نص كلمة بالمطيرفي:  العلاقة الوثيقة بين السيدة المعصومة وطلاب العلم

نص كلمة بالمطيرفي: العلاقة الوثيقة بين السيدة المعصومة وطلاب العلم

عدد الزوار: 481

2014-09-08

اهمية العلم وقيمته

 الاسلام أعطى للعلم قيمةً خاصة بل جعل منه أساساً للبناء العام، القرآن عندما نزل نطق بهذا البعد أسس له وأكّد عليه ﴿اقرأ﴾ آيةٌ صريحةٌ بيّنة تدعوا إلى القراءة والقراءة عبارة عن طريق طبيعي ليحصل الانسان على المعلومة، الانسان الذي يقرأ يتدبر، والذي يتدبر يفهم، والذي يفهم يمايز بين الاشياء، والذي يمايز بين الاشياء يأخذ بالأحسن منها، والذي يأخذ بالأحسن منها يطبق ذلك على سلوكه الخاص والعام. النبي الأعظم (ص) سعى دائبا في سبيل ان يأخذ هذا المنهج منهج العلم والتعليم والمعرفة مساحته الكافية في أوساط المسلمين لذلك كان يكتفي في تحرير الأسرى ان يعلم أحدُهم أحدهم سورة الفاتحة، فتعليم سورة الفاتحة كانت كفيلة بان تعتق انسان من ربقة الأسر وهذا انما يدلل على القيمة العالية للعلم والتعلم. الامام علي عليه السلام أيضا كان يشعل في كل موطن يطأ فيه مشعل علم، منارة وعي ومعرفة، «سلوني قبل ان تفقدوني»[2] قالها في المدينة وقالها في عاصمة الخلافة في عهده الكوفة وقالها في السلم وقالها في الحرب كان يؤكّد على هذا المعنى السؤال. السؤال مفتاح العلوم انت تسأل أنت تحاول ان تدخل الى مدينة علم. الامام زين العابدين عليه السلام يتقدم خطوات للأمام اذا اقبل عليه رجل طالب علم، باعد بين يديه الامام يباعد بين اليمنى واليسرى وفتح له باعه يعني أمعن في الابعاد بين اليدين ثم قال له اقبل ثم أطبق عليه بيديه وهو يقول مرحباً بوصية رسول الله[3]، العلم ما أخذ طريقه الطبيعي في امة من الأمم الا وارتقى بشأنها وما تخلت عنه أمة من الأمم الا وحطت من قدرها، العلم اليوم له مدخلية في كل جزئية من جزئيات حياتنا، بالعلم نبني الاقتصاد، بالعلم نبني التربية، بالعلم ... وهو مفتاح لجميع الاشياء الموجودة بين أيدينا حتى بناء الأسرة، اليوم اذا ما وجدت حالة التكافؤ العلمي في الاسرة فانها سوف تنهض بالأسرة وتكون لتلك الاسرة قيمة خاصة، ثم تتسع الدائرة شيئا فشيئا، اليوم عندما يريد الانسان ان يقترب الى أسرة ما للمصاهرة يضع نصب عينيه هذه الزاوية وهذا الجانب، ويبحث عن الرصيد العلمي لتلك الاسرة، في الزمن السابق المتقدمين للمصاهرة كانوا يسألون عن الحالة المادية وكان المهم هو هل ان اهل هذا البيت اغنياء ام فقراء، اهله يعملون ام عاطلون، اليوم لا السؤال يختلف، هل ان هؤلاء تقدموا في مقامات تحصيل العلوم ام لا؟ يعني يوجد في وسطهم الدكتور او المهندس او طالب العلم او لا هي أسرة خاملة خاوية على عروشها لا تقدم عندها. في الزمن الاول الممايزة كانت على حساب الدين، من كان أكثر ديانة واكثر قدسية الناس كانوا يأتون اليه، جاءت فترة من الفترات اصبح المال هو الاساس فبدل ان يكون القياس هو: ﴿اِنَّ اَكرَمَكُم عِندَ الله اَتقـٰكُم[4] اصبح ان أكرمكم عند الناس أغناكم فالميزان قد تغير تبدل مائة وثمانين درجة، اليوم الممايزة بالعلم، لذلك نرى اكثر الزيجات الموجودة اليوم هي عبارة عن تولد طبيعي لعلاقات بين الأسر وفق مساحات علمية في الجامعة مثلا كم زواج اليوم وزواج سبب من اسباب العلقة والارتباط هو ما هو موجود في داخل الجامعة بين الاخ والاخ بين الاخت والاخت بين الصديق والصديق وهكذا لذلك نرى اليوم ان الدكتور يتزوج من الدكتورة والمهندس يتزوج من المهندسة والمعلم يتزوج من المعلمة وهكذا.. لقرب المزاجات.

