نص خطبة: في رحاب الامام الحسن عليه السلام

نص خطبة: في رحاب الامام الحسن عليه السلام

عدد الزوار: 417

2014-12-04

عن سلمان المحمدي (رضوان الله تعالى عليه) قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني ومن أحبني أحبه الله ومن أحبه الله ادخله الجنة ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار»[2]

في رحاب الامام الحسن (ع)

ذكرى شهادة الامام الحسن (ع) السبط الاول للنبوة، هذا الامام العظيم الذي يجسد ارقى درجات الحكمة في وسط امة مضطربة كموج البحر، نحن اليوم في مسيس الحاجة ان نقرأ حياته، ان نتوقف عندها، وان نستفيد منها دروسا، وبضني لو اننا ومن تقدمنا أعطينا لحيات الامام الحسن ما تستحق من العناية بحثا وتحقيقا واستخلاصا لتجاوزنا الكثير من المحطات التي بتنا نتوقف عندها وندفع الكثير من ضرائبها، الامام الحسن (ع) محل اتفاق بين المسلمين خلا ما كان في دمشق الشام ايام معاوية، فان الامور تختلف تماما ولا غرابة في ذلك لأن الموروث له قيمته، ولان الموقف له قيمته، ولان الاستحواذ له قيمته مسارات تتصارع في نفسية رجل ما عسى ان يصدر منه الا ما صدر، عبدالله ابن عمر بن الخطاب صحابي معروف ومحدث كبير له مواقفه من اهل البيت عليهم السلام التي لا يمكن ان يغض الطرف عنها، بطبيعة الحال مواقف سلبية بالمطلق، هو الذي امتنع عن البيعة لعلي (ع) ولكنه لم يتردد في تقديم البيعة للحجاج ابن يوسف الثقفي هو الذي يروى الرواية عن النبي (ص): «من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية»، بالنتيجة هو كبير عند الكثير من فرق المسلمين بل المؤسس لمجموعة او لمنظومة من الاحكام التي لا زالت الى يومنا تقرأ وتبحث وايضا يطبق بعض الفروع على اساس منها هذا الرجل على ما يحمله عندما يقف امام الامام الحسن (ع) لا يجد امامه مجالا الا ان يقول ما ينبغي ان يقال في الامام الحسن (ع) يقول ابن عمر: اهل العراق يسالون عن الذباب يقتل في الحرم وقد قتلوا ابن بنت رسول الله وقال النبي (ص) هما ريحانتاي من الدنيا في نص آخر من الأمة صاحب السنن الترمذي يأتي بهذا الحديث لا يعقب لا يبين يعني يرسله ارسال المسلمات[3] انت تسأل من هؤلاء اذا كانوا يروون مثل هذا الحديث وما هو اكثر وضوحاً وجلاءً كيف لا يميلوا لأهل الحق كنا نقرأ ونتوقف، ننتنظر، نتأمل اليوم اصبحت الامور واضحة، بينة كثير من المواقف المستغربة اصبحت هي اليوم من الوضوح بمكان من خلالها يسهل علينا قراءة بعض القضايا وبعض الحوادث التي عبرت التاريخ ووصلتنا عبر اقلام معروفة التوجه والانحدار. رجل آخر هو ايضا من عبيد الله هو عبدالله ابن الزبير هذا الرجل الذي لا اعتقد احد لم يقرأ عنه، رجل له موقف حيال اهل البيت عليه السلام، هذا الرجل ايضا عندما يأتي للامام الحسن (ع) يجد نفسه امام قامة سامقة لا يمكن ان يرموا ببصره الى اقصاها، هذا الرجل يقول: «والله ما قامت النساء عن مثل الحسن ابن علي في هيبته وسمو منزلته»[4]! لكن هل تسأل يا بن الزبير ايها المقتول بحكم الامويين لماذا قتل وكيف قتل وما هي اهدافه في الحركة؟ لكن التاريخ معلب، فاقد للصلاحية، او مكشوف عبثت فيه الرياح هذا هو تاريخنا، والمأساة تكمن ليس في التاريخ بقدر ما تكمن فيما نضيف نحن اليوم من وريقات لذلك التاريخ هذه هي المأساة هنا والا تلك احداث قضت ومضت لها ما لها وعليها ما عليها، قسم منها اضاء الوجود، وقسم منها ابى الا ان تعيش الامة الظلمة، لذلك عندما نسمع بان الحسين مصباح الهدى، فاذا ما جردت الدنيا من الحسين ماذا ستكون؟ لا نور فيها ولا قيمة لها، من النعم الكبرى على الامة الاسلامية قاطبة ان ضحى الامام الحسين بما ضحى، ولو لم يضحي لضحت الامة بمجموعها دون ان تصل الى شيء لكنه الحسين سلام الله عليه، كلنا يعلم ان الامام الحسين في حركته ترجم المواقف التي اقرها الامام الحسن (ع)، لولا الامام الحسن عرّى من كان خليفة على الشام من خلال تلك الشروط التي املاها الامام الحسن بادئ ذي بدء لكانت ثورة الامام الحسين لا تعطي ما اعطته وما كان قد كتب لها من الخلود والبقاء كما كتب لها اليوم، هما حلقتان متصلتان، الامام الحسين (ع) هو الذي قدم لنا معطيات الوقفة الحسنية واستطاع ان يصل بالامة والحمد لله على كل حال ان كنا ننشد العدالة المطلقة العامة فلا عدالة على وجه الارض الا ما يقوم به الخلف الباقي من آل محمد.

