نص كلمة بعنوان: جوانب من حياة الإمام علي عليه السلام
علو شأن ابي طالب
عندما ولد النبي (ص) كما في الحديث الشريف جاءت فاطمة بنت اسد (عليها السلام) الى ابي طالب تخبره بميلاد النبي قال لها امهليني سبتا آتيك بمثله الا النبوة[1].
ابو طالب والد الامام شخصية مظلومة، كانت وما زالت وربما الى فترة غير محسوبة وموقتة تبقى ظلامة هذا الانسان العظيم. ابو طالب كافل النبي ابو طالب سيد البطحاء ابو طالب شيبة حمزة ابو طالب تبدأ المفردات ويبقى ابو طالب يشغل موقعه لكن حسنة دفعت هذا الرجل العظيم الضريبة باهضة، هذه الحسنة هي ان عليا عليه السلام، الامام بالحق من صلبه وان علي عليه السلام، مضاف اليه وهذه واحدة من الحسنات التي بقي ابو طالب والى يومنا والى القادم من الايام ايضا يدفع ضريبتها وهي رفع في الدرجات وتثقيل في الميزان.
يقول لها امهليني سبتا آتيك بمثله يعني بمثل النبي إلا النبوة، بعدها ياتي النبي الاعظم (ص) يقول انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي[2]. أليس في هذا اشارة الى ان المنبع واحد والمصدر واحد؟ أليس في هذا اشارة واضحة ان أبا طالب عليه سلام الله مرتبط بالغيب بواسطة من تقدم من الانبياء والاولياء والرسل ثم مفردة سبت التي فيها شيء من الاخبار بالمغيب طبعا مفردة علم الغيب العلم الغيبي الحقيقي حصر عن الله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه بشر لكن الغيب النسبي او الغيب المضاف من قبل الله سبحانه وتعالى مساحته كبيرة واسعة بقدر ما تبثه من قابلية بقدر ما يفاض من قبل الله سبحانه وتعالى.
فعلم النبي بقائمة طويلة عريضة من المغيبات هو وليد ما افاضه الله عليه بذاته لا يعلم ولكن بما أقيم عليه فهو يعلم. وما يعلمه غيب بالنسبة للآخرين ثم بمنطوق القرآن وانفسنا وانفسكم لا بمال النبي في هذه الزاوية فعلي يعلم بما كان يعلم به الرسول (ص) وهكذا الامور دواليك.
ابو طالب هل هو وصي هل هو ولي هل هو فقط لانه من تلك الاماطة وتلك الاشراقة وتلك الاطاعة المضافة الى سلسلة الانبياء والرسل من أولي العزم تلقف معارفه واستطاع ان يستنطقها وأسقطها على المشهد على كلا التقديرين ان قلنا هو ولي فصفات الاولياء متجسدة في شخص ابي طالب ولو لم يكن كذلك لما اختارته السماء كفيلا لخاتم الانبياء محمد (صلوات الله عليه) وان لم نقول ذلك فلا اقل فيه دلالة على انه يحمل ظرفا من التميز الذي لا يجاريه فيه والا انسان يقرأ الغيب بثلاثين سنة.
السبت في مصطلح العرب ثلاثين سنة من ميلاد النبي الى ميلاد الامام علي ثلاثين سنة هو يقول لها امهليني سبتا في نص يعني اصبري ثلاثين سنة آتيك بمثله ان لم يقول فعلا ثلاثين سنة واذا الامام علي عليه السلام، هدية السماء للنبي قبل ابي طالب لانه مَن؟ بمنزلة الضوء ابو طالب واسطة النبي الاعظم (ص) لو لم يكن لما تم مستوجب لوجود علي عليه السلام، فوجود النبي (ص) استوجب وجود علي.
أصلاً خارطة الكون لا تكتمل الا بمحمد وعلي (صلوات الله عليهما) بعد ثلاثين سنة حملت فاطمة من ابي طالب اما بهذه النسلة الطاهرة بعلي الذي ملأ عليها جوانبها نورا وجلالا وبهاءا وكمالا كانت الاشراقة في وجهها لا تغادرها. ايام، أشهر كمل الحمل خرجت من بيتها الى بيت الله الحرام. نحن عندنا بيوتات الائمة بيوتات مقدسة معظمة مجللة مكرمة قبورهم كذلك، نحن لا يعنينا ولا يهمنا الغير حسب مبانيه وفتاويه لكن نحن يلزمنا العمل ما عليه علماءنا هذا هو تكليفنا ومن هنا انا ارغب في نفس الانتماء الى شيء مهم جدا ايها الاحبة وخصوصا شبابنا ترى أنه لا داعي لاحد ان يدخل في نقاشات وجدل لانه لا يحتاج اكثر من شاهد عليه في اصغر قضية. فانت مسئول عن شيء واحد بيان ما عليه اهل البيت عليهم السلام من الكمال، ولكن هذا ماذا أقول عنه؟ انا اقول الامام علي كمال في كمال لانه الاعلم والأفهم والاشجع والاصبر والازهد.
