نص كلمة بعنوان: سماحة السيد يكرم أيتام مركز الشعبة بالمبرز

نص كلمة بعنوان: سماحة السيد يكرم أيتام مركز الشعبة بالمبرز

عدد الزوار: 375

2013-10-31

القرآن يقول: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} بعد ان قدم لها {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى} [الضحى:7 و6]

ايها الشباب، ايها الأحبة..

النبي (ص) كان يتيما وهو سيد ابناء هذه الفئة كما انه سيد العالمين لكن ذكر الخاص بعد العام يفيد علية في المقام هذه العلية تنشأ من خلال ما هو المستوجب لذكر الخاصة بعد العامة.

التعاطي الايجابي مع مسألة اليتم

أيها الابناء، هناك الكثير من الامور التي تعترض مسيرة الانسان في مرحلة من المراحل ولكن الانسان العظيم المقتدر هو الذي يجعل من تلك العقبة وذلك العائق حالة من القوة منها يثب الى ما وراءها. صحيح قد يتأخر الانسان في مشواره أو قد يلاقي صعوبة معارضة ولكن في النهاية يصل ويصل وهو عملاق، يصل وهو رافع الراس، يصل وهو قادر على العطاء بعد الحاجة على الابداع قبل الاكتشاف للقوى الكامنة في داخله. الانسان لا يملك ما يقدّم به او يؤخّر في ان يكون يتيما او لا يكون يتيم لكن قد يكون من مصلحة ذلك الانسان ان يكون كذلك، والسر خفي عند الله سبحانه وتعالى في ان المصلحة هي ان يكون يتيماً.

اليتم قسوة، صعوبة، مرارة وتعب لكن اليتم ايضا قوة كامنة مختزنة يستفيد منها من يحمل عقلا راجحاً وكلكم مشاريع لعقول راجحة.

من اهم النعم على الانسان بعد ان يوجد من ابوين يعتقدان بولاية علي عليه السلام، هو ان اكرمه بالعقل، اعطاه عقل يميز بين الصحيح وغير الصحيح، الجيد وغير الجيد، هذه الحالة تبدأ مع الانسان وهو في دور الطفولة.

يبقى هذا الانسان في طفولته، هناك جماعة ترعاه وتستكشف الموهبة في داخله تفجرها، تنميها، توجهها وهناك أناس، لا والله تبقى هذه الموهبة في داخلهم مكبوتة مأسورة.

من النعم الموجودة اليوم هي وجود دور لرعاية الايتام الذين انتابتهم حالة جراء غياب الاب اما بشكل طبيعي حيث اختار الله له مجاورة محمد وآل محمد او جرى عليه عارض خارج عن الارادة اخرجه من هذا العالم الى عالم آخر.

نحن حينما يموت لنا انسان نقول عنه دائما إنه كان مسكيناً قد ذهب، والله كان انساناً جيداً. لو ان الانسان يفتح له ويرفع عنه هذا الغطاء عن بصره وينظر الى ما اعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين من عباده، لتمنى في تلك اللحظة أن يذهب هو أيضاً.

يعني لو يكشف لاحد عن بصره ويرى الحقائق ويرى الذين فقدناهم من الآباء والامهات والابناء والاخوان والاعمام والاخوال والاصدقاء أين هم يعيشون الآن وكيف يعيشون، لتمنى حياتهم و تمني ان يكون هو معهم ايضاً. لكن بالنتيجة هم في عوالم خاصة.

الانسان لا يجوز له شرعا ان يقتل نفسه، هذا الفعل حرام وكفر وعاقبته جهنم وبئس المصير، والا لكان كل واحد منا قتل نفسه وذهب الى تلك العوالم وينتهى الامر. لماذا؟ لان العالم الذي نحن فيه، اقصى ما يمكننا ان ننظر فيه هو النظر الى العالم الفلاني او السيد الفلاني او فلان الشيخ او فلان المؤمن، او خالي الطيب، او عمي الحنون وهكذا. لكن هناك وفي تلك العوالم هؤلاء (الموتى المؤمنين) ينظرون الى محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) يعني تصوروا اناس يصبحون ويمسون بوجوه الائمة. أي حضور الائمة في وسطهم وهم في وسط الائمة.

لكن هذا طريق لابد ان نمر به ونجتازه، ولابد أن نتحمل صعوبته وندع مساحة منه للوصول الى العالم الثاني.

لذلك فأن الذي يصلي أحسن والذي يصوم أحسن والذي يحج أحسن والذي يبر الوالدين أحسن والذي يصل الرحم افضل الذي يخدم الناس أكمل، والذي يقدم شيء للامة، يبني شيء للوطن هذا شيء كله نجاح في نجاح ويسجل للانسان. لكن ذاك العالم عالم غيب.

الايتام المتفوقين خير دليل على صحة المسير

قالوا لي الاخوة القائمين على اللجنة في الجمعية، هناك تكريم للأيتام المتفوقين، بصراحة انا تفاجأت وقلت أنه تكريم المتفوقين من الايتام، فكان انقلاب وانعكاس العنوان على نفسيتي كبير. لماذا؟ لان نحن اذا استطعنا أن نخلق في المجتمع متفوقين من هذه الشريحة التي تعاني اكثر من غيرها يعني هذا اننا نسير على الطريق الصحيح والهدف واضح المعالم لكن هذه اللوحة الفنية لا يستطيع ان يرسمها مجلس الاشراف ومدير الاشراف بنفسه وجماعته بشكل مستقل. ولا مدير الجمعية وافراد الجمعية بشكل مستقل ولا الجماعة المعنيين اولا وبالذات بلجنة الايتام بشكل مستقل.

اللوحة الرائعة من الذي سيخلقها، المتصدين للعمل في الجمعية يجلبون لنا الوسائل من فلين ويجلبون لنا مسطرة واقلام والوان وقطن وما إلى ذلك، لكنهم لا يضعون الخطوط واللمسات، بل هم يعدون لنا الآلة التي منها ننطلق لرسم تلك الايقونة.

تلك اللوحة بكل تقاطيعها وتقاسيمها من الذي سيشارك فيها؟ الشاب الاول، الشاب الثاني والخامس والعاشر والى ... هؤلاء هم الذين سوف يرسمون تلك اللوحة.

فأنت أيها الشاب، أنت الذي تحمل اسم محمد او صادق او علي او مهدي او او... انت من تضع يدك وتضع قدمك الاول على الطريق وتسجل اسمك بين المتفوقين يعني انت اول من وضع خطا على هذه اللوحة ثم يأتي الثاني ويقول هذا الخط لوحده لا يمكن، لابد لي انا المتفوق أن أضع الخط الثاني دعماً لهذا الخط الاول، حتى لا ينحل، لا ينقطع ،لا ينمحي، ثم يأتي طفل ثالث متفوق يقول صحيح أن تلك الخطوط جيدة، لكن لماذا لا نجعل ربطاً بينهم يقول كيف يكون الربط؟ يقول شخص متفوق وصاحبي متفوق صار عندنا اشبه بسكة القطار متماسكة. ومن المعروف أن خطاً واحداً لسكة القطار لا يمكن للقطار السير عليها، أي مع عدم وجود الرابط لا يمكن أن يتم أي شيء.

أمر ثالث او رابع سوف يأتينا، ألا وهو الحديد، القضبان الحديدية موجودة، الخشب الماسك الواصل موجود، ولكن حتى تستمر السكة وتتحمل الضغط الكبير لحركة عربات القطار عليها، ماذا تحتاج؟ تحتاج الى مسامير تثبت القضبان في الخشب حتى تستقر وتصبح حركة القطار هادئة ومستقرة ويسير القطار بسكينة ويقطع طريقه وهو في كامل الثقة والاطمئنان انه انطلق من المحطة الاولى ليصل الى المحطة الثانية مترقبا للمحطة الثالثة.

هذا كله ايها الاحبة! يا من نفتخر بكم ونرفع رؤوسنا عالية بكم، وبكم ننافس الآخرين ونبني المستقبل انشاء الله بكم تسوى هذه السكة انا رسمت سكة بالحديد لاقرب المشهد لأذهانكم، والا فأن الذي نريده ليس حديد مادي ولا خشب مادي ولا مسامير مادية مستخرجة من الارض وانما مستخرجة من عقولكم.

نريد الاستاذ في الفيزياء المتفوق، والرياضي المتميز، والكيميائي المتسلط على مادته، وصاحب اللغة المبدع في اخراجه، والفنان الذي يرسم لنا العالم من حولنا يقرب الدنيا ويضع تلك الدنيا في ايدينا لنمسك بها ولا تمسك بنا، هذا كله ضمن عملكم.

تأسي اليتامى بالنبي محمد (ص)

إن النبي (ص) {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى} النبي لم ير ابوه توفي عبدالله والد النبي والنبي في بطن امه. بعض الروايات تقول سنتين بقي مع امه آمنة ثم توفيت، وفي رواية بقي معها ست سنوات وهي أطول رواية موجودة وتقول إنها بعد ذلك توفيت، يعني بقي يتيم الاب والام لكنه نبي.

قد يقول قائل منكم احبتي ابنائي ان الله سبحانه وتعالى مثلا قد أعطى النبي الاكرم خصوصية خاصة، ونحن لسنا مثل النبي ولسنا مثل اهل البيت ونختلف عنهم، فنقول: صحيح أننا نختلف عن النبي واهل البيت وعنايتهم تختلف عنا تماما. لكن الله سبحانه وتعالى عندما يقول رحمن رحيم لم يخصص بالنبي روحه، نحن داخلين فيها لما قال غفور ودود لما قال حنان، فماذا يعني؟ يعني لنا شيء واحد، فما هو هذا الشيء؟ هو إن النبي وآل النبي استطاعوا أن يأخذوا حصتهم من الرحمانية والرحيمية من الحنان الالهي من الحب الالهي من العشق الالهي قد أخذوا نصيبهم.

نحن علينا أن نأخذ نصيبنا، عندما يصبح معي مثلاً قدح من المال وآنية موضوعة بجانبي، فيأتي أحد ويأخذ مقدارا من الماء، ويأتي آخر ويأخذ مقداراً آخر، فهنا الاواني لم تكن متناسبة ومتساوية يعني لم تكن في مستوى واحد.

أي أن القدح الذي وضعناه للاول غير الذي وضعناه للثاني والذي في الثاني غير الذي في الثالث، وهكذا. إذن الاشكالية ليست بالماء والماء كثير في القدح، لكن الاشكالية أين صارت؟ الجواب: أنها صارت بالاناء. إذن فالمشكلة في آنيتنا.

الله خلقنا نحمل أواني بمستوى واحد لكن نحن من عبأ الإناء مثلما نريد، يعني مفروض علينا ان نعبئ اناءنا بشكل كامل.

أيها الاحبة يا شباب اليوم اشبال اليوم يا رجال المستقبل يا من ترسمون معالم حياة افضل من الذي شاهدناه نحن أو كما عشناه، هو في الحقيقة افضل مما عاشه اباءنا. يعني لا اريد أن اقول لكم ماذا كانت حياة اباءنا وماذا كانت وكيف كانت حياة ابناءنا بالامس.

حسب عمري القصير نسبياً الذي تجاوز اليوم الخمسين عاماً، إلا أنه يعتبر بالقياس لغيرنا، فقد عايشت جيلاً قبل ماذا كانوا. فقد كانوا من قبل مساكين جداً، نادرا ما ترى من ياكل الخبز مع الحليب في بيته. فقط كان الخبز مع الشاي لوحده، هو السائد. اكثر البيوت لم تكن قادرة على أن تشرب من الحليب، بينما نحن اليوم، ماذا نأكل كل صباح؟

سوبر ماركت كامل أمام بيتنا، ويمتلك أنواع من الجبن والزيتون، والام تتفنن والخدامة تتسلط وكل شيء يصبح متوفر.

