نص كلمة بالمطيرفي بعنوان: الأحداث التي جرت بعد استشهاد الرسول الأعظم

نص كلمة بالمطيرفي بعنوان: الأحداث التي جرت بعد استشهاد الرسول الأعظم

عدد الزوار: 605

2014-01-12

النبي الكريم (ص) يتحمل الكثير من قومه سواء في مكة او في المدينة

ايام قلائل بعد ان عرجت روح النبي الاعظم (ص) الى بارئها راضيةً مرضية واذا بالاحداث تترى على خلاف ما كان المتوقع لا أقل عند الغالبية العظمى من أهل المدينة المنورة مما لا شك فيه أن النبي (ص) تحمل الكثير من قومه سواء كان في مكة او بعد انتقاله الى المدينة المنورة اللهم الأدوار تم تبادلها بين فريقين والآليات التي تم انتهاجها ايضاً اخذت لونا من المغايرة، في مكة المشركون هم الذين لعبوا دورهم في إيذاء النبي، حاربوه، حاصروه، قاطعوه، رموا على جسده الشريف الروث وهو ساجد، رموه بالحجارة كما حصل من ابي لهب والقرآن صريح سورة بكاملها في هذا الشأن[2]، ثم مر على النبي العام القاسى المعبر عنه «بعام الحزن» عندما فقد الكافل او الكفيل المؤمن المظلوم ابوطالب رضوان الله تعالى على روحه المقدسة وسلام الله على روحه وايضاً السيدة خديجة سلام الله عليها ام المؤمنين، مما لا شك فيه كان لغياب هذين العظيمين وقعه على نفس النبي (ص)، ثم انتقل الى مكة والدور الخطر هناك لم يكن اقل وقعا على قلب النبي بل كان اقسى، لان من مارس الدور في مكة هم المشركون اما في المدينة فكان ممن اظهروا الاسلام لذلك  فيأتي النفي وهو نفي سماوي {قُل لَم تُؤمِنوا و لـٰكِن قولوا اَسلَمنا}[3] وبين الاسلام والايمان مساحة شاسعة، عشر سنوات من عمر النبي الاعظم في المدينة المنورة كان من اجل التقويم السلوكي عند الافراد والربط المباشر بالمطلق بالله سبحانه وتعالى. النبي (ص) ربط حجر المجاعة على بطنه مواساة لاضعف الناس في المدينة لم يخرج من الدنيا ووراءه من حطامها ما يستدعي التوقف عنده والا لبعثرت اوراقه من قبل المورخين لكن لا يوجد ادنى شيء ولا اثر مما يدل على ان صفة العدمية هي الصفة المحرزة أي انه خرج من الدنيا وهو لا يملك منها شيئاً لكن هذا ايضا لم يشفع للنبي لا اجر الرسالة تم الوفاء به ولا اجر البعد الانساني في ذات النبي ايضا تم الوفاء به ولا حق الجيرة والاستقطاب.

انقلاب الناس بعد النبي (ص)

