نص كلمة بعنوان :آل محمد نور واحد
آل محمد نور واحد
بارك الله لنا ولكم هذه المناسبات العظيمة الخالدة وأعادها الله علينا وعليكم ونحن وانتم واتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام في حالة من العزة والمنى.
كوكبة لا تنظمها في عقد واحد الا يد السماء ولا تتحرك في مفرداتها الا يد الغيب انها كوكبة من محمد وآل محمد صلوات الله عليهم.
من أيها ابدأ وبأيها انتهي كلها تعني فيما تعنيه معطيات حديث شريف عنهم عليهم الصلاة والسلام يدلل على وحدتهم النورانية اولنا محمد واوسطنا محمد وآخرنا محمد بل كلنا محمد [راجع شرح دعاء السحر للسيد الخميني (ره)، ص 52].
كلنا نعلم ان النبي الأعظم (ص) الذي عشنا ذكرى مبعثه الشريف قد اصّل للدين وقعّد. ثم فرّع فيما اتاحه الزمن واتاحته الظروف وهي فروع وان امكن حصرها الا أنها ولدت حجر اساس لمدرسة عاشت التفريع كأوسع ما يمكن، لا يجاريها في ذلك مدرسة أنّى كانت، ولو جعلت بقية المدارس عونا لها وسندا.
لكن ما قام به النبي (ص) كاد ان يذهب ادراج الرياح لولا ما قام به اهل بيت النبوة عليهم الصلاة السلام وما قام به علي عليه السلام وآل علي عليهم السلام شيء كثير من المأسوف له أننا لم نقترب من علي عليه السلام على نحو القراءة الاستنطاقية وكذلك الحال مع أبناء علي عليه السلام وانما قرأناه قراءة البركة والتيمن وان كان في هذا الاجر والثواب لكن المبتغى عند أهل بيت النبوة اكبر من ذلك بكثير لأن السماء ما ارسلت الانبياء والرسل الا من اجل صلاح البشر وسعادتهم.
والأئمة عليهم السلام بذلوا جهدهم في سبيل ان يصلوا بالانسان لتحقيق الغاية التي ارادتها السماء لهذا الانسان الذي وان كان قد خلق ضعيفا او من ضعف الا ان السماء أودعته على ضعفه الكثير من مكامن القوة والاقتدار لصنع الاجواء التي تؤمن له سعادة اذا ما سار وفق الصراط المستقيم. ولا صراط مستقيم نحسبه الا ذلك الصراط الذي اختطه محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين).
لما زويت الخلافة عن علي عليه السلام دخلت الأمة في مخاض عسير ما كان بمقدور احد ان يخلص الأمة من ارهاصاته وما ترتب عليها ايضا الا ان يتدخل الأئمة عليهم السلام وبالمباشرة وان تعددت ضروب ادوارهم لكن الهدف يبقى هو ذلك الهدف الذي ساير ركب الانبياء والرسل حتى استقر في نهاية المطاف امانة وديعة عند هذه الكوكبة النيرة.
المعصومين عليهم السلام منظومة واحدة لا يستطيع احد من البشر ان ينتزع واحدة من مفرداتها ثم يقول انا قرأت المشهد العلوي بكل ابعاده، او المشهد الحسني او الحسيني وهكذا الامر الى مرحلة الخلف الباقي من آل محمد (ص).
لذلك من الحري بنا ان نقترب من حياتهم ونقرء قراءة استنطاقية وكيف لا وجميع الاسباب والسبل مشرعة بين أيد الناس في هذا الزمن، بل ربما ندخل في دائرة عدم المعذورية عندما نفرط او عندما لا نقوم بالدور كاملا.
الامام علي عليه السلام صمت تارة ونطق أخرى احجم تارة وامتشق حسامه تارة أخرى، قاوم في مواطن كانت تستدعي ان يقاوم وانفرد بنفسه عندما الجأته الظروف كي ينفرد بنفسه لكن لم يكن ذلك الانفراد انفراداً سلبيا، ويخطئ من يقرأ علي عليه السلام في تلك المرحلة على أنه عاش دائرة انزواء سلبي.
مع شديد الأسف حتى بعض الاقلام التي تحسب على مدرسة اهل البيت باتت تدخل في هذا النفق المظلم الذي لا يفضي الى نتيجة فيها مصلحة لا للشخص ولا للخط العام في توجهه. الامام الحسن عليه السلام ايضا تقدم اذ امكن ان يتقدم اني قادم اليك في اثني عشر الف من اصحابي لأكاتب معاوية، ثم هو الامام الذي يقبل بالصلح او الهدنة على ما اختاره الامام الحسن لم يصالح وانما هادن وبين الصلح والهدنة مسافة شاسعة.
الدور الحسني والدور الحسيني
الامام الحسين عليه السلام ايضا عاش دور الحسني وعاش دور الحسيني، الدور الحسني صفاته العامة النأي بالمجموع من حوله لا بنفسه عن طاحونة الأمويين التي ارادت الا تبقي عينا ولا اثرا لاتباع مدرسة اهل البيت.
استطاع الامام الحسن ان يعبر بهذه الكوكبة الى ساحل النجاة وان يهيئ منها قاعدة الى ما هو الأهم والأكمل. الامام الحسين عليه السلام عاش هذا الدور، تقمص هذا الدور اكثر من عقد من الزمن ولم يغادر مساحة الهدي الحسني ولكن عندما تبدلت الاوضاع وتغيرت الالوان في المشهد وجد الامام الحسين عليه السلام نفسه امام واقع جديد ما كان عليه ايام الحسن وما قام به بعد الحسن لا يمكن ان يضمن الاسلام ديمومته ولو في تمظهره الخارجي.
لذلك الامام الحسين عليه السلام من خلال تلكم الملحمة الخالدة الرائعة التي ما كانت لتبقى لولا أنها تكتنز بين جنباتها قوى الدفع التي تحطم قيود المكان وتحل قيود الزمان لتعبر وتستقر بين ايدي المجتمعات التي تعيش رسالية في حياتهم. ثم جاء دور الامام زين العابدين عليه السلام وهو ما يهمني ان يسلط الضوء على جانب من جوانب حياته لان الالمام بجوانب حياته يتعذر على مجموعة كاملة فكيف بفرد قاصرا من جهة ومقصر من جهة أخرى.
الامام زين العابدين عليه السلام اكثر ما نقرأه على انه الرديف لحركة كربلاء وفي هذا ظلم وتجني على الامام زين العابدين عليه السلام.
محطات من حياة الامام زين العابدين تستدعي التوقف عندها:
مسألة المرض
مسألة المرض هي مسألة تبريرية اكثر من كون تلك المسألة تخضع للتحقيق التاريخي والدقة التاريخية. الامام زين العابدين لا يساعدنا النص على ان الامام الحسين عليه السلام احتمله او حمله معه من المدينة حال انه ذلك الانسان المريض العليل المستسلم للموت ثم يقطع به هذه المفازات من المدينة الى مكة ليؤدي نسكا وهو الاعرف بتكليفه إن كان مريضا فهو غير مستطيع فعلى ما يذهب الى ما هذه المفردة لا نجد جوابا شافيا وكافيا نقف عنده.
ثم بعد ذلك عندما انصرف الامام الحسين عليه السلام من مكة الى المدينة لا نجد للإمام زين العابدين عليه السلام دورا ينص عليه التاريخ حال اننا نسمع بادوار قام بها مجموعة بعيدة جدا عن الاضواء من اصحاب الامام الحسين عليه السلام حال ان التاريخ خلد مواقف كثيرا لهم في مسيرة الركب الحسيني من مكة الى كربلاء.
فهل يمكن ان لا يكون هذا للإمام زين العابدين عليه السلام وهو الامام؟ اللهم الا ان الفعلية لإمامته بعد لم تأخذ واقعها جراء وجود الامام المتقدم وهو الامام الحسين بن علي بن فاطمة بنت النبي محمد (صلوات الله عليه) ثم نأتي للتاريخ فنراه ايضا لا يؤمّن لنا دليلا شافيا على ان الامام زين العابدين عليه السلام كان رهين خيمة، اللهم الا ما نسمعه نحن من الخطباء، ومع شديد الاسف الكثير منهم يخبط خبطاً عشوائياً ويستسقي من منابع غير محققة وغير دقيقة.
هناك قراءات في الفترة الاخيرة بدت تفرض لها وجودا ولا يتأباها العقل وتتماشى مع المنطق ان الامام زين العابدين عليه السلام كان الى جانب أبيه وكان توأما في الحركة وانه ممن امتشق حساما ولم يقبل لنفسه ان يبقى رهين الخيمة.
غاية ما في الامر الامام عليه السلام أصيب في كربلاء وكانت الاصابة بليغة ويذهب هؤلاء الى أن الامام زين العابدين عليه السلام اصابته كانت هي الاصابة الاولى في صفوف معسكر الامام الحسين عليه السلام من أنصار وأهل بيت ممن يتمايل الى هذا المعنى العلامة المحقق الكبير السيد محمد البرجلالي وجماعة آخرون ايضا يرون هذا الرأي ويتمايلون له.
الامام زين العابدين عليه السلام بعد ان انتهت واقعة الطف وحسمت في الظاهر المادي لصالح بني أمية وأما في جوهرها في بعدها في مكنونها المعنوي بلا شك فيه أنها حسمت لآل بيت النبوة لأن التاريخ عندما يقف عند سيرة الخصوم فنصيب الخصوم من الواقعة معلوم ومحسوم بين الفريقين.
بيد ان ما حسم لصالح أهل البيت عليهم السلام فهو اما ان يكون في جانب الموالين وهو مما تشرئب به الاعناق سموا وارتفاعا وتطارح فيه السماء واما ما كان في جانب الفرق الأخرى فانها تحني رؤوسها اجلالا واحتراما لعبد في كربلاء لم يتلبس بالحرية ولو على نحو المكاتبة ألا وهو جون (رحمة الله عليه) احتراما وتقديرا وحسبكم هذا التفاوت بيننا وبينهم، وكل اناء بالذي فيه ينضح، دولة اموية بقضها وقضيضها صدقوني لا تعدل قطرة واحدة من دم نحر جون العبد نعم هذا ليس في ميزان البشر وانما في ميزان رب الارباب رب العزة والجلال.
الامام زين العابدين عليه السلام سافر بواقعة الطف الى مديات بعيدة جدا ومتكثرة وفي نفس الوقت لو كان الامام زين العابدين عليه السلام ذلك الانسان المريض المتهالك لما استطاع ان يقوم بالدور كما قام به بل اكثر من ذلك نستطيع ان ندعي ان الانسان السليم فيما لو انيط به ما انيط بالامام زين العابدين عليه السلام لقصر عن القيام به فالسر في ذلك ان من معتقدنا الاصيل كأتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام، ان يد الغيب والمدد اللاهوتي لا ينفك عن احد منهم عليهم السلام لا في صغيرة ناهيك عن كبيرة معهم اينما كانوا وكيف ما كانوا.
الامام زين العابدين عليه السلام له وقفات في الطف، وقفات في الكوفة، وقفات في الشام ثم خاتمة المطاف في المدينة المنورة وبظني ان الخطباء اشبعوا الى حد مقبول بعض الجوانب في المحطات التي ذكرتها.
مسألة بكاءه وحزنه عليه السلام
في المحطة الاخيرة حيث ان الخطباء اصروا على ان يلبسوا زين العابدين عليه السلام ثوب المأساة حتى في المدينة المنورة فهو الانسان الذي لا يكل ولا يمل من البكاء وكأن لا شغل لزين العابدين عليه السلام الا البكاء وكأن السماء ما أوجدته الا للبكاء نعم نحن نقرأ البكاء على قراءتين البكاء السلبي وحاشى ان يضاف لمثل المعصوم والبكاء الايجابي، البكاء الايجابي هو الذي يضاف للمعصوم عليه السلام ومنه تبدأ المسيرة مع بكاء الزهراء البضعة الشهيدة بنت النبي محمد (ص).
لكن مما لا شك فيه ان ثمة ادوار مطروحة في الخارج تدخل أحيانا في دائرة التزاحم بين المهم والأهم كلنا يعلم ان الأهم يقدم ويشكل حالة من الأسس ورفع اليد عن الأمر المهم وليست الأمة التي تشخّص للمعصومين المفاضلة بين الأمرين وانما المعصوم هو الذي يشخص للأمة هذه الحقيقة.
الامام زين العابدين في المدينة المنورة كان لديه متسع من الوقت لأن ينهض بمشروع تربوي متكامل لو ان الأمة الاسلامية في محيطها العام تماشت مع ذلك الموروث الخالد الواصل الينا بحمد الله تعالى لعاشت الأمة وضعا مغايرا لما عليه اليوم ولو ان اتباع مدرسة أهل البيت ايضا عاشوا هذا الموروث كما ينبغي لصيروا من انفسهم شموسا مشرقة في اكثر من اتجاه واتجاه لكن مع شديد الأسف ايضا ابقينا الامام زين العابدين عليه السلام اسير زاوية ضيقة فهو الانسان عند البعض الذي لا يعدوا مساحة سوق ليستدر دمعتا من خلال كبش يذبح او ان الامام زين العابدين عليه السلام يستعرض الطريق لعله يرى حرا يضرب عبدا ليستعيد المشهد في كربلاء وفي هذا اختزال لمخيلة المعصوم وواقع المعصوم ووجدان المعصوم اصلا متى غابت كربلاء عن المعصوم الذي عاش احداثها التفصيلية منذ الوهلة الأولى حتى ختام المشهد.
اذن نحن في هذه المرحلة في مسيس الحاجة لنحصن انفسنا والأسر من حولنا والمجتمع الذي نتنقل في اوساطه ان نلوذ بزين العابدين عليه السلام الامام الذي ارادته السماء للأمة اماما أي هاديا مرشدا قائدا.
