نص خطبة:قراءة في تاريخ علم التربية (5)

نص خطبة:قراءة في تاريخ علم التربية (5)

عدد الزوار: 916

2017-11-05

الجمعة 1439/2/13هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

في الحديث القدسي: «لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك، ولا أكملتك إلا في من أحب. أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أعاقب، وإياك أعاقب، وإياك أثيب»([2]).

في الحديث الشريف عن الإمام الكاظم (ع) أنه قال لهشام: «يا هشام، إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (ع)، وأما الباطنة فالعقول»([3]).

أفضل ما يتقرب إلى الله به يوم الجمعة الصلاة على محمد وآل محمد (ص).

دور العقل في التربية:

تقدم الكلام في الجُمع الأربع المتصرّمة، في سياق واحد حول التربية وما لها من الأثر في المواقع المتعددة، بدءاً بالأسرة، مروراً بالمجتمع، وما يترتب عليه من الأوطان والأمم. ومفتاح كل ذلك أيها الأحبة هو العقل، فمتى ما سجل العقل حضوره استطاعت البشرية أن ترتب أوراقها بناءً على ما تجسده خارجاً من أساليب التربية.

ما هو العقل؟

فالعقل لغةً هو مصدر عَقل: يعقل، عقلاً، فهو معقول. وجمعه عقول. يقال: رجل عاقل، أي جامع لأمره ورأيه، وهذا التعريف لأنه في حدود اللغة يلبي ما هو المراد من هذه المفردة.

وأما في الاصطلاح فقد تضاربت أقوال ذوي التخصص فيه، بين مسهب مطنب، وبين مختصر مخل. والقدرة على الجمع بينهما أمر مستصعب، ولكن ثمة تعريفات توصلنا إلى ما يكشف النقاب عن معطيات هذه المفردة، وما لها من الأثر والقيمة. فقد اختلفت الآراء بين الأقدمين، كما اختلفت بين المحدثين أيضاً.

ومن المعلوم أن ما يترتب على المصطلح من الآثار خطيرٌ جداً، لأن البعض يعطي للعقل ـ بناءً على التعريف ـ السلطة المطلقة، فيجعل منه حاكماً حتى على التشريعات السماوية فما لا يتوافق مع عقله ومدركاته وإن كان في حدود دائرته الشخصية يُعرض عنه، كما هو الحال اليوم في بعض الكتابات مع شديد الأسف.

وهنالك طرف آخر يسير على النقيض من المسار الأول، فيسلب العقل مطلق السلطة ويجعل السلطة المطلقة للدين، فكل ما يصل إليه ضمن دائرة هذا المسمى يجعله مقدساً، وإن لم يثبت فيه آية محكمة ولا رواية صحيحة، إنما يتعاطاه وفق ما وصل إليه، وفي ذلك من الخطورة ما ليس بأقل مما في القول الأول.

قيل عن العقل: إنه الوسيلة الواعية التي يستعملها الإنسان في خدمة الفطرة، ليرفعها إلى مستوى المسؤولية والتكليف. وبالدقة العلمية لا يصمد هذا التعريف الاصطلاحي أمام النقد، إلا إذا حُمل على المسامحة، وعلى أنه كاشف عن ترتيب الآثار التي من خلالها يُستكشف ما للعقل من القوة النافذة كآلة مسلَّطة للإنسان نفسه.

من تقسيمات العقل:

ثم إن العقل هل هو واحد أو متعدد؟ ليس العلماء من الماضين، ومن لحقهم، وإلى يومنا هذا على كلمة سواء أيضاً، فالأقوال بينهم متضاربة، بل نفى بعضهم أن يكون ثمة عقولاً متعددة، وأصر على ذلك وساق الأدلة، وهي في تقديري شواهد لا ترتقي إلى مستوى الدليل، وإلا لأخذنا بها.

وهنالك جماعة أخرى ذهبت إلى أن الأمر قابل للتقسيم كغيره من الأمور وإن خضعت للبعد الحقيقي على حساب البعد الاعتباري، لكنها بالنتيجة قابلة للتقسيم. لذا ذهب هؤلاء في تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، أو أربعة، أو خمسة أو أكثر. لكننا إذا ما أدرجناها تحت مقياس القسمة في الأسس المنطقية نجد أنها متداخلة فيما بينها، مما يعني أن القسمة ليست دقيقة. أما إذا تعاطيناها على مستوى المسامحة التي أشرنا إليها في أول الكلام فلا مشاحة في ذلك، لا في مسمى المصطلح، لأنه من الأمور الاعتبارية التي اعتبرها الواضع، ولا حرج في ذلك، ولا في حدود القسمة المستحدثة أيضاً، لأنه أيضاً لا يتنافى مع ما هو الممكن في عنوانه العام. فالعالم وجهده، إذ يوسع الدائرة أو يضيقها بناء على ما يتمتع به من قدرة وموروث ثقافي كبير، يطل من خلاله ويستشرف كل عوالم المنتَج من المتقدمين ومن عاصرهم.

