصال كثيرة كن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام ***كان جبريل خادما لأبيه (2)
والحاصل هو أنّ الخليفة استحسن منه ذلك، وأمّا الرضا فدفع له صرّة، وفي اليوم الثاني جاء الحسن بن هاني يتصيد الوقت لعلّ فرصة سنحت له في أن يبوح بمدحة بين يدي الإمام الرضا(ع)، حتى تأتى له ذلك ـ لأنّ الإنسان متى ما خلصت نيته هيأ الله له أسباباً على أساسها يصل إلى الغاية والمراد ـ فكان الامام الرضا(ع) على بغلة له، والحسن بن هاني يتقدّم رويداً رويداً، حتى أمسك بزمام البغلة فقال له الامام الرضا(ع) ما وراءك؟
فقال سيدي هي أبيات أحببت أن تكون أول من يستمع إليها، قال له: قل ما عندك، فأنشد أبياته المشهورة، التي ما من موالي إلا وقد سمعها، بل وترنم بها، بل وجد فيها أنشودة تدلل على الحبّ والولاء والانتماء الصادق:
مطهرون نقيات ثيابهم تجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا (3)
فلو فتشتم في مجالس الدنيا باحثين، فمهما بذلتم من جهدٍ وعناءٍ فلن تجدوا مجالسا تحفها الملائكة بأجنحتها، وتحرك أقلامها في دفاترها لتسجل أثقل عملاً في ميزان العبد يوم القيامة، إلا في مجلس منهم وإليهم بدءاً وانتهاءاً، إنّها الصلوات التي لا نألفها إلا من أجل محمّد’ وآل محمّد(ع).
ثمّ استكمل مقطوعته فنزل الإمام الرضا(ع)، وهو ولي العهد، والأشرف منه ولاية السماء وولاية الأرض نزل من على ظهر بغلته، ودفعها للحسن بن هاني فتمانع، فقال له الامام (ع): إذا خرج من جيبنا شيء أو من يدنا شيء لا يرجع إليه.
قال: والله عنوت ما هو وراء ذلك.
فقال له الإمام(ع): ولك ذلك.
إنّ حدث ولاية العهد له أكثر من قراءة وقراءة، ولكن سوف استعرض أموراً طلب الأحبة مني، وهي أن أشير إليها، أو أسلط الضوء على جانب منها؛ إذ إنّ الوقت بالنسبة لكم في غاية الأهمية والقيمة، فسأحافظ عليه قدر المستطاع.
آثار ولاية العهد
إنّ من الآثار والقيم المترتبة على ولاية العهد للرضا (ع) كثيرة، نذكر منها:
أوّلاً: مسألة الاعتراف الرسمي من قبل الخلافة الإسلامية بأحقانية أهل البيت ^ في الولاية على الأمّة، فهذا الأمر له قيمته، فمنذ أن اختار الله تعالى الامام علياً إلى جواره والإمام الحسن(ع)، الذي تقلّد الإمام الحسن في فترة زمنية تعد بالأشهر منصب الخلافة الظاهرية، انقطعت الأمّة تماماً عن مدرسة أهل البيت(ع) ـ الذين هم أئمة وخلفاء وحجج الله على أرضه، ولكن الممارسة العملية لدور الخلافة على الأمة كانت محجوبة عنهم ـ حيث تعاقب على المنصب الأمويون، ثمّ جاء بعدهم العباسيون، وشجرة النبوة مقصات مجردة عن كل الصلاحيات.
فهذا الاعتراف من قبل الخلافة هل كان من السهولة بحيث يمرر الخليفة المأمون العباسي هذا الأمر على الأمّة بعد هذا التاريخ الحافل والطويل والمواقف الصعبة التي تمّ إجراءها في قبالة مدرسة أهل البيت(ع)؟
قطعاً لا، ولكن التأريخ لا يساعدنا كثيراً؛ لأنّه لا يرغب بأن يكشف مغطاً لحاجة بطبيعة الحال في نفس يعقوب، وبالنتيجة فهذا الاعتراف مكسب ضخم.
ثانياً: فتح قنوات الإعلام المشفرة أمام أتباع مدرسة أهل البيت(ع) في أن يكشفوا جانباً من جوانب العظمة في ذواتهم(ع)، حيث كانت هذه القنوات مشفرة في تلك الأيام، أو في الموجهة ضد مدرسة أهل البيت(ع) فلم تكن كما هو الحال عليه اليوم من محطات التلفزة أو المواقع الالكترونية أو الإذاعات...
