نص خطبة: قراءات سريعة في نهضة كربلاء

نص خطبة: قراءات سريعة في نهضة كربلاء

عدد الزوار: 419

2014-11-10

أئمتنا أدوار وأهداف:

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين جميعاً، ورحمة الله وبركاته. ورزقنا الله وإياكم شرف الوصول إليه في الدنيا والشفاعة في الآخرة.

في الحديث الشريف عنهم (ع): «نَفَسُ المهموم لظلمنا تسبيح، وهمُّه لنا عبادة، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله»([2]).

شهر المحرم عهلى الأبواب، شهر المأساة والتضحيات والجهاد والصبر والاستقامة، فيه تجسدت النبوة في أروع وأجلى صورها على يدي سيد الأحرار الإمام الحسين بن علي (ع) وابن فاطمة بنت النبي محمد (ص).

وعندما نراجع التاريخ من خلال صفحات سطرها، نجد أنه يقدم لنا كوكبة الإمامة على أنها تنأى بنفسها عن الحراك والتغيير، وأنها تستسلم للواقع حيث كان، ويبدأونها من علي (ع) الذي قضى معظم الفترة التي عاشها بعد النبي محمد (ص) خلا السنوات الأخيرة منها، وهو جليس الدار، لا يقدم ولا يؤخر إلا في مواطن محسوبة.

ثم جاء الإمام الحسن (ع) فكان الأمر أكثر وضوحاً، لا سيما أن الصلح كان يُبرز أوسع المساحات في حياته. وهكذا دواليك مع الإمام السجاد، ثم الباقر، حتى آخر الأئمة قبل الإمام المنتظر (ع) وهو الإمام الحسن العسكري (ع) إذ لم يحركوا ساكناً، بمعنى أنهم لم ينهضوا ولم يقوموا بأعباء ثورة بوجه واحد من الخلفاء الأمويين أو العباسيين، إنما تعاملوا مع الواقع كما هو، باستثناء الإمام الحسين (ع) الذي خرج عن هذا السياق، واختط مساراً جديداً في واقع الأمة من خلال الحركة التي قام بها بعد سكون طويل.

فلماذا نهض الإمام الحسين (ع) بالذات بهذه الحركة وتحمل أعباءها الثقيلة؟

من الطبيعي أن حراك الأئمة (ع) وعدم حراكهم، يعني مجموعة من المفردات، تشكل منظومة واحدة، لا يغير من معالمها، ولا ينأى عن واقع الحق فيها أن يكون هذا قد نهض، وذاك لم ينهض، لأن الهدف واحد وواضح وبين، غاية ما في الأمر أن الوسائل تحكم بظروفها، فالظروف الزمانية لها قيمتها، والمكانية كذلك، والشخص الحاكم أيضاً.

فالإمام علي (ع) لم ينهض بحراك تصادمي، إنما كان يتحرك ضمن حدود المساحات المتاحة في تأسيس القاعدة الأصيلة التي على أساس منها يحصل التغيير متى ما اجتمعت العناصر فيما بينها.

والذي حصل أن الإمام علياً (ع) أُجبر على الحرب، ولم تكن خياراً له، كما هو الحال في صفين والنهروان، ومن قبلهما معركة الجمل. فقد أراد للأمة أن تراجع الحسابات وتصحح الأخطاء وتدير ظهرها للماضي وتستشرف القادم من الأيام، وتطوي صفحات وتفتح أخرى جديدة، لكن الأمة أصرت إلا أن تكون تلك الأمة التي تشبعت بموروث ربع قرن من الزمان، فكان هذا الوقت كفيلاً بأن يقلب الكثير من المعادلات، وأن يحدث الضغائن في القلوب ويثيرها بوجه علي (ع).

أما الإمام الحسن (ع) فلم يكن الحال معه أفضل مما هو عليه مع الإمام علي (ع) حتى بعد انتقاله إلى الكوفة. ففي المدينة لم يحرك الإمام علي (ع) ساكناً، ولم نجد دليلاً تاريخياً أن علياً (ع) أراد حراكاً في المدينة المنورة، بل لم يتحرك في السر ناهيك عن تحركه في العلن، ولو تحرك في السر لذكر لنا التاريخ شيئاً من ذلك، ولكانت المترتبات عليه من الضرائب من الثقل بمكان، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل.