علم الاديان وعلم الابدان

العلم على نوعين؛ علم الاديان وعلم الابدان، علم الاديان هو علم يتعلق بالتوحيد، بالعقيدة، بالتفسير، بالاحكام، بالسلوك والاخلاق و... واما بالنسبة لعلم الابدان فهذا يكون باتجاه آخر اتجاه الابدان والاجسام، وتوجد توأمية ومزاوجة بل هناك اندكاك بين علم الاديان وعلم الابدان لا يمكن ان نفصل بينهما، لان العقل السليم يكمُن في الجسم السليم، انا انسان عالم اما مصاب بالسعال، يسترسل به سعاله فيمنعه من التكلم، او يئن كثيرا فبدل ما يخفف الأنين عن الآخرين هو دائم في انين، ما هي الفائدة من ذلك؟ فلابد للجسم ان يكون سليما حتى يحافظ العقل ايضا على سلامته ومدركاته ومعطياته، لذلك القسم الثاني وهو علم الابدان لا يمكننا ان نغفل عنه او نقلل من قيمته وشأنه وأهميته. فالرواية تقول كان الامام السجاد عليه السلام إذا جاءه طالب علم قال: «مرحبا بوصية رسول الله» فعندما يرحب به الامام المعصوم عليه السلام لا يعني هذا بالضرورة انه جاء ليسأل عن مسألة شرعية، لا ابدا قد يكون سؤاله في شأن من شؤون حياته، وكما هو المعلوم فان العلوم راجت عند أهل البيت وفتحت ابوابها على مصراعيها منذ الايام الأولى، الا ان الدولة الاموية لم تترك لهم مجال كما ينبغي. فكما ان طلب العلم في قسم الاديان مطلوب ومفروض كذلك القسم الثاني من العلم وهو علم الابدان ايضا مطلوب ومفروض وعليه ثواب عظيم من الله سبحانه وتعالى، لا يتصور الشاب ولا الشابة بان من يذهب الى المدرسة لا يستطيع ان يتقرب بهذا العمل الى الله سبحانه وتعالى، بل هو عمل راجح حسن يمكن ان يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى فبقدر ما اذهب الى المدرسة والجامعة واحصل العلم بقدر ما اتقرب بذلك الى الله، فطلب العلم فيه ثواب ويرجح ميزاني في ثواب الآخرة، يبقى ميزان الدنيا هو وتعبه، هو وجهده، هو ونشاطه.

بركات السيدة المعصومة على مدينة قم وزوارها

هذه الايام هي ذكرى ميلاد السيدة المعصومة سلام الله عليها هذه السيدة التي بشرف وجودها في قم، تشرفت قم بالطافها، بأنوارها، باشراقاتها على المحيط من حولها بحيث تشكلت اليوم اكبر حوزة علمية عرفتها الطائفة في زمن الغيبة، ما مر على التشيّع حوزة علمية لها من القيمة والاقتدار والسعة كما هي عليه الحوزة اليوم في قم تحمل بين جنباتها اكثر من مائة وثلاثين الف طالب علم ومن اكثر من خمس وتسعين بلد وجنسية وهوية، تقاطروا اليها، هذه الحوزة تجمع بين العلوم العقلية والنقلية بل توجد توأمية بين العقليات والنقليات لم تتذكرها الطائفة ابدا.

 

النهي عن التوقيت

هناك روايات تتحدث عن فترات تحدث فيها بعض الامور مثل انتقال العلم من مكان الى مكان او... هذه الامور لا يمكننا ان نجزم بان حدوثها يتزامن مع قرب الظهور او هي علامة قريبة لظهور الامام الحجة عليه السلام، ايها الاحبة ايها الآباء ايها الاخوان ايها الابناء انا اقول لكم لا يستطيع احد ان يدعي ويقول بان هذه العلامة هي علامة حتمية جزمية وغدا سيظهر الامام المهدي عليه السلام، لا تصدقوا احدا في ذلك ولا يخدعونكم بهذه الامور عبر القنوات الفضائية، لان ساعة الظهور واعلان بزوغ دولة المهدي والدولة الكبرى المجسدة للعدالة العظمى هو سر مستتر وشيء بيد الله سبحانه وتعالى، وما اعطي علمه لأحد الا لمحمد وآل محمد(ص) فقط، نحن تكليفنا في زمن الغيبة ان ننضوي تحت راية الممهدين للمهدي سلطانه، علينا ان نبني انفسنا كي لا يفاجئني ظهور الامام المهدي عليه السلام وانظر لأرى اسمي في القائمة المقبولة فلم اجده، او اتي كي اسلم على الامام المهدي عليه السلام وما احظى بشرف السلام عليه، لماذا لان بقلبي غلة على فلان وحسد على فلان وخادعت فلان وكذبت على فلان وداخل في بيعة فلان ومفسد زواج فلان و... فعلينا ان نعمل اليوم، لاننا في الوقت الحاضر نتمتع بكل مقومات الحيات ولا يوجد صك في البقاء في هذه الدنيا الى الابد. فيا ايها الاحبة العلم مهم أبناءنا وبناتنا يذهبون هذه الايام الى المدرسة كتب الله لهم التوفيق، وأخذ الله بأيديهم، نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يكون ذلك مشعلاً يضيء حياتهم وتكون الاسرة في القادم من الأيام احسن حال مما هي عليه اليوم، وفقنا الله واياكم لكل خير ورزقنا الله واياكم شرف الوصول لعتبة السيدة الجليلة فاطمة المعصومة عليها السلام.

همسة خفيفة

وهنا همسة خفيفة جدا؛ صار في الفترة الاخيرة تقاصر عن زيارة السيدة المعصومة عليها السلام يعني يذهبون الى زيارة الامام الرضا عليه السلام فقط ولا يذهبون لزيارة السيدة المعصومة، حال ان ثواب زيارتها عظيم والاثر واضح وبيّن، انا اذا عندي شيء أقولها؛ والله ما وصلت الى شيئاً على فرض أني وصلت إليه الا بفضل عتبة هذه السيدة الجليلة، يذهب يزور الامام الرضا لا بأس امر مطلوب هو باب من ابواب الجنة، لكن تقضي عشرة ايام او خمسة عشر يوما في مدينة كلار دشت السياحية وكريمة اهل البيت لا تحظى من عندي ولو بساعة واحدة لماذا؟ اخسر الخسران المبين، اخسر شفاعتها يوم القيامة، وفقنا الله وإياكم لكل خير.