السلام عليكم ايها الاحبة طبتم وطاب مساؤكم وشرفنا الله واياكم في هذه الذكرى، رزقنا الله واياكم شرف المثول عند اعتاب صاحب الذكرى قريبا انشاء الله، وعندما نلتقيه على الصعيد الطاهر بين يدي الائمة وآل العظمة يكون هو الشافع والشفيع.

اشراقات من فضائل امير المؤمنين علي عليه السلام

الامام علي عليه السلام من اين ابدأ معك وبما اختم، عن البداية التي أبيت إلا ان تكون بمعنى الامتياز ام عن نهاية اردت ان تكون خاتمة مطاف لا يجاريك فيها احد من البشر بداية ونهاية {عَمَّ يَتَساءَلون ٭ عَنِ النبأ العظيم} [سورة النبأ: 1ـ2] علي عليه السلام هو ذلكم الانسان الذي حارت في فك شفراته ارباب العقول. ولو قدر للبشرية ان تقترب مساحة من علي عليه السلام لشد بها المقام وطال، حيث ان معرفة علي عليه السلام تبقى الحصر على الله جلت قدرته وعلى النبي الاعظم محمد (صلوات الله عليهم).

يا علي لا يعرفك الا الله وانا، [راجع: روضة المتقين للمجلسي، ج 13، ص 273] آيات كريمة تنوف على الثلاث مائة آية جاءت خصيصا في علي ولعلي وما جاءت آية تصدرتها صفة المؤمنين يا ايها الذين آمنوا الا وكان الامام علي المعني الاول لشانها حتى قيل ان ربع القرآن نزل في علي عليه السلام روايات كثيرة امتلأت بها المجاميع الحديثية.

علي عليه السلام الذي خصه القرآن وقدمه على سائر البشر خلا النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا وهو خارج تخصيصا وتخصصا. اعتقد ان عليا من النبي محمد كنفسه بصريح القرآن وهو من النبي بمنزلة الضوء من الضوء كما قال النبي الاعظم محمد. علي عليه السلام مكمن العظمة في أي مساحة من مساحاته تجد الشيء الكثير.

ففي العبادة تفرد ولا يجارى وفي العلم تقدم ولا يسابق وفي المعركة الاول ولا يثنى وفي الحكمة بابها وليس ثمة باب الا هو. علي عليه السلام كالبحر أنّى اتيته وردت منه علي عليه السلام هو القرآن الناطق ولولا قراءتنا لعلي عليه السلام لما تعرفنا ولا ما استفدنا من قراءتنا للقرآن الكريم لان القرآن هو الصامت فما من صامت الا ويحتاج الى من ينطق به.

واذا اردنا ان نبحث عن ناطق صادق بقول الله تعالى بعد ان خوطب به، فلن نجد إلا صنو من خوطب به ألا وهو الامام علي عليه السلام.

افترق الناس في علي عليه السلام فرق ربما تنتهي الى اربع:

فرقة عاشت الحقد في داخلها هي لم تعتقده وناصبته ونابذته، فرقة في الاتجاه المعاكس وليست احسن حظا منها غالت فيه حتى صيرت منه اله بين الآله هذه وتلك في النار، وفرقة انصفت علي عليه السلام ولم تعتقد بامامته ومن هؤلاء رموز كثر منهم من شاركه ديانته ومنهم من اعتقد ديانة اخرى لكن قالها قولة حق في شأن علي عليه السلام.

ثم هنالك الجماعة الرابعة وهم اولئك الذين يشملهم:

لا عذب الله امي انها شربت        حب الوصي وغذتنيه في اللبن

وكان لي والد يهوى ابا حسن فصرت من ذي وذا أهوى ابا حسن

علي عليه السلام نعيشه حبا منذ البداية في عالم الذر لنا مع علي عليه السلام علاقة في عالم قبل ذلك شعت الانوار لنا مع علي علاقة في عالم الاصلاب لنا مع علي عليه السلام علاقة وعندما يحتضننا الرحم الطاهر يكون بيننا وبين علي عليه السلام علاقة ولكن عندما نبصر النور وعندما نتصفح العالم من حولنا فاننا لا نقرأ فيه الا مثلثا اوله الله والثاني محمد ثم علي عليه السلام.