نعم، قام بإعداد مجموعة وكوكبة من أركان الصحابة من أجل إحداث التغيير في واقع الأمة سلوكاً وثقافةً.

فالإمام الحسن (ع) ورث تركة ثقيلة وخطيرة جداً هي عبارة عن مجتمع ممزق اسمه الكوفة. وكان الإمام علي (ع) قد اختار الكوفة عاصمة للخلافة الإسلامية على حساب المدينة، وكان هذا الاختيار في حد ذاته يعني فيما يعنيه لدى أهل المدينة من مهاجرين وأنصار، الاستدارة عما كان مرسوماً.

لقد كان الإمام علي (ع) ينظر إلى المستقبل، ويسعى أن يجعل من الكوفة محط نظر للمسلمين، لأنها مدينة موعودة لتكون العاصمة للدولة الإسلامية الكبرى التي يقيمها الخلف الباقي من آل محمد (عج). لذلك انتقل إليها واعتنى بها عناية كبيرة.

إن أهل المدينة من مهاجرين وأنصار لم يكونوا من الغباء بمكان، إنما كانوا يقرأون ما وراء السطور، وإذا ما أردنا أن نقرأ التاريخ قراءة صحيحة، فعلينا أن نعطي لجميع الأطراف حقوقهم. أما أن يكون هذا الأمر فيه رضا لله أو لا فهذا شأن آخر. فقراءة التاريخ تستدعي التجرد عن ذلك، وأن نقرأه كما هو. فهنالك لغة المصلحة، وهي سيدة الموقف، إذ يباع الدين من أجلها، وفي كلام الإمام علي (ع) فقرات كثيرة ترشد إلى هذا الجانب.

لقد غادر الإمام علي (ع) إلى الملكوت الأعلى، وبقيت الكوفة مجتمعاً مهلهلاً، لا يعرف ما له وما عليه، وخير دليل على ذلك أن الإمام علياً (ع) لم يشيعه في الكوفة إلا نفر قليل، إذ خرج به الإمام الحسن (ع) إلى الغري تحت جنح الظلام، في الهزيع الأخير من الليل، وهذا أشبه بما حدث للزهراء (ع) مع الفارق الكبير في الظروف، فهذا علي خليفة المسلمين، يشيع في عاصمة الخلافة، فما الذي حصل؟ وأين الجنود المجندة؟ وأين الألوف المؤلفة، وأين الجنود الذين قاتلوا في الجمل وصفين والنهروان؟.

فالإمام الحسن (ع) جاء على هذه الحالة وتلكم الأنقاض، فلا بد أن تجري الأمور كما أرادتها الزعامة في الشام، فانتهت إلى ما انتهت إليه، حيث هادن الإمام الحسن (ع) معاوية.

والإمامان الحسنان (ع) إمامان إن قاما وإن قعدا، وهذا نص كلام الرسول الأعظم (ص) فالنتيجة واحدة في النهوض أو عدمه. والإمام لا يُعلَّم ما ينبغي أن يقوم به، لأنه عندما يتحرك أو لا يتحرك فإنه يمثل إرادة السماء في الأرض، ولكن أليس من حقي وحقي الآخرين أن نقرأ الأحداث ونزاوج بين مفرداتها ونخلص إلى نتائج؟ لا شك أنه لا بد من ذلك، فمشاكل الأمة وانهياراتها وضياعها سببه الأول عدم إعطاء النفس الفرصة الكافية في غربلة الأحداث والإفادة من سنن التاريخ التي تقدمت.

لقد عاش الإمام الحسين (ع) إلى جانب أخيه الحسن (ع) ثم عاش بعده عشر سنوات، كل ذلك لم يحرك فيه ساكناً، وكانت الخلافة في الشام.

