نص كلمة بعنوان: مجموعة الإمام الحسن تحيي الأربعين بشعار (أيتام الحسن تنعاك يا حسين)

نص كلمة بعنوان: مجموعة الإمام الحسن تحيي الأربعين بشعار (أيتام الحسن تنعاك يا حسين)

عدد الزوار: 329

2013-10-30

(حسين مني وانا من حسين)[1].

الوضع الاجتماعي العام قبل ثورة الامام الحسين عليه السلام

بعد ان دخل الامام الحسن عليه السلام، في هدنة مع الوالي على الشام، معاوية، أخذ المسلمون يضربون في الحياة خط عشواء يؤمل لهم هذا الخط مجموعة من العوامل ومن وراءها روافد ايضاً:

العامل الاول الثراء الفاحش والذي ترتب عليه الترف المادي بين طبقات المجتمع المسلم. كلنا يعلم ان للشام خصائصها حيث الانهار المضطردة والقصور الشاهقة والارض الخصبة وحورٌ مقصورات في الخيام يسيل لها لعاب الكثير ممن يجاورها كيف بهداة حفاة من ذهب الى الشام من المسلمين في ايام الفتح لن تحدثه نفسه في ان يعود الى موطنه لذلك يكثر حضورهم في تلك الجهات. المسلمون اندفعوا في مسيرة الجهاد رغبة منهم في تثبيت الاسلام والسير بمبادئه في سبيل ان يرسم معالم السعادة لكل ابناء البشرية هذا هو المرتكز الاول والباعث الاول وراء حركتهم لكن العامل الذي ذكرت كان يطارد الكثير منهم لأن ثوابت الايمان لم تأخذ مكانها كما ينبغي من نفس كل واحد من تلك الشريحة.

خلا من خرج من خلال تلك الحالة المعمات بلطف خاص. هذا الثراء الفاحش بطبيعة الحال له انعكاسه السلبي على النفس لذلك استقر بالبعض منهم ضرب من ضروب الانغماس في هذا الجانب وكلنا يعلم بقدر ما يقترب الانسان من عوالم المادة بقدر ما يبتعد عن عوالم المعنى. وتبعاً لذلك عندما تعيش الناس في الناس فانك تبتعد كثيرا عند دائرة اللطف الالهي اذا اراد الانسان ان يتحرك كما ينبغي على خط مستقيم عليه ان يتحرك من الله الى الله ومن اجل الناس اما ان يتحرك من الناس الى الناس من اجل الناس ربما لا يتأتى له هذا وربما تسبب ايضا في وضع حاجز بينه وبين عوالم اللطف الالهي.

العامل الثاني الذي واجه عقبته الامام الحسين عليه السلام، وحاول ان يذللها هي انصراف الناس عن الضوابط الشرعية، لذلك نحن عندما نسمع هذا النص من الامام الحسين عليه السلام، ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي كي آمر بالمعروف وانهى عن المنكر[2]، هذا النص يدلل على ان الوضع بات محموما في اوساط المسلمين بحيث يحتاج الى تدخل جراحي وهذا التدخل يحتاج الى نزج وهذا النزج لابد وان يكون مما يكون مشفرا لأنوار اللطف وانت اذا ما فتشت عنه لا تجد له منبعا الا ما كان منحلا عن محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم). إن انصراف الناس عن الضوابط الشرعية بات يطارد الكثير منهم بحيث اختلط الحابل بالنابل وما عاد الفرد المسلم يميز بين دائرة الحلال والحرام. فالحلال ما حل في ايديهم والحرام ما حرموه، وما الى ذلك من النصوص التي تدلل على هذا المعطى.

علاقة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بإصلاح المجتمع

الامام الحسين عليه السلام، تحرك بوازع الرغبة في احياء فرعين من فروع الدين اصيلين، هما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس محصورا تكليفا في المعصوم او من ينوب المعصوم وانما هي وظيفة شرعية كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس وما الى غير ذلك، يجب على كل مسلم كما انه يجب عليه الصلاة، ان يأمر بالمعروف وان ينهى عن المنكر اذا فعل هذا الفرع في داخل البيوت بطبيعة الحال سوف تصلح هذا البيوت واذا وسعت هذه البيوت من رقعتها وتمددت الى اطراف هنا وهناك على اساس من العلقة والحمية او على اساس من العلقة الاجتماعية التي يتحرك من ضمن منظومتها بطبيعة الحال تسعد الامة من حولهم والعكس من ذلك بالعكس تصوروا ايها الاحبة والاخوات في الطرف الآخر لو ان الاب تخلى على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيته ما عسى الامور ان تؤول اليه اذا رأى ولده لا يكون بتكليفه الشرعي مع اداء الصلاة صباحا او حتى ربما اكثر من ذلك ربما يقع البعض الذي هو بعيد عن هذا المجتمع الطيب المبارك الذي يتلمس هداه من شعائر الحسين عليه السلام.

