نص كلمة:الواقع التاريخي للمولد الشريف بين التأسيس والغربلة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أعداء الدين
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾[1]
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح واجعل نيتنا خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين
الرسول والرسالة
جاء في القرآن الكريم ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾[2] الآية الشريفة تربط بين مرحلتين؛ مرحلة الماضي ومرحلة الحاضر وقتها، مسيرة الانبياء هي عبارة عن وحدة متكاملة بدأت بني الله نوح عليه السلام وختمت بالنبي محمد (ص) وبينهما مسيرة طويلة، ثم حطت رحالها بين يدي عيسى المسيح عليه وعلى نبينا السلام لتقف الامة في فترة على حين من الرسل، في مكة المكرمة اشراقة النور المحمدي، في مكة المكرمة ابصر النبي الاعظم (ص) هذا الكون في واحدة من اشرف البقاع واكثرها طهارة وشرفا (بيت الله الكعبة المقدسة)، وازداد البيت شرفا بالنبي محمد (ص) وقديما العرب تفخر برجالاتها وربما انجر هذا الى يومها الحاضر مع نسبة وتناسب تشتد وتضعف مع مرور الزمن وتكاثر العناصر المؤثرة على المشهد:
قالوا أبو الصقرِ من شيبانَ *** قلتُ لهمْ, كلاَّ لعمري ولكنْ منه شيبان.
وكم أب قد علا بابن ذُرا شرف *** كما علا برسول اللَّهِ عدنان.
اذن هناك رفعة لهذا البيت تحصل عليها من خلال هذا النبي العظيم (ص) فهو من هذا البيت العظيم وزاد هذا البيت شرفا ان يكون منه وهو من القبيلة العربية الكبيرة المؤثرة في صنع القرار بين قبائل العرب من حولها، وافسد المستشرقون ما لهذه القبيلة من القيمة والاثر على المشهد قبل الاسلام في قراءاتهم واستنطاقاتهم حيث احدثوا الزيادة فيما ينبغي النقص فيه والعكس كذلك لحاجة في نفس يعقوب قضاها، هذا في القرن السابع عشر الميلادي جر اذياله وسار المسلمون وفق تلك الخطط التي وضعوها والخطوط التي رسموها وجعلوا حالة من التقوقع والتقاطع فيما بينها لم يتخلف في هذا السير حتى من يصفون انفسهم بحماة الدين وانما وقعوا في المطب من حيث يشعرون او لا يشعرون، فتأثر تفسيرهم وتاريخهم بل وعقيدتهم ايضا، ثم شرف امة، انها الامة العربية ذات القيمة الكبيرة جدا لو انصفها ابناؤها وانصفها الباحثون ايضا، تنكر الابناء فلاذوا مع البعيد وهذه حالة طبيعية، انت في مجتمعك عندما يتخلى عنك الاقربون:
تَجافَ عَنِ العُتبى فَما الذَنبُ واحِدُ *** وهَبِ لِصُروفِ الدَهرِ ما أَنتَ واجِدُ
إِذا خانَكَ الأَدنى الَّذي أَنتَ حِزبُهُ *** فلا عجبا ان اسلمتك الاباعد
تاريخنا ملوث وينبغي ان نعترف في ذلك ولو بعد هذه الفترة الطويلة وما لم نعترف فلم نصحح وما لم نصحح لن نؤسس للمستقبل.
رسالة النبي (ص) السمحاء
النبي (ص) وان كان خاتماً في رسالته في الرسالات الا انه اراد للامة ان تسير سبحا بهذه الرسالة لتفتح الآفاق، لا بالسيف والدم وانما بالكلمة والقلم، الامة العربية مظلومة كانت وما زالت تعيش ظلامتها والظلم المنصب عليها من ابنائها اولا وبالذات ومن الآخر ثانيا وبالعرض، فما يقول اصحاب الصنعة في محافلهم ولد في مكة المكرمة على مقربة من البيت الحرام، بيته معلم شاخص وبيّن له اشراقاته، لو ان الواحد منا وقف عند مشارف ذلك البيت واستنطق الوضع من حوله ليقرأ الحالة التي ينبغي ان لا تدوم، لان في ديمومتها خسران للشيء الكثير، بأنفاسه المقدسة اثر في الجو من حوله، توفي في المدينة المنورة بعد ان اشرقها بأنواره المباركة، بين مكة والمدينة مسيرةٌ طويلة لم نقرأ منها الا صفحات الدم، ففي بدر قتل وقتال وفي احد قتل وقتال وتنجر المسيرة طاوية المراحل مرحلة تلو المرحلة دخلت الراية خفاقة الى مكة بلسان حالين، لا بلسان حال واحد؛ لسان الحال الاول يقول: «اليوم يوم الملحمة» وهو استصحاب لما جرى في المعارك الخاسرة بطبيعة الحال، وكانت هناك رايةٌ خفاقة اخرى لكن هذه المرة في يد من هو من النبي كنفسه وحيث نعتت السماء محمدا (ص) بالرحمة للامة فمن الطبيعي ان يكون من هو هو نفسه ان يكون متصفا بها، الا وهو الامام عليٌ (ع) الذي كان ينادي: «اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة» اشد الاعداء وقتها كان ابو سفيان هذا الرجل لم يتعقبه النبي ولم يطرحه ارضا ليفصل رأسه عن جسده وانما وضع في عنقه حبلا يجر به الى نهاية التاريخ، من جهة يقول النبي: «اذهبوا فانتم الطلقاء» ومن جهة أخرى وهي المهمة يقول: «من دخل دار ابي سفيان فهو آمن» هنا ينبغي ان ننتزع درسا؛ هل نعيش هذا الافق؟ هل نتحرك في مداراته؟ هل تفاعلنا وانفعلنا لكل الاشراقات المترتبة عليه؟ ام هو نص يطرق الاسماع ويعبر الزمن ثم لا محصل من وراء ذلك، لو كانت الاجابة بالإيجاب لذهبنا ولكن مع شديد الاسف حال الامة اليوم هو على العكس من ذلك تماما. لو ان الامة وليت امر مشركي مكة بعد دخول النبي (ص) لما ابقوا من اهلها على احد، في المدينتين.
الغرم أولا ثم المغنم
اذن حكايةٌ طويلة، دين سماوي فيه العناصر الكثيرة التي تربط بين بني البشر سواء دخلوا الدين أم لم يدخلوه، القرآن يصرح ويقول: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾[3]؛ ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾[4] لماذا تغيب هذه الشذرات ولا تحضر الا غيرها حتى باتت الحواجز والفواصل بين الابناء وآباءهم وما زاد على ذلك فحدث ولا حرج، هذه العناصر تستحثنا كي نقترب منها، ان ننفث فيها روحاً من جديد، لا على مستوى المفهوم، فالمفهوم لا يذهب بعيداً ايها الاحبة بل على المصداق وهو الذي يهمنا اولاً وبالذات، كثيرٌ منا من يضع المفاهيم ويجري وراءها ولكن عندما تؤول النوبة إلى مرحلة التطبيق الخارجي تجد نفسه عاجزاً وأظن ذلك لسبب واحد يتكئ على دعامتين أو قاعدتين المشهور أن: «لا مغنم بدون مغرم» وكثيرٌ من الناس يخشى الغرم ويجري وراء المغنم، لذلك سرعان ما تغيب اسماءهم ويطويهم الدهر وتكتنفهم اللحود وهم لم يخلفوا وراءهم اسماً ولا رسماً، الذي ينبغي ان يكون واتمايل عليه ان الغرم هو الذي ينبغي ان يتم الانطلاق على اساس منه وقتها يتحصل المغنم اعد نفسك لدفع ما يمكن ان تحمّل حتى تصل، هكذا كان النبي (ص) عندما كان في مكة وحين ما انتقل إلى المدينة وعندما عاد إلى مكة منتصراً وطاوياً صفحة الجهاد هذه الحالة ينبغي ان تكون، البعض لا يروق له الا ان يعيش حالة السلامة والدعة، يريد المغنم الذي يقدمه الناس له على طبقاً من ذهب، لكن ليس لديه الاستعداد في ان يدفع شيئاً من الضريبة شيئاً من الغرم، النبي الأعظم (ص) اراد من خلال هذه الحركة التي اوجدها في الامة ان يقدم لنا درساً، القرآن اصّل لنا ذلك حيث قال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[5]؛اذن نحن مخاطبون على هذا النحو وهذا الكيف، اراد ان يبني امةً مسلمة تأخذ بقوانين الاسلام فهل فعلا اخذت الامة بقوانينه؟ ام نسفتها ونبذتها ونثرتها في الصحراء ونبذتها في البحر عندما تسيدته ودونك خارطة التاريخ تعج بالشاهد شرقا وغربا. اراد ان يقدم روافد للرسالة على ان تعي الامة ما تختزن هذه الروافد كتاب الله العزيز القرآن الكريم، ولو نطق وسأل منا انا الوديعة بين ايديكم كيف هو الحال فيما بيني وبينكم؟ كل الدول التي تضع القوانين تحرك قوانينها وما لم تحركها اصابها العطب ثم هوى العرش على الرعية، القرآن الكريم قد يأتي يوم القيامة يخاصم الامة التي انزل من اجلها وقد يأخذ بيدها الى حيث اراد الله لها من العزة والكرامة والسعادة الدائمة.
