نص كلمة بعنوان:آفاق وسبل العلاقة مع محمد وآله

نص كلمة بعنوان:آفاق وسبل العلاقة مع محمد وآله

عدد الزوار: 523

2013-02-27

الارتباط بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) وأحياء أمرهم

في الحديث الشريف عن أبي عبد الله(ع) أنه قال لفضيل:(تجلسون وتتحدثون؟ فقال: نعم، فقال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا ...)([2]).

 الحديث عن العلاقة والارتباط بأهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) له جذوره وله اصوله، ونحن لم نستجديه من احد وانما جاء وليد لطف الله سبحانه وتعالى بنا، فقد جاء على يد اهل الحب والوفاء وهم محمد وآل محمد ’، والحديث عنهم له عذوبته، والحديث عنهم له اثر، والحديث عنهم له اشراقة.

إنّ الله تعالى قد أتحف الانسان على وجه الارض بقائمة طويلة وعريضة من النعم بدءاً من الوجود على هذا الكوكب وهي نعمة كبرى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}([3])، ولكن الافضل في هذه النعمة والاتم ان يولد الانسان وهو يحمل انتماءً فطرياً لهذه الديانة الخاتمة التي جاء بها سيد البشر الحبيب المصطفى محمد’ حيث إنها الرسالة الصافية المصفاة التي جاءت بعد مسيرة طويلة للانسان مع الرسالات السماوية. والرسالات السماوية كما هو معلوم على نحوين: النحو الاول الرسالة الخاصة كأن يُنبأ النبي ويبعث في حدود دائرة ضيقة كبلدته او قريته واحياناً الى عائلته فقط ولا يتجاوز هذا الحد، على ان هذه الرسالات والنبوءات الخاصة تخللتها ايضاً منظومة من النبوءات السماوية ذات الطابع العام التي لم تأتِ محصورةً في حدود اهل او قبيلة او قرية او مدينة، وانما بمساحة العالم من حوله، وهذه الرسالات هي التي نهض بها اولو العزم من الرسل، وهؤلاء الانبياء هم خمسة ولكل واحد منهم رسالة ورسالته عظيمة جداً بدءاً بنوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ^ وختاماً بأفضل الكل في الكل ألا وهو النبي محمد ’، لكن هذه الرسالة لم تستكمل أدوارها على العكس من النبوءات التي انتهت في ظرفها الزماني والمكاني وبُعدها الرسالي وطويت صفحتها كذلك الرسالات العامة التي جاءت على يدي نوح النبي او ابراهيم شيخ الانبياء او موسى الكليم او عيسى روح الله ^ فهؤلاء انتهت رسالاتهم أيضاً بحكم أنها محددة بظرف زماني وظرف مكاني، على ان جذوة الحكم لا تلغى برسالة لاحقة، فبعض الاحكام لها من الشمولية ما يحدث حالةً من التوافق من الرسالة الخاتمة ليكون الحكم تأكيدياً، وعلى العكس في ما هو المبتدأ من الاحكام فيكون على نحو التأسيس.

الأمة المرحومة بالنبي وآله

بالطبع، إن الله سبحانه وتعالى قد ذخر النبي لهذه الامة وهي الامة المرحومة كما في الروايات عنهم (عليهم الصلاة والسلام)([4])، وكيف لا يكون الأمر كذلك والرحمة كل الرحمة لمحمد وآل محمد، اذاً لا كلام في أن الرسالة التي جاء بها الرسول ’ كاملة من حيث التأصيل وان اخذت شوطها الابعد من حيث التأصيل {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}([5])، اذاً الدين قد كمل والنعمة قد تمت على هذه الامة لكن على نحو الاصول والقواعد، وأما على نحو التفصيل فلا، فإن الرسالة لم تستكمل، لكن النبي (عليه الصلاة والسلام) لم يترك الامة لتسير في الارض كما يسير من يحتاج الى عصى يتلمس بها طريقه، وانما أراد لها أن يضعها على الجادة والطريق الموصل إلى الهدف والسلاح الذي يمكن ان يتسلح به الانسان ليعبر هذه المساحة وهذه الحالة من الكدورة والثقل الى ما فيه الصفا والانطلاق والعروج.