صلح الامام الحسن (ع)؛ الأسباب والعوامل:

جيش متزلزل

البعض يقول لماذا الامام الحسن دخل في الصلح أو المهادنة أو تهدأت الأوضاع الفرصة مهيأة له أكثر من الإمام الحسين، الإمام الحسين مجموع من تحرك معه نيف وسبعين، فمن السهل ان يجند الإمام الحسن (ع) نيف وسبعين، هو الإمام الحسن (ع) في أحدى رسائله ينص لمعاوية بالعدد يقول: «إني قادم إليك في اثني عشر ألف...»؛ اذن العدد ضخم، القرآن الكريم لم يمتدح الكثرة في مقام من المقامات ،كذلك السنة المطهرة أيضا لم تمتدح الكثرة ولم تنتدب إليها إلا في مجال واحد: ﴿فَليَتَنافَسِ المُتَنـٰفِسون[5] يعني باب الخير والآخرة، الجيش الذي خلفه الإمام علي (ع) وراءه يعيش الشيء ونقيضه أصلا لو كان الجيش الذي كان ملتف حول الامام علي (ع) على حال واحد، بمعنى ان يكون علوي الهوى والمعتقد لانه لا يكفي أن يعيش الإنسان هوى، حبا، ميلا، رغبة، بل لابد وان يكون هنا لكم اعتقاد، رسوخ، ثبات متى ما عرف الإنسان انه على هذا المستوى وبهذه الدرجة عندما يكون مع القضية المعاكسة يسأل من نفسه أين يكون؟ قبلها، فيها، او بعدها، إذا خلص إلى نتيجة بعد التقسيم، حينئذ يحكم على نفسه انه من الجيش الذي خلف للإمام الحسن من تركة الإمام علي (ع) أو من تلك الكوكبة التي يفديها الإمام الحسين بنفسه يقول لهم: أقدموا فداكم نفسي كان يقول لأصحابه الإمام الحسن ربما في جيشه تفتش فلا تجد من يستحق هذه المقولة من الإمام المعصوم، الإمام الحسن ورث هذا الجيش الطويل العريض أعداد كبيرة لكنها على سنة «قلوبنا معك وسيوفنا عليك» في المعظم حقيقة الجيش كان نمطه خوارجي، الخوارج في النهروان الإمام علي (ع) كافح جرثومتهم، لكنه لم يقضي عليهم حتى في النص «لا يقتلون منا عشرة، ولا ينجو منهم عشرة»[6] ربما نجى تسعة او ثمانية اقل أو أكثر لكن بذيرة السوء الموجودة اليوم هي من تلك البقية المتبقية قد يسمون بمسميات فلان جهة او فلان جهة لكن بالنتيجة هي هذه هي نفسها أبناء من تبقى من النهروان فالإمام الحسن هل يمكن أن يعتمد على هؤلاء الذين كانوا يتقربون إلى الله بقتلهم لعلي (ع) احدهم يقول: «لا نجوت ان نجي علي من سيفي»، وآخر يقول: «والله ان أمكنني من علي لأضع الرمح في جبهته»، هذا واقع الخوارج كان وهذا تعاملهم مع الامام علي (ع) الذي هو بالتالي كان الخليفة الأول، الإمام الأول، الوصي الأول بمنطق السماء وتطبيق الارض وعلى يدي الرسول الأعظم شيء والخليفة الرابع عند عموم المسلمين شيء آخر، لكن بالنتيجة خليفة على المسلمين عامة وإذا بهم يتقربون إلى الله بقتله، هؤلاء كانوا في ضمن صفوف جيش الإمام الحسن سلام الله عليه لذلك آلت الامور الى ان يقولوا لمعاوية إن اردت ان نسلمك الحسن يدا بيد أسلمناك إياه، يعني لا توجد عندنا اي مشكلة في تسليم الامام الحسن يدا بيد، يقال بان الإمام الحسن تنازل عن الخلافة لفلان! أنت مسلم اسأل لماذا تنازل عن الخلافة لم نشاهد أحد من الخلفاء الذين تقدموا عن الحسن تنازل أحد منهم، الخليفة الاول مات، الخليفة الثاني قتل، الخليفة الثالث قتل، الخليفة الرابع بناء على التقسيم الثاني قتل، آلت الخلافة الى الإمام الحسن (ع) يقول لا الامام الحسن تنازل! تحت أي ضغط تنازل، تحت اي وضع وتحت اي ظرف كان، هل كان الضغط عسكري أو نفسي أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو أو... التاريخ لا يقول لنا لأنه أعتم، لان الأقلام الذي كتبته مأجورة، لا تريد ان تعري فيمن تسبب فيما حصل، هنا الكارثة.

الطابور الخامس، الموالون للدولة الاموية في داخل الكوفة

الجهة الثانية الجماعة الذين يميلون للدولة الأموية، يعني طابور الأمويين الخامس في داخل الكوفة هم كثر يعني الكوفة ليست علوية الهوى بالمطلق لا فهؤلاء الذين لديهم هوى أموي، حس أموي تربوا على الأموال الطائلة خصوصا في أيام الخلافة الثالثة من الراشدين كانت خزانة بيت مال المسلمين مشرعة لهم وشراء النفوس كان واضح وبين، لذلك أنت ترى معظم من يعيش هذا النوع من العنونة لم يكونوا من القبائل ذات القيمة في معظمهم، بل هم من البدويين الجفاة وقتها، لان البداوة اصبحت اليوم حضارة، نحن نتكلم عن تاريخ، فكان سهل أن يشترى، أصلا ﴿اِذا جاءَ نَصرُ الله و الفَتح ