نص كلمة: الخطاب الديني بين الأمس واليوم

نص كلمة: الخطاب الديني بين الأمس واليوم

عدد الزوار: 4067

2015-06-15

الخطاب الديني بين الأمس واليوم

قال النبي الأعظم محمد(ص): «حسينٌ مني وأنا من حسين»[2]

وقال الإمام السبط الثاني (ع) «وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»[3]

بلغ العلى بكمـاله * * * كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله ** * صلوا عليه وآله

بارك الله لنا ولكم اشراقة النور لسبط آل محمد الثاني، وأعاد الله علينا وعليكم الذكرى، جاء في الحديث الشريف عن سلمان رضي الله عنه انه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني ومن أحبني أحبه الله ومن أحبه الله ادخله الجنة ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار»[4]، وفي حديث آخر عن ابن عمر قال: قال رسول الله محمد (ص) «هما ريحانتاي من الدنيا»[5] يعني الإمام الحسن والحسين عليهما السلام.

من وحي المناسبة الكبرى الخطاب الديني بين الأمس واليوم نقاط اشتراك لابد منها.

جفاء النهضة الحسينية من خلال الاستغراق في جانبها المأساوي

 الإمام الحسين (ع) استغرقنا فيه من خلال زاوية المأساة ولم نستغرق به من خلال كينونته وما انبثق عنها في الأبعاد كلها لذلك أربعة عشر قرنا من الزمن لم تشفع للأمة في أن تتقدم الا النزر اليسير في خطواتها صوب الأدب الذي وضع قواعده وأسس له السبط الشهيد سلام الله عليه الاقتراب منه يستدعينا أن نهيئ الكثير من الأجندة بدءا بتزكية النفس ومرورا بتغذيتها بالروافد واندفاعا في سبيل الانفتاح على أكثر من افق وأفق، الإمام الحسين (ع) عندما نحصره في زاوية كربلاء ونحكم إغلاقها عليه نكون ممن شارك في قتله، الإمام الحسين (ع) لم ينصب خيامه في كربلاء ولم يقدم روحه في كربلاء ولم يضحي بالكوكبة من حوله في كربلاء لأن يكون كي يكون ذلك الموضع وليس وراءه شيء وإنما أراد ان يحدث في كل موطن من مواطن الأرض، مساحة تحمل كربلاء في هدفها وقضيتها وعطائها، كلنا يعلم ان عطاء المعصومين عليهم السلام عطاءٌ نتعاطاه في بدئه لكنه من العطاء لا نهاية له، لأنه عطاء الأرض المرتبط بالسماء وإذا لم يكن الأمر كذلك فما عسى ان نبحث عن مصادر للعطاء التي ترتبط بين المسافتين، انها المسافة الفضلى والخاصية التي اختص به الله سبحانه وتعالى الصفوة من خلقه وهم محمد وآل محمد، في كربلاء كان الخطاب الصادق الصدوق، لأنه صدر من صديق مقدس ومن شهيد خالد،

