نص خطبة:مدار حركة الإنسان عمارة الأرض

نص خطبة:مدار حركة الإنسان عمارة الأرض

عدد الزوار: 1736

2016-03-17

الجمعة 1437/6/1هـ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

المعرفة الإنسانية:

قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَا خَلَا فِيْهَا نَذِيْرٌ﴾([2]).

 مدار حركة الأنبياء هو عمارة الأرض بالعلم والمعرفة: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾([3]). فوجود الإنسان على هذ الكوكب يمثل ظاهرة نوعية منذ يومها الأول لأن هذا الكيان المستحدث على هذا الكوكب تناط به مجموعة من القضايا تندكّ فيما بينها لتعطي إضافة لجمالية هذا الكوكب من حولها.

وقد تفنن المفسرون من خلال الغوص وسبر الغور في مفردة (الأسماء) في الآية الشريفة، بقدر ما تسلحوا به من علم وثقافة وقراءة للآية من حين نزولها وفيما نزلت فيه، إلى ما يترتب على ذلك، وهو يمثل المدى الأبعد.

فقيل: إنها عبارة عن اللغات التي يتخاطب الناس فيما بينهم على أساس منها لتقريب المعاني. فيقال في قصة الحضارة، عندما يقرأون المشهد في أيامه الأولى أن الإنسان إذا ما أراد أن يحضر معنى لا بد أن يحضر الشيء بنفسه، كي يعرّف الطرف الآخر عليه، وفي ذلك مشقة كبيرة؛ لأن الأجسام تصغر وتكبر، فإن كانت صغيرة كانت سهلة الانتقال، أما إذا كبرت احتاجت إلى جهد كبير، وتعذّر على الإنسان إفهام الطرف الآخر بهذه الواسطة. فكيف يمكن إفهام الطرف الآخر عن الجبل وهو متعذر الإحضار مثلاً؟ هذا كله قبل أن تأتي مفردة (جبل).

فآدم (ع) عُلِّم أصول اللغة، فصارت البشرية تتوسع في بنائها للغات بقدر حاجاتها. ولست الآن بصدد أن أستعرض أصول اللغة بما هي هي، في مدرسة الشرقيين ومدرسة الإسلاميين، لوجود حالة من التناقض البيّن بين ما يرتئيه أصحاب تلك المدرسة، وما أسس وبنى عليه أصحاب مدرسة الإسلام.

 

أما القول الثاني في الأسماء فهي أصول المعارف، إذ هبط آدم (ع) بلغة أهل الجنة، وهو ما تشير إليه بعض الأحاديث من أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة، وقد أُهبط آدم (ع) من الجنة وكان يتحدث تلك اللغة. هكذا قيل. وهو يحتاج إلى جهد تحقيقي كبير لصياغة الأدلة المثبتة والمساعدة لهذه الدعوى، لأنها دعوى مجردة.

أثر البيئة في المعرفة:

ثم إن أصول المعارف تتحرك في بيئتها، والبيئات تختلف الواحدة عن الأخرى، ولاختلاف البيئة انعكاس مباشر على مكوِّن الإنسان. لذا تجد أن العالم أو الفقيه مهما بلغ، إذا كان حكراً على البيئة التي ولد وتكون فيها وانطلق من خلالها إلى مساحة الاستدارة على النفس يبقى في حدود تلك الدائرة، على العكس مما لو تحرك، حيث تنفتح أمامه الآفاق.

وكشاهد بيّن على ذلك الشيخ بهاء الدين العاملي (رضوان الله عليه) المعروف بالشيخ البهائي، فقد أنهى مراحل الحوزة إلى درجة الاجتهاد، وكان يتمتع بخيال خصب في مسار الأدب والشعر، وقد أمسك بأسباب علوم الرياضيات والهندسة والهيئة، فسافر في الكثير الأقطار، وجاب الكثير من الأمصار، وخلص في نهاية المطاف إلى مفردة مميزة. فعندما يقال: الشيخ البهائي، لا يتردد السامع بينه وبين غيره، لأنه كالشمس في رابعة النهار.

فالتفلّت من أَسر البيئة إلى مناخات أخرى، يكسب شخصية الإنسان الكثير من العلوم والمعارف، وعندما يتحصل على هذه الملكة ينطلق في آفاقه البعيدة.

