نص كلمة بعنوان: واقعة الطف بين الواقع والتمظهر عند اتباع مدرسة أهل البيت

نص كلمة بعنوان: واقعة الطف بين الواقع والتمظهر عند اتباع مدرسة أهل البيت

عدد الزوار: 610

2013-12-02

عاشوراء والحسين، في قلوب المؤمنين مظهرا وجوهرا

الايام الحسينية لها امتدادها الى آخر شهر صفر كموسم، والا فالانسان الموالي هو الذي يعيش حسيناً في كل ايام السنة؛ لان الامام الحسين عليه السلام يعني الحياة، يعني الديمومة، يعني الاستقرار، يعني الاصلاح، يعني الحركة من الله والى الله. مرت علينا الايام العشرة بكل قدسها، نقائها، طهارتها، صفائها، نورانيتها، حركتها واصلاحها ما الذي جنيناه من هذا الموسم العظيم؟ الاجابة على هذا السؤال تارة تكون بالقول واخرى بالفعل يستدعي سؤالا هل عشنا الامام الحسين عليه السلام كما ينبغي من خلال موسمه الحسيني ام اننا عشنا الحسين مظهرا وابتعدنا عن جوهره اذا كانت الاجابة على نحو المظهرية ليس الا والتمظهر فلن نصل الى نتيجة ولن نكتسب فوائد ولن يترك ذلك اثرا واضحا بيّن على مسيرة حياتنا ونبقى مصاديق لاولئك الذين لم يغيروا ما بانفسهم حتى يغير الله سبحانه وتعالى من واقعهم اما اذا كنا عشنا الامام الحسين عليه السلام كمبدأ وعشنا الامام الحسين عليه السلام كمعتقد وعشنا الامام الحسين عليه السلام كحالة من التغيير في واقع الامة من واقع الى آخر وقتها نستطيع ان نجيب والاجابة تارة تكون بالفعل وهي واسعة بعيدة المسافاة متبارية الاطراف مختلفة الزوايا؛ لان القول لا يحد بحد الا ما حد الانسان به نفسه فبمقدوري ومقدورك ومقدور الآخر ان يقول انه استفاد من كربلاء وانه خرج من كربلاء بحال هو احسن مما كان عليه اي في سلوكه الخاص والعام وهذا الناس فيه شرع ومتساوون لكن الاجابة التي يصدقها الفعل هي المطلوبة هي المنتظرة بالفعل يعني ماذا اذا كان الانسان مقصر في صلاته قبل عاشوراء هل حسن من الوضع بعد ان وقف على مفردة «ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين»[1] ام لا زالت صلاة الفجر تبحث عمن يقرأ عليها الفاتحة لا فيها الفاتحة فسؤالٌ اذا جئت الى العشرة وانا اصلي صلاة الصبح قضاءا وخرجت من العشرة وانا اصليها اداءا أي في وقتها ولو في بيتي حينئذ اكون ممن احدث الحسين فيه تغييرا واما اذا كنت تساوى في حالة من التساوي بينما هو قبل وبعد ليس من الصحيح ان يقول الانسان او يقدم اجابة وهو في حالة من النشوة وهو حالة من ادعاء المصداقية حالة من الواقع يكذب ذلك المحبة الامام الحسين عليه السلام اراد ان يصلح واقع الامة المترد في جانب الحب، الحب للانسان بما هو انسان، الحب للدين بما هو مقدس، الحب لله بما هو واهب وجود الحب للناس شيء كبير جداً اذا دخل الانسان الى محرم وهو مقصر ووجد الانسان نفسه أمام مفردة تقول: «يا جون انما تبعتنا طلبا للراحة»[2] واذا بذلك الرجل الحر في واقعه، الحر في داخله، الحر في نفسه، لا في الدعوى والتمظهر يقول: سيدي «يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم و في الشدة أخذلكم‏»[3] لو لم يكن الامام الحسين هو الحب المتجسد على وجه الارض لما تكهربت نفسية ذلك العبد ليصبح من اجلّ مصاديق الحرية على وجه الارض فيسأل الانسان نفسه في هذا الجانب كم اخذت مفردة الحب من كيانه؟ كم تحركت في وجدانه؟ كم عمرت من نفسه المحطمة؟ مع زوجته، مع عياله، مع جيرانه، مع ابناء مجتمعه، مع ابناء الامة من حوله هل يتألم للانسان بما هو انسان لو أصيب بسوء اقصى الارض او يبقى ذلك الانسان المتفرج الذي لا تهتز من جسده شعرة واحدة ولا تحصل في داخله حالة من عدم القبول والرضاء لما يجري على الانسان بما هو انسان والمفردات كثيرة الامام الحسين عليه السلام يقول لاصحابه هذا هو الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا أي ستار تفرقوا فان القوم ليس لهم طلب غيري ما الجواب الذي صدر من تلك الكوكبة الملائكية النورانية ذات الصفاء المطلق والوفاء الذي لا يحد بحد يا ابا عبدالله لان نقتل ثم نقتل ثم نقتل يفعل بنا ذلك سبعين مرة على ان نترك لما تركناك [4]

عاشوراء؛ عِبرة وعَبرة

ايها الاحبة عاشوراء موسم من حقنا ان نبكي، من حقنا ان نلطم، من حقنا ان نعيش المأسات في كل ابعادها وبأدق التفاصيل لكن ينبغي ان نتفاعل معها، ينبغي ان ننصهر في كل مفردة من مفرداتها علينا ان لا نخرج من الموسم ونحن لم نكتسب درسا واحدا على اساس من نصحح المسيرة ونحقق واحدا من المطالب المهمة والرئيسية والاساسية التي رفعها الامام الحسين «انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي»[5] صحيح الامام الحسين قتل والامام الحسين في عالم ملكوت خاص ولكن الحسين حاضر في وجداني ووجدانك وفي وجدان كل انسان يقول انا حسيني واسير على نهج الحسين. الامام الحسين عليه السلام يعرفه من قتله حق المعرفة اما في جانبها الشكلي الظاهري اما الواقع فهو لم يقترب منه ولو اقترب من واقع الحسين لما ارتكب ما ارتكب في حق الحسين لذلك نسأل هذا السؤال: هل تعرفنا على الامام الحسين بعد اربعة عشر قرنا من الزمن كما ينبغي؟ كلنا يضع يده على رأسه ويدعوا بتعجيل الفرج لصاحب الامر ولكن الانسان الذي لم يعش حسينا كما اراد الحسين ان يعيش حسينا، عليه ان يتأمل في دعاءهوفي كلماتنا عندما تنطلق من حناجرنا وتصل بين يدي الله سبحانه وتعالى{ما يَلفِظُ مِن قَولٍ اِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيد} [6] أي كلمة اقولها، واي كلمة تقولها فهي مسجلة وهي مدونة وهي مرفوعة وهي حاضرة اما ان تثقّل الميزان في جانب الرجحان او تثقّل الميزان في جانب الخسران والعياذ بالله. البكاء على الامام الحسين فيه من الاجر العظيم العظيم العظيم لكن علينا ان نغسل النفس عندما تتساقط هذه القطرات من الدمع علينا ان نغسل النفس من الداخل. ايها الاحبة لتكتب القطرات فيما بينها مشهدا حسينيا في صفحات قلوبنا نسال من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من العارفين بامامنا الشهيد المظلوم ومن الواصلين الى عتبته الطاهرة وممن تنالهم الشفاعة على يديه وان لا يفرق بيننا وبينه طرفة عين ابدا لا في قول ولا في فعل، انه ولي ذلك والحمد لله رب العالمين.