نص كلمة بعنوان: طرق الوصول للإمام المهدي مختلفة باختلاف البشر
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على اشرف أنبيائه ورسله حبيب اله العالمين أبي القاسم محمد، صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين ثم اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أعداء الدين
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾[1]
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح واجعل نيتنا خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين
اسعد الله أيامنا وأيامكم وبارك الله لنا ولكم ذكرى ميلاد الخلف الباقي من آل محمد (ص)، وأعاد الله علينا وعليكم المناسبة ونحن وانتم في أحسن حال.
﴿اِذا جاءَ نَصرُ الله و الفَتح * و رَاَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ فى دينِ الله اَفواجا * فَسَبِّـح بِحَمدِ رَبِّكَ و استَغفِرهُ اِنَّهُ كانَ تَوّابا﴾[2]
كثرة الطرق الموصلة للامام المهدي (ع)، وتنوعها
في ذكرى المولد الشريف للخلف الباقي، تعطينا هذه المناسبة المساحةً الكافية في أن ننهل الدروس والعبر، والطرق إليه كثيرةٌ، ان أخفقنا في طريق فأمامنا الطريق البديل، وإن أخفقنا ثانية فالبديل جاهز وهكذا .. لأن الإمام المهدي (ع) للإنسانية يمثل المنقذ الأكبر فلابد وان تكون الطرق اليه بعدد بني البشر، لان الناس يتفاوتون فيما بينهم من حيث بناءهم الفكري والثقافي والديني والانتمائي، لكن ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويمت إليه بصلة هذه الصلة هي عبارة عن الطريق قد تتفعل عند فلان من الناس ولكنها تتعطل عند الآخر، الفاعلية والتعطيل منشؤها الإنسان، هو بيده ان يقدم وهو بيده أن يؤخّر وإلا فالسبل مشرعة والناس فيها شرع.
القرآن الكريم والكتب السماوية تدل وتبشر بالإمام المهدي (ع)
من هذه الطرق؛ القرآن الكريم،كثيرةٌ هي النصوص المرشدة والدالة على قضيه الإمام المهدي (ع) وان ما يتمثل في ظهوره ويترتب عليه هو العدالة الكبرى التي لم تشهدها البشرية طوال مسيرتها الا في مربعات ضيقة وبمستويات محدودة كما تجلى ذلك في عهد خلافة الإمام علي (ع) الظاهرية التي لم تتجاوز السني الخمس، إلا أنها كانت تمثل فاصلةً ونقلةً نوعيةً في مسار الحكم على وجه الأرض بناءاً على ميزان العدالة، الإمام المهدي (ع) بشرت به الكتب السماوية، اذ ما من نبي إلا وتعرض لهذه القضية على أساس من الكتاب وعلى أساس من الصحيفة التي أنيطت به المسؤولية في النهوض بمعطياتها في وسط الأمة كصحف إبراهيم، التوراة، الانجيل وكل الكتب والصحف التي قام الأنبياء والرسل بمهامهم كما ينبغي، العدالة كانت نصب أعين الجميع لكنها بقيت القضية الهامة والملحة أن كل واحد من هؤلاء يهيئ أرضيةً بحساب أو يرجع ذلك بناءاً على حساب الزمن الذي يقرب بالبشرية شيئاً فشيئاً حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بالخلف المهدي (ع) بالنهوض، الذي يهمنا نحن هو علاقتنا بالامام المهدي (ع) من خلال القرآن الكريم، انا قلت لكم الآيات كثيرة، والسورة التي استفتحت بها هي من أهم السور التي تدلنا على المعطى، صحيح هي نزلت بعد فتح مكة وصحيح هي تسجل وتؤرخ لذلك الحدث الكبير عندما دخلها النبي الأعظم (ص) من بابها الرفيع من الأبطح براية الحمد الخفاقة بالعفو والصفح والرحمة والتسامح والمحبة، الكل يعلم ما كانت تنطوي عليه مكة من حالة عدم التوافق مع النبي (ص) بحيث ذاقت جنباتها واضطر النبي (ص) للهجرة، خلف موطنه ومسقط رأسه ميمما صوب يثرب، وفي يثرب تحقق ما أراد ان يعود لأبناء مجتمعه بالرسالة التي أراد ان يكون لهم الشرف فيها في احتضانها ولكنهم أبوا إلا ان يتنكبوا الطريق، دخل الناس في ذلك الوقت في دين الله أفواجاً الا انهم لم يغربلوا وإنما شملتهم الرحمة عندما قال لهم الرسول (ص): «انتم الطلقاء»، الذين قاتلوه والذين أخرجوه من مكة، الا انه (ص) عفا عنهم، وفي هذا درسٌ لنا، نحن عندما نتمكن في مورد من الموارد علينا ان نجعل العفو والصفح والرحمة التسامح وإبراز حالة الحب مع نسيج المجتمع بكل أطيافه هو سيد الموقف، ﴿يَدخُلونَ فى دينِ الله اَفواجا﴾ القبائل العربية جاءت كي تعلن إسلامها حتى ضاقت بهم مكة المكرمة، لكن هذا الدخول يبقى نسبي ومحدود، لأنه لا يتجاوز حدود مكة ولواحقها أي ما ينطبق عليه عنوان الأمومة «أم القرى».