لقد كان الولاة عندما يوضع أحدهم على منطقة من المناطق، كاليمن والمدينة والشام مثلاً، يكون له صوت رفيع؛ لأنّه من حقّه أن يؤم الجماعة، ويخطب العيد وما إليه، وهذا كان بمثابة المذياع الذي يوصل الفكرة إلى معظم أبناء الأمّة، وقد كان مغلق في أبسط العبائر، وموجّه ضد أهل البيت^، وفي أعلاها وتيرة الإمام بولاية العهد استطاع أن يلغي الشفرة وأن يفتح ذهنية الولاة لذلك، حيث خطبوا بمحضره الجمعة الثانية بعد ولاية العهد بذكر الرضا من آل محمد’، فالقضاة يحملون صوتاً في وسط الأمّة، والدماء بأيديهم، والأموال والأعراض بأيديهم، فهم الأمناء على الأنفس والأعراض والأموال.
فهؤلاء في الأعم الغالب والأكثر يسبحون بحمد الخليفة وينزهونه، ويحسّنون الأمور والصورة أمام الأمّة، فقد تُستغل هذه الشريحة والطبقة في اتجاه معاكس لمسار أهل البيت(ع) بقبول الإيمان بولاية العهد، وقد استطاع أن يحد من خطورة هذه الجماعة أو الطبقة، بل أكثر من ذلك حيث لم يعد القضاة يجرؤون عن اتخاذ القرار والحكم، إلا بعد دراسة وتمحيص كبيرين.
إنّ رجالات العلم، وخصوصاً في زمن المأمون الذي وصلت فيه المدرسة الإسلامية إلى أوج عظمتها في العلوم والمعارف بشقيها وبجناحيها الخاص والعام (الشيعي والسني) جراء الجامعة الكبرى التي استطاع المأمون أن يفتح أبوابها على مطاليعها، حيث استقطب لها كبار العقول الذين حملوا أبناء الأمم والنحل صهرهم في بوتقة واحدة، وأن يخلص من ذلك الأمر إلى نتاج ليس بالهين، وذلك من خلال منح الإمام الرضا×ولاية العهد والأمر بقبولها، حيث استطاع أيضاً أن يدخل في هذه المساحة، وأن يقوم الإعوجاج، وأن يطلق مجموعة من النصوص التي كانت معمات أو ملغات بشكل تام عن خارطة العلوم والمعارف إلا في حدود اتباعهم، وإن أردت الشاهد على ذلك، فالشواهد أكثر من أن تُعد وتُحصى، لكن هناك شيئاًً لابدّ من النهوض به من جديد، ولابدّ من الإستجابة السريعة بعد هذه الفترة الطويلة من إدارة الظهر؛ ولذلك النداء القرآن يقول: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} (4) ولكن نداء قرآني عصمته السماء على لسان نبي معصوم في قوله وفعله وسكوته، أي: تقريره ألا وهو النبي محمّد’ الذي لم يجد إذن صاغية إليه.
أيّها الأحبة إذا قيل لنا أننا أمّة لا تقرأ، فعلينا أن لا نبدي ردّة فعل قوية، وإن كان الميزان الفيزيائي يستدعي إلى هذه النتيجة، ولكن علينا أن نكون من أصحاب الإستجابة في جانبها الإيجابي لا في جانبها السلبي.
هناك سؤال يطرح نفسه، وهو:
أننا نشتري ونتسوق كثيراً من أجل أولادنا فيما يعود إلى شأنهم اللازم، أو شأنهم الكمالي في كل يوم، ولكن لو قمنا باستقراء بسيط في هذا الحفل الكريم المضاف لكريم أهل البيت(ع)، الإمام الرضا(ع)، واستبيان بسيط، وقلنا من منا في هذه المناسبة قدّم كتاباً أو كتيباُ لأبنائه خلي، أو في بيته مكتبة ووجّه بالمناسبة أبناءه في اتجاهها لدقائق من الوقت لنقرأ صفحات المسموع لا يستقر في الاذان كثيراً، فضلاً عن القلب، فأمّا المقروء فله القدرة على الثبات والاستقرار في ذهنية الإنسان طويلاً؛ ولذلك المنظرون لا يسمعون بقدر ما يقرؤون، فيا حبذا لو استجبنا للإمام الرضا (ع) في أن نقرأ طرفاً من سيرته.
ثالثاً: إيجاد الأرضية الكافية والمناسبة أمام الإمام الرضا(ع) في ممارسة دوره الطبيعي في الذب عن مبادئ الإسلام وفي مواجهة أصحاب البدع والخرافات، وأصحاب الإرادة الجادة في حرف المسيرة عن اتجاهها الصحيح، حيث كانت هناك مجاميع تتحرك في الكثير من الأوصاف أحياناً تحت مضلة الظلام، كخفاشي الليل، واتباعهم مع شديد الأسف لا يزالون إلى يومنا هذا يتحركون تحت ساجية الليل وداجيته، وهم كثيرون فمنهم من يكتب في المواقع باسم مستعار فهو خفاش ليل، فالانسان الذي يكتب ثم يوقع باسمه فهو المسؤول عن كلمته، فهؤلاء يستطيعون إرباك الساحة.
