نص كلمة: الامام الصادق عليه السلام يؤصل ويرسي قواعد الدين
الفترة الزمنية من الرسول المكرم(ص) الى الامام الصادق(ع)؛ الاحداث والمعطيات
تكلم الكثيرون في هذه المناسبة عن النبي الأعظم (ص) إلا ان اغفالا واضحا كان مخيما عن المولد الثاني في الكثير من منصاتنا ومن الحري بنا في اقل التقادير ان نجمع بين الحقين، حال انما يستدعي أيضا ان نسلط الضوء أكثر على حياة الإمام الصادق (ع) لحساسية المرحلة ودقة الموقف وخطورة المنحدر، النبي الأعظم (ص) ولد في مكة بعث في مكة وضع حجر أساس الرسالة في مكة، ثم منها هاجر إلى المدينة، في المدينة المنورة وضع رحله، أسس أول مسجد ومنه انطلقت الرسالة وأخذت أبعادها في الآفاق ثم ارتحل النبي الأعظم (ص) إلى جوار ربه وعندما انتقل إلى جوار ربه دخلت الأمة في أكثر من معترك، بخصوص الإمام عليٌ (ع) حصل ما حصل، أقصي الامام علي (ع) خسرت الأمة في إقصائه الشيء الكثير، لان باب مدينة العلم قد أغلق على الكنوز السماوية بالمطلق خلى بعض الشذرات هنا أو هناك كانت في صدور بعض الصحابة المنتجبين الأتقياء الذين كانوا ملتصقين بالنبي (ص)، ثم جاء دور الإمام الحسن ولم يكن الدور أكثر راحةً وارتياحا مما كان عليه الإمام علي (ع) حتى في أيام خلافته الظاهرة المقدرة بما يقرب من خمس سنوات ثم جاء دور الإمام الحسين (ع) وانتم اعرف بمعطيات ذلك الدور، صفحة لم تغلق إلا بقطرات دم طاهر من نحره الشريف والنخبة المنتخبة من أهل بيته والخلص من أصحابه، ثم جاء دور الإمام السجاد (ع) ثم الامام الباقر (ع) وأيضا هنا الدولة الأموية تدخل في مرض الشيخوخة ويأتي المروانيون على رأس السلطة ثم العباسيون يقلبون الطاولة على من تقدمهم، الأمور ألقت قيادها عند الإمام الصادق (ع).
الامام الصادق (ع)؛ يؤصل ويرسي قواعد الدين
يتصور البعض ان الدور الذي والمرحلة التي عاشها الإمام الصادق (ع) كانت مفروشة بالورود على العكس من ذلك تماما كانت مرحلة قاسية وصعبه ومُرة لكن حنكة الإمام الصادق في الموازنة بين الأمور استطاع ان يبحر بالسفينة إلى ساحل النجاة وصل من خلالها إلى حيث أراد وبحمد الله تعالى ما نعيشه اليوم هو بفضل تلك الجهود التي صبها الإمام الصادق (ع) في سبيل ان يرسي القواعد بحيث من يأتي بعده يجد ان الأمور قد هيئت والأصول والقواعد قد رتبت ليس ثمة ما يحتاج إلى الشيء الكثير ما نعيشه اليوم في حوزاتنا هو لا يعدو ان يكون من تلك الشتلات التي غرسها الإمام الصادق (ع) في تلك المرحلة، لكن أيها الأحبة نحن ما هو محلنا من الاعراب يقال عنا من أتباع مذهب جعفر بن محمد، ويقال عنا الجعفرية ومن حقنا ان نسأل عن هذه النسبة وعن حيثيات هذه النسبة مما لا شك فيه ان الإضافة تضيف واحد من اثنين عندما تساق: إما تكريم أو توهين، إما ان يكرم الإنسان أو يهان من خلال ما يضاف، إليه فإذا قيل عنك انك مسلم فقد اضفت إلى الإسلام وهو شرف ورفعة وإذا قيل لك شيعي جعفري فهي أيضا نسبة تشرف وتاج شرف يضعه الإنسان على صدره لكن أحيانا الإنسان ينسب إلى خارج هذه الحدود وقتها يحتاج الإنسان ان يتوقف طويلا كي يعرف هل ان لها رصيد ونسبة معينة من التشريف، أم أنها تدخل الإنسان في دائرة التوهين.