سبحان الله ايام قليلة بل ساعات قليلة واذا الامور تنقلب رأسا على عقب، النبي (ص) وهو الناطق بالوحي ما انفك يردد: {{و ما مُحَمَّدٌ اِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ اَفَاِن ماتَ اَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلىٰ اَعقـٰبِكُم}[4] والانقلاب ايضا محدد الصفة {عَلىٰ اَعقـٰبِكُم} يعني رجعتم الى ما كنتم عليه وهذا فعلاً ما حصل هذا والنبي لمّا يقبر بنص الخطبة الشريفة[5] وعلي مشغول بتجهيز النبي والامور في سبح سريع وتيرة عالية في الدفع والاندفاع وتحقق ما تحقق من رغباتهم لا المهاجر استطاع ان يتخلص ولا الانصاري ايضا استطاع ان يتخلص بل الاجتماع الاول كان ملاكه الاول هي النسبة والتناسب منا امير ومنكم امير[6] يعني يكون بعد النبي خليفة للمهاجرين وخليفة للانصار لكن غلب المهاجرون الانصار على امرهم بعد ان استقووا بهم على علي عليه السلام يعني اتحدت كلمتهم على اقصاء علي يعني الهدف الاول ان علي يقصى ثم وقع ما وقع. الانصار كلكم يعلم من الانصار هم الذين استقبلوا النبي، هم الذين قاصموا المهاجرين اموالهم واحداث يوم المؤاخاة وما الى ذلك... كثير من الأمور، لكن عندما وصلت الى نقطة افتراق اختاروا الافتراق في التاريخ الافتراضي تصوروا لو ان الانصار اصطفّوا الى جانب علي عليه السلام كثير من الاحداث لا تقع لان قوة الردع عند الانصار اقوى من المهاجرين لكن بقدر ما استطاع المهاجر ان يستحوذ على الامور بقدر ما تخلى الانصاري عن دوره لذلك الزهراء سلام الله عليها تقول: أيها بني قيلة [قبيلتا الانصار الاوس والخزرج] أأهضم تراث أبي؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع[7] الزهراء سلام الله عليها لم تعتب على المهاجرين وانما عتبت على الانصار، الانصار الذين كانوا وقودا للحروب الطاحنة من المشركين ضد الاسلام والشهداء في الاغلب الاعم من الانصار لا من المهاجرين من بدر والامور تتتابع الا ان النتيجة كانت هذا الموقف {انقَلَبتُم عَلىٰ اَعقـٰبِكُم}. واما صفحة المهاجرين فكانت صحيفة مظلمة بامتياز لان الاعتداءات المباشرة جرت على يد المهاجرين لا على يد الانصار وان اندرج الانصار في قائمة الهمج الرعاء والذين لا يحملون المسؤلية في اتجاه من يفترض ان يقوم بمسؤلياتهم المهاجرون ارادوا ان تكون الغلة من صالحهم مهما كلف الثمن لذلك العملية كانت بسيطة الامام علي عليه السلام كان يتعبد ارسلوا وراءه وللامام علي عليه السلام مسجد يسمى مسجد رفض البيعة في الوقت الحاضر هذا المسجد غير موجود لكن كان موجوداً في المدينة حيث انه جاؤوا الى الامام علي عليه السلام في ذلك الموضع وطلبوا منه المبايعة، رفض الامام عليه السلام المبايعة فاقيم مسجداً تخليداً لموقف علي عليه السلام اليوم هذا المسجد ما موجود. الامام علي رفض البيعة مرة الثانية، في المرة الثالثة من رفض البيعة حصل فيها الهجوم على بيت علي عليه السلام والذين هجموا على دار علي عليه السلام في معظمهم من المهاجرين اصلا حتى لو لم يكن القيادة العليا مهاجرية المنفذ للهجوم مهاجري، الذي دفع الباب مهاجري، الذي سل السوط ولوع الزهرا مهاجري، الذي لطم الزهراء على وجهها مهاجري، الذي ركلها برجله حتى انبت المسمار في صدرها مهاجري، الذي نكزها بنعل سيفه في خاصرتها حتى اسقطت جنينها مهاجري، كل هذه الاحداث جرت على ايدي المهاجرين لكن هذا لا يعفي الانصار عن خطيئتهم، لماذا لم يدفعوا عن الزهراء، البعض يقول اين علي عليه السلام من نصرتها؟ لكن يجب ان يسأل اين الانصار؟ قبل ان يسأل اين علي؟، الامام علي خليفة على المهاجرين والانصار في مثل هذه الايام وهي الاقسى على بيت النبوة، لان الزهراء في مثل هذه الايام تأن من شدت ما احدث القوم، انظروا الى حجم الخسارة جراء ما جرى، تكفي بان السموات والارض بكت لما جرى. نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من العاشقين لنهج فاطمة الذائبين في ذات فاطمة سلام الله عليها ممن تنالهم الشفاعة على يد فاطمة سلام الله عليها يوم القيامة رزقنا الله واياكم شرف الوصول الى عتبتها الطاهرة۔