لذلك طوبى لمن ولد على الحب والولاء حينها ننتقل من مرحلة الى اخرى هذه تعني فيما تعنيه التشريف وما عسى ان نبحث عن شرف هو فوق الولاء لعلي عليه السلام يكفينا ان نضاف لعلي فيقال فلان علوي الهوى.

الامام علي عليه السلام يدفعنا من هذا المربع الى مربع اكثر نضجا وخطورة في نفس الوقت ألا وهو التكليف.

التشريف بالولاية يتبعه التكليف

ايها الاحبة المشرف باسم علي اضافة لا يكفي الا في مواطن معلومة ما لم يصير منه عامل حركة ودفع نحو آفاق ابعد واوسع واشمل انه بعد التشريف التكليف، التكليف ينتطرنا ايها الاحبة ينتطرنا مع انفسنا، ما الذي نصنع على منصات علي عليه السلام وعندما نبحث عن تكوين اسرة ما هي الخيوط التي نربطها بعلي عليه السلام.

وعندما نلصق الذرية الطاهرة كهؤلاء الابناء الطيبين، ما الذي وضعناه من حجر اساس وما هي الاعمدة التي ثبتناها والجسور التي ربطناها واي عرش.

أيها الاحبة ان حياة لا تبدأ بعين علي ولا يساورها لام اللطف من علي ولا يختمها ياء الحياة من علي لا خير فيها، ثبتنا الله واياكم على الولاء في علي عليه السلام، مفردات قلنا علي الاعلم وعن ابن شرذمة يقول انه ليس لاحد من الناس لاحظوا العبارة ليس لاحد من الناس ان يقول على المنبر سلوني غير علي عليه السلام.

من هو ذلك الانسان الذي يجرؤ ان يقول سلوني علي عليه السلام يقول للمسلمين: سلوني قبل ان تفقدوني سلوني عن طرق السماء اني اعلم بها من طرق الارض [نهج البلاغة، الخطبة رقم 189] يعني ايها العربي الذي اخذت زاوية من جانب المسجد الاعظم في الكوفة لتتبجح قائلا انك على معرفة تامة في خطوط الارض في شبه الجزيرة العربية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها موصلا بين قبائلها المتناثرة علمك ليس الا في حدود دائرة ضيقة جدا جدا ان خطوطا في السماء اوسع منها واشمل واكثر اضاءة لكن لا يهتديها الا الراسخون في العلم وليس ثمة راسخ في العلم الا محمد وآل محمد.

نعم لقد اقصوا علي عليه السلام وبذلك اقصوا انفسهم، ايها السيد الجليل عندما اشرت في قصيدتك الا هذا المعنى نعم ارادوا لانفسهم ما ارادوه لانفسهم فتحقق لانفسهم ما ارادته انفسهم له.

امير المؤمنين عليه السلام زان الخلافة ولم تزنه الخلافة

علي عليه السلام لو لم ينزل فيه نص، لو لم يقف النبي (ص) في ظهيرة ذلك اليوم والتي كانت الشمس المحرقة تصهر رؤوس القوم الذين شهدوا المشهد للبيعة لكان علي عليه السلام هو الرجل الاجدر في ان يكون اماما على الامة وخليفة ووصياً عليها لاننا لو فتشنا عن مفردة تجاري هذه المفردة والله لن نعثر عليها بل لو جمعنا المفردات والشذرات من هنا وهناك ثم جعلناها في مركز واحد محوريته النقطة الاولى والله لن يصلوا الى ما يعادل تراب يتهاوى من علي عليه السلام وآلت الامور الى علي عليه السلام بعد ربع قرن من الزمن صهرت فيها الامة في اكثر من منجم ومنجم وجاء بعضهم مطأطئاً راسه يقدم تهنئة لعلي عليه السلام وهو ممن قدم تهنئة في غدير خم ناسيا او متناسيا اذا كانت في حقه يصح ذلك أم يصح في حق غيره.

