نص كلمة بعنوان: الجمال هو الأصل وما عداه طارئ محدث
الحجر الأسعد أو الأسود كان اشد بياضا من اللبن ولكن الذنوب غيرت معالمه وأصبح في هذه الحالة، في هذا اللون يعرف بالحجر الأسود، يقال ان هناك كان ملكٌ من الملوك او سلطانٌ من السلطانين كان له معمل يتردد عليه اكبر الفنانين التشكيليين ، هذا الملك كان يحمل في داخله عقدةً من كل شيء يرتبط بالجمال، لان العيب فيه، فهو مبتلى تكوينا وخلقة حيث فقد إحدى عينيه وأيضا فقد إحدى رجليه يعني كان اعوراً وأعرج وهي عيوب بادية لا تستر وهي مكشوفة، وهو ملك سلطان فكان الغمز واللمز أحيانا يحصل موجها إلى هاتين الثغرتين التين ليس له فيهما ما يقدم او ما يؤخر ولابد وان تصحبان ذلك الرجل إلى قبره فكان يتشاءم أو لأقل يحمل في داخله الشيء أمام كل شيء كامل ولو في شكله الظاهري ربما البعض من الناس يعيش هذا الواقع وفي صورة اشد سوءا من ذلك الملك وذلك السلطان، لان النقص ليس فقط في التكوين بالشكل بالهيكل إنما أحيانا في الجوهر في المضمون في المعنى في الداخل وهو الأهم لذلك دائما يقولون ان الكامل يعري النقص أصلا حملات الناقصين على الكاملين، محاربة الناقصين للكاملين منشؤها هو هذا الجانب أنهم يعرون غيرهم، يغيرون الآخر بحالة لا يحسد عليها هذا الملك دخل ذات يوم إلى معمل الرسامين ووجد آيات الجمال تتجسد على المنتجات الفنية، طبيعي فنان تشكيلي يسبح في خيال ويجسد في واقع ويمزج بين عناصر تكوين طبيعي فأخذته الصور الى عوالم فجمعهم وطلب منهم ان يرسموا له صورة على ان تكون حاكية لبعد الجمال بعيدة عن كل جوانب النقص في هيكلية الملك والتفت إلى رئيس النقابة فيهم قال له اما واما يعني اما ان تكون الصورة في غاية الاتقان تخفي العيوب وتبدي صور الجمال او السيف، اصدر مدير المعمل أوامره، طلب من السلطان أيام معينة إلا انه لم يفلح، لان هذه المسالة ليست مسألة شعر ويغطيه مثلا او... فاعتذر للملك، فقام اصغر الفنانين، اصغر الفنانين سنا وتجربة قال للملك انا ارسم ولكن بشرطين الاول ان تمهلني ثلاثة أيام والشرط الثاني ان تفرغ القصر مما فيه يعني هو مؤدب في كلامه لا يقول له اخرج من القصر، بل قال تفرغ القصر مما فيه، لا يريد صورة الملك والسلطان حاضرة امامه اين ما ذهب ولمدة ثلاثة أيام، فعلا صدر اوامره خرج من القصر بقي هذا الفنان الصغير من خلال شرطة القصر ينظر إلى بساط اخضر، الورود الزهور حوله والحيوانات وركز على جانب العيب قبل ان يخلي نفسه والطبيعة من حوله ثم مد يده على الفرشات واللوح أمامه واخذ يضع في الخطوط العريضة لمعالم اللوحة استوحى من الطبيعة استوحى من الحيوان عصر عالمه الخاص فخلص الى انه لا يمكن ان يتخلص من صورة العيب إلا ان يجعل الملك في حالة الصيد ثاني قدمه ومغمض عينيه التي فيها العور، بالنتيجة ممسك بالبندقية مصوب فيها في اتجاه احد الحيوانات هنا باغماضة العين ذهب عيب العور، بثني الركبة ذهب عيب العرج، في اليوم الثالث جاء الملك وقدم اللوحة بين يديه، أيها الأحبة هذا الرسام لو لم يحمل من روح كلها جمال لا ينظر إلا إلى الجمال لو لم يكن جميلا في ذاته، في جوهره لما استطاع ان يستخلص هذه الصورة وان تحضر بين أيديه ويطبعها على تلك اللوحة، قدمها للملك النتيجة انقذ كل من في المعمل بما فيهم رئيس النقابة رئيس النقابة إنسان أيضا مؤدب تخلى عن رئاسة النقابة لأصغر واحد موجود وهذا يأخذنا إلى عالم خاص ان القيادة والزعامة والريادة ليست بالأعمار وإنما من يملك الأجود هو الذي تنقاد له الاسباب اما العوامل الأخرى هذه لا تقدم ولا تؤخر الشاهد أيها الأخوة والأخوات الذي يهمنا في القضية عندما نسافر تحدث أمور ربما لا تكون جميلة، لكن علينا ان نقرأها من زاوية الجمال حتى الشيء القبيح والمندك في القبح لابد وان يحمل معه عنصر جمال علينا ان نركز على هذا العنصر وهو الأهم عندما تخرج في سفر، في رحلة، في دائرة عمل، في ورشة عمل، في أي شيء لابد ان ينصب النظر إلى جوانب الجمال، لان الجمال هو الأبقى، عكس الجمال ينتهي يضمحل، لان من يشتري الجمال هم الأكثر على العكس من ذلك القبيح، الجمال يفتدى عكس الجمال يراد التخلص منه، ونحن في ضيافة سادات الكمال والجمال في هذا الوجود علينا ان لا ننظر شيئا من حولنا إلا فيما يحكي جانب الجمال من هذه اللوحة الفنية التي رسمها المؤمنون من شيعة محمد وآل محمد ومن ثم نأخذها درس معنا ان لا ننظر في حياتنا المستقبلية إلا إلى الجميل من خلال الجميل الى الجميل علينا ان نبتعد عن الزاوية او الحجم الفارق من الكأس، علينا ان نركّز عن الجانب المملوء من الكأس وكم هي الكؤوس المليئة كثيرة جدا صور الجمال حيثما التفت فالجمال معك حتى في الليل المظلم لو انقطع فيك الطريق أجمل لوحات الكون ستراها ارفع رأسك إلى السماء تجدها، أنا أتذكر كنت في خدمة احد الأعلام (رضوان الله تعالى عليه) في ليلة من الليالي وطلبت منه ان يوجهني إلى شيء هو أشار بأصبعه إلى لسماء ولم يتكلم بحرف فقط أشار إلى السماء انا لم التفت انه أراد ان انظر الى آية من آيات الله اكتفي بان قال لي انظر إلى السماء كان صاحب خبرة في علم النجوم يعرف خرائط النجوم في السماء وكان يقول هذه المجموعة تعني هذه الشيء ،كذا اذا كان في كذا يحدث كذا و... واذا لوحة غير طبيعية وغير طبيعية وغير طبيعية هذا السماء طبيعي لكن فوق مدركاتنا شيء عجيب. لنأخذ من مجيئنا هذا على الأقل الأجر العظيم والتعرف عن الأصدقاء والأحبة من شيعة علي وفاطمة نأخذ معنا فقط مرآة الجمال من خلالها ننظر لكل شيء من حولنا حتى تصبح الحياة أمامنا جميلة وإلا فهي معقدة وصعبة وصارت لأتفه الأسباب وابسط الأسباب تهدم اسره يفرق بين الابناء وابائهم و... كل هذا من النظرة التشاؤمية السوداوية التي لا تتبع بلمسة الجمال الحقيقي وهذه واحدة من المشاكل لا اطيل عليكم وفقنا الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للإستماع اضغط على الرابط