نص كلمة بعنوان : فضيلة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام
فضيلة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام.
حديثنا اليوم هو عبارة عن نقل رواية شريفة لها معطياتها، الحديث الشريف عن الامام الصادق(ع) وهو بشرى للباكين على سيد الشهداء في البكاء على سيد الشهداء اجر عظيم ولا ينال ذلك الاجر الا من اعد نفسه اعداداً تاماً. اصلا العبادات في المطلق تحتاج الى توفيق من الله سبحانه وتعالى فمتى ما امتنّ الله على العبد وكان العبد يمثل ظرفا قابلا لذلك اللطف الالهي فان توجهه يصبح باتجاه قبلة واحدة ألا وهو الله سبحانه وتعالى، واما طرق الوصول فهي من الكثرة بمكان وهي محسوبة منهم واليهم؛ القرآن طريق، الزيارات طريق، الادعية طريق، مجالس الحسين (ع) طريق وهكذا كثيرة هي الطرق الموصلة الى الهدف لكن للإمام الحسين خصوصية، لكربلاء خصوصية، لعاشوراء خصوصية، ينجذب اليها الانسان اذا ما تجرد عن بعض الموانع سواء كان يعتقد في الامام الحسين باعتباره اماماً مفترض الطاعة، او لا يعتقد وخير دليل على ذلك ما لمستموه وما قرأتموه وما شاهدتموه من مقاطع تنسب لأشخاص هم لا يعتقدون في امامة الحسين (ع) ولكنهم عبّروا عما يجيش في داخلهم عندما تجردوا من مجموعة من القيود التي كانت تعيقهم في ما مضى حاولوا ان يقتربوا من مساحة الطف ومن مساحة عاشوراء كيف لا يكون ذلك والامور اليوم باتت من الوضوح والكشف بما لا زيادة عليه. في الامس من السهل ان يعبث الانسان بالأمور التي فيها من الكاشفية ما لا زيادة عليه رغم ذلك قد تعبث الايدي، مر عليكم في ذكرى شهادة الامام علي (ع) عندما وصل الخبر الى خليفة الشام ان الامام علي (ع) قد قتل في محراب الصلاة لاحظوا التعتيم الاعلامي الذي حصل بعد ان وصل الخبر؛ فان المجتمع الشامي استغرب من ان الامام علي (ع) كان يصلي وهل كان علي يصلي؟ يعني لاحظوا امام مفترض الطاعة، تاريخ مع النبي، اول من سجد لله موحداً الى جانب النبي هو الامام علي، ضربات علي، فقه علي، رأي علي، سلوك علي (ع) رغم هذه الكاشفية التي هي اوضح من الشمس في رابعة النهار لكن اهل الشام بقدر ما ظلل عليهم ومنذ ان تولى معاوية ولاية الشام والامور اخذت هذا الجانب الاتكاء على التعتيم يضاف الى ذلك التشويه تشويه الحقائق انكم اذا دققتم فسترون ان تسعين في المائة من الروايات التي جاءت لاستنقاص اهل البيت في مقاماتهم او زرع مقامات لمناوئيهم هي صناعة اموية بامتياز، ارض التصنيع الشام، المصنعون مجموعة ممن تبعوا الرسول ثم انتقلوا خصوصا على بعض مباني المدارس المعينة والتي تقول يكفي ان يرى الانسان النبي فيصبح صحابيا، تكفي الرؤيا مجرد الرؤيا بل اكثر من ذلك قال بعضهم من ولد في حياة النبي هو صحابي هذه اشكاليتها كبيرة بطبيعية الحال لكن كما هو الحال يعني بمثال بسيط بمثال بسيط جداً؛ لو جاءك رجل من اهل العلم من حاضنة العلم الاولى النجف الاشرف او مدينة قم المقدسة حتما يحظى كلامه بالاحترام والاعتبار والتقديم وهؤلاء تبعوا صنعة في تحصيل العلوم والمعارف كيف بمن يفترض انه سمع من النبي ويقول قال، قال رسول بدون واسطة تصوروا، لذلك الامام الحسين (ع) والائمة عليهم السلام اصرارهم على ان واقعة الطف تصل كما ينبغي هو مطلب اساسي لذلك يأخذ معنى الامانة على عاتق آحاد الامة كل واحد منا مسؤول ان يحمل الامام الحسين على عاتق بقدر ما يؤتي ذلك الانسان من الوسائل والكثرة والامكان والتمكين ان يبرز هذا الاسم بما يحمل من دلالات، اختصار رسالات الانبياء والرسل في الحراك الحسيني، خلاصة معطيات الانبياء والرسل في نهج الامام الحسين الاصلاحي، الامام الحسين (ع) سطر الملاحم من خلال سويعات يسيرة في الطف، العبادة؛ استمهلونا سواد هذه الليلة لماذا؟ حب في التزود في تلاوة القرآن، حب في كثرة الصلاة، حب في ذكر الله. مشهد و واقع عملي واقع عملي الامام الحسين (ع) يصلح من شأن المخيم اين؟ في كربلاء ليلا، مع من؟ مع اصحابه هو لم يقف متفرجاً بذل جهدا كبيراً في سبيل تأمين المخيمات لكن القوم، القوم! الامام الحسين ما انفك يدعوا بالبداية لتلك العصابة رغم ان سيوفها قد ولغت في دماء بعض اصحابه واهل بيت الى انه كان يستمهل السماء فيهم الامام الصادق (ع)يقول في بشرى لكم ايها المؤمنون! ولنا ممن يوفق في ان يحظر في مجالس الحسين وان يبكي الحسين او يتباكى من اجل الحسين (ع) ما من عبد يحشر الا وعيناه باكية متى؟ يوم القيامة أي انسان يوم القيامة سوف يأتي باكياً الا الباكين على جدي الحسين (ع) استثناء الا اداة استثناء من حكم المطلق وماذا تفيد؟ تفيد الخصوصية، لمن؟ لمن بكى على الحسين فانه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه، وهذه البشارة تاتيه من يد من؟ البشارة رواياتنا كثيرة رواية ان البشارة يوم القيامة يستلمها المؤمن من يد رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) رواية ان البشارة من يد الزهراء (سلام الله عليها) رواية ان صاحب القضية هو الذي يعطي البشارة للباكين عليه والسرور بيّن على وجهه بدل هذا الحزن الطويل والكآبة على الامام الحسين وما جرى عليه وهذا البكاء هو تسجيل موقف رفض للظالم للظلم والخلق في الفزع وهم آمنون، الناس مشغولين بحالهم في ذلك اليوم« واقع القيامة هو هذا بالنتيجة هو يوم التغابن، يوم الطامة، يوم الصاخة يوم يوم ... الا ان هذا الباكي على الامام الحسين في ذلك اليوم يأتي هادئ النفس مطمئن والخلق يعرضون وهم حداث الحسين[1]، الامام الحسين (ع) بين الذين بكوا عليه في الدنيا الناس في شغل شاغل في حساباتهم، الباكون على الامام الحسين في الدنيا هم في حالة من الحديث والحوار والاخذ والعطاء مع الامام الحسين ما هذه المقامات وهل يوجد مقام افضل من هذا المقام الانسان الذي بكى او تباكى او تواجد في مجلس مستجيبا لدعوة الامام الحسين في هذا الشهر الفضيل في جهة اذ ان الخلق يعرضون ويحاسبون: ماذا فعلت وما الذي جرى وما هو العمل و... بالنتيجة يوم قيامة ويوم موازين، وهم حداث الحسين (ع) تحت العرش للمقام خصوصية بعد وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب سوء الحساب ما يشغلهم باعتبار ان الضمانة باتت في ايديهم نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن وفق في ان يسجل له اسم في ديوان عاشوراء يرفع بين يدي الامام الحسين ينشر في الحشر بين يدي الله سبحانه وتعالى لنأخذ البشارة البشارة سواء كانت من صاحب المناسبة او من الزهراء الشهيدة المظلومة او من الرسول الاعظم محمد فهي البشارة التي ليس فوقها بشارة بالصلاة على محمد وآل محمد.