الزهراء  سلام الله عليها وديعة الرسول(ص)

قد يسأل سائل كيف ان قبر الزهراء مخفي لحد الآن وغير معلوم؟ أليست هي بنت النبي؟ ولماذا الامام علي ما صرح بمكان قبرها للامام الحسن والامام الحسن كان حاضراً ولماذا الامام لم يعلم زين العابدين بمكان دفنها؟ كيف ولماذا لم تصلنا الاخبار بهذه الامور؟ طبعا هناك ثلاث احتمالات موجودة: الاحتمال الاول: أنها دفنت بين القبر والمنبر وهذا احتمال قوي >بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»[8] هناك احتمال قوي آخر يقول بانها دفنت في البقيع وهذا ايضا احتمال قوي جدا جدا. ويوجد احتمال آخر يقول انها دفنت في حجرتها اي في بيتها، هذا الاحتمال ايضا وارد. وهناك احتمال قوي جدا؛ وهو ان الامام علي عليه السلام مسؤول ان يسلّم الامانة لمن سلّمه اياها (وانا طبعا اميل الى هذا الرأي وتساعد عليه مجموعة من الروايات والقرائن ايضا). النبي (ص) في موردين تحدث للامام علي عليه السلام عن الوديعة؛ المرة الاولى في ليلة الزواج والدخلة حيث قال للامام علي عليه السلام(هذه وديعتي عندك)هذه المرة الأولى، المرة الثانية عند الوفاة حينما سأل النبي (ص) الامام علي عليه السلام عن وديعته هذا السؤال في المرة الثانية كان يختلف تماما عن المرة الاولى حيث في المرة الاولى عندما قال النبي (ص) لعلي عليه السلام هذه وديعتي عندك الامام عليه السلام قال له: لانعمنّك عيناً لكن في المرتبة الثانية الامور كانت تختلف تماماً لان النبي كان يبيّن لأمير المؤمنين ما سيجري عليه وعلى فاطمة عليها السلام ويطلب من الامام علي عليه السلام ان يصبر وفي رواية انفجر علي في البكاء فعندما استشهدت الزهراء مظلومة وهي الوديعة في يديه فلابد وان يرجع الوديعة اين يرجع الوديعة يرجعها الى النبي (ص). هناك رواية تقول بان الامام علي عليه السلام جاء الى قبر النبي (ص) لكي يرجع الوديعة للنبي فخرجت من قبر النبي (ص) كفان واستلمت منه فاطمة سلام الله عليها. البعض قد لا يأنس بهذه الامور ويستثقلها لماذا؟ لا يأنس بهذه الامور ويستثقلها؟ لانه لا يستطيع ان يستوعب من هم اهل البيت

وما هو قدر شأنهم عند الله تعالى، أولاً هم {اَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقون}[9] وان الكون ما تم ايجاده الا من اجلهم فهذه الامور لابد ان نضعها في اذهاننا حتى لا نستغرب من هذه الأمور هم {اَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقون} وهل يوجد مصداق أجلى وأتم لهذه الآية من أهل البيت عليهم السلام حتى نستغرب كونهم احياء عند ربهم يرزقون؟ اذاً لماذا نستكثر ان يخرج النبي (ص) كفيه، سواء كان في القالب المثالي او في القالب الحقيقي ويستلم وديعته، الزهراء سلام الله عليها.

نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم على حب اهل البيت والبراءة من اعدائهم

وعلى ارواح من مضى من شيعة علي عليه السلام ولتوفيق ابناءنا في امتحاناتهم ولحفظ شيعة امير المؤمنين عليه السلام اينما كانوا ولتعجيل الفرج الفاتحة مع الصلوات.