التمازج بين مسار التشريف والتكليف
أيها الأحبة لا يكفي ان نعيش منحصرين في دائرة التشريف فقط وإنما علينا ان نرفق التشريف بالتكليف فمتى ما تعاطينا المسألة على نحو التكليف ثبت لنا التشريف وإذا تخلينا عما يفرضه علينا ذلك التشريف من تكليف وقتها نخسر التشريف والتكليف، والتشريف ان أكون جعفري ولكن ان أكون جعفريا في قولي وأكون جعفريا في فعلي في قيامي في قعودي في ذهابي في إيابي في علاقاتي في أعمالي في جهودي إذا كانت هذه الأمور تطابق ما أمر به وما سنه جعفر ابن محمد (ع) وقتها أكون قد مازجت بين المسارين وتمسكت بالرايتين راية التشريف اني جعفري وراية التكليف إني أتي بكل ما أمر به الله سبحانه وتعالى بناء على معطيات مدرسة جعفر بن محمد الصادق(ع)، البعض يتصور ان الانتماء لمدرسة جعفر بن محمد ليس له ضريبة حال ان الإمام الصادق (ع) نفسه يقول ان الارتباط بهذا العنوان فيه من الضرائب الشيء الكثير؛ دخل رجل من أصحاب الإمام الصادق (ع) على الإمام ذات يوم فقال له: يا بن رسول والله إني لأحبكم أهل البيت، يعني يقول للامام (ع) أنا عندي محبة، علاقة، علقة، ذوبان فيكم يا أهل البيت، الإمام (ع) التفت إليه وقال له: فاتخذ للبلاء جلبابا، فو الله إنه لأسرع إلينا والى شيعتنا من السيل في الوادي،[2] العبارة واضحة يقول له خذ لك جلباب من البلاء لانه سوف يطاردك في كل مكان، ومادام ان هنالك نسبة إذن البلاء يعترضك في كل مكان وفي سرعة متناهية وقصوى جدا، في بعض الاحيان اذا اعترض مسيرة الانسان اقل القليل تراه يدخل في مساحات الأخذ والرد، البعض يتصور ان هذه الأمانة وهذه البركة بركة الانتماء لهم جاءت وليد مصادفة أو جهود بسيطة! لا ابدا ان ما دفعوه أجدادنا وورثوه لآبائنا ثم وصل إلينا لم يصل على طبق من ذهب وإنما وصل عبر أكثر من عقبة وتخطى أكثر من عقبة وعقبة أريد لها ان تعترض طريقه أو تسقط مشروعه لكن التضحيات كانت كبيرة جبارة دفعت الارواح ثمنا حتى نصبح على ما نحن عليه اليوم أغلقت السجون والطوامير في أكثر من حقبة من الزمن، شتتوا في الأقطار حتى وصل إلينا ما وصل إلينا، ولكن بالنتيجة الشمس لا تحجب، إشراقة شمس محمد وآل محمد لو اجتمع الجن والإنس على ان يحدوا من إشراقها لما استطاعوا أبدا حتى ولو استعانوا بشياطين الجن والإنس تبقى هذه الشجرة شاخصة، تبقى هذه الشمس مشرقة، ﴿كَلِمَةُ الله هِي العُليا﴾[3]؛ يعني كلمة محمد وآل محمد.