لكن صعصعة بن صوحان العبدي، وهو رجل من هذه البلاد من بلاد هجر رجل ثبت الولاء واليقين في قلبه يقول لعلي عليه السلام والله يا امير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك ولهي اليك احوج منك اليها [راجع اسد الغابة، ج 4، ص 32] والله اذا كان البعض يرى في العنوان رفعة وسماء فعلي عليه السلام هو الذي يشرف العناوين مهما سمت وارتفعت.

ايها الاحبة ولنا هنا وقفة ودرس ننتزعه اذا كان الواحد منا يبحث عن عناوين يتعاطاها الناس في مستهلكاتهم اليومية فعليه ان يعلق ذلك على صدره، لانها البلغة التي يبحث عنها. وأما اذا ما اراد ان يزاوج بين ما هو العنوان الخارجي وما هو المكنون في داخله فطوبى له وألف طوبى.

علي عليه السلام يشرف، فلا عليكم يا ابناء علي ويا شيعة علي ان تجعلوا من ذواتكم المضافة لعلي عليه السلام ما يشرف كل مضاف يضاف اليكم من مكتسبات هذه الدنيا.

علي عليه السلام نسخة مفردة لم ير لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الاصل لا قديما ولا حديثا. [جرج قرداق، كتاب علي صوت العدالة الانسانية].

ايها الاحبة جرج قرداق كتب كتابه "علي صوت العدالة الانسانية" وهو لم يتجاوز الربع قرن من العمر الا بسنة واحدة كان ياتي عند شلال في احدى منتجعات لبنان وكان الرجل مسيحيا لا يرتبط مع علي عليه السلام بصلة دين ناهيك عن معتقد خاص لكنه يكتب كتابا والله وبالله وتالله ثلاثا لم يجارى في نصه من حيث البناء الادبي والذوق السليم ايها الاحبة اذا كان اولئك الذين لا يسيرون علي في دين ولا مذهب وهم يقولون عن علي ما يقولون، أليس من الحري بنا ان نقترب من علي عليه السلام ومن حق كل واحد منكم ان يسال كيف نقترب الى علي عليه السلام والجواب علي عليه السلام هو الذي يرشدنا الى نفسه وهو الذي خلف وراءه ميراثا انسانيا ضخما وادبيا وفكريا وعلميا وحكميا وفقهيا وتفسيريا وما الى ذلك...

توأمة القرآن مع نهج البلاغة

لنسأل من انفسنا. ايها الاحبة هل استجبنا لدعوة علي عليه السلام من عملية في الاضافة اليه من حيث الاقتراب الفكري ام اننا فقدنا الدعوة من علي وبقينا على الجادة ننتظر علنا نهتدي طريقا لا طريق الا ما اختطه علي عليه السلام لنفسه انه نهج البلاغة. وقتها نسأل ايها الاحبة كلنا نمتلك في بيوتنا القرآن الكريم وقلت بادئ ذي بدء ان القرآن صامت ويحتاج الى من ينطق به والقرآن الناطق هو علي وبيننا وبين علي عوالم كثيرة لكنه خلف ما ينطق باسم علي ألا وهو نهج البلاغة.

حينئذ نسال ايها الاحبة من انفسنا هل توامنا القرآن بالنهج ام جعلنا بينهما فاصلا شاسعا يتسع مع مرور الايام في سؤال بسيط منا ومنكم ونحن ندعي ونعتقد بحمد الله تعالى ولاءا ولاءا ونسال من الله سبحانه وتعالى ان يثبت الولاء في قلوبنا انشاء الله.

لكن من حقنا ان نسال ايها الاحبة هل في بيوتنا جميعا نحن هذا الجمع المتواجد ليحيى علي عليه السلام هل شرفت بيوتنا بنهج البلاغة هل وضعنا القرآن والى جانبه نهج البلاغة هل قدمناه هدية لابنائنا هل اوجدنا علاقة بين الابناء وبين النهج، هل نكتفي بحضور مجالس الاحتفالات او مجالس العزاء ثم لا نشدد العلاقة.