ثم إنّ الإمام الرضا(ع) قد نفذ في أوساطهم فأضعف قواهم رغم قصر الفترة التي تولى فيها الولاية للعهد، حيث استطاع (ع) بولاية العهد أن يفتح المجال أمام عشاق مدرسة أهل البيت(ع) في بيان مراتب أهل البيت التي رتبهم الله فيها، والتي لا يعرفها إلا أهل البيت(ع)، ولكن لا يعني أننا ليس لدينا الرخصة في أن نحاول الاقتراب من التعرّف على بعض مراتبهم، بل هم أرشدونا وأعانونا، فرواياتهم بعد القرآن هي التي تكشف عن حقائقهم، وهي التي تبيّن لنا سمو مراتبهم.
غريب الغرباء
عندما نقرأ في زيارة الإمام الرضا(ع)(السلام عليك يا غريب الغرباء) نتساءل عن سبب تلك التسمية بغريب الغرباء، لماذا سمّي الإمام الرضا(ع) بغريب الغرباء وإلى جنبه (75) مليون ممن يشهد بإمامته، وفي حرمه (قصر) يناطاح السماء في ارتفاعه ؟
الجواب:
إنّ غربة الامام الرضا(ع)إلى يومنا مشفرة وغير مفتوحة، لأننا لا نتعاطى أكثر من معطيات الاسم، أمّا ما ينطوي عليه الاسم من معنى ودلالة فهذا ما ينبغي أن نصحح موقفنا معه.
إنّ ذكرهم(ع) في المجالس بركة، والصلاة عليهم ثواب، والسير على نهجهم نجاة، أمّا نجاة إلى أين؟ إلى رضوان من الله أكبر، فإنّ ما ينتظرنا فوق ما نتصوّر، ولكن بشرط بسيط في مقولته ثقيل في حركته، ألا هو إذا ساعدنا على الدفع فيه: (أعينونا بورع واجتهاد وعفة وسداد) مختصر ومفيد.
وقد استطاع الإمام الرضا (ع) من خلال ولاية العهد أن يحقن دماء اتباع مدرسة أهل البيت(ع).
ولكن بقي علينا أن نبيّن في أي دور من الأدوار لم تكن أجساد اتباع مدرسة أهل البيت (ع) عرضاً للسياط؟
وفي أي دور من الأدوار عفى أعداؤهم من إراقة دمائهم؟
في أي مرحلة من المراحل وفترة من الفترات عاش اتباع مدرسة أهل البيت (ع) كما كان هو المأمول؟
أبداً والله وإن تمت في مرحلة فهي نسبية، حتى في زمن الإمام الرضا(ع)، وهو إمام المدرسة لم يسلم من تلك الأدوار، الدنيا إنحلت أوحلت، فعندما تحلو الدنيا توحل بأهلها، وإذا كست أوكست إذا لبست الناس لباس النعمة والمادة، وفي الأخير إذا اينعت أينعت عندما يرى أحد أنّ الدنيا كملت أمامه بيته سيارته ورصيده وعياله...
نعم هذا الدور لم يكمل للإمام إذ دُس إليه السُّم، ومن هنا يأتي الجواب لأصحاب اللجنة الافاضل الذي شرفوني للمثول بين أيديكم:
لو لم تكن مسألة ولاية العهد تشكّل خطراً، وتكشف أوراقاً، لما تمّ التخلص من ولي العهد الإمام الرضا(ع)في هذا الطريقة، إذ تره أنّ معظم الائمة (ع)خرجوا من الدنيا بأمر الخليفة لأتباعه بقتلهم، ولكن الإمام الرضا (ع) تجرع السم بيد الخليفة الذي زوجه ابنته، والذي ولاه العهد، والذي أمر أن تضرب العملة باسمه، والذي أمر بأن يناد باسمه في ختم صلاة الجمعة، فكلّ هذا لم يشفع له، فلماذا؟
وفي الجواب نقول: إنّ المصالح تقاطعت مع الدين، أو لأنّ للإمام الرضا (ع) لم يرفع من شأن الدنيا على حساب الدين، ولأنّ في هذا قطع مصلحة على الطرف الآخر.
وأخيراً لا يسعني إلا أن أشكر لكم جميل الإصغاء والتوجّه، وأسأل من الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما قلنا، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يثبتنا على الحب والولاء، وأن يرزقنا شفاعة محمّد وآل محمّد.