بعض أحوال الظهور المبارك
أما فيما يتعلق بالخلف الباقي من آل محمد (ص) فالأمر على خلاف ذلك تماماً، الناس يدخلون في دين الله أفواجا ليس فقط في حدود هذه الدائرة ان يكون في الكوفة أو في كربلاء أو في مكة بناءا على اختلاف الروايات وإنما الناس يدخلون في دين الله أفواجاً من جميع أقطار الأرض، الكثير منا يعلم بأن في ذلك الوقت الكثير من الحسابات الطبيعية تعطل ويكون للمعجز فاعليته ومن مصاديق ذلك تقريب المسافات وطي الأرض للمحبين والمريدين، في الزمن السابق عندما كان يقال بان نداء الامام المهدي (ع) الأعظم عند الكعبة المشرفة يراه من في الشرق ومن في الغرب الكل كان يستغرب، لكن مع هذه النقلة النوعية في التقنية وهي لا تمثل إلا جزءاً من ستة وعشرين جزء من العلوم المكتنزة والمخزونة عند الخلف الباقي من آل محمد (ص) اليوم بمقدور الإنسان ان يشاهد حدثا ويتابعه ويشارك ذلك الإنسان المليارات لا الملايين من البشر في وقت واحد، الكل يرى والكل يسمع لكن بالواسطة لو تعطل عاملٌ من العوامل لتعذر عن الجميع ان يشاهد إلا من يحضر المشهد، في زمن الإمام المهدي (ع) الأمور ليست هكذا لا يقبل فيها حساب الاحتمالات نهائيا وإنما هي حركة مقننة محكمة من قبل الله سبحانه وتعالى، البشرية كلها ترى الامام المهدي وتسمع صوته في وقت واحد وتلبي نداءه إلا من مرد على الكفر والنفاق وما خلاهم فهم مصداق: ﴿يَدخُلونَ في دينِ الله اَفواجا﴾ فحري بنا ان نعيش القرآن كمدرسة وان نعيش القرآن كمنظومة متكاملة تسوسنا في الحيات وتعبد لنا الطرق وتفتح أمامنا الآفاق وتهذب أنفسنا وتلغي جميع الحواجز بيننا وبين المؤمنين وتكون اللبنة الاساس هي ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾[3] ثم تتفرع علينا الدائرة وتتسع فتكون: ﴿و ما اَرسَلنـٰكَ اِلّا رَحمَةً لِلعـٰلَمين﴾[4] اذ لم يقل «للمسلمين» وقال «للعالمين» حال ان الخطاب لهم، لكن الذين يحاولون ان يضيقوا ويضربوا إطار حول معطيات مدرسة أهل البيت عليهم السلام هم لا يقرؤون القرآن، او يقرؤونه ولا يستنطقونه، أو يستنطقونه ويأبون إلا ان يضعوا عليه القيود وان يصرفوا المدلول منه على ما يتماشى ورغباتهم ومكتسباتهم وإلا فالقرآن صريح ان النبي (ص) بعث رحمة ورحمة عامة للعالمين لمسلمهم ولغير مسلمهم.