العطاء اللامحدود للائمة عليهم السلام

 من أراد ان يقرأ النبي (ص) في نبوته وبلاغه فعليه بطرق باب الإمام الحسين (ع)، أكثرنا لثما لبابه ولكننا لن نستجلي ما وراء اللثم لتلك الأبواب المقدسة وفيه من الأجر العظيم ما لا يعد ولا يحصى، لكن ما وراء ذلك هو الأهم أيها الأحبة علينا ان لا نذهب بعيدا مع الأمور التي لها مظهريتها المحكومة بالآن والزمان وإنما علينا ان نفتح الأبواب على مصراعيها أن ندلف إلى هذه المدينة المشفرة بشفرة الإمام الحسين (ع) الممضاة بالدم، الاعداء صحيح انهم بتروا إصبعه الشريف لكي يخبوا بصمته لكنها بصمة المعنى التي تأبى إلا أن تأخذ طريقها، لكن من أراد ان يستهدي بها بأن يمكن أن تفك الشفرات ومن دونها تبقى الكتب مشفرة والكلمات مشفرة والخطابات مشفرة وبكلمة واحدة تبقى كربلاء هي كربلاء المشفرة، الحسين (ع) واعية الأرض والسماء فهل استنطقنا هذه المفردة هل توقفنا عندها قليلا هل لها مساس بواقعنا أم أنها صدرت ثم شفرت أيها الأحبة نحن منهم وإليهم هم يقولون: «إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بماء ولايتنا»[6]؛ «يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا»[7] هذه «الـمن» التبعيضية تعطينا الشرف ولكن تستكهن في ذاتها وتختزن معنى التكليف، أيها الأحبة وأول خطوة يمكن أن نخطوها في مسارنا في هذا الاتجاه هي ان نعود إليهم لنطرق الباب وإذا ما فتح وسيفتح حتما حتما حتما علينا ان نستشرف ما وراءه، ما وراء الباب ليس قفص زين بالذهب والفضة، لان من يحويه هذا القفص هو أكثر قيمةً وابعدُ قيمةً مما يتصور المتصورون انه جزءٌ من الثقل، الثقل الثاني ثقل النبوة، لأن الحسين منه من النبي (ص) أحاديث كثر لم ينفرد بها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام كي نحاسب عليها ببعض الإرادات التي يوردها البعض حينما تطرق هذه الأحاديث الشريفة مسامعه وإنما طفحت بها كتبهم وفيها الصحاح وما استدرك عليها ناهيك عن أحاديث عن كتب الشرح للأحاديث التي طبقت الخافقين أيها الأحبة نحن أتباع مدرسة يكفي لمن يحمل في داخله ذرة إنصاف انه يجد نفسه لا يملك القدرة في أن ينال منهم قدر أنملة أو يتلفظ بحرف خارج دائرة المسؤولية وهذا ما لم يتفق لأحد من البشر مطلقا لا لشيء إلا لأنهم هم المنطلق الأول لجميع الكون في كينونات البشرية التي جاءت بعدها بما فيهم الأنبياء والرسل اشرف من شرف الوجود هم محمد وآل محمد

آليات الخطاب الحسيني المؤثر

 الخطاب الحسيني أيها الأحبة أحد الأبواب المهمة التي تستدعينا أن نقف عندها قليلا ولن أطيل عليكم لأن الحديث عن الإمام الحسين (ع) بمساحة الدنيا وما عسى أن ننال من هذه الدنيا إذا ما أتيحت لنا الفرصة في أن نتحرك في واحدة من زواياها أو ننفذ من خلال باب من أبوابها الإمام الحسين (ع) أعطى خطابا للأمة فيه روح البقاء والاستمرار وإحداث حالة الحراك في وسطها، الامة متى ما تخلت عن حراكها عليها أن تقرأ الفاتحة على نفسها مبكراً، والحراك له مصاديق كثيرة ولا اقل منها أن يتحرك الإنسان في اتجاه مصدره وينأى بنفسه على الانحراف بانحراف بوصلة هنا أو هناك أيها الأحبة قولهم قول النبي (ص) وقول النبي (ص) هو قول الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى أي النبي (ص) وعقيدتنا أن المنبع واحد وان المصدر واحد وإنهم لا يفرغون إلا عما قررته السماء، الإمام الحسين (ع) يقول ما خرجت أشراً ولا بطراً، الإمام الحسين (ع) أراد التغيير في واقع امة انحرفت بها البوصلة كثيرا جراء أحداث تتالت، ذهبت ضحيتها الكثير من الأرواح منها من كان يستحق أن يفارق الدنيا وتتطهر الدنيا من دنس وجوده، ولكن هنالك دماء معصومة طاهرة عصمتها السماء إلا أنها أريقت لا لشيء إلا لأنها أرادت أن تثبت للحق قواعده، وان تنطلق بالفكر المحمدي إلى ابعد مسافاته، وان كلفها ذلك أغلى ثمن، الإمام الحسين (ع) في خطابه يريد أن يرسم لنا معالم أيها الأحبة فهل استنطقنا خطابه؟ نحن اليوم في واقعنا أيها الأحبة نحتاج إلى خطاب يلامس واقعنا ويأخذ بأيدينا إلى حيث الضفة التي نستقر عليها نعيش فيها رشدا وهدوءا وسكونا وعطاءً وتواصلا وابتعاد عن الشحناء والبغضاء كانت الشحناء والبغضاء أيها الأحبة بين طرف في قسمة «أ» ويقابله ما هو في قسمة «ب» ولكنها مع شديد الأسف باتت اليوم ضمن حدود المربع الأول أي قسيم «أ» وهذه كارثة من الكوارث وانقلاب على ما أراد الإمام الحسين (ع) للأمة أن تسير عليه.