أسباب نهضة الحسين (ع):

فلماذا انتظر الإمام الحسين (ع) كل هذه الفترة الطويلة ليعلن الثورة على الحاكم آنذاك؟

هنالك مجموعة من الأسباب التي دعت إلى ذلك، منها:

1 ـ أنه رأى أن الأمة قد تراجعت في جانبها الإيماني بشكل لا يمكن أن يتحمل بأي وجه من الوجوه، فلا بد من إحداث صدمة فيها، علها تستيقظ، وإن كلفه ذلك نفسه الزكية.

إن قرابة نصف قرن من الزمن أو أكثر كانت كفيلة بأن تذهب الكثير من تأسيسات النبي (ص) أدراج الرياح، لأن المسؤول الأول عن توجيه السواد الأعظم من الناس هو الدينار والدرهم، بحسب قول الإمام أمير المؤمنين (ع) وليس الحق والحقيقة، ولا العدل والعدالة، ولا الهدى والاستقامة.

2 ـ إن المجتمع الكوفي المهلهل، على ما كان عليه من خلخلة كان يمارس ضغطاً شديداً على الإمام الحسين (ع) كي ينهض ويحدث التغيير من أجل الإصلاح. وقد كان ذلك المجتمع بمسيس الحاجة أن تجرى له العلميات الجراحية في جميع جوانبه.

فبعد أن وصلت إلى الحسين (ع) لم تكن له مندوحة ولا مناص من التحرك، بل إنه لو لم يتحرك لقلنا اليوم: لماذا لم يتحرك مع وجود الجنود المجندة؟ وهذا منطق الناس بشكل عام. فنحن ننظر من زاوية واحدة، أما الإمام المعصوم فينظر من زوايا متعددة. فالإمام الحسين (ع) يلاحظ المصلحة العامة، أما غيره فلا يلحظ سوى المصلحة الخاصة.

3 ـ أن الدولة الأموية استشرى ظلمها، بشكل لم يكن مسبوقاً من قبل، فالسلطة الأموية في الشام يستثنِ ظلمها أحداً، وخير دليل على ذلك أن الكعبة المشرفة لم تضرب بالمنجنيق إلا في عهدهم، ولم يولَّ الحجاج أمر الأمة إلا في عهدهم، وغير ذلك من الشواهد.

ورغم أن الإمام الحسين (ع) سعى لتغيير المسار إلا أن الأمة لم تقبل منه ذلك، والشاهد على ذلك أن قلةً قليلة وقفت إلى جانبه ونصرته في ذلك، لم يتجاوز تعدادها المئة ما بين الأنصار وأهل البيت.

والتساؤل هنا طويل عريض، لا عن الأنصار فحسب، إنما عن بني هاشم المحسوبة على قريش، فأين هم عن نصرة الإمام الحسين (ع)؟ وأين غيرة العرب وشيمتهم ونخوتهم، ناهيك عن الإيمان والدين؟ أين محمد بن الحنفية، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، وغيرهم؟ بل إن البعض كان يحاول ثني الإمام الحسين (ع) عن عزمه على التحرك.

فمن يسأل عن تخلف أهل المدينة أو مكة أو الكوفة أو سائر الأمة عن الإمام الحسين، لا بد أن يسأل أولاً عن تقاعس المقربين منه من أبناء عمومته، فأين حبر الأمة وغيره؟

إن الأمة لم تكن تريد الحق، فطريق ذات الشوكة ثقيل ومكلف، فيما يبحث الناس عن الدعة والرفاهية والراحة.

فالدولة الأموية بلغت من الظلم حداً لا يطاق، إذ كانت تلاحق على الأسماء، فمن كان اسمه علياً، تبركاً باسم أمير المؤمنين (ع) يصبح مجهول المصير، وكذلك من كان اسمه الحسن، فالسجون والطوامير كانت تلتهم من تلتهم من هؤلاء. وها أنت ترى قبور أهل البيت وأتباعهم في أقصى بقاع الدنيا، وفوق رؤوس الجبال، وفي مهاوي الأودية، وها هو يحيى بن زيد يقتل في حدود أفغانستان، وتحرق جثته، ويسار برأسه إلى جرجان، وعلى هذه فقس ما سواها.