نأتي الى وجبة الغداء، فكان في الزمن الاول يمر عليهم شهراً كاملاً، لا يأكلون لحماً، ماذا يأكلون؟ كانوا يأكلون خبز ودهن، بينما الذين عندهم دجاج في بيتهم ياكلون البيض. هذه كانت حياتهم.

ثم تعال وشاهد بنفسك ماذا نحن فاعلون فعندما يأتي الولد من المدرسة، ها ماما، ماذا أعددت لنا من طعام لهذا اليوم؟ أجابته وقالت: والله يا ولدي، اليوم عندنا خبز ودجاج. ينزعج الولد ويقول تعرفين أنني لا آكل دجاج، ولكن أمرنا الى الله سوف اضطر وآكل.

ثم جاء الولد الثاني وقال: ها يا أمي، ماذا أعددت لنا اليوم؟ قالت: كذا وكذا، أيضاً انزعج الولد ورفض أن يأكل ما أعددته أمه وقرر أن يذهب الى المطعم ..

لذلك ترى في بيت واحد اكثر من صنف من الطعام موجود، وهذا لا يجوز ولا يصلح، من الافضل الواحد منا ان يعيش حياته التي هو فيها اليوم، لكن ينظر للمستقبل. لا يربك اليوم اوراقه لا يغسل كل شيء موجود في يده.

لكن ما يخص المستقبل، عليه أن يدقق في المستقبل وينظر الى ما يريد فعله. يعني نحن اليوم نقبل بهذا المستوى. لكن لا نوافق أن يكون مستوانا غداً في المستقبل بهذا الشكل.

حتى إذا تغير المستوى الذي نحن فيه، فهو نتيجة وصول التغيير في حياتنا بالعلم بالمعرفة، فالنبي (ص) بالعلم قاد الامة كلها. انتشلها من الجهل الى العلم والمعرفة.

المسلمين يوم من الايام، كانت الدنيا كلها خاضعة لهم منهم الاطباء ومنهم المهندسون ومنهم ومنهم لكن لما قالوا للعلم مع السلامة، العلم بدوره قال لهم مع السلامة، فصاروا عاجزين وغير قادرين على أن يصنعوا شيئاً أو أن يأتوا بشيء.

حتى الكبريت العادي الذي يستخدم في المطبخ، فهم غير قادرين على أن يصنعونه من مادته الخام ويصنعونه محلياً.

فالمسلم متى ما اعتز بهويته، فقد بنى روحه بناء صحيحاً. يوصل مع شيء اسمه الاخلاق، وانتم واضح عليكم أن اخلاقكم عالية وتربيتكم رفيعة جداً بدليل هدوئكم وتوجهكم. ونحن الذين نراهن عليه هو هذا الجيل الذي يحمل الهدوء والاصغاء والاستفادة.

الله سبحانه وتعالى سوف يبعث لكم، والله بكم نرفع رؤوسنا، فهناك أشياء لم تحصل لنا، لكنكم حصلتم عليها وتمتعتم بها. في يوم من الايام ما كنا قادرين أن نواصل دراسات عليا، لم يكن هناك أحد يقول أنني سوف اواصل دراستي.

اليوم الحمدلله فأن التعليم مجاني الى آخر مستوى دراسي، وبالمناسبة فان التعليم المجاني غير موجود في كثير من الدول، أي ان يبدأ التعليم المجاني من مرحلة الابتدائية الى آخر المراحل الدراسية. اكثر الدول لا يوجد فيها هذا الامر في التعليم، أما نحن فالحمد لله، إن هذا الشيء موجود عندنا.