الأمر الأول: الوقوف على حقيقة الاشياء من خلال مصادرها

خطابنا إذا ما أردنا له أن يأخذ مساره في وسط الأمة وان ينتشلها من واقعها المرير أن نقف على حقيقة الأشياء من خلال مصادرها الثابتة متى ما فصلنا بين القضية ومصدريتها فقدت القضية قيمتها، من يتحدث عن كربلاء دون أن يرجعها إلى المصدر الثابت الواقعي هو يذهب بالقضية إلى حيث لم يشأ الإمام الحسين (ع) لها أن تكون كذلك، نحن أيها الأحبة إذا ما أردنا أن نعظ أو ننشد أو نأخذ بالمجتمع إلى مساحات مرضية علينا أن نتحرك من القضايا في المقدور منها على أن نثبتها من خلال مصدريتها، القرآن يقول: ﴿ولا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ اِنَّ السَّمعَ و البَصَرَ و الفُؤادَ كُلُّ اُولـٰئِكَ كانَ عَنهُ مَسـئولا[8]، أيها الأحبة إذا كان هذا هو المنطق القرآني الأصيل المؤصل، وإذا كان الإمام الحسين (ع) يستشهد به أكثر من موطن أليس به من الحري بنا أيها الأحبة أن لا ننقل قضية عن زيد من الناس لآخر إلا ونحن على درجة عالية من القطع بصدورها؟ كثير من الإشاعات التي تلف المساحات فيما بيننا، تحدث الإرباك في صفوفنا، تبعثر الجهود وتذهب بها من بين أيدينا دون أن نقف من بعد ذلك على طائل، لا لشيء إلا لأن فلان قال! وعندما تذهب تجد ان فلان لم يقل، صدقوني أيها الأحبة بعضهم ينقل قضايا عن أناس فارقوا الحيات ويحلفون عليها الايمان المغلظة! لماذا؟ لأنك لا تستطيع أن تقف على المصدر، أيها الأحبة من أراد أن يقول فليقل أنا أقول عن فلان وإذا ما أريد له أن يجتمع مع مصدره يكون على مستوى المسؤولية، الإمام الحسين (ع) عندما كان يتكلم في كربلاء، في مكة قبلها، في المدينة قبل ذلك كان يسند القضايا إلى مصادرها لذلك لم تجد الدولة الأموية بدا من التخلص من الإمام الحسين (ع) لأنه يشكل ثقل محرجاً لها، لأنه لا ينطق عن الهوى وإنما ينبعث من خلال وينطلق من خلال تلك القضية التي أشرت إليها ألا وهي المصداقية في الصدور عن مصدر عند الحديث.