1 ـ العقل الواعي (الظاهر):

لذلك قالوا في واحد من تقسيمات العقل: إنه العقل الواعي، وهذا العقل الواعي يمثل ظاهرة مهمة بين بني البشر، وهو الظاهر من العقل، أي أنه عبارة عن ذلك الجزء من مخ الإنسان القادر على إدراك (الزمان والمكان والأشخاص). وهذا هو الوجه الأول في التقسيم.

2 ـ العقل اللاواعي (الباطن):

وهو على خلاف القسم الأول، وهنا تصح القسمة منطقياً. فهو العقل الباطن، في مقابل الأول (الظاهر). وتعريفه عكس التعريف الأول، أي أنه: ما لا يمكن أن تكون له القدرة على إدراك الأبعاد الثلاثة التي أشرنا إليها: (الزمان، المكان، الأشخاص).

التقسيم على أساس النوعية:

هذا التقسيم يعطينا مساحة أن ندخل في تقسيم من نوع آخر، على أساس من النوعية، أي الصفة التي يتصف بها العقل، وهو الذي يعيننا كثيراً، لأننا في حياتنا وتعاطينا الفكري والعلمي والأدبي والثقافي والعملي أيضاً في جميع أبعاده، السياسية والاقتصادية        والتجارية والعسكرية وغيرها، يقدم لنا هذا التقسيم خدمة كبيرة، بحيث إذا ما أمسكنا بالقدرة على الفصل بين هذه الأنواع من العقل نستطيع أن نحكم على من يتصف بواحدة من صفات هذا العقل. وربما يستجمع الكثير من صفاته وأنواعه.

1 ـ العقل الفلسفي:

إننا أيها الأحبة قد نطرب لمفردة (فلسفة) و (فيلسوف) وهو طالب الحقيقة، وكل منا يسعى من أجل الوصول إليها وكشف النقاب عن المبهم فيها، بمعنى أن الحافز الأول فيها أمامي وأمامك أن نمتلك هذا النوع من العقل ونتقدم في قراءاتنا، ونلاقح بين أفكارنا، ونستفيد من خبرات الآخرين، ونصقل مواهبنا فنحصل على عقل فلسفي. وهذا هدف سامٍ وكبير.

فمن يحافظ على وقته، ويقسم الأوقات كما ينبغي يستطيع أن يسير في هذا المسار وأن يأخذ بالنتائج أيضاً.

هذا العقل الفلسفي المتنور لا يتمتع به إلا القلة من الناس، وهم (النخبة من النخبة) من العلماء والفلاسفة، فلا يكفي أن أكون فيلسوفاً لأكون صاحب عقل فلسفي، إنما أحتاج أن أكون واحداً من تلك (النخبة من النخبة) التي أجهدت نفسها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. ورغم ذلك يبقى نصب أعيننا قوله تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ﴾([4])، كي لا يذهب الإنسان بعيداً وراء مدركاته العقلية وإن كان في مسار فلسفي إلى ما يزرع في داخل نفسه الغرور والتعالي على الآخرين. فإذا ما كمل العقل تواضع الإنسان، وإذا ما نقص تكبر الإنسان. وإذا كبر أحب الإنسان الناس، وإذا صغر كره الناس. وهذه هي المعادلة الطبيعية الناتجة من العقل أو اللا عقل. ونتاجها واضح بين.

2 ـ العقل المعرفي:

وهذا أيضاً نحتاجه، بل نحن في مسيس الحاجة إليه، وهذا أيضاً نستطيع أن نقدم له المواد الخام الأولية التي على أساسها نصل إلى تحقيق هذا المعنى. وعادةً ما يتمتع بهذا العقل أصحاب العلم والثقافة وأصحاب الاختصاص فيما اختصوا فيه. ومعظم الطبقة النخبوية من أبناء المجتمع هم من يندرجون تحت هذا العنوان وهذا النوع من التقسيم للعقل، فهم حملة عقول معرفية.

