نص كلمة بعنوان: الدين هو نهج الحياة

نص كلمة بعنوان: الدين هو نهج الحياة

عدد الزوار: 380

2014-01-31

تزامن ميلاد الحفيد مع الجد الحبيب

﴿اِنَّ الدّينَ عِندَ الله الاِسلـٰمُ[1] وقفةٌ يقتضيها المقام منها اتخذ منطلقاً إلى ما رسمت الطريق إليه، كلنا نجتمع من أجلهم يجمعنا وإياهم رابطة الحب والولاء، الحديث ينقضي ولا ينقضي الكمال، لأن الكمال المطلق أصله ومنطلقه الحبيب المصطفى محمد (ص)، وليس من ضرب الصدف أن يجتمع ذكرى ميلاد الحفيد بذكرى ميلاد جده لكن السماء لها إسقاطها لذلك علينا أن لا نتعاطى مع هذا الحدث على أنه جاء وليد صدفة محضة، وعندما نتجاوز هذه القراءة القاصرة نستطيع أن نلج إلى أبواب الرسالة من أي باب شئنا هو بمقدورنا وقتئذ أيضاً أن نستشرف معالم الوصول إلى ذاك الحفيد الصادق من آل محمد (ص).

الدين هو نهج الحياة

 الدين هو نهج الحياة الذي لا سعادة إلا من خلاله وحيث هذه الحقيقة ثابتة فلا مناص من الرجوع والتسليم والإمتثال إلى تشريعاته المحكمة، الإنسان في هذا الوجود المادي يحتاج إلى عاصم يحفظ له مقولته وفعله حتى إذا ما وقف بين يدي المطلق استطاع أن يقدم دليلاً ساطعاً وبرهاناً لامعاً على ما قدم بين يدي المطلق، لا سلاح وقتئذ إلا القول والفعل المتماشي مع التشريع هذان مساران لا ثالث لهما؛ الدين أو القانون الوضعي، الدين له عاصميته التي يرتكز عليها لأن الطريق معصوم والمصدر سيد الحكماء ﴿اِن هُوَ اِلّا وحي يوحىٰ[2]، أما القانون الوضعي مهما تقدمت الذهنية البشرية ومهما تطور فكرها واتسعت آفاقها فهي لا تحظى بالعاصمية من جهة وليس بيدها الشمولية المنشودة من جهة ثانية، الإنسان على وجه الأرض هو؛ الرجل والمرأة والكبير والصغير والغني والفقير وبين هذه المفردات تناثر واجتماع لا يجمعها إلا الدين الحق الذي جاء به الحبيب المصطفى محمد (ص)، أما ما دون ذلك فهي نظرياتٌ وتشريعاتٌ وتقنيناتٌ إن كتب لها من الحض والنصيب فليس أكثر من اشغال فترة من زمن استوجبتها المصالح البشرية التي تصب في المعظم في صالح طبقة على حساب طبقة، نحن اليوم على مفرق طرق إما أن نتشبث بالموروث على أن يقرأ على أساس من حداثية الوضع بكل لوازمه أو ندير الظهور ونتخلى عن ذلك وقتها تأخذنا المشارب والمذاهب والطرق حيث أمكنها أن تأخذ الإنسان حيث أراد البعض منا ربما يخدع ببهرجة الألفاظ وترتيبها وتنميقها كما هو الحاصل في صفحات الصحف والمجلات والتقنيات الحديثة، لكن عندما تحاول أن تستنطق تلك النصوص لا تجد فيها من الجوهر واللباب ما يؤمّن قيمة الحبر الذي كتبت به لكن دستورا كتبته السماء بمداد النور وبلّغه نبيٌ هو النور في النور ﴿لايَأتيهِ الباٰطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ و لا مِن خَلفِهِ[3] وهو دستورٌ شاملٌ وهو دستورٌ خالدٌ وهو دستورٌ حركي هذه الأبعاد الثلاثة لها ما يلازمها وربما تنكّب البعض الطريق وأخذ له منزلقاً الى اتجاهات هنا او هناك وقتها ضل طريقاً وهدفا وأضل من سار على الطريق من خلفه.

لا قيمة لمجتمع يتنكر لدينه

المرحلة اليوم في منتهى الحرج والحساسية الامواج متلاطمة والافكار متزاحمة وما علينا الى ان نقف وقفة التأمل، التأمل مع الذات في عالم الوحدة ومع الآخر في عالم الاجتماع كي نصل من وراء ذلك إلى ما هو المبتغى الدين في وسط المجتمع ولا قيمة لمجتمع يتنكر لدينه، ثوابتنا لا يمكن لأحد أن يجعل منها متحركاً الثابت الذي أراد له الشرع أن يكون ثابتا سوف يبقى على ثباته حتى يرث الله الأرض ومن عليها لان من شرّع وقنن هو المطلق بالحكمة المتعالية المتناسبة مع مقام الرفعة يضاف إلى ذلك منشئية التشريع والتقنين والتفعيل في عالم الخارج الدين يقول: ﴿وهُوَ مَعَكُم اَينَ ما كُنتُم[4] وهو معكم أين ما كنتم قد نسأل من أنفسنا أيها الأحبة هل نحن مع الدين أينما كان؟ في نهارنا، في ليلنا، في قيامنا، في قعودنا، في دراستنا، في تعاطينا مع المشهد بكل أبعاده ﴿و اللهُ بِما تَعمَلونَ خَبير[5] هل أقوالنا وأفعالنا تنطلق على أساس من هذا المبدأ القرآني أم أن هنالك تقاطع بيّن وفاصلة قد لا تقدر بحسابات وان كانت على نحو معادلة الزمن ﴿واِنَّ كُلًّا لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُم رَبُّكَ اَعمـاٰلَهُم[6] هل نحن من هذه الطبقة الذي اجتازت المرحلة الأولى الدين معكم والمرحلة الثانية بما تعملون خبير حتى وصلنا إلى ساحل النجاة. أسأل من الله سبحانه وتعالى أن نستفيد من هذه الوقفة القصيرة شاكراً للإخوة الأحبة الأساتذة القائمين على هذا الحفل معتذراً ممن شرف من الفضلاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.