المسارات التي اتخذها الامام من أجل استقرار المذهب
الإمام الصادق (ع) بذل جهود حتى يكون المذهب في حالة من الاستقرار
المسار الأول: التصدي للتدريس والمتابعة العلمية
وبذلك أراد لنا ان نعيشهم على أساس من العلم والمعرفة لا على أساس من العاطفة الصرفة التي تأخذ بالأهواء يمينا وشمالا إنما على أساس من العلم والمعرفة بهم، قد البعض عندما يسأل: من إمام مذهبك؟ يقول الإمام الصادق (ع) لكن عندما تقول له تحدث عن الإمام الصادق (ع) ولو لدقائق يسيرة لا يستطيع التحدث، لماذا؟ لأنه لم يقرأ، لم يتابع، لم يدقق، كم نصرف من الأوقات ونجعلها تذهب من أيدينا هدر حال ان أهم رؤوس الأموال في أيدينا هو العمر هذه الفترة من الزمن المقسومة لنا من قبل الله سبحانه وتعالى ان نعيش مثلا ثلاثين سنة أو سبعين سنة أو مائة سنة اقل أكثر هذا رصيد وهو في نقص منذ يوم الولادة ليس فيها زيادة منذ ان يولد الإنسان ويأتي إلى هذه الدنيا عندما يمر يوم، ينقص من عمره يوم ويقترب من العالم الآخر يوم، كم من الوقت نضيعه نحن في الاستراحات، في الجلسات، في الكلام الذي ليس وراءه محصل، هذا ان لم تكن الجلسات معمورة بالكذب والنميمة والحسد والكذب والبهتان والقذف أحيانا في بعض المجالس التي لستم أهلها بطبيعة الحال ولكن هذا موجود، نبي الله موسى يسأل أي رب بعثتني إلى هؤلاء القوم أربعين سنة ادعوهم إليك لا يستجيبوا لي! أربعين سنة انا ادعوهم لكن لا توجد استجابة، لذلك البعض يقول لا توجد نتيجة من عمل رجال الدين، لكن في الحقيقة هناك نتيجة، قد تكون بعيدة لكن توجد نتيجة كذلك الأنبياء صبوا جهودهم لكن النتيجة هي هذه ادعوهم إليك فلا يستجيبوا لي، القرآن الكريم كذلك يقول: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[4] المقصود ليس هو الأكل لأن الأكل هو في بطونهم وليس على قلوبهم الذي على القلوب هو الخطايا والذنوب فالإمام (ع) تصدى للتدريس والمتابعة العلمية وهذه واحدة من مهمات رجال الدين وقد نهضوا بها فيما مضى بما يتماشى ومراحلهم أما اليوم فرجل الدين تناط به الكثير من المسائل والمسؤوليات وعليه ان يعد الأجندة المتناسبة معها كي يستطيع ان ينجوا هو أولا وبالذات وينجي المجتمع من حوله.
المسار الثاني: تبني التلامذة وأصحاب الكفاءات والاعتناء بهم
والشواهد على ذلك كثيرة نحن عندما نقرأ في كتب التراجم، في كتب الرجال، في كتب التاريخ عن بعض الأشخاص الذين عاشوا في زمن الإمام الصادق واقتربوا منه لهم حالة من التميز غير موجودة عند غيرهم المنشأ هو الاحتضان والرعاية التي كانت لهم والتي كانت موجودة من قبل الإمام (ع) ونحن أيضا في هذا الزمن يفترض ان تكون هنالك رعاية وحالة من التبني لكل الأفراد الذين يتأمل فيهم ان يضعوا لبنة في هذا الصرح الكبير يفترض ان يكون هذا الشيء هو سيد الموقف.