والإمام الحسين (ع) يختصر لنا الطريق فيقول: إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. ولكنك تجد اليوم بعض الأقلام المشبوهة والحناجر المدخولة، تقول: إن الإمام الحسين (ع) خرج طلباً للملك، وقتل من أجل ذلك. في حين أن الإمام الحسين (ع) يقول بنفسه: ما خرجت أشراً ولا بطراً، ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي.

عاشوراء بين الأمس واليوم:

إن بين عاشوراء بالأمس وعاشوراء اليوم مسافات شاسعة، فكيف كان عاشوراء؟ وكيف نعيشه اليوم؟

بالأمس كانت دائرته ضيقة جداً، أما اليوم فقد اتسعت. وبالأمس كانت المراسم تجرى في الزوايا والتكايا، أما اليوم فصارت تنقل عبر الهواء مباشرة. أي أننا بالأمس في حالة واليوم في حالة أخرى جديدة. وهذه الحالة الجديدة تستوجب الكثير من الأمور، فما كنا نتسامح فيه بالأمس لا يمكن أن نتسامح فيه اليوم، وما كنا نعتقد بالأمس أنه يطوى وتطوى صفحته، ربما أصبح اليوم يمد وتنشر صفحته.

فعاشوراء السلوك بالأمس، وعاشوراء المعرفة، والتطلع كلها ثوابت تفرض وجودها اليوم، فما هو سلوكنا مع الحسين (ع) في عاشوراء؟ وما الذي نريده نحن من الإمام الحسين (ع) وما الذي يريده الإمام الحسين (ع) منا نحن؟ هل أن سلوكياتنا منسجمة مع السلوكيات  التي أراد لها الإمام الحسين (ع) أن تسود الساحة وسقاها من نحره الشريف ودمه الطاهر المقدس أو لا؟

وكذلك في انتمائنا للإمام الحسين (ع) لأن الانتماء للحسين (ع) لا يعني اللطم على الصدور فحسب، ولا تطبير الرأس، ولا المشي إليه، إنما الانتماء له في مبادئه وقيمه وأهدافه. فما عسى أن تستفيد الأمة ممن يصبح ويمسي لاطماً أو ضارباً أو معزياً، وهو يعيش الردة في داخله، والضياع والشتات مع أهله، والتقصير مع مجتمعه، والتسبب في هدر أهم طاقات الأمة، فالإمام الحسين (ع) إنما نهض في سبيل المبادئ الحقة السامية والقيم النبيلة، فالحسين (ع) قيمٌ ومبادئ وهو عين النبي محمد (ص) فهو القائل: حسين مني وأنا من حسين.

فمن لم يقتبس من نور الحسين، ولم يعش حركته، تجده على شفا جرف هارٍ، وإن قدم ما قدم من التعزية.

فهل نهض الإمام الحسين (ع) من أجل أن نضرب الصدور وندمي الرؤوس فقط؟ هل كان هذا هدفه لنقول: إننا إذا قمنا بذلك فقد برأت ذمتنا؟

إن هذه الفعاليات كلها لا تعني سوى أننا ابتدأنا تواً، وما هي إلا على هوامش الحدث. فقد مات الإمام الحسين (ع) في كربلاء جائعاً عطشاناً غريباً مظلوماً، أما نحن فلا يكاد ينتهي اليوم العاشر حتى ينتهي كل شيء، وتتلاشى حالة الحزن بالكامل.

إن الحسين (ع) وآل الحسين أرادوا أن يتحرك كل واحد منا بمسمى الحسين، ولكنه حسين الحقيقة.   