قل له ان عليا عليه السلام، لم تتغير احواله قبل ان يكون الخليفة الظاهري او عندما تصدى لامر الخلافة ظاهرا هو علي خرجت من اهلي بثوبين هذين وان خرجت منكم لغيرهما فانا خائن حاشاك يا علي هذا علي، لكن أنظر للامور وأنظر للمعادلة مع غير مسار علي النتيجة تاتي هذه المرأة القدسية تجللها النورانية تملأها تدخل من باب الصفا تستقبل البيت والمقام ايضا هذه فيه اماطة فيه اشراقة من هو الرجل الاول الذي دخل الى بيت الله الحرام من باب الصفا قبل النبي؟ هو علي دخل عندما وقف على باب الصفا على الاوضح في بداية ودفع الراية، راية الحمد بيد علي عليه السلام، وجاء والراية تخفق بيده بعد ان نزل الامين جبرائيل على قلب النبي وهو يقرأ السورة {اِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُبينا} [الفتح: 1] يشفعها {اِذا جاءَ نَصرُ الله و الفَتح} [النصر: 1] علي الراية تخفق بيده على باب الصفا.
اليوم يوم المرحمة في هذا الموقف وقفت امه قبل ذلك ثم انحدرت الى البيت ثم اخذت في الطواف تكليف آداب لبيت الله الحرام طبعا بالمناسبة تفرح الامة، تحية كل مسجد صلاة ركعتين تحية بيت الله الحرام طوافنا سبعة استحباب.
ولادة الامير في جوف الكعبة
بالنتيجة ارادت همت في الطواف شرعت في الطواف داهمها الطلق صارت تبحث عن ملاذ التفت من كان حاضرا اوصل الباب في وجهها منعها من الدخول دافعها اكملت نصف الدائرة جدار الكعبة في الطرف المقابل من الباب الموصل ينشق عن ابتسامة دعوة لا نظير لها مبتسم ولم يبتسم لاحد ذلك الجدار الا لعلي عليه السلام. ودخلت الى داخل الكعبة ثم استوى الجدار كأن شيئا لم يحصل ثلاثة ايام في جوف الكعبة طعامها شرابها من السماء الجماعة يعالجون الباب يخافون ماذا أصاب المرأة في الداخل. لا، هي بعين الله في بيت الله في قلب الكعبة على الرخامة الحمراء تضع جنينها تضع وليدها تضع الطهر، النزاهة، الشرف، الكرم، الكمال، النور المحمدي (صلوات الله عليهما)
انت العلي الذي فوق العلى رفع ٭٭٭ ببطن مكة وسط البيت اذ وضع[3]
من حصل على هذا الشرف؟ وجاء الوضاع، جاء الوضاعون للحديث والمناورون على الحقائق والمبادئ والقيم والمزايدون على المواقف ليصادروا هذه الخاصية من علي عليه السلام، وشتان بين هذا وذاك بين مشرق ومغرب ثم خرجت تحمل وليدها في اليوم الثالث. من الباب؟ لا، فالباب مغلق. ليس من الداخل مغلق، بل من الخارج، ولو خرجت من الباب لقلنا نصف القضية صدفة ونصفه ممكن.
لكن بنفس الطريقة وهي حالة طبيعية، اذا هو الجدار ابتسم لعلي وهو في جوف امه فمن باب اولى ان يبتسم بوجه علي ويشرق ويتلألأ نورا (صلوات الله عليهم) وتخرج وبين يديها علي من الذي استقبله هناك ابو طالب دخلت عليه ام الامام تقول له مبروك عليكم الوليد يعني الرسول اليوم هناك كفيل ابو طالب هنا الكفيل النبي (ص) فدفعته للنبي (ص) في لحظة لم يستطع أن يصورها قلم ولا يرسمها نقاش ولا يحدد معالمها شاعر ولا يبين معطيات تلك اللحظة الا السماء لماذا؟ لانها المرة الاولى يلتقي نور الامامة في علي بنور النبوة في وجه محمد (صلوات الله عليهما) على الكون ماذا يكون؟ والامة قامت بدورها وبمسؤولياتها واعطت لعلي قيادا وامتثالا فماذا سيصيب هذه الامة، مسيرة الامة، واقع الامة. لكن الامة هذا حظها، هذا شمسها، هي اختارت لنفسها. بالنتيجة الامام علي عليه السلام، قام باعبائها ايها الاحبة ايها الشباب كلما في الدنيا من مظاهر وبهرجة ومقامات واوسمة لا تعبر شعثا عن علي عليه السلام.