نص كلمة بالمطيرفي:  الدروس والعبر المستقاة من معركة أحد

نص كلمة بالمطيرفي: الدروس والعبر المستقاة من معركة أحد

عدد الزوار: 416

2014-09-08

صور ومحطات من معركة أحد

منذ ان صدح النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين بالرسالة كانت المحطات ترتسم متتاليةً، ومن هذه المحطات معركة أُحد، معركة أحد على أنها بالحسابات العسكرية تمثل انتكاسة نزلت بالمسلمين الا انها مهّدت الطريق لانتصارات عظيمة تلتها ولم تكن في بعدها الزمني طويلة وانما كانت الصفحات ترسم معالم فجر الاسلام الجديد وفي حالةً من السير التصاعدي بحيث بات حضور الجيش الاسلامي في المواقع ما بعد أحد يدخل الرُعب ويرسم معالم الانتصار قبل ان يدخل الى ميدان المعركة باستثناء مواطن معينة جفل فيها بعض رجالات الجيش الاسلامي وكان الذي يسدد فواتيرها دائما وابدا هو المولى علي عليه السلام. في معركة أحد مجموعة من الصور التي ينبغي ان يقف الانسان عندها، المسلمون خرجوا من حرب على أعلى درجات من الانضباط والانقياد لقرارات النبي (ص) هي عبارة عن معركة بدر النصر كان كاسحاً والفتح كان واضحاً.

الامر المولوي والأمر الارشادي

 في أُحد هذه الروح والنشوة التي كان يعيشها المسلمون أعطت قوة الدفع بادئ ذي بدء لكنها لم تنظر إلى ما وراء ذلك، لذلك حصل ما حصل وهنا الصفحة الأولى النبي اصدر أوامره لكن فكرة انقسام الأمر إلى مولوي وإرشادي بعد لم تستقر ولا اقل بعد لم تأخذ بجميع معطياتها في ذهنية الانسان المسلم آنذاك، ـ هذا على احسن الاحتمالات ـ وإلا ندخل في حسابات سوء الظن ـ والعياذ بالله ـ فيمن تسبب بالنتيجة في وقوع ما وقع النبي اصدر أوامره ان يبقى الرماة فوق الجبل لكن لم يتعاطى الرماة هذا القرار على نحو المولوية والالزام انما على نحو التوجيه والارشاد لذلك تخلوا عن مواقعهم هذه الصفحة من عدم القدرة على التشخيص والالتزام وترتيب الآثار على قول القائد ضريبتها كانت كبيرة جدا تساوي هزيمة في معركة أحد وعلى هذه الصفحة قس ما سواها عندما تتخلف الأمة عن أوامر من له الأمر.

الاخفاق وعدم الثبات

 الصفحة الثانية ان الانتصار تحقق في الجولة الأولى أصلا القرآن يقول: {مَغَانِمَ كَثِيرَةً}[3] المغانم كثيرة لكن الانتكاسة كانت صعبة هذه الحالة أدخلت اولئك الذين شاركوا النبي في معركة وتشكل منهم الجيش في امتحان والامتحان في درجة عالية من الشدة والابتلاء بحيث أخفق فيه من أخفق وعلى رأسهم الرماة ثم القادة الذين كانوا يتحركون بين يدي الامام علي عليه السلام واسلموا الميدان وكم لهذه القضايا من نظائر في تاريخنا المعاصر الذي نحن نكتبه ونرسمه ونسمعه ونراه، وخير شاهد هو ما نشاهده في هذه الايام في إحدى البلدان القريبة المجاورة حيث المشهد هناك شبيه لمشاهد احد.

الفرار وعدم الثبات

الصفحة الثالثة الثبات وماله من قيمة، في أحد لم يقتصر مشهد الهروب على الرماة وإنما شمل القاعدة الأوسع من المتواجدين في ميدان معركة أُحد حتى من لهم القدم في الصحبة والملازمة والهجرة والغار والدار و... بقي النبي (ص) وكان يناديهم بالأسماء أين فلان أين فلان أين فلان لم يثبت إلا القلة وعلى رأس هذه القلة علي عليه السلام والنبي يقول له: ادفع فلان، رد فلان في النتيجة كسرت رباعية النبي (ًص)[4]، وكسر رباعية النبي (ص) يعتبر تجاوز خطير على المقام المقدس للنبوة.