الاتجاه الاول للإمام زين العابدين عليه السلام؛ الدعاء
زين العابدين عليه السلام اخذ احد اتجاهين: الاتجاه الاول الدعاء الاتجاه الثاني تنظير القيم. الدعاء قرّبته لنا الصحيفة السجادية التي ينوف ادعيتها على الخمسين دعاءا ومن حقنا ان نسأل من انفسنا في دائرة امتحان بسيط كم قرءنا من ادعية هذه الصحيفة؟ هل نقرأ من ادعية هذه الصحيفة في كل يوم دعاء؟ في كل اسبوع دعاء؟ في كل شهرا دعاء؟ في كل سنة دعاء؟ او ننتظر الدعاء مرة في العمر كالحج في يوم عرفة اذا ما شفعنا دعاء الحسين في عرفة بدعاء زين العابدين عليه السلام وقليل من يشفعهما.
اذن اذا كنا نبكي لبكاء زين العابدين عليه السلام أليس من الحري بنا ان نستفيد من هديه؟ وان نسير وفق منهاجه ثم نسأل كلنا نقول بامامته فنسأل من انفسنا على ما ضعوا علامة تقربنا من احدنا اذا قلد مرجعا يضع صورة له في صدر المجلس او في صالة المنزل ليوجد حالة من الربط بين ابناء الاسرة والرمز المرجع الذي يرجع اليه او القدوة في الحياة التي اصطفاه لنفسه قدوة لكن اليس من الاولى ان يكون ما يشغل زاوية في صدور مجالسنا هو الصحيفة السجادية التي كلها عطاء ثم نسأل من انفسنا هل في بيوتنا جميعا الصحيفة السجادية؟ ثم الى وجدت هل نتعاطاها ونقرأها؟ هل نحاول ان نستظهر منها شيئا هل نحاول ان نحاكيها ان نتغنى بها في اسحارنا في فجرياتنا في ساعات الخلوة مع الله سبحانه وتعالى ثم هل نستنطق ما نستظهر ثم هل نطبق ما نستنطق.
ايها الاحبة الاحتفال في ذكرياتهم يجرنا الى هذا المربع ان نعيشهم عليهم السلام كما هم كل امام له ما يدلل عليه النبي بالكتاب الكريم المقدس القرآن المجيد علي بنهجه، الزهراء عليها السلام بمدرستها ذات الابعاد المتعددة وهكذا الامر حتى نقف بين واحد من اصحاب هذه المناسبة.
الاتجاه الثاني؛ رسالة الحقوق
الاتجاه الثاني تثبيت القيم في وسط الأمة من خلال رسالة الحقوق، الامام زين العابدين عليه السلام أسس لهذه القيم من خلال خمسين تفريعة هي رسالة الحقوق حق الانسان مع ربه، حق الانسان مع نفسه، حق الانسان مع أسرته، حق الانسان مع مجتمعه، حق الانسان مع الامة حتى ينتهي الامام بحق الانسان مع ابناء الملل الأخرى التي لا نشترك معهم في معتقد وهنا ايضا نعيد السؤال من جديد ونقول لو وجهنا لأبنائنا سؤال هل تعرف الامام زين العابدين عليه السلام سيجيب هو احد الائمة المفترض الطاعة من قبل الله سبحانه وتعالى على سائر البشر، سوف يجيب لانه تربى في بيت موالي وفي مجتمع يعيش ولاءه. لكن عندما نقول له هل لديك معلومية بواحدة من المكونات التي خلّفها الامام عليه السلام وراءه هدية للأمة هي رسالة الحقوق ما عسى ان يكون الجواب؟ مع شديد الاسف انا ذكرت في احد المجالس ان المجتمع الاحسائي مرّ بفترة من الفترات نسبة ذهبية من حيث القراءة، الالتزام الديني موجود بحمد الله مراسم اهل البيت اكثر مما كانت هذا لا نزايد عليه ولكن القراءة عند النخبة من ابناء الأمة ما عادت تقاس اليوم بما كانت عليه وهذا بأثر رجعي يولد حالة من النقص لأن الانسان اذا لم يقرأ لا يكون متحركا في مقولته الا من فراغ لذلك لا تجد النتائج التي يصل اليها مقنعة لأنها لم تكن مشبعة بالقراءة الكافية.
الامام زين العابدين عليه السلام في هذه الليلة لنبرم معه عقدا على ان نقترب من المأدبة التي مد بساطها قبل اربعة عشر قرن من الزمن تقريبا الامام يدعوا الامة لهذه المأدبة لهذه السفرة لكن كم من الأمة هم اولئك الذين جلسوا حول هذه المأدبة واصابوا من ثمارها. اسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن يستكشف العوالم في زيارة اهل البيت عليهم السلام ويأخذ بحجزتهم.
وفقنا الله واياكم لكل خير اشكر الاخ الملة شاكر لاتاحته الفرصة والجهة المنظمة لهذا الحفل واشكر لكم جميعاً.