3 ـ العقل المصلحي:

وهذا يشغل مساحة ليست هينة من مكون المجتمعات والأمم ،كما هو واضح. لذلك تجدون أن الحروب والصراعات تلف أكثر من مكان ومكان، لأن هذا النوع من العقل يفرض سيطرة ويثبت وجوداً على حساب ما تقدم من التقسيم. وهذا العقل المصلحي (النفعي، البراغماتي) يندرج تحته كل أولئك الذين لا يعيشون المبدئية في تفكيرهم، فكل ما يمت بصلة للمبادئ والقيم والأصول والعقائد والالتزامات والأخلاق والأعراف يجعلونها تحت أقدامهم. والحاكم الأول عندهم هو المنفعة والمصلحة.

لذا تجري أنهر من الدماء في أكثر من مكان ومكان وتحسم بقطرات من الحبر، لا ترتقي قيمتها لسنت واحد، لأن الحاكم هنا هو العقل المصلحي. فينام الساسة بعد حسم المعارك، وتبقى أمهات الضحايا يقطعن لياليهنّ بالحسرات.

هذا هو العقل المصلحي، وهؤلاء بطبيعتهم يدوسون جميع القيم والكرامات والموازين، بل إن هذه المفردات غريبة في ساحاتهم.

ومن يسود هذه الجماعة في الأعم الأغلب رجال الأعمال، وأصحاب المصالح الذين يعمدون لبناء الذات، ويجري في طابورهم وركابهم معظم الساسة في العالم أيضاً، غاية ما في الأمر الترتيب الواقعي في سلم المسؤوليات العليا لرجال المال ثم الساسة، وليس الساسة ثم رجال المال، فالعالم يدار ليس من خلال لوبي سياسي، إنما من خلال لوبي مالي. وهذا هو الواقع الذي يحكم عالم اليوم.

4 ـ العقل المتعصب:

وهو نوع آخر من العقل، وهو عقل مغلق، وهذا ـ مع شديد الأسف ـ رغم تقدم الأمم والشعوب في علومها ومعارفها، بحيث قطعت مسافات طويلة، حتى أن الواحد منا لو التفت إلى الوراء لوجد أن ما تقدمه عبارة عصر من الظلمات، إلا أن هذا النوع من العقل له من ينضوي تحت لوائه ويسير في ركبه.

وهؤلاء يتميزون بالعقل المتعصب، الذي تتجلى صوره في المسارات الدينية بدرجة واضحة، بغض النظر أن يكونوا مسلمين أو نصارى أو يهود أو غيرهم، أو أن يكونوا من مذاهب مختلفة، أو من مقلدين لمراجع بعينهم. فالعقل المنفتح يتقبل المرجع الآخر، والمذهب الآخر، وأتباع الدين الآخر، ضمن الضوابط والقواعد، وقد أصّل لهذه القضية القرآن الكريم.

وهؤلاء المتعصبون، أصحاب العقول المقفلة، معظم من ينضوي تحت لوائهم من السهل فرزه، فأنت عندما تدخل معهم من خلال مفردة واحدة تستكشف الحال، على العكس ممن تقدم من الأنواع الأخرى التي يصعب فرزها وفصلها، لا سيما النوع الأول، وهو العقل الفلسفي. فالإنسان حتى يصل إلى مقام يندرج من خلاله تحت عنوان العقل الفلسفي يحتاج إلى ثقافة واسعة واطلاع واحتكاك، وهذا يستطيع أن يصور لك الحق باطلاً والباطل حقاً،  لذلك يصعب أن تمسك بسلاح الحجة في وجهه، فتلقى الأسلحة في الكثير من مواطن البحث عند المتقدمين والمعاصرين. أما أصحاب العقول المغلقة فلا علم ولا ثقافة، لأنهم لا يسمحون لأنفسهم بذلك، فلو تركوا لعقولهم مساحة ولو صغيرة أن يقرأوا ثم يستنتجوا لخرجوا من هذه الدائرة، وهم لا يريدون الخروج منها.

إن خلع لباس التعصب ليس سهلاً أيها الأحبة، فعلى سبيل المثال لو وجد رجل دين فاشل في تحصيله وأدائه العلمي والاجتماعي وثقافته، ثم قلت له: اترك هذا الطريق وابحث عن طريق آخر، فإنه يصعب عليه تغيير لباسه، حال أنه ربما لو غيّره واتجه اتجاهاً آخر لأصبح علامة بارزة في ذلك الاتجاه.