النبي صلى الله عليه وآله، يقول: انا وكافل اليتيم كهاتين وجمع بين سبابتين. [انظر: تفير نور الثقلين، ج 5، ص573]

أنظروا ايها الشباب الطيب: قد يتصور الواحد منكم أن اليتم قد يجتزئ منه شيئا اكثر، فهذه الحالة يجب أن لا تتم ولا من المفروض ان تصير نهائياً. فرؤوسكم عالية نفسياتكم كبيرة لا تسمحوا لاحد أن يجتزئ منها أو يستقطع منها أو يقلل منها او يعاملكم على هذا الاساس.

السيد الخميني (رحمه الله) انموذج اليتيم المتفوق الامثل

كانوا ايتاماً، وأنا سوف أتي لكم بشاهد، ما كان نبياً ولا كان اماماً، ولكن عرف كيف يعمل، وعمل حركة اليوم لم يعملها احد سواه، من هو هذا؟ هو السيد الامام رحمة الله تعالى عليه.

السيد الامام رحمة الله عليه، عاش يتيم، وابوه قتل وهو في عمر سنتين، فعاش يتيماً، بعدها اخوه تكفل به. بعد أن كفله أخوه، وكبر، دخل الحوزة وصار مجتهد مات المرجع الكبير، خلت الساحة، فاختاروا مرجعاً من المراجع المطروحين, فشاهد الناس من حوله ضايعين شتات ظلم جور رفع راية التغيير خمسة عشرة عاماً، يجاهد ويكافح تحمل الصعاب صعاب العيش.

تصوروا كيف أن مرجعاً بصفته مرجع لما يمشي، يأخذون عمامته ويرمون بها على الارض يضربونها أولئك الحرس لرجال وجهات معينة. يرمون عمامته على الارض، لكنه مع ذلك كان يحملها ويسويها من جديد، ويضعها بعد ذلك على راسه ويدخل البيت ويدخل للدرس ويدخل للمسجد.

حاولوا أن يضغطوا عليه، لكن لم يتمكنوا في النهاية ماذا حلّ؟

اشرقت الشمس من جديد بفضل جهوده. انتم كلكم الحمدلله اهل ايمان وتقوى وتدين، سابقاً قبل أن السيد يحدث حركته، كانت الناس تائهة ضائعة صدقوني من النادر أن ترون في مسجد طفلين أو ثلاثة يصلون في ذلك الزمن اليوم الاطفال في المساجد اضعاف اضعاف غيرهم، لماذا؟ لان اهلهم متدينون ولان اباءهم تفاعلوا وتجاوبوا مع الدين.

رعاية اليتيم ليس نقصاً لليتيم بل تكريما للكفيل

فأيها الاحبة ايها الشباب الطيب المبارك جدوا واجتهدوا وليس لأحد عليكم منة أو فضل، بل هو واجب في رقاب الجهات الاخرى التي تقوم بمسؤولياتها، لا تشعروا أن احداً في يوم من الايام يحاول ان يقف بجانبكم في قضية كبرت او صغرت، ان له منة أو فضل عليكم، فهذا مستحيل.

أنظروا، إن هذا السيد اليتيم، السيد الامام الخميني رحمة الله عليه، الذي تحدثنا بشأنه، في يوم من الايام جاءه واحد يعطي حق شرعي من قسم السادة سهم السادة فاعطى السيد الامام مبلغ من سهم السادة واحس السيد الامام ان ذلك الشخص دخل في قلبه شيء وتصور ان له فضل. في حين ان الحق الشرعي الذي دفعه هو ليس من ملكه حتى يتجبر على خلق الله.

فالسيد الامام قراها في وجهه، ماذا قال له؟ قال له: انا استلم منك هذه الاموال ولي الفضل عليك، استغرب الرجل لانه قال اعطي الفلوس والذي يأخذها يصبح له فضلاً علي؟ قال له: نعم، لاني بأخذي لهذا المال أبريت ذمتك. فأنا ابرأت ذمتك، فلماذا تعتبر نفسك صاحب منة وفضل عليّ؟

نحن ايها الاحبة في سفينة واحدة من يقدم ومن ياخذ هو الله سبحانه الله يتقبل اعمالهم انشاء الله لكن الكرة في ملعبكم وباتجاهكم، انتم تستطيعون أن تبنون وانتم تستطيعون أن تقولوا لا. ونحن نراهن عليكم لانكم قادرين على البناء، ونحن متأكدين من ذلك لذلك نحن راهنا على هذا الشيء.