 الأمر الثاني: تناسب المقال مع المقام

ربما تكون القضايا مقبولة ومرتضاة في حد ذاتها لكن المساحة لا تستوعبها لا الظرف الزماني يطيقها ولا المكان يتحملها ولا الأشخاص الذين يتنقلون هنا وهناك على مستوى مسؤولية يتعاطى مع هذا القضية لذلك مراعاة مقتضى الحال على أساس منها يسلم ببلاغية الإنسان وفصاحته وهو ما نحن في مسيس الحاجة إليه، أيها الأحبة القرآن يقول: ﴿فَقولا لَهُ قَولاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ اَو يَخشىٰ[9]، قول ليّن ليس فيه شدة وغلظة وصعوبة ومصادرة وتقريع وإنما فيه لين، فيه رفق، إذا ساد موقفنا هذا اللون من الخطاب أيها الأحبة وقتها تطيب الأرواح، تهش النفوس وتبش، تقترب الأمزجة فيما بينها، تختفي حالات التوتر وبؤره فيما بيننا نحن كما قلت في صدر الكلام أبناء بيت واحد ولا نصدر إلا عنه ألا وهو بيت محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين، لأننا خلقنا من فاضل طينتهم، ومن يتجاوز هذه المساحة عليه ان يبحث عن أسباب الانحراف في الاختيار المستجد الذي اتخذه لنفسه طريقا ومنهاجا.

الأمر الثالث: الامتثال العملي لما يصدر من الأقوال

القرآن يقول: ﴿يـٰاَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلون[10]، كثير كثير كثير ذلك الذي صدر وربما ما ينتظر هو الأكثر الأكثر لكن السؤال: كم هي نسبة التطبيق لما يقال؟ نحن ندعو للأخوة والمحبة، فكم قلنا وكم تم الاستدلال بالآيات والروايات وكم قرعنا مسامع الكثيرين ممن يحضرون ويستمعون ولكن ماذا بعد ذلك، أيها الأحبة تجد الواعظ لا يتفق مع أمه وأبيه فكيف يتفق مع الآخرين وتجد ان ذلك الإنسان المتحدث الواعظ لأنه لو يتعظ تجد في حالته حالة يشخصها أصحاب الفن من الازدواج في الشخصية وهذه واحدةٌ من النكبات والسقطات والزلات التي لا زلنا ندفع الكثير من ضرائبها النبي الأعظم (ص) دخلت عليه امرأة ومعها صبي وكان بين يدي النبي (ص) وعاءٌ فيه شيءٌ من التمر، المرأة طلبت من النبي (ص) ان ينصح ولدها في أن لا يتناول شيئاً منه، لأنه لا ينسجم مع مزاج صحته التي كان فيها، النبي (ص) التفت وإذا به قد تناول شيئاً من التمر، ما الذي قال لها؟ قال: هلا غدوت به يعني جئت به في اليوم الثاني، فجاءت به في اليوم الثاني حينها التفت النبي (ص) للصبي وقال له: يا بُني ان في أكلك للتمر أذىً يداخل الأم، يعني هنالك إشكالية، المرأة استغربت من الحادثة والانتظار بها لليوم الثاني وهي كلمات يسيرة طلب من النبي الأعظم من ذلك الطفل الصغير، لماذا أستنظرها وأستنظر للطفل إلى ذلك اليوم الثاني النبي (ص) يجيبها أردت ان يؤثر فيه الفعل قبل الكلام وقد أكلت وهو ينظرني فكيف آمره بذلك؟ هذا درسٌ لنا أيها الأحبة هذا درس لنا في حياتنا في قضايا أهم وأبعد وأكثر خطورة مما نتصور

 الأمر الرابع: الإنصاف عند الحديث عن القضايا

إذا أردنا أن نتحدث عن قضية ما تشغل واقعنا الاجتماعي علينا ان نكون بها منصفين لا أن نتحيز لصالح طرف على حساب طرف آخر وهذه واحدة من المرديات في واقعنا اليوم أيها الأحبة، إذا جاءت القضية في زاوية معينة اندفع الإنسان وراءها لا يضرب حساباً لنتائجها وعندما يأتي للطرف الآخر تأتي قضية التقوى والورع والالتزام والحرص على عدم الدخول، لان هذه غيبة ولأنها هذه محاربة ولأن في هذا تسقيط، ولأن في هذا مصادرة لحق الآخر و...! لماذا لا نكيل بمكيال واحد؟ لماذا لا نضع قضايانا في ميزان واحد لا يعرف إلا العدل والإنصاف منا؟ اذا اردنا أن نصل، علينا أن نتعامل على هذا الأساس، ﴿واِذا قُلتُم فاعدِلوا[11]، إذا أنت تتكلم هنا لابد ان تكون عادلا، تنتقل إلى المربع الثاني والثالث والرابع لتكون العدالة هي الميزان في جميع المربعات التي تتحرك من خلالها لا العلاقات الأسرية تكون حاكماً ولا الانتماء الفكري ولا الجهوية حاكما عليك، عندما تريد أن تفضي وتبين شيئاً