نعم، ربما تضع البيئة أمامه العوائق والسدود، لكن ذلك لا يضر بالحقيقة ولا يؤثر في مسارها وانتشارها ولو بعد حين، وعلى هذا شواهد وأدلة ومصاديق كثيرة، فكم من الرموز والشخصيات حوصرت وحوربت من أبناء بيئتها، لكنها وجدت المناخ الواسع في الكثير من البيئات من حولها، لذلك أعطت نتاجها الذي يحكي التميز والتفرد أكثر مما كانت عليه وهي أسيرة تلك البيئة.

بعض الأقوال في الأسماء:

والقول الثالث في الأسماء التي علمها الله تعالى آدم (ع)، هي أصول الديانات، فالدين عند الله الإسلام، منذ يوم آدم (ع) إلى يومنا هذا. نعم، أطلقها النبي إبراهيم (ع) صريحة، لكن أصول الديانات السماوية الكبرى وهي اليهودية والمسيحية والإسلام هي التي علمها الله تعالى آدم.

وهذا القول رغم أنه يحظى بالقبول لدى كثير من العلماء والمفسرين، وربما لا يعترض طريقه كثير ممن يميل إلى الحداثية في القراءة، إلا أنه يحتاج إلى دليل.

وقيل في الأسماء: هي الرسالة الخاصة التي أنزلت على آدم، وهي مجموعة من الصحف كانت تتكفل بنظم الحياة في محيطه الصغير، فالعالم آنذاك لم يكن يتجاوز آدم وحواء، ثم ابنيهما هابيل وقابيل. فأصل نواة العالم كله أربعة أشخاص، أما اليوم فأصبح أربعة مليارات. أما كيف أصبح كذلك؟ وهل جيء لأبناء آدم بزوجات من الجنة؟ أو تزوجوا من جنيات؟ فهذا أمر ليس بذي أهمية، بل هو من حيلة العاجز، لأن من خلق آدم وحواء، ثم هابيل وقابيل، هو الذي تكفل بالأمر.

فهذا القول يتلخص بكون الأسماء هي أصول الديانة، وقد كانت رسالة آدم (ع) رسالة خاصة، عبارة عن صحف، لكنها متضمنة كليات الأشياء المحتاج إليها، والأحكام والتشريعات التي يُلجأ لها عند الضرروة.

والقول الآخر في الأسماء هي مفاتيح أسرار محمد وآل محمد (ع) وهو قول تدلل عليه روايات في مدرسة أهل البيت (ع) ولا نطيل فيه الكلام.

العقيدة والعمل:

أما عن مسارات العطاء لهذا الإنسان بعد أن صارت الأجندة بيده، فإن المجتمع بقدر ما يتوسع تتوسع معه الشريعة، والحاجة الملحة تتطلب رفع الإشكال، وهو منوط في تلك المرحلة بالأنبياء والرسل، فهناك رسالات عامة وأخرى خاصة، فربما يجتمع أكثر من ألف نبي في مكان واحد، ولكن لا اختلاف بينهم؛ لأنهم لا ينطقون إلا عن الوحي، فهم مسددون من الله سبحانه وتعالى. على العكس مما هو الحال في دائرة العلماء، فربما يجتمع ألف عالم أو أكثر، ولكن لا عصمة في البين، والسماء لا تتدخل بشكل مباشر، نعم، هنالك عناية خاصة، لكن السماء لا تتدخل بالشكل المباشر. لذا من الطبيعي أن يحصل الاختلاف بين هذا العالم أو ذاك. ولكن بقدر ما تكون المعاملة مع الله تكون الأمور منسجمة، وبقدر ما يحصل شيء من نزغ الشيطان ـ لا قدّر الله ـ تبدأ الأمة تضيع؛ لأن زلة العالِم زلة العالَم.

ومسارات العطاء الديني في حياة البشرية كثيرة، لكن الحصر يتمحور حول محورين:

الأول: التوحيد الحق الصادق الخالص لله سبحانه وتعالى، والإقرار له بالربوبية. هذه هي حركة الأنبياء الأولى والأخيرة، فهم يسعون لتخليص التوحيد من شائبة الشرك في أي ثوب كان، وفي أي مظهر تمظهر، فأحياناً يكون الشرك خفياً، وأحياناً يكون جلياً، وقلّ من يتفلّت من حبائله والسقوط في دائرة الإشكالية، لكن بالنتيجة أننا محاسبون بقدر ما بنينا ورتبنا من الآثار.

يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُوْلٍ إِلَا نُوْحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَا أَنَا فَاعْبُدُوْنِ﴾([4]). فالدعوة للتوحيد سواء جرت على يدي آدم أو نوح (عليهما السلام) أو غيرهما من الأنبياء، هي دعوة واحدة، فهؤلاء كلهم يتحركون في سبيل تحصيل التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى في وسط البشرية، فمتى ما اتحدت البشرية على الله سبحانه وتعالى إلهاً لا شريك له، بقدر ما حصل السكون والاستقرار وشاعت أجواء المحبة والسلام والأخوة والتعاون.

والمسار الثاني الذي تحرك عليه الأنبياء هو ترك المعاصي كافة، فلا اجتماع للتوحيد مع المعصية، ففي حال المعصية يكون الإنسان بعيداً عن دائرة التوحيد لله؛ لأن التوحيد يعني التصديق والتسليم، وهناك منظومة من الأحكام التي أنزلها الله تعالى. فإن كان المرء يدَّعي الإقرار بالتوحيد لله سبحانه وتعالى، وهو إخلاص وتصديق وعمل، يفترض أن تكون الأعمال منحلّة عما صدّق به، وهو التكليف الذي يؤمّن له النجاة في الدارين، أما إذا تنكب طريق التوحيد وأخذ في المسار الثاني، فلا يمكن أن يجتمع هذا مع مجرد القول أو الاعتقاد. صحيح أن باب التوبة مفتوح، لكن حين الذنب يكون العبد في دائرة بعيدة، اللهم إلا أن يكون بعناوين معينة تعرّض لها جمع من العلماء.

ثم إن ترك المعاصي له انعكاس طيب على النفس فهو يعني الصفاء والنقاء، وقابلية الفعل والانفعال مع عوالم المعنى الخاصة. أما ارتكاب المعاصي فيسد الطريق أمام الإنسان. لذا نجد أن الكثير من المصالح الدينية تفوت الإنسان المؤمن لأنه ارتكب جنحة، إذ تنفتح أمامه الأبواب على عوالم يجهل ما وراءها من المخاطر والمصائب والمحن. أما إذا أغلق الباب من أصله فإنه يبقى في دائرة نفسه، يحليها ويجليها فيصل إلى مقامات عالية.

وفي القرآن الكريم آيات كثيرة ترشد إلى ترك المعاصي، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ﴾([5]). وكقوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبَاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوْا الكَيْلَ وَالمِيْزَانَ وَلَا تَبْخَسُوْا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوْا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾([6]). فبعد جهود الأنبياء والأولياء والعلماء والأتقياء من البشر لا ينبغي أن نعيد الأرض إلى ما كانت عليه في مراحلها السابقة من الفساد والدمار وأكل حقوق الناس بالباطل.

عمارة الأرض: 

وأصل العمارة في عالم الدنيا مُناط بالإنسان الكامل، فبقدر ما تكون صالحاً فأنت مُصلح، لأنك واجد للصلاح فلا بد أن ينعكس على قولك وفعلك، فيُحدِث صلاحاً في الطرف الآخر. وقد يقول قائل: ربما لا يُحدِث. نعم، عندما يوجد المانع لا يُحدث، أما مع وجود المقتضي لا بد أن يؤثّر أثره. فالنار بما هي هي محرقة لولا وجود المانع وهو الرطوبة، وهذا أمر واضح.

وإيمان الإنسان المسلم بالرسالة كلها أعطاه الحق بالشهادة على الأمم، وبحمد الله نحن أتباع رسالة خاتمة جاء بها الحبيب المصطفى محمد (ص) وهذه الرسالة متكاملة في جميع جوانبها، تكفل للإنسان حياةً سعيدة في الدنيا، وأسعد في الآخرة، شرط أن يتفاعل معها الإنسان، ولا يكتفي بالإضافة اللفظية للإسلام. فلا بد أن يكون في لفظة (المسلم) إشارة تبين ما عليه ذلك الإنسان من امثتال لمبادئ الدين وقيمه وأصوله وأحكامه وثوابته وقواعده. فمن سار في هذا المسار كان مسلماً حقاً، أما ما عداه فعلى العكس من ذلك تماماً، وهو مسلم بالإضافة اللفظية والهوية والعنوان فقط، أما في موازين الله التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة فشيء آخر.