ايها الاحبة ايها النشئ القادم اتذكر عندما اشرقت الشمس من مشرقها و اجتاحت الساحة حالة من النقلة والوعي الايماني تحرك جيل من الشباب يشكلون الرابط بين جيلين جيل لم يتشرف باشراقة النور وجيل تشرف بها وجيل جاء يتعقب ذلك هم يشغلون مساحة الربط.

ايها الاحبة كان للكتاب في يوم من الايام صولة لم تكن الكتب متاحة ومباحة بهذه الطريقة كان البعض من الناس ياخذها خلسة ليدفعها الى صديق كي يستفيد منها بعد ان يستفاد.

نسال من انفسنا ايها الشباب الطليعي، ما هي علاقتنا مع الكتاب الذي يرشدنا ويعرفنا على معالم ديننا وعلى راس هذه الكتب نهج البلاغة؟ هل استظهرنا شيئاً من النهج هل تدبرنا في شيء من النهج هل حاولنا ان نطبق شيئا مما جاء من النهج؟ علي عليه السلام سيشفع لنا ولكن سيسأل منا يوم القيامة، آتوني القرآن على اساس منه اختم صحيفة اعمالكم وخير ما نقدم من البراهين هو نهج البلاغة مستظهرين او متدبرين او عاملين بما جاء فيه.

علي عليه السلام جاهد جهاداً كبيرا لكن بظني نحن في الكثير من الاحيان نلقن ونقبل التلقين فعلي عليه السلام لا نقرأ في جهاده الا عند المنازلة في سوح الوغى فنبدأها من بدر لنختتم المطاف بما جاز لعلي عليه السلام ان يختم المطاف به.

لكن علي عليه السلام لم يكن حكرا على هذا المحور وانما تعددت محاوره وتكثرت مربعاته واتسعت مساحاته فاستطاع ان يتحرك وان يرسم في كل موقع من المواقع مضرب قدم في جهاد له ابتداء ثم لتسأل عما ينتهي به النهاية بكم لانكم تعيشون علي عليه السلام.

الجهاد الفكري

الجهاد او جهاد الامام علي عليه السلام الفكري يمكن ان يتصور على شعب وطرق متعددة منها فتح باب الحوار على مصراعيه في ابواب الشريعة المقدسة وترك هذا الباب مفتوحا وجعل الامة تقترب من مساحة القرآن والسنة لتستنطقها لتبتعد عن دائرة الجمود والرجوع الى الوراء.

وربما عاش البعض من الناس هروبا الى الوراء وهذا ما ينبغي ان نقرأ عليه الفاتحة واذا ما تسلل الى مواقعنا فعلينا ان نؤبن انفسنا مبكرا الاهتمام الكبير من الامام بحملة العلوم والاحاديث الشريفة كلكم يعلم ايها الاحبة ان الخليفة الثاني اصدر امرا قاسيا آثاره ما زالت الى يومنا هذا تدفع ضرائبه ألا وهو منع تدوين السنة الصادرة عن النبي محمد (صلوات الله تعالى عليه).

علي عليه السلام عندما آلت اليه الخلافة لو لم يكن من حسناته الا هذه لكفاهُ. ايها الاحبة لو لم يكن الا هذا انه فتح الباب امام من يريد ان يدون السنة الصادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكفى.

تصوروا ايها الاحبة ان عشرات الآلاف من الاحاديث طورت في القبور مع رواتها علي عليه السلام اراد ان يرجع القافلة لتتحرك من موقعها الى مسافات ابعد ثم علي عليه السلام التفت الى لسان القوم وقد أعوج واثرت فيه العجمة واراد ان يحفظ اللغة العربية قيمومتها وتقدمها على سائر اللغات لذلك تحرك في وضع قواعد النحو قواعد اللغة العربية ولو لم يقم علي عليه السلام بهذه المهمة لا ندري كيف كنا نتحدث نحن اليوم وكيف كانت تتحدث الاجيال فيمن كان قبلنا او ياتي بعد ذلك.

الامام علي عليه السلام اعطى القرآن والسنة الصدارة في التشريع على خلاف من تقدم الذي اطلق العنان للاستحسان والقياس لاستنطاقات الاحكام الشرعية حتى ادار البعض منهم لآية الصريحة في مقام من المقامات بل في اكثر من مقام.