الرحمة العامة، سيدة الموقف عند الظهور
الخلف المهدي (ع) من آل محمد عندما يخرج أيضا بالرحمة العامة، من يحاول ان يسوق لقضية الإمام المهدي (ع) على انها نهضة بالسيف هو ممن يحرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح ويضع الكثير من علامات التشبيه والتنفير من الحركة المهدوية، أبدا اهل البيت عليهم السلام يقولون: «اذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت أحلامهم»[5] فإذا رشد عقلي وعقلك وعقل الآخر هل يختار أحد طريقا غير طريق محمد وآل محمد (ص)؟ وهل يرضى إماما له البيعة في عنقه إلا الخلف الباقي من آل محمد أبداً، الامام المهدي (ع) يخرج بالرحمة، صدره يستوعب جميع أبناء البشر يده عندما يمرر بها على رؤوس الناس لا تحصل عملية من الانتقائية وإنما بقدر ما يعيش الإنسان أنسا وقربا واستعدادا يكون قريبا منه وإلا فالكل يتشرف ببركته ولطفه واشراقه ونورانيته، نعم هناك من ينكث على عقبيه ومن يلتف على نفسه ليطعن الإمامة من الخلف كما حصل مع النبي (ص) حيث كان هناك جماعة عاشوا قريبين منه، سمعوا منه أكثر من غيرهم ولكن تبدلت الموازين وانحرفت البوصلة وتبدلت المعادلة وأصبح القريب بعيد والصديق عدو والمؤمن والعياذ بالله فاسق والمسلم كافر جراء ما حصل بعد رسول الله (ص). مع الإمام المهدي (ع) الكلام عين الكلام وقتها يعمل (ع) سيفه ليقوم الاعوجاج أما حين خروجه والنداء، لا يشهر سيفه بوجوه الناس وإنما يرفع راية الحمد، راية العفو، راية الرغبة في إكمال الناس للتعاطي مع مرحلة العدالة التامة الكاملة العامة الشاملة، أحيانا الإنسان لا يتحمل هذا المعطى، كما لو اعتاد الإنسان على الظلم والجور فيصعب عليه أمر العدالة، مثال بسيط لو كان الانسان يمارس الظلم مع زوجته وأبنائه كدائرة ضيقة ثم تذهب الأمور للقاضي لتقويم الأمور، القاضي العادل المتوجه لم يحكم من خلال الهوى والرغبة بطبيعة الحال وإنما يبحث عن الحق والحقيقة ويعطي الحكم وفق ذلك، لأنه ينشد العدالة بين الزوج والزوجة، وبالتالي الحق لا يكون منقسم على اثنين، الحق واحد لا يكون مجزءأً، فإما ان يكون لصالح الزوج أو يكون لصالح الزوجة، في الفرض الزوجة مظلومة حينها يكون الحق لها، فلو حكم الحاكم ان الحق للزوجة، الزوج ماذا يعمل في الفرض!؟ انه إنسان ظالم، يشتم، يضرب، يطرد، يضيق في المعيشة.. الحكم على خلاف رغبته، هذا سيعمل، سينصب العداوة للقاضي..
بدل العناوين والأسماء والمسميات الأمر عين الأمر، الإنسان قد يكون ظالما لنفسه أو ظالما لأهله أو ظالما لمجتمعه أو ظالما لأبناء جنسه أي البشرية بعنوانها العام عندما يخرج الإمام المهدي (ع) يصحح الأمور، يضع القوانين، الناس تسير عليها لكن مع الأيام تتبدل الاحوال، هنا يأتي الامام المهدي (ع) لتصحيح الاعوجاج، فتثور ثائرتهم على الامام المهدي (ع).