أسباب غياب السيرة النبوية في وسط الامة
خلف سنة مطهرة؛ القرآن لا يختلف عليه مسلم لكن الرسول الكريم (ص) خلف أيضا سنةً مطهرة وهي عبارة عن الاحاديث الشريفة التي ابتدأها او سئل واجاب على اساس منها، هذه السنة المطهرة ليست كالقرآن فهي لم تتعهد السماء بحفظها ولا النبي (ص) وضع حديثا يدلل على هذا المعنى، لذلك اصبحت السنة تمثل عبئاً كبيرا على المصدر الاول جراء عدة امور: الامر الاول حركة منع التدوين، اثنين حركة فتح التدوين، ثلاثة عبث المال المسلط، اربعة وجود الانفس المريضة، خمسة الفاصل الزمني بين المنع والفتح غيّب الصورة البيضاء لمشهد الرسالة وقدم اللون الآخر مع شديد الاسف والامة الى يومنا تعيش وتدفع ضريبة ذلك، خلّف وراءه الولاية للائمة على الامة، ضربت الامة للائمة ظهر مجن ابت الامة الا ان تكون هي التي تجري المصداق خارجاً لقول الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾[6]، هذا كان حال الامة وقتها، وليس حال الامة اليوم احسن مما كانت عليه ولست في هذه العجالة في صدد ان اغوص في مفهوم الولاية سعة وضيقا عند اعلام الامة من الفريقين شيعةً وسنة، فكل رأي محترم ومن لا يحترم رأي الآخر عليه ان لا يطالب الآخر في ان يحترم رايه، اذا اردنا ان نتقدم علينا ان نحترم الآخرين في ذواتهم وفي آرائهم ايضا، هي حركة تكاملية اذا عشناها في دائرة المعرفة تقدمنا وقدمنا، اما اذا ابينا الا ان نسترجع الماضي بكل ما فيه من الويلات والنكبات فان حال الآتي سنحمل نحن التبعات جراء حصوله، الرسالة بسطت يد علماء الامة في كافة العلوم، علماء الامة ضيقوا على انفسهم وصل الينا النزر اليسير، تصوروا ان اسباب نزول الآيات القرآنية بعد اربعة عشرة قرن من الزمن لم يهتدي العلماء الى نتيجة مرضية فيما هو السبب في نزول هذه الآية وتلك! ألا يعد هذا مؤشر خطر على موروثنا؟ البعض لا يريحه ان يطالب البعض في غربلة الموروث وكأن الموروث معصوم بمطلقه، لا ابداً الاصل في الشيء عدم العصمة وحيث الامر كذلك فما يصدر من الانسان اللا معصوم من دراسة وتنظير وتقنين وما الى ... يبقى في دائرة ما يعتريه الاشتباه في أدنى الدرجات، بل اكثر من ذلك ربما تعمد صاحب التنظير والاستنباط أيضاً ان يلوي عنق الدليل لأمر ما لحاجة في نفس يعقوب قضاها وهذا نشاهده في العلوم الحديثة وحيث الأمر كذلك فليس في العلوم القديمة أيضاً ما هو ممتنع من الانطباق عليه.