اعجبتني احدى الجمعيات دعيت في حفلة لها في ليلة من الليالي، كان الذي يقدم الحفل يتيم رعته الجمعية من الابتدائية حتى تخرج وحصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا. هذا الامر، كان في الاحساء وليس خارجاً.

لذلك فنحن نتمنى أن تكونوا إما دكتور أو مدرس أو مهندس أو رجل اعمال كبير يدعم حركتنا ويساعد المحتاجين في مجتمعنا وانتم، بقدر المسؤولية، والله انتم بقدر المسؤولية.

وخير دليل على ذلك هو المصداقية، أتصرف حسبما أشاهده أمامي. هل منكم من يحلم في يوم اليوم من الايام، لكن الحمد لله رب العالمين، هناك حديث اقرأه لكم:

«من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن مشى في عيب أخيه وكشف عورته كان أول خطوة خطاها ووضعها في جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق» [ثواب الاعمال للشيخ الصدوق، ص288]

من مشى، أنظروا أيها الاخوان، إن المسألة ليست مسألة نقود فقط الواحد يعطي، بل وقفتكم، جهودكم، تضحيتكم، تفريطكم بالكثير من الوقت وجلسات الراحة مع اهلكم، كل هذا فيه اجر عظيم، شيء لا يتصور. من مشى في عون اخيه ومنفعته، مثلاً واحد يساعد اخوه يساعده في درسه يساعد في توجهه يساعد يساعد... فله ثواب المجاهدين في سبيل الله.

في الروايات جيران الرسول يوم القيامة هل يوجد احسن من هذا الثواب عكس ذلك، عكس ذلك من مشى في عيب اخيه كان يقول: فلان لا يفهم، فلان من البيت الفلاني، فلان ما عنده، فلان لا أعرف ماذا به؟ فلان أوضاعه ليست بجيدة، فلان... يحمل هذه الاخبار وينقلها من مجلس الى مجلس.

ومن مشى في عيب اخيه وكشف عورته، كان اول خطوة خطاها ووضعها في جهنم أنظر ذاك الذي اخذ اجر المجاهدين هذه اول خطوة يخطوها، أين؟ في نار جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الاشهاد.

فنحن لابد أن تسود الحنية والمحبة بيننا ويحاول جميعنا أن يغطي بعض الامور التي يمكن أن تكون فيها صفة نقص عند الغير، فيجب أن يغطيها. من الاجر ان تصلحها وتستر عليها.

وهناك فرق بين الستر من اجل التصحيح و بين التستر من اجل المساعدة على الخطا أنظر الى جمال اللغة العربية. انا لا اريد ان اطيل عليكم اكثر من هذا. الله يجزي اخواننا القائمين من الادارة والاشراف واللجنة وخصوصا اللجنة القائمة، يعني واقعا انتم اخترتم اكثر الموارد مظنة للاجر والثواب، فاليتم أضيق دائرة من الفقر، وقد يكون يتيم فقير، وانتم اخترتم اللجنة التي مسيطرة على الشريحة التي لا كلام فيها ولا نقاش « انا وكافل اليتيم كهاتين وجمع النبي بين سبابتيه».

اما انتم ايها الشباب اسال من الله سبحانه وتعالى ان يدفع عنكم البلاء وعن اهلكم وان يجعلكم لبنات صالحة في صرح شامخ وان يجعل من كل واحد منكم من الذين لهم نصيب في المساهمة في ان يكون من انصار المهدي عليه السلام. وممن يقوم بخدمته كما ان يجعل منكم ايضا لبنات صالحة في بناء هذا الوطن العزيز علينا.

وفقنا الله جميعا، بارك الله لكم، اخذ الله بايديكم الى افضل منّه ان شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.