أهمية تهيئة النفس للظهور الشريف
في السنة المطهرة عنهم عليهم الصلاة والسلام أيضا المهدي (ع) يبعث رحمة للعالمين فاذا بعث وحمل هذه الراية الذين يسعون لتحقيق العدالة العامة هم من ﴿يَدخُلونَ في دينِ الله اَفواجا﴾ وهذا الامر لابد له من التهيئة والتأسيس وهذا التأسيس لا يكون حين النداء، لذلك تأتي الصلاة كمهيئ، الصيام كمهيئ، الحج كمهيئ ... لكن الهدف هو واحد وهو بناء الإنسان الرسالي بناءا متكاملا ليتهيئ لمرحلة أصعب، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرائبه أكثر على الانسان من ترك الصلاة أو ترك الصيام.. الإنسان عندما لا يصلي، او عندما لا يصوم، أو عندما لا يحج سوف يدفع الضريبة يوم القيامة، لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضريبته في الدنيا والآخرة، الإمام الحسين بن علي (ع) عندما خرج الى كربلاء من اجل ماذا؟ هو يقول: «أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»[6] الضريبة ماذا كانت؟ التضحية بالدماء الزاكيات، هذا شيء طبيعي، حتى في حياتنا عندما يتفعل هذا الأمر من الطبيعي أن تكون له آثار، فعندما يقول الانسان كلمة الحق لابد وان يدفع ضريبتها، قد تكون مقاطعة من الناس له أو ... ولكن مادام في الله ولله فمرحباً، حتى أن الإمام علي (ع) وجراء الأمر بالمعروف ونهيه عن المنكر اشتهر عنه القول: «ما ترك الحق لي صاحبا»[7]، هذا شيء طبيعي، أنا إذا أردت ان اتعاطى فرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب ان أجند نفسي له قبل ظهوره لا عند ظهوره، وحتى يكون الشخص مهيئأ للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يجب عليه ان يبدأ بنفسه أولا، لانه لا يصلح ان يقف في المسجد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو الذي من يتلبس بذلك الأمر، أو من غير المعقول قاطع الرحم يأمر بصلة الرحم! أو هو يحمل الحقد والضغينة عن الآخرين ويرشد الناس إلى المحبة والمودة والألفة والتعاون هذا لا يمكن، أو يصلي صلاة غير صحيحة ويقول للناس صلوا صلاة صحيحة مثل صلاة سلمان وعمار ومقداد وأبي ذر! فيجب ان يلتفت الانسان لهذه الأمور، يعني يجب ان يهيئ نفسه، لذلك عندنا في الروايات بان «أفضل العبادة انتظار الفرج»[8] وانتظار الفرج ليس بكثرة الصلاة ولا بكثرة اللطم ولا بطول المشي للإمام الحسين (ع) بل لابد ان يكون انتظار الفرج مبني على أساس كل ما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وما يقرب إلى الله فهو يتمثل في امتثال ما هو الواجب وما دعانا ان نكون فيه، والعكس صحيح ينبغي ان لا يفقدنا فيه.
الاعداد التام والشامل للدخول في عداد اتباعه (ع)
من منا لا يرغب ان يعيش تحت ظل العدالة! الكل يرغب في ذلك، ألا يرغب الإمام المهدي (ع) ان نكون في أحسن حال في زمن غيبته؟ زمن غيبته امتداد يعني قبل خمسمائة سنة كان زمن غيبة، قبل تسعمائة سنة كان زمن غيبة، قبل قرن من الزمن كان زمن غيبة، اليوم زمن غيبة، متى تنتهي لا ندري هذا شيء راجع لعلم الغيب لله سبحانه وتعالى، إذا ما أمره الله سوف ينهض، واذا لم يأمره يبقى، وحيث ان الدولة كبيرة طويلة عريضة مترامية الأطراف وهي اكبر دولة تحمل عنوان العدالة مبسوطة على وجه الأرض عرفتها البشرية كافة، فهذا يعني ان الإمام المهدي (ع) يحتاج إلى أنصار وأعوان، الذين ذكرتهم الرواية هم ثلاثمائة وثلاثة عشر نفر هؤلاء هم الأركان، لكن وراء هؤلاء جيوش بكل ما تحمل الكلمة من معنى، جيش رايته الأطباء، جيش رايته المدرسون، جيش رايته المهندسون، جيش رايته الأدباء، جيش رايته ... إلى ان ينقطع النفس .. من المسؤول عن إعداد هذه الجيوش؟ أليس أتباع الامام المهدي (ع) في زمن غيبته والذين نشكل نحن مفردات من ذلك اللون المتكثر في مفرداته؟! ليسال كل واحد من نفسه: هل أعددت نفسي في الجانب الدنيوي إعداداً كافيا بحيث ندخل السرور على قلب الإمام المهدي (ع) في الجانب الأخروي؟ يعني الإيماني والاعتقادي؟ في الجانب العملي والعبادي أيضا هل أحكمت البناء بحيث ادخل السرور على قلب الامام المهدي (ع) أم ثمة خلل هنا وخلل هناك،