فبقدر ما يبقى الإنسان تحت عباءة التعصب بقدر ما تزداد حالة التعصب في داخله، ويصعب عليه التخلص مما هو فيه. وفرز هؤلاء  ـ كما قلنا ـ سهلٌ يسير، بسبب ما يعيشونه من حالة التعصب والتشدد الأعمى، إذ تصل الحال ببعضهم أن تقول له: يقول القرآن: كذا وكذا، فيقول: وأنا أقول كذا وكذا. ولو قلت له: يقول النبي الأعظم محمد (ص) والأئمة (ع) هكذا، يقول: وأنا أقول هكذا. وهذا ما جرت عليه السير.

بلاؤنا اليوم ممن ينطبق عليهم هذا العنوان (التعصب الأعمى) فهو لا يدري ماذا يقول؟ وماذا يفعل؟ وإلى أين؟ ومع من؟

5 ـ العقل المتحجر:

ثم إن العقل المتعصب قد يصل إلى حالة أسوأ، وهو العقل المتحجر، فالعقل المتحجر أسوأ من العقل المتعصب، فالإنسان قد يصل إلى حد التحجر، وهذا الأخير مولود شرعي للعقل المتعصب المغلق.

إن أصحاب هذا النوع من التقسيم هم في الغالب من المؤدلجين فكرياً وعقدياً، فواحدهم ليست لديه القدرة على استنباط الرأي والفكرة والنظرية، إنما يتبع الآخرين ويسير في ركابهم.

وهذه النمرقة من الناس ـ مع شديد الأسف ـ روادها في الأعم الأغلب، ومن يفترض أنهم قادة لمساحة العقل ـ رغم صحة أو صحة أو عدم صحة التقسيم ـ هم رجال الدين ورجال السياسة، فهؤلاء أكثر الناس تحجراً.

وأنا أيها الأحبة لا أتهجم على أحد، إنما أطرح عنواناً عاماً. فأنت ترى المتعصب دائماً إما من رجال الدين أو من رجال السياسة. فرجل الدين المتحجر ينحدر فيأخذ معه في انحداره مجموعة من الناس، ورجل السياسة كذلك، إلا أن الفرق بينهما أمر واحد، هو أن رجل السياسة حساباته دنيوية لا تتجاوز الأرض، وحسابات رجل الدين أخروية، وسوف ترون يوم القيامة طوابير من المعممين يحاسبون حساباً عسيراً. وكذلك طوابير من الساسة. فهؤلاء إذا ما تحجروا أخذوا الأمة إلى منزلقات خطيرة.

ثم إن السياسي قد يجيّر الدين أيضاً لصالحه، ولا يلام على ذلك، لأنه يحرك العقل النفعي المصلحي، ولكن يلام رجل الدين الذي رضي لنفسه أن يكون غبياً يُقاد، فيفترض في رجل الدين ـ فيما يفترض فيه ـ أن يقرأ، ويتحرك على أنه الشاهد والشهيد على هذه الأمة، لأنه انتسب إلى مدرسة رسول الله الأعظم محمد (ص).

6 ـ العقل العاطفي الساذج:

فهذا يتحرك على أساس العاطفة، ولا يعرف سوى العاطفة. فهو يلطم مثلاً، ولا يدري على من يلطم. ويجرح رأسه، ولا يعرف لماذا.

وأصحاب هذا العقل هم في الأعم الأغلب من الغوغاء، وممن عبر عنهم الإمام علي (ع) بالهمج الرعاع أتباع كل ناعق. فهناك من يتبع عاقلاً، وهذا لا لوم عليه، بل هو عين العقل. وهنالك أمر مهم ذكرته قبل سنين هو: إن هنالك فرقاً كبيراً بين العالم والعاقل، والفرق بينهما كما بين السماء والأرض. فهناك من يكون عالماً عارفاً بالمصطلحات والقواعد، إلا أنه لا عقل له ليفكر في مصلحة الناس.

إن هذه المساحة من حركة العقل العاطفي مسيطرة على الغالبية العظمى من البشر. وهؤلاء لا يلامون بالمطلق، كما أنهم لا يعذرون بالمطلق، لأنهم قرأوا القرآن الكريم، وهو يحث على استعمال العقل واستثارته، والتدبر. والسنة المطهرة بينت ما المراد من آيات ذوي الألباب والعقول، والعلماء بذلوا جهوداً كبيرة في استنهاض هذه الخصيصة في الإنسان، ألا وهي حركة العقل.  

فإن لم يكن هذا كله فعلى الأقل أن الله تعالى أكرم الإنسان بالعقل، فكيف فرطوا بهذه التحفة السماوية؟.  

نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.