الأمر الخامس: سوق الدليل القطعي على القضايا المدعاة

وهذا يختلف عما اشرنا اليه وهو ذكر المصدر، لأن الأول عام وهنا أخص منه، القرآن يقول: ﴿و قولوا قَولاً سَديدا[12] يعني عندما تقول لابد ان يقول القول في منتهى الموافقة لما هو الواقع وما هو منطبق عليه.

الأمر السادس: سهولة الخطاب مع الناس

عندما نأتي إلى الناس بمقدورنا أيها الأحبة إذا ما كانت لدينا حالة من الاستعداد والتحضير أن نخوض في القضايا المعقدة ولا يكلف الإنسان في ذلك أكثر من الحفظ والاستظهار لكن النتيجة ما هي؟ أنا أتكلم عن أصالة الوجود وأغوص فيها! ثم ماذا بعد ذلك؟ أيها الأحبة أن أبيّن مصطلح الماهية وما يترتب عليها عند الاختيار ما الذي يستفيد منه الناس في مساحة الاختصاص؟ يأتي الكلام في دائرة الاختصاص أما في مساحة العموم فعلى الإنسان أن يتعامل مع الناس بسهولة الخطاب، لاحظوا الخطاب النبوي، لاحظوا خطاب الإمام الحسين (ع) أو خطاب القرآن، خطاب سهل، ممتع خطاب المعصومين عليهم السلام خطاب سهلٌ ممتع، عندما تسمع لأول وهلة تتصور أن لديك القدرة على ان تأتي بالنظير لكن عندما تحاول تجد أنك الإنسان العاجز رغم أن السهولة في التركيب واضحة وواردة، أنت تنال منها بقدرك والآخر ينال بقدره ، ثم يأتي آخر ليكون فيها أعمق وأعمق وأعمق وعلينا أن نحفظ بين الناس رتبهم والمقامات التي وصلوا إليها لأنهم لم يصلوا إليها إلا جراء جهودا مغنية قد بذلوها وتحملوا الكثير من العناء من اجلها: ﴿فَقولا لَهُ قَولاً لَيِّنًا[13]، بسهولة بمرونة، النبي (ص) لم يرى في يوم معنفا والمعصومون عليهم السلام أيضاً على نفس الوتيرة والمسار.

الأمر السابع: البلاغة في البيان

عندما يريد الإنسان أن يوضح قضية أو مسألة شرعية أو عقديه أو أخلاقية أو سلوكية أو اجتماعية والقائمة تطول... عليه أيضاً أن يقول قولاً له في أنفس الناس القابلية وسهولة الانطباق ﴿و قُل لَهُم فى اَنفُسِهِم قَولاً بَليغا[14]، قول محكم لا يستطيع الإنسان أن يصادره لا من أوله ولا من آخره.

 الأمر الثامن: توجيه الخطاب بأحسن البيان وابلغه

وهو أمر مهم أيها الأحبة لعلي اطوي شيء أيضاً قبل ذلك توجه الخطاب أو توجيه الخطاب بأحسن البيان وابلغه، القرآن أيضاً يضرب لنا أعلى الأمثلة في هذا الجانب الإمام الحسين (ع) لو لم يصدر من البيانات إلا هذا البيان لكفى: «وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله»، اسأل من الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا ولكم التوفيق وان يأخذ بأيدينا وأيديكم إلى ما فيه الخير والصلاح، اشكر اللجنة القائمة على الجامع الشريف واخص بالذكر سماحة العلامة السيد الحسن، أسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا في ميزان اعمالنا جميعا، وان يجمعنا الله وإياكم على خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.