الثبات على أمره المقدس
لا مانع ان يكون هنالك ثمة خلل، لاننا لا نتمتع بعصمة ولكن علينا ان لا نكابر، علينا ان نلتفت ان ثمة خلل موجود ونسعى لاصلاحه، هذا هو المفروض، ايها الشباب من الطبيعي ان يرتكب الفرد المعصية وان يتخطى الحدود والأحكام ولكن الأمر الخارج عن دائرة الطبيعية والالتزام هو ان يصر الإنسان على ذلك الشيء أو يتعالى ويكابر أو يحاول ان يتمحل الطرق في تبرير ما ارتكبه، مما لا شك فيه إننا اقرب للامام المهدي (ع) ممن عاش قبل مائة سنة واقرب بشكل واضح ممن عاش قبل مائتين سنة على إننا لا نوقت متى يخرج لكن الكثير من علامات ظهوره تحققت وان كان الامام المهدي (ع) ينتظر أمراً ولا ينتظر العلامات، نعم هناك علامة واضحة وبينة وهي كثرة الهرج والمرج والفتن بين الناس هذه العلامة المحكمة الثابتة، هذه الحالة التي نعيشها ومع شديد الأسف اليوم، وبما أنها مؤشر ومعطي أننا قريبين من عهد الفرج نأخذ هذا الجانب الايجابي منها وأما ما عداه فهو أمر صعب ﴿اَحَسِبَ النّاسُ اَن يُترَكوا اَن يَقولوا ءامَنّا و هُم لا يُفتَنون﴾[9] ليس كل الإنسان يتحمل البلاء والامتحان، اذا لا قدر الله تنزل بالإنسان نازلة مثلا يفقد ولد عزيز بذل عمره من اجل ان يصل من خلاله إلى أمر معين كيف يكون الحال! هذا بلاء وامتحان، او يمرض الإنسان أو يصبح تحت وطأة بلاء وامتحان، أو يتخرج من الجامعة ولا يتحقق له مسار علمي يتناسب مع جهده وكفاءته، أو يحارب من قبل أبناء مجتمعه، أو يبتلى بزوجة غير صالحة لا قدر الله أو ابن غير صالح يقلب ليله نهارا ونهاره ليلا.. هذه كلها عمليات إعداد وامتحان للإنسان هل يصبر؟ هل يصحح؟ هل يعود الى المسار الذي ينبغي ان يسير إليه حتى ينتهي من خلاله إلى دائرة اللطف؟ أم هو على العكس من ذلك..
بعض الامور التي تشد العلاقة بالامام المهدي (ع)
لا اطيل عليكم لان الوقت انتهى، نسال من الله سبحانه وتعالى ان ينوّر قلوبنا وإياكم وان يفتح علينا وعليكم اشراقات الإمام المهدي (ع) نحن في مسيس الحاجة أيها الشباب لهذا، ايها الشباب شدّدوا العلاقة معه من خلال تكرار زيارته، شدّدوا العلاقة معه من خلال كثرة الدعاء له، شدّوا العلاقة معه من خلال الكثير الكثير من الأمور التي يمكن ان ننهض بها ونهدي ثوابها أو نهدي معطاها للامام المهدي عليه الصلاة والسلام، علينا ان نكثر الأسماء الدالة على ذاته من خلال تسمية أبناءنا، علينا ان نكثر من أسماء «مهدي» «منتظر» «صاحب» والقائمة تطول ... من الأسماء الشريفة الدالة على ذاته، إذا قلنا للولد في البيت يا مهدي يعني استحضرنا جوا خاصا، وإذا قلنا يا منتظر أحضرنا جوا آخر، وإذا قلنا صالح وصاحب.. وهذه كلها أسماء خيرٌ وبركة، وفقنا الله وإياكم لكل خير، اشكر الأخوة الأحبة الذين شرّفوني بالحضور هنا، واشكر الآباء الأعزاء الذين هم هنا، اسال من الله طول العمر والصحة والسلامة لهم ان شاء الله، بالنسبة لأبنائي وإخواني ايضا أسال من الله سبحانه وتعالى ان يوفقهم لخدمة الامام المهدي (ع) انه ولي ذلك، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.