الدين والخلق:

والدين هو العمق الحقيقي والعمود الفقري لحسن الخلق، فالبعض قد يتصور أن الأخلاق متى ما صدرت من جهة معينة فهي حسنة. أقول: هي كذلك، ولكن ليس لها ثبات واستقرار، لأن عمودها مختل إذا كانت من غير الإنسان المؤمن، فربما يتظاهر بالسلوك الحسن، ولكن من أجل مصالح قريبة وقتية آنية، سرعان ما تتبدل حالته ويتغير سلوكه لأنه لم يبنَ على أساس، ولم يتكئ على أصل الإيمان الذي يمثل العمق للإنسان في سلوكه وتعاطيه مع الأمور والأحداث من حوله.

لذا تجد أن البعض ينبهر بالمظاهر، فيرى فلاناً في بلد من البلدان في أفضل حالات الخلق والنظم والتنظيم. نعم، إنه كذلك ولكن هذا السلوك في حدود ما وضعه الإنسان للإنسان. لكن تلك الدولة والمجتمع الذي بني على أساس القانون الوضعي لا تتعدى حدود ما بناه الإنسان لنفسه، في جلب منفعة له أو دفع مضرة ربما نزلت به. أما إذا كان البعد هو الإيمان فالمسألة تختلف تماماً. فهو يتحمل الكثير في سبيل أن يحافظ على ذلك العمق والعمود الفقري الذي اتكأ عليه.

ونلاحظ أيضاً أن هناك قراءات وحسابات ومراجعات معينة لما يترتب على بعض الحروب في تاريخ الإسلام الماضي والمعاصر تحتاج إلى التروي والعمق والاستعانة بالروافد العلمية لفك مكنون ما وراء تلك الأحداث.

وقد عمد الإسلام إلى كسر شوكة الطغيان والجبروت في نفوس معتنقيه، فالإسلام جاء من أجل ترويض الإنسان. يقول الإمام زين العابدين (ع): «إلهي لا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها»([7]). فمن كان لديه شيء من العلم لا ينبغي أن ينظر إلى سائر الناس على أنهم جهلة وعوّام، إنما عليه أن يرتفع بالمجتمع ليكون واعياً عالماً مدركاً بالتعاون والتفاعل بين الطرفين. وهذا ما سعى له الأنبياء منذ اليوم الأول.

وحالة الطغيان والجبروت ربما تكون في الأديب أو العامل أو غير ذلك من الأصناف. فلما كسر المسلمون هذه الحالة من الشعور بالاستعلاء على الآخرين سادوا الأرض، فكانت الشمس تشرق في دولة الإسلام من حدود الصين، وتغرب في أسبانيا اليوم التي كانت تسمى الأندلس. ولكن لم تكن هذه الرقعة كلها بالسيف، ومن أراد أن يشوه الإسلام بالدرجة الأولى هم المستشرقون الذين غرسوا هذه الفكرة في نفوس المسلمين، بأن الإسلام انتشر بالسيف. فعندما يطرح الإسلام محمد وآل محمد والصحابة المنتجبون الأتقياء فإن البشرية تأتي بكلّها، وتحقق مصداق الوحي السماوي: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُوْنَ فِي دِيْنِ اللهِ أَفْوَاجَاً﴾([8])، أما عندما يسافر بالإسلام، ويحاول أن يقدمه للبشرية من هو أبعد ما يكون عن الإسلام، فالنتيجة تكون أن الناس يخرجون من دين الله أفواجاً.

من هنا لا يسوغ لأحد أن يرى أن الأمر لا يعنيه، وعلى كل مسلم أن يكون إسلاماً متحركاً، وأن يتحرك بكينونة الإسلام في داخله، سواء كان عالماً أم غير عالم.

إن الإنسان هو الأمانة المستودعة عند الإنسان نفسه، وعليه أن يؤدي الأمانة كما أوجبها الله عليه، وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها. فمنذ أن خلقك الله إلى يومك هذا أنت في دائرة الله، فلا تخرج منها، لأنك مسؤول عنها يوم القيامة.

والمقدرات الأولية تحت الأرض وفوقها، وفي أقطار السماوات والأرض، هي حقٌّ للإنسان بما هو إنسان، وقد خوله الله سبحانه وتعالى أن يتصرف في هذه الدائرة من ملكه، وإلا فإن المالك الأول والأخير هو الله سبحانه وتعالى، وهذه المساحة تركها لنا نحن البشر نتعامل على أساسها، فهذا يملك وذاك لا يملك. والمسؤولية هنا أن نتعامل مع هذه المقدرات الأولية بما يحكم به العقل، وما تصونه الشريعة الخاتمة المنزلة على قلب الحبيب المصطفى محمد (ص).

نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.