الأمر الثالث: زرع روح الإيمان الواعي وسط الأمة
نحن أيها الأحبة نظن في بعض الأحايين أننا نعيش حالةً من الإيمان والتدين والالتزام حال أننا عندما ندقق في حقيقة الأمر نجد ان هذا الإيمان مجرد قشور ليست له قواعد ثابتة ولا جسور مترابطة ولا أعمدة منسقة مهلهل، البعض يتصور ان كثرة القيام والقعود والركوع والسجود هو الإمارة على إيمان الإنسان وتدينه! هذا ليس بدليل، البعض يتصور ان الإيمان هو بارسال اللحية وان هذا الإنسان الذي يأتي على الكثير من لحيته فهو غير متدين، غير ملتزم، غير متشرع حتى بعضهم يصل إلى إصدار الأحكام بالفسق والطرد من رحمة الله! ليس بالضرورة ان يكون هذا الامر، كم من اللحى هي اقرب إلى النار وكم من أناس لا يحضون بهذه اللحية ولكن طرقهم معبدة إلى الجنان كثرة الخواتم في اليد لا تدلل على إيمان الرجل، على تقوى الرجل، على صلاح الرجل، او...هل يوجد شيء أكثر من القرآن اذا حمله الإنسان معه في إيابه وذهابه في قيامه وقعوده ماذا يقولون عنه؟ يقولون عنه حامل القرآن لكن هل في هذا دلالة على الإيمان والتقى والورع؟ لو كان هذا لأصبح صدام أقرب شخص، أليس كان يأتي الى قاعة المحكمة والقرآن معه اضافة لهذا كان قد كتب القرآن بدمه لكن لا توجد فيه دلالة، الدلالة ان يكون الإيمان مبني أو روح الإيمان مبنية على حالة من الوعي في وسط الأمة لذلك الإمام (ع) كان يحارب مسلك التصوف والدروشة في وسط الأمة، البعض يتصور ان الإنسان اذا ما كانت ثيابه وسخة وغير نظيفة أو غير مرتبة تعطي دلالة على أن هذا الإنسان هو زاهد، تقي، مؤمن، متدين في حين ان هذا ليس بدليل بل على العكس من ذلك، قد يكون الإنسان يحاول ان يتمظهر بمظهر التدين بينما الظاهر لا يتطابق ما في الداخل وإنما هي مصيدة، حبائل الشيطان للآخرين عندما يأتي يخطب منك وهو في حالة من هذا النوع ماذا تقول؟ تقول: والله ظاهره الصلاح، ظاهره التدين، اليوم ليست المسألة مسألة ظاهره، هذا ليس دليلا، عليك ان تتأكد من ايمانه لأنك سوف تعطيه شرفك وعرضك، عندما يأتيك ويطلب من عندك المال أو المساعدة أو الاقتراض يتصور بان هذا الشكل والديكور والوضع يوصله إلى الهدف، النظافة من الإيمان وليست الوساخة من الايمان حال ان المعادلة عندنا مقلوبة تراه يقول لك هذا بسيط في لبسه بسيط في حالته متدين! هذا غير معلوم، الدين ليس بهذه الأمور، النبي (ص) الذين نعيش ذكراه لم يقل التقوى في لباسك في تمظهرك وإنما أشار إلي صدره الشريف وقال التقوى هاهنا اقترب منه قليلا جرب الوضع معه وانظر إلى اين تذهب معه الأمور.
المسار الرابع: تأسيس قواعد مشروع الفكر الإسلامي
بعد ان صودرت تلك القواعد ممن تقدمهم من الدول خصوصا الدولة الأموية التي عبثت في أصول الدين وثوابت الدين ودست في قواعد الدين وثوابته، هذه الدولة الأموية والشجرة الملعونة والمعلومة التي انتم تعرفونها قام بالتصدي لفرق الضلال في أوساط المسلمين، الآية الشريفة تقول: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[5] ليس بالضرورة ان يكون إبليس هو بنفسه واقف أمامك بل ان هناك شياطين الجن والإنس هم يلعبون الدور أحيانا أصدق ما لك اقرب ما لك هو عبارة عن شيطان صغير لذلك ينبغي ان يكون الإنسان في منتهى الحذر، في منتهى الحيطة لان الطريق صعب، وعر، النفق مظلم لا نستطيع ان نتخطى هذه الحواجز ونضيء الطريق أمامنا ما لم نأخذ معنا سراجا ومصباحا، ولو فتشت في جميع أقطار الدنيا عن مصباح يضيء لك الطريق في العالمين، في النشأتين في الدنيا والآخرة لن تعثر على ذلك ما لم تتجه إلى قبلةً واحدة هي عبارة عن محمد وآل محمد هذه الفرق التي توصف بالضلال هذه كانت تعارض أهل البيت، تنابذ أهل البيت، تحارب أهل البيت، تقلل من مقامات أهل البيت (عليهم السلام) ترفع من مقامات خصومهم، هؤلاء الذين ينعتون بهذا النعت أما ان يتحول هذا النعت إلى بضاعة تداول فيما بيننا هذا ان دل على شيء فإنما يدل على أننا ابتعدنا كثيرا عن الثوابت والقواعد.