علي عليه السلام اراد ان يسد ذريعة ليفتح باب اراد الله سبحانه وتعالى له ان يفتح اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي آل محمد عليهم السلام.

حارب علي عليه السلام البدع في الاقوال والافعال، وكلنا يعلم أنه عندما يغيب دور المرشد، عندما يغيب دور العالم، عندما يغيب دور المربي يعني فيما يعني ان كثيرا من الدخائل تتسرب الى الساحة وتسلل الى القلوب.

لذلك علي عليه السلام بذل جهدا مظنيا في سبيل ان يصحح جميع الاخطاء الموروثة لكن الفترة لم تكن لتأتي مع علي عليه السلام كيف والمؤامرة قد وضعت حداً لحياة علي عليه السلام.

المطلب الاخير هو بناء الطليعة الرسالية التي يناط بها استتمام المسيرة والقيام بالدور كما ينبغي وهذا المحور يهمنا كثيرا هذا المورد لم يكن علي عليه السلام قد ابتكره بعد ان آلت اليه الخلافة كما توهم ذلك بعضا ممن اقترب من حياة علي عليه السلام قراءة بل الامام علي عليه السلام توجه لوضع اسس خاصة بالطليعة الرسالية في زمن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم حتى التفت بعض الى البعض من اصحاب النبي (ص) ممازحا في ثوب الجد انت من علي فكانت الاضافة لعلي عليه السلام في زمن النبي (ص) ولو لم يقم علي عليه السلام بحالة من الائتمان والتأصيل لما اضيفت ذوات لبعض الصحابة المنتجبين الى علي عليه السلام وعرف بذلك مثلا علي عليه السلام يصطحب سلمان ذات يوم ثم يقول له يا سلمان ضع قدمك حيث ارفع قدمي فكان علي يملي عليه ثم يرفع قدمه ليتقدم خطوة وهكذا كان الحال الى مسافة ثم صار الامام علي ينادي سلمان وسلمان لا يجيب حيث توقف في محله قال له يا ابا عبدالله، وهي كنية سلمان الفارسي رضوان الله تعالى عليه يا ابا عبدالله ادرك قال يا سيدي لا طاقة لي على ما هو فوق ذلك اذ كانت الامور بهذه المسافة. [راجع: مدينة المعاجز، ج 2، ص 10]

كذلك الامام علي عليه السلام مع جابر بن عبدالله الانصاري ايضا كان له موقف ومع عمار ومع ابوذر وخير دليل على ذلك الشواهد التي أخشى ان يكون المقام عاجز في سدها.

واما في زمن الصحابة فحدث ولا حرج فموقفه عندما اراد ان يودع ابا ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه وهو يصطحب الحسن عن يمينه والحسين عن شماله وهم يودعون الصحابي الجليل العظيم الى حيث ارادت له الخلافة ان يكمل حياته في مشهد مأساوي الى ابعد ما يمكن ان يتصور.

أما في حياة الامام علي عليه السلام ايام الخلافة فعلي من خلال مسجد الكوفة وجد مساحة انطلق من خلالها في سبيل ان يبني الطليعة ويؤمن لها جميع الاسباب والسبل كي يتصل الى ما ارادت امانة وصلتنا علينا ان نقوم بعهدتها.

وفقنا الله واياكم لكل خير ورزقنا الله واياكم الشفاعة على يد صاحب المناسبة انا اشكر الاخوة الاحبة لاتاحتهم لفرصة واسال من الله سبحانه وتعالى ان ينفع بما تقدم واشدد بهذه العبارة ايها الاحبة اننا نحن المعنيون بقولهم عليهم الصلاة والسلام ألا وإن لنا محبين في نص شيعة لو قطعوا بالسكاكين لما ازدادوا فينا الا حبا [راجع بحار الانوار، ج 34، ص 368] ايها الاحبة كلما في الدنيا لا ينفع شيئاً اذا ما كان الجهة الثانية علي ثبتنا الله واياكم رزقنا الله واياكم الشفاعة على يديه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.