استشهاد الحمزة عَم الرسول (ص)

 صفحة استشهاد الحمزة عَم الرسول مسالة كلها الم، هذا الرجل أبلى بلاءً حسناً في معركة أحد من أهم الرجال الذين قللوا الخسائر في أحد وضمن السلامة للنبي هو الحمزة لكن تاريخ الأمس غير مرصود بالصورة والصوت والا لنطق عاليا بما رسمه الحمزة سيد الشهداء في عصره وما نصبه من علامات مضيئة في سوح الوغى لذلك ردت الفعل والانتقام من الحمزة سيد الشهداء كان عنيفا، الحمزة تم الانتقام منه لأحد سببين؛ السبب الأول لإدخال الكثير من الأذى على قلب النبي (ص) عندما يعلم بما جرى على الحمزة من المثلة. الأمر الآخر وهو مهم أيضاً، كثرة الرؤوس التي طارت بسيف هذا الرجل خصوصاً في معركة أحد، كثير من عتات قريش في المعركة وفي الحملة الأولى إنما جندلوا في معظمهم بسيف هذا الرجل العظيم لذلك حصل الانتقام البشع المر بحيث لم تدع (ام الخوارج في ذلك اليوم، وأم المشركين في ذلك اليوم، وخوارج ما بعد ذلك اليوم، ودواعش اليوم) فن من فنون المثلة الا وادته، لم يبقى شيء من جميع مكونات جسد الحمزة الطاهر الا وفصلته من عموم الجسد. مشكلتنا الكبرى اننا ننسى التاريخ نحن فقط نتغنى بالانتصارات، نتغنى بمشاهد الكمال، لكن الأيام المحسوبة على الله سبحانه وتعالى أحيانا تأخذ منحنى آخر فيها من الدروس أكثر من دروس الانتصار هذه المرأة عمدت الى تفصيل الجسد والى انتزاع قطعة من كبد حمزة فلاكته[5]. ان بقر بطون النساء والرجال اليوم واستخلاص القلوب والأكباد ولوكها من قبل أعداء الانسانية هو حالة من الاستمرار والقراءة والتعبد بما حصل في كربلاء مثلة بالحمزة ونكاية بالنبي (ص) وأهل الاسلام قاطبة، وهذه المرأة ابناءها كثر، لذلك نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يرد كيدهم في نحورهم وان يدير دائرة السوء عليهم وان يحفظ بلاد الاسلام والمسلمين منهم.

جوانب من مقامات الحمزة عليه السلام

 الحمزة عم النبي، الحمزة عندما اراد النبي الأعظم ان يصدح بالرسالة في ثوبها العلني الذي كان يقف الى جانبه في حركته الأولى ـ لا اقصد موقف العبادة والاسلام لان ذلك كان للإمام علي عليه السلام ـ، لكن على الصفا وهو يدعوهم الى كلمة التوحيد كان الحمزة الى جانبه، النبي كان يصلي عند مقام ابراهيم وكان الحمزة يقف الى جانبه الحمزة كان رقم بالمعادلة صعب عند أهل مكة لذلك رسم امتيازاً في المدينة المنورة، يعتبر قتل الحمزة قتل نصف الجيش، والباقي هو علي عليه السلام، قتل الحمزة لم يكن امراً طارئاً استوجبته ظروف المعركة وانما مخطط له قبل انتقال الجيش، لان جيش المشركين قد خطط لقتل حمزة من مكة الى المدينة، وان الحمزة كان هدف يعني لو لم يقتل هؤلاء الا الحمزة لكفاهم. الدرس الذي نستخلصه هو بما ان للحمزة هذه القيمة الكبرى ينبغي ان لا نبتعد عن مشهده وعن استحضار معالم شخصيته وانما نجعل له حالة من الحضور من قبيل تسمية الابناء تشريفاً لهم باسم الحمزة، لان اسم حمزة جميل فيه نبرة القوة عالي الوتيرة كذلك فيه بعد قدسي، لأنه اسم للحمزة عم النبي سيد الشهداء فهذه لها قيمه كبيرة وهذا يعتبر مثل من أمثلة التكريم لهذا السيد الجليل كذلك الإصرار على زيارته والمثول عند قبره مهما كلف الأمر، لا ينبغي للإنسان ان يصل الى المدينة ثم لا يصل الى قبر الحمزة تساهلاً وتسامحاً، الحمزة يستحق اكثر من ذلك اصلا النبي (ص) يربط زيارته بزيارة الحمزة حيث يقول: من زارني ولم يزر عمي حمزة فقد جفاني[6] مع انه زائر النبي رغم ذلك النبي (ص) يقول فقد جفاني، هذه الجفوة والقطيعة مع النبي تحدث لان الزائر لم يزر الحمزة، ايضا ليس من الانصاف ان يمر علينا حدث بهذه القيمة ونحن نمر عليه مرور الكرام، لأنه يتحتم علينا وكما قلت في مستهل حديثي معرفة الحكم المولوي والحكم الإرشادي او الامر المولوي والامر الارشادي.

طبعا هذه الليلة هي ليلة ذكرى شهادة الحمزة سلام الله عليه، نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا وإياكم من زواره ويوفقنا وإياكم لذلك، وان يأخذ بأيدينا وأيديكم إلى كل خير.