نحن نتحدث عن افراد ربما لا يشكلون ظاهرة ولكن ما نخشاه ان يتحول الوضع في نهاية المطاف الى ظاهرة وقتها تستفحل الامور ويستعصي حلها. تصوروا لو ان الاب صير من نفسه من اولئك الذين ينهضون بأعباء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في داخل بيته ما عسى ان تكون الامور؟ اذا كان يؤذيه ان يكون في البيت من لا يصلي اذا كان يعتقد ان ترك الصلاة في البيت من قبل احد افراده تعني فيما تعنيه عرقلة اسباب الرزق من جهة وخلق الاشكاليات الصحية من جانب آخر وما وراء ذلك الشيء الكثير.

ايها الاحبة السير نحو الهدف يبدأ بخطوة والتراجع كذلك كلكم تسيرون على نهج من بدأ مشواره بخطوة ولكنه لم يدع مجالا لأن يكون في حسابها سلب وتراجع وانما لنا هدفا والهدف ساميا لذلك نفسر الحديث الشريف (حسين مني وانا من حسين) بناءا على هذا المعطى لو ان الامام الحسين عليه السلام، تراجع بخطوة او خطوات يعني فيما يعني ان لا نسمع اسم النبي من خلال مأذنة واذا لم نسمعه يعني تم التفريط في اداء ما هو الواجب.

الام ايضا بدورها مسؤولة عن بناتها في البيت والتستر على ما لا يؤمن تكليفا ومن اكبر المخاطر التي تحيط بالأسر وتنخر في بنيانها من الداخل الام مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. الام اذا ما نضمن حالها وهي صبية ثم فتاها ثم امرها ندفع بها لتأسيس بيت جديد وأسرة جديدة اذا ما احتضناها كما ينبغي ورعيناها كما ينبغي اخذنا بيدها لمدارج السمو والارتقاء لتحصيلها العلمي والسلوكي والديني والاجتماعي وقتها تكون فعلا الام مصداق لمعطيات هذا البيت من الشعر المؤثر والهادف.

تم بعد ذلك امر آخر وهو الجري وراء المزيد من الثراء المادي وهذا مع شديد الاسف الذي تراق من اجله اليوم على وجه البسيطة الدماء ومن اجله تنتهك الاعراض ورغبة فيه ايضا يصادر ما لا ينبغي ان يصادر كم هم اولئك الذين وراء القضبان الحديدية لا لشيء الا لانهم اندفعوا وراء مسيرة الجري المباشر في سبيل ان يحصلوا مزيدا من الثراء.

أيها الاحبة، الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يسوق الدنيا لأي انسان كان ساق له لقيد شعرة واحدة واذا ما اراد ان يصرفها عنه له وضع او فعل في سبيل ذلك ما اتيح له من الوسائل فانه لن يصل اليها.

أيها الاحبة القرآن يؤكد على حقيقة هامة وثابتة ﴿واتَّقوا اللهَ و يُعَلِّمُكُمُ الله[البقرة: 282] عندما تتحقق التقوى وتتربع في داخلها ينحل عنها امران هامان: الامر الاول تحصيل العلم في بعده وقدره المتيقن في المعارف الالهية المرتبطة بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليهم)، والعلم في دائرته الاوسع وهو العلم باسباب الحياة اذا وضعت مفاتيحها في يد واحد منا.

أيها الاحبة وقتها تفتح الدنيا ابوابها علينا نحن نختار من أي باب نلج. ايها الاحبة احدهم يأتي الى احد المعصومين عليهم السلام ويسأل منه لقد ضيق علي في رزقي، يفترض ان يكون في سعة بدليل عبارة ضيق علي في رزقي يعني لم يكن في حالة ضيق وشدة وعندما كانت في حالة سعة وترف ثم ضيق عليه في رزقه الجواب ما لك لعلك تركت امرا واجبا او تخطيت حدا محظورا يعني واحدة من اثنتين؛ إما التفريط في الامور الواجبة فالواجبات ليست فقط في الامور العبادية الصرفة كالصلاة والصوم وما الى ذلك وانما هنالك واجبات كثيرة وهي اكثر بكثير مما يحمل عن ولد عن امر عبادي الصرف من قبيل بر الوالدين، صلة الرحم، الاحسان الى الجار، معونة ابناء المجتمع في تفاصيله كلها.