في مثل يوم غد كان النبي (ص) قد توجه من المدينة الى مكة لحجة الوداع، وتبدأ مسيرة حجة الوداع من يوم غد وهو يتوافق مع يوم دحو الارض الذي ورد فيه استحباب الصيام كواحد من الايام الاربع، وكان في هذا اليوم بداية مسيرة، وهذه المسيرة او هذه البداية هي خاتمة لشيء واستفتاح لشيء مقبل قادم، ولا اشكال في ان من عاش في زمن النبي قد شرّف بالنظر الى النبي وكرّم، لكن في نفس الوقت ايضاً قد تم امتحانه وغربلته وابتلاؤه؛ أيجوز الصراط بناءً على القرب من النبي عهداً ومجلساً وحضوراً واستفادةً ام أن خطاه تتعثر؟! فالنبي (ص) اراد لهذه الاُمة ان تنهل من منهل عذب، وجعل الساقي على هذا المنهل مَن هو منه كنفسه بصريح القرآن {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}([6]) وهو المولى امير المؤمنين (ع).

علي(ع) باب مدينة رسول الله

يقول النبي ’: (أنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)([7])، اذاً نصب لنا علامات، ووضع لنا مَن يرشدنا الى اللباب والاصل والعمق، وحينما يقول: >فمن اراد المدينة فليأتها من بابها< يعني الحصر من هذا الباب، ومن لا يريد المدينة فعليه ان يلتمس طريقاً آخر لا يفضي الى هذا الباب. لكن النبي اراد من المدينة ومن بابها: الطريق الموصل اليها، والأئمة ^ أيضاً ما انفكوا يؤكدون على هذا الجانب، وهو جانب الارتباط الذي ينتهي بالإنسان الى ان يلج تلك المدينة، لكن من خلال باب نصبه الرسول الاعظم ’.

الامام الصادق(ع) يتحدث مع فضيل ويسأله عن شيعته وشيعة آبائه وابنائه، هل يتحدثون فيما بينهم؟ ويبدو ان الامام (صلوات الله وسلامه عليه) قد استمع شيئاً من الحديث الذي كانوا  يخوضون فيه، فوضع يده على تلك المحاورة: >تجلسون وتتحدثون؟< يعني ان الامام الصادق × الإمام المعصوم حينما يسأل بهذه اللهجة وبهذه النبرة التي فيها اكثر من دلالة ودلالة (تجلسون وتتحدثون؟ ... فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا ...)([8])، يعني ان الحديث كان في مساره وفي اتجاهه، والمجالس كثيرة، لكن القليل من تلك المجالس مثمرة وموصلة الى الهدف.