ومن حقنا في هذا الصدد أن نسأل: أين مواقع مؤسسات الوقف الحسيني وما هو دورها في مجتمعاتنا؟ إننا نجد أن هناك من يتحايل حتى الخطيب، فلا يراعى أنه يقضي ليله ونهاره ليستظهر قصيدة أو يهيئ موضوعاً، أو يرتب المصيبة، في حين أن الوقوفات موجودة، وإذا عززت الموقع المادي للخطيب، فلا شك أنه سوف يتطور في جانبه المعنوي، واستطاع أن يقدم الأفضل.

إن الوقف يفترض أن ينفق في ما ينفع ويثمر، وها نحن نراه في إيران يثمر.

وكذلك الحال في النذور. ونحن نعرف أن أفضل نذر هو الصيام لله ثلاثة أيام لقضاء الحوائج، وقد نزلت بسببه سورة الدهر، وهو نذر الإمام علي والزهراء والحسنين عليهم السلام. لكننا نرى أن بعض النساء تنذر نذراً والزوج في وضع مادي دون مستوى المحدود.

ثم ما هو المستند الشرعي للولايات الشرعية على الوقوفات، وحالة العشوائية والتوريث؟ هل هو سلطة الولي؟ أو الغباء الذي يلف بعض جوانب المجتمع الذي يرضى بمثل هذا الواقع المرّ؟

فيا أيها الأب المؤسس وصاحب الوقف الأول، الذي نفترض أن تكون من أهل التقوى والورع والحب لأهل البيت (ع) ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك في الولد، فقد يكون في عدول المؤمنين من هو أفضل منك أنت في تقواه وورعه، فضلاً عن ولدك، فلم لا يقدَّم؟  

لذا فإننا عندما نقول: هذا وقف للإمام الحسين (ع) فإن في الكلام مسامحة ومجازية.

ففي إحدى الحسينيات حدثت إشكالية وخلاف، لم يصل فيها المختلفون إلى حل، حتو وصل الأمر إلى إمام الجماعة، ثم إلى القاضي، فلم يصلوا إلى حل. وتطور الأمر حتى رفعوه إلى المرجع، وبعد أن بين لهم الرأي الشرعي في المسألة، خالفوه ولم يذعنوا حتى لحكم الشرع.

فلم تدار هذه الوقوفات من حسينيات ومساجد وغيرها بإدارات؟ فإن ذلك أسلم وأريح وأكثر ضمانة للاستمرار، وأكثر مصلحة للجميع.

من هنا لا بد لنا أن نسأل: هل تستطيع المرجعية أن يكون لها موقف من ذلك؟ ولو أنها اتخذت موقفاً هل يمكن أن تصل إلى نتيجة؟ وما هو دور أئمة المساجد في ذلك وموقفهم؟ وما هو دور إمام الجماعة؟

وما هو دور الحوزة العلمية؟ أما آن لها أن تستيقظ من نومها العميق وسباتها الطويل، وتتدخل في مفاصل قضايانا؟

وكذلك القضاء، الذي ترجع إليه الكثير من القضايا في الأوقاف والمواريث، فهل يمكن أن تكون لهم كلمة؟ أليس من الممكن أن يتدخلوا في اللحظة المناسبة؟

وأخيراً الجمهور، فلا قيمة للوكيل ولا لإمام الجماعة ولا للخطيب إلا بجمهوره، فهذه الشريحة المهمة ألا يفترض أن يكون لها قيمة وحضور؟ فأين قيمتها وحضورها؟.

إن بعض الخطباء لا يستطيع أن يقول كلمة الحق، ولا يذكر الرواية التي لا تتلاءم ولا تنسجم مع الولي.

لذا نجد في الحديث أن نفس المهموم لظلمهم تسبيح، أي أنه مهموم لما جرى ويجري عليهم، وما يحدث من التآمر على مدرستهم، والمصادرة لأهدافهم. كما أن همه عبادة، أي أن من يهتم لأمورهم، ويحاول إصلاح ما يمكن، هو بمنزلة العابد.

ثم إن كتمان سرهم جهاد، وهذا الزمن هو زمن الكتمان والتقية، لا كما يحاول البعض أن يصور لنا أن الأمور على خلاف ذلك، فكتمان سرهم جهاد.

أسأل الله لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.