مكانة ودور الأمة اليوم بين الأمم
السؤال ايها الاحبة ما هو موقفنا اليوم بين سائر الامم بعد ما كنا بناة الحضارة الانسانية في جميع جوانبها، هل نستطيع ان ندخل الحلبة ونخرج منها في اقل التقادير غير مهزومين في مساحة العلم، المنتديات والمحافل العلمية الكبرى على مستوى هذا الكوكب تعقد ولا يكاد يمر اسبوع الا وثمة ورشة عمل، لكن النتيجة ما هي؟ السؤال والنتيجة ما هي؟ ما هي حصتنا في ذلك نحن كأتباع رسالة محمدية؟ هل علماءنا يحضون بحضوة؟ هل علماؤنا لهم بصمة واضحة في تلك المحافل ام لا؟ علينا ان نراجع قليلاً لنصل الى نتيجة، في الآداب ونحن ابناء الامة التي اصّلت وقعدت للأدب في كل المساحات ادب المعلقات، ما قبلها، ما بعدها كيف حاله؟ ما هي اوضاعه في واقعنا اليوم؟ قد يقول قائل الشعراء كثر وكتاب القصة القصيرة والطويلة ايضا اكثر من ذلك فالحال في هذا الجانب مريح! الجواب ابدا هذا لا يتعدى ان نمجد مساحةً او رايةً او فردا او نعزي مثكولا في فقيدا ثم تطوى الصفحة، اما شعر الخلود، ادب الخلود فانه غائب، تقدم الجوائز العالمية للكثيرين ولكن من يحصد هذه الجوائز؟ اين ارباب الادب العربي عنها اذا ما استثنينا شخصا واحدا بعد اللتيا والتي وما من سياسة من دور عليها او فيها، الفنون بكل تشعباتها كم لها من الحصة والحظوة، في عالم الفن أي المساحة ايضا التي نشغلها نحن مع وجود كل العناصر المحفزة والمساعدة للوصول الى اعلى قمة الهرم والتراب والماء والانسان كلها وفي احسن حالاتها لكن ما يستقر هنا هو المعطل ولا تسأل ما هو السبب، حتى السياسة لم تعد كما كانت، باتت فقيرةً في الكثير من مستخرجاتها، اما تكرار الماضي ومن جرب المجرب ندم أو مولود جديد واما وُلد خدجاً لم يكتمل دورة النمو في رحم أمه أو قرار ادرج فيه الكثير من العناصر ولكن يبقى قلم رقيق، وقد تتجاوز هذه المرحلة وتبقى الاذن الصاغية عليها الكثير من التراكمات.
الانسان رفع بالدين؛ لا ينبغي ان يوضع بالدين
في النهاية اقول جاء النبي (ص) للإنسانية فعلينا ان لا نؤطره في دائرة المسلمين، وجاء للإسلام فعلينا ان لا نؤطره ضمن حدود طائفة او مذهب هنا او هناك، فالكل في محمد شركاء لأنه لم يبعث لفئة وجماعة وتكتل وطائفة ومذهب وإنما بعث للإنسان بما هو هو الذي كرمه الله في كتابه ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾ هذا الانسان المكرم بالدين ينبغي ان لا يجلد بالدين، والانسان الذي رفعه الدين ينبغي ان لا يوضع على اساس من الدين، في خطبة الجمعة قلت الدين قوي ولا يحتاج الى مدافعين عنه فمبادئه تحميه ومتى ما كانت تلك المبادئ قاصرة عن حمايته فعلينا ان نراجع الحسابات ولذلك ايضا علينا ان نحمي اتباع الدين، واما الدين فحمايته في يد من جاء به وهي السماء لكن نحن ينبغي ان نحمى كل انسان محترمٌ في رأيه، لا يدعي احدٌ منا الحقيقة المطلقة وانما الحقيقة نسبية مجزأة مشطّرة كلٌ منا يأخذ حصته منها على اساس ان تحترم ما لي واحترم ما لك من الرأي هذا هو الاساس ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ كان بينهم دم، لكن: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ وهم الذين طردوه وارعبوه وطاردوه وقاتلوه لكن: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾، نحن اليوم أيضا في المجتمع كما قلت في صلاة الجمعة حان الوقت في ان ندير ظهورنا لمشاكل الماضي لنستقبل الاجمل في ايامنا اذا كانت النوازل لا تغير من واقعنا شيئا فعلينا ان نقرأ الفاتحة مبكرا ولا ننتظر من يأتي ليقرأها على شواهد قبورنا، النبي الاعظم (ص) اراد لنا ان نكون واعين وان نكون منفتحين وان نكون رحماء فيما بيننا، اراد لنا ان نسير بنور العلم وان ننبذ الجهل حيث ما كان وكيف ما اتفق، أسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ممن يعيش الذكرى في دائرة الوعي، ان يعيش الذكرى على اساس من الهدي من صاحب الذكرى، مولد النبي (ص) ومولد الامام الصادق (ع) ولكل واحد منهما تأصيله وتأسيسه يخطئ من يعتقد ان الامام الصادق (ع) يريد ان يشكل بحركته الفقهية مذهباً، صفة المذهبية جاءت لاحقة ولم تأتي دافعة في التأسيس، نحن من ضيقنا الدائرة على جعفر بن محمد (ع) وهو الاستاذ لجميع المذاهب المتمثلة في رموزها وائمتها، جعفر بن محمد (ع) عندما ضيقنا الدائرة من حوله ضاق الطوق علينا واصبحنا نتحرك في دائرة ملؤها الفراغ، بالتواصل، بالتحابب، بالتواد، بالتعاون تكتمل الصورة، وفقنا الله واياكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.