أيها الاحبة احدهم يأتي الى الكعبة والامام الصادق عليه السلام في الحرم ويرى صاحبه يطوف يناديه ولا يلتفت اليه في الثانية في الثالثة الامام الصادق عليه السلام امسك ذلك الانسان الطاهر في بيت الله بيده قال له: هلا سمعت من اخيك ربما كان في حاجة قضيتها له ألا أن في قضاء حاجة المؤمن اخيك المؤمن ما هو افضل من طواف وطواف وطواف اخذ يكررها حتى انقطع نفسه.[3]

أيها الاحبة ليس من الصحيح ان نقرأ الدين قراءة كلها شلل في شلل علينا ان نقرأ الدين كما ارادت لنا السماء ان نقرأ الدين بتدبر بتمعن باعمال فكر وعقل، من أجل ان ننطلق بمفاهيمه الى مساحات ومديات بعيدة.

الامام الحسين عليه السلام كما قلت في البداية ورث ذلك المجتمع بعد عشر سنوات من شهادة الامام الحسن عليه السلام. مع الامام الحسن قسم ثم بعد ذلك بعد الشهادة الامام الحسن سبع سنوات بعد الصلح ثم استشهد الامام الحسين عليه السلام ثلاث سنوات وقعت عملية الشهادة عشر سنوات الامام الحسين عليه السلام وعملية الصلح لها فاعليتها لم يحرك ساكنا الامام الحسن بعشر والامام الحسين بعشر لم يحرك ساكنا للامور مستوجباتها والمعصوم لا يعرف في تكليف من هو يعرف تكليف لأن المعصوم يعني فيما يعني العقل الكامل اما الناس مهما بلغ الواحد منهم من مراتب تؤمن له اعمال فكر وتحريك عقل الا انه يبقى دون ادنى مرتبة تعنون للاولى في قبالة ابواب علم علمني من العلم الف باب وفتح لي من كل باب الف باب اقول ذلك المجتمع المنفور هو إرث ترك ضخمة جدا جداً.

الامام الحسين عليه السلام لابد وان يضحي في سبيل تصحيح مسار الامة والحفاظ على الخطوط العامة للدين الاسلامي الحنيف لذلك لم يكن الا اجود من عرفته البشرية فلا تجد في التاريخ من يضحي في ابناءه وابناء اخوته وابناء اخواته ثم يضحي باعز الناس العباس بن علي عليه السلام، الذي شاطر اخاه نهضته وحركته على الصعيد الميداني ثم النخبة على الاصحاب والانساب الذين يحفظون ولا يقاس عليهم اصحاب الامام الحسين ليس لهم نظير من الاصحاب فيمن تقدم ولا فيمن تأخر اصحاب الامام الحسين عليه السلام، هم افضل من اصحاب رسول الله وافضل من اصحاب علي وافضل من اصحاب الامام الحسن.

إن اصحاب الامام الحسين عليه السلام، تحركوا معه في الخطوة الاولى ولم يتقهقر واحد منهم الى آخر خطوة تلك التي اوصلتهم الى مساحة القدس الدائم في الشهادة الخالدة.

أيها الاحبة، نحن نجتمع هنا بهذا الجمع الطيب المبارك لنحيي ذكرى وقبل ان نحييها في داخلنا الحسين الرمز ايها الاحبة ان كنا نرغب في ان نعيش الاجواء اذا كنا نرغب في ان نحيي ذكرى اذا كنا نرغب ان نعيش ما هو الافضل علينا ان نترك مساحة في قلوبنا كي يتربع فيها الحسين، الحسين الثائر الشهيد الخالد الحسين العظيم كل ما تعني الكلمة من معنى نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم شرف الوصول الى كربلاء نسأل من الله سبحانه وتعالى ان ينظر الينا بنظرة لطف نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يعجل لولي الامر فرجه وان يصحح الاعوجاج الذي بات يسود الامة.

أيها الاحبة ايتها الاخوات المؤمنات الطيبات اذا كان لشأن الرجال هنا حسين وآل حسين واصحاب الحسين واما بالنسبة الطرف الآخر فزينب (سلام الله عليها) حاملة اللواء المفردة التي متى ما استأصلناها او قللنا من حضورها اسقطنا كربلاء كاملا نسأل الله سبحان وتعالى ان يحفظ ضريح الحوراء زينب شامخا وان يبقى مناراً يشقه النور من الارض الى عنان السماء رزقنا الله واياكم في قريب العاجلة ايضا شرف الوصول عند ضريحها الطاهر وشفع الله زينب فينا وفيكم وفي شيعة علي جميعا دفع الله عنا وعنكم وعن اخواننا الاحبة القائمين على هذا البرنامج الطيب وجعل الله ذلك في ميزان اعمالهم وكما قلت في ذكرى ميلاد الامام الحسن عليه السلام، اكرر واقول انا في خدمتكم وفي أي امر اردتموه استطيع فيما استطيع ان اقوم فيه ان كان في جانب مادي او في جانب معنوي وفقكم الله وجزاكم خيراً.