المسار الخامس وضع الأسس للفقه
والمقصود هنا الفقه الذي هو على أساس من معطيات مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) انتم تعلمون ان الكثير من الأحكام غيبت في هذه الفترة، فترة اكثر من قرن من الزمن قبل الإمام الصادق (ع) هذا القرن كان مُر وصعب بحيث أصبح المنكر في الامة معروفا والمعروف منكرا، قرن واحد من وفات النبي (ص) تحولت الأمور، المنكرات يتقبلونها بقبول حسن، المعروف ينأون بأنفسهم عنه، الإمام علي (ع)، يدعوهم إلى المحجة البيضاء لا يقبلون منه، يدعوهم إلى الجنة لا يقبلون منه، ينهاهم عن بعض الأمور لا يقبلون منه، الإمام علي (ع) عندما آلت إليه الخلافة عزل شريح القاضي من القضاء اجبروا علي (ع) على إرجاعه إلى دكته، أو عندما يرفع الإمام علي (ع) صوته في سبيل تصحيح أخفاقة أو خطأ في زاوية معينة يصيحون يا لكذا وكذا! اذن لم يكن القرآن هو الحجة بل أصبح كذا وكذا هو الحجة، هذه مصيبة وكارثة أيها الأحبة الساحة مشتعلةٌ بالكثير من الفتن والاختراعات التي لا أساس لها إلا إتباع الهوى صاحب المناسبة يقول (ص): إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الامل، أما الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة[6]، النبي الأعظم (ص) نفسه يقول: ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان، حتى يقبض الله روحي[7]، الأمل معدوم نحن الآخرة عندنا معدومة، القبر عندنا معدوم، عزرائيل ملك الموت عندما معزول، الحاضر عندنا هو الأمل الطويل، ان نملك الأرض ومن عليها، لماذا الإنسان يقتل أخاه، الإنسان الأمل الرغبة في ان يصل إلى الكثير الكثير الكثير فما دمنا في هذه المناسبة العظيمة لهذين العظيمين علينا ان نراجع الحسابات وان نجلس مع أنفسنا، نحن غير معصومين ولا يستطيع احد ان يدعي العصمة لان العصمة فقط وفقط للأئمة المعصومين عليهم السلام، بقينا نحن، فلا تقول فلان قال لي هو مؤمن متدين لم اشك فيه لا يا حبيبي دينك أحوط لك، احتاط لا يأخذك إلى النار وأنت لا تدري ويا ليت ان يوم القيامة يمد يده لك ليساعدك ابدا لا يمد يده هو مشغول بحاله حتى إبليس يتبرء ويقول: ﴿وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ﴾[8] أكثر من هذا ما موجود لم اضع الحبال في اعناقهم مجرد دعوتهم فاستجابوا مثل دعوة العرس، حتى لا أطيل عليكم نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا وإياكم، ان يعيد المناسبة علينا وعليكم وان يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول ويتبع أحسنه وفق الله الأحبة القائمين على هذا الحفل وجعله الله في ميزان أعمالهم وأعاد المناسبة علينا وعليهم واخذ بأيديهم وأثابهم وآجرهم ورحم موتاهم وجمعنا الله وإياكم تحت ولاية محمد وآل محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.