حينما كلمني الاخ (السيد احمد) وأنا اتشرف بالحضور في هذا المجلس الطيب المبارك الذي اجزم ان الخلف من آل محمد يباركه ويوقع عليه أيضاً بما وقع عليه الإمام الصادق(ع) لاولئك (تجلسون وتتحدثون ... فأحيوا امرنا فرحم الله من احيى امرنا)، وقال لي: ان هذه الجلسة الآن بما يقارب ثمان سنوات او أكثر من ذلك أو في حدوده يجتمع فيها ثلة من الشباب الطيب المبارك في خضم هذا الهيجان الثقافي والفكري والتضليلي، وينتظمون فيما بينهم على ان يكون هذا النفس الطويل الذي يُعدّ زمناً بالسنوات، فهذا نجاح كبير وانتصار على النفس والهوى وعلى المشارب الدخيلة وهم شباب أيضاً، فأنا اُكبر هذا الحالة فيكم واقول ان هذا اشبه ما يكون بالانتصار على القوى الكامنة في داخل الانسان نفسه، وعلى قوى تتربص به من الخارج، والانتصار من السهل الوصول اليه حينما يخطط الانسان ويرسم له خطة على ان تكون ذات بعد استراتيجي بعيد وواسع، فيصل الانسان إلى ما يرغب الوصول اليه، وهذا امتياز وتوفيق ويحتاج الى مدد وبذل جهود وصرف طاقات، وهذا في حد ذاته فيه فضل، لكن الافضل منه ان يحافظ الانسان على ذلك الوضع الذي وصل اليه، فحينما يخسر الانسان شيئاً من الرصيد لابد ان يكون وراء تلك الخسارة اسباب، فعلى الانسان ان يراجع ويجدول ويعيد التقييم من جديد حتى لا تتداعى الخسائر الواحدة تلو الاخرى، ثم يخرج منها خالي الوفاض، والذي يثبّت لنا هذا الشيء هو تجديد العلقة مع محمد وآل محمد، وانا بالنسبة إليكم لست الا كناقل التمر الى هجر، وهي جلسةٌ فيما بيننا نأخذ ونعطي فيها من اجل ان نصل الى تكامل فيما بيننا.

آفاق وسبل العلاقة مع محمد وآله

تستحكم العلاقة مع محمد وآله(ص) وتتشدد وتتماسك وفق هذه الطرق:

الطريق الاول: العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وهي الاساس، فالانسان لم يطالب في هذه الدنيا بشرط الرسالة اكثر مما كلف به، ولكن اذا امكنه ان يغادر مساحة ما كلف به على نحو اللزوم والواجب والابتعاد في حال النهي ويتحرك في مربعات اخرى لا توصله الى النتيجة ليستزيد وليتحصل الاندفاع فـ (قليل يدوم خير من كثير منقطع)([9])، حيث نلاحظ ان الكثير من الجلسات والمنتديات والجمعيات والحركات تفشل لأنها ترسم امامها عالماً مثالياً تندفع وراءه وتصرف جميع المخزون والرصيد ثم تقف متفرجة على تداعي المشهد، وربما تكون النتيجة فيها من السلب الشيء الكثير، والعكس من ذلك حينما يكون العمل منظماً ومرتباً على فقرات كل فقرة فيه تعطي مساحة للفقرة التي تليها، في الحديث عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): (إن للقلوب إقبالاً وإدباراً فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض)([10])، يعني لا تحمل نفسك فوق طاقتها، فالعلاقة مع الله سبحانه وتعالى شيء مهم، والله سبحانه وتعالى لم يتركنا أيضاً، حيث اوجد حبلاً متيناً يمكننا من خلاله توثيق العلاقة معه، الا وهو القرآن الكريم الكتاب المنزل على قلب الحبيب المصطفى محمد (ص).

الطريق الثاني: هم اهل البيت (ع) أنفسهم، فهم بدورهم يوثقون لنا العلاقة مع الله سبحانه، وهم مدرسة متكاملة ومنظومة واحدة، وهم في الأصل نور واحد.

في هذه المنظومة، اتاح الظرف لكل واحد منهم ان يبرز جانباً لم يكن الضوء مسلطاً عليه لعوامل الزمن والزمن لابد وان يملأ، ولابد من حاكم إما عادل وإما جائر، والحكام الذين تناوبوا على حكم البشرية عبر هذه المسيرة الطويلة لمئات من القرون كلها مملوءة بحكام من الصنف الثاني في الاغلب الاعم الاكثر، خلا بعض الفترات وفي بعض المواقع، فلم توجد سلطة كبيرة الا في الظرف الاستثنائي في فترة الامام علي (ع) وعلى ذلك اخذت الامور مسارات جداً بعيدة وخطيرة، والحديث الذي ذكرناه (انا مدينة العلم وعلي بابها) فمع شديد الاسف قد تم اغلاق هذا الباب المفضي الى تلك المدينة وبإحكام لمدة ربع قرن من الزمن وهي الفترة التي ملأت بخلافة الثلاثة المتقدمين على علي × الامام بالحق، حينما اغلق الباب وحجب التدوين ومنع واحرقت مجموعة من التفاسير التي اُمليت بأقلام بعض الصحابة وبات الطريق الموصل إلى المدينة شائكاً وصعباً، لذلك تجدون ان الذين لم يغادروا المساحة بعيداً وحاولوا التحرك ضمن حدودها هم اسماء معدودة، فمثلاً هم الذين صدق عليهم الحديث عنهم: فلان منا اهل البيت، أو: فلان منا... والحديث المشهور والمعروف ان جابر بن عبدالله الانصاري وهو من اجلة صحابة الرسول (ص) وهو صحابي مجهول مظلوم رغم ان تاريخ حياة هذا الانسان حافل جداً وفيه مواقف، وأقل ما يفعله الانسان هو ان يطأطأ راسه احتراماً لتلك المواقف. ففي يوم من الايام سمع جابر من النبي (ص) أنه قال: (سلمان منا اهل البيت)([11])، وهذا الحديث لم يقله إنسان عادي بل قاله سيد البشر وفي حق انسان له من القرب والحظوة الشيء الكثير، والانسان المؤمن طبعاً يغبط ولا يحسد فحينما ترى رجل الدين مثلاً وبحساباتنا البسيطة يقرب شخصاً معيناً تحصل عندك رغبة في ان تكون انت الذي تشغل هذا الموقع، ولنكن صريحين مع انفسنا، كم انسان يحظى بمحبوبية أو بقرب من رجل الدين والامر بحسبه، كأن يقرب المرجع أحداً منه فالأمر يختلف حينئذٍ وهكذا الامور.. فكيف إذا كان هذا القرب من النبي نفسه؟ فينسب واحداً من الصحابة الى بيت النبوة، الى {بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}([12])، وهذا البيت ليس كأي بيت، فهو بيت علي وفاطمة، لا كأي بيت.

فخرج جابر ذات ليلة مع النبي (ص) وهو على ناقته وسأله عن سلمان الفارسي، فقال النبي (ص): (سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه، سلمان مخصوص بالعلم الأول والآخر. أبغض الله من أبغض سلمان، وأحب من أحبه<، فقال: فما تقول في المقداد؟ قال: >وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه) قال: فما تقول في عمار ؟ قال: (وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب من أحبه) ... فمن من البشر يستطيع أن يدرك مقامات الائمة ومراتبهم؟ ناهيك عن ذواتهم وخصائصهم، فالانسان يقف حائراً امام معرفة ذواتهم لأنها اضيفت الى ذوات خاصة. فصار يعدد له، وهؤلاء الصفوة والنخبة طبعاً معروفون، وما ذكر من حديث العشرة المبشرة في الجنة جيء به في قبال هذا الحديث، وهذا واضح البطلان لأن منهم من هو ليس خليقاً بالجنة ولا بسيماء أهل الجنة، وعلى كل حال شاهدنا أن جابر بن عبد الله الانصاري خرج ليبشرهم فلما جاء قال له النبي (ص): (إلي إلي يا جابر وأنت منا أبغض الله من أبغضك وأحب من أحبك) قال: فقلت: يا رسول الله فما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: (ذاك نفسي) قلت: فما تقول في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قال: (هما روحي وفاطمة أمهما ابنتي، يسوؤني ما ساءهما ويسرني ما سرها، أشهد الله أني حرب لمن حاربهم، سلم لمن سالمهم، يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الأسماء إلى الله عز وجل)([13])، فهذا هو الادب الذي أدب عليه النبي (ص) اصحابه، وليس كقول بعض الأشخاص حينما يريد أن يخاطب النبي يقول له: يا محمد! فمثل هذا لا يقوله من كان من تربية النبوة، فشاهدنا أن النبي (ص) أمسك جابراً وقال له: (إلي إلي يا جابر وأنت منا أبغض الله من أبغضك وأحب من أحبك<، اخذك الحياء والخجل وانت منا يا جابر، فالامور طبيعية مع النبي (ص) واصحابه الذين من هذا النوع، وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا صار هؤلاء من أهل بيت النبوة؟ نقول: ذلك لانهم ساروا على طريقهم واخذوا بحجزتهم وامتثلوا لأوامرهم وانتهوا بنواهيهم.

فشاهدنا أن هذه المدينة فتحت فترة زمنية قصيرة جداً وهي فترة الخلافة الظاهرة للامام علي (ع)، وانظر كيف ملأ الأمير (ع) الدنيا خلال تلك السنوات اليسيرة، فكيف لو كان الامام علي (ع) ماسكاً بالامور منذ البداية، إذاً لجرت المسيرة معهم اماماً بعد امام.

ومن آفاق ارتباطنا بأهل البيت(ع) الآن أن نقوم بزيارتهم والتردد على مراقد أهل البيت والقيام بالأعمال الطيبة واهداء ثوابها لاهل البيت (ع) والتصدق باسم اهل البيت (ع)، فيرتبط الانسان بهم من خلال الخطابة أو إنشاء الشعر وقراءته أو يقوم بالمشاركة في مجالس أهل البيت، سواء مجال أفراحهم أو عزائهم أو أن يعمل الإنسان على إعانة شيعة اهل البيت لأنهم شيعة اهل البيت ويسعى في قضاء حوائجهم والقيام بشؤونهم ويدفع الغائلة عنهم ويرشد الضال منهم وينبه الغافل منهم، كل هذه المسائل والامور هي التي توصل الانسان إلى حالة من شدة العلاقة مع اهل البيت، كيف لا؟ ولدينا حديث شريف عن الإمام علي (ع) يقول فيه: (ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله، وبعده ومعه)([14])، فهي المراحل الثلاث، وذلك مقام الامام علي (ع)، ونحن حينما نرى أن امورنا مرتبطة باهل البيت، ونحن نقوم بأعمالنا على كل حال، فلماذا لا نعطيها تشفيراً محمدياً تشفيراً علوياً تشفيراً فاطمياً، فيكون لأعمالنا نوع خاص وآخر، وانا حين اقراً جزءً من القرآن واضيف هذه القراءة هدية لأحد المعصومين، فسيختلف الوضع ويتغير حينئذٍ، أو أقرأ سورة (يس) كرامة للامام الحسن(ع) أو أقرأ سورة الدهر كرامة للزهراء وهكذا، أو اريد أن ازور الزيارة الجامعة كرامة للاربعة عشر معصوماً(ع)وهم انوار الله في ارضه، فكيف ستكون امورنا اذا تشددت العلاقة بيننا وبينهم؟ ستكون على حالة من الصفاء والقابلية، وسيشرق النور في صدورنا واذا اشرق النور في صدورنا سوف لا نعبأ كثيراً بما يحدث في الخارج لان لدينا وجوهاً نتوجه اليها، واذا تشاهدون اليوم شيئاً من النزاعات وشيئاً من النفرة والخلل في العلاقات والصحبة و... فما هو منشؤها؟ منشؤها ان البوصلة قد انحرفت عن اتجاهها، فما عادت تشير الى مركز الاستقطاب الذي من المفروض الانسان أن يسعى من اجل الوصول اليه.

انا اعيد من جديد واقول: بارك الله جهودكم واخذ الله بأيديكم وثبتكم على هذا المسار وهذا الطريق، وجعل القادم من الايام عليكم افضل من السالف من الايام، واسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعل قلوبكم مشرقة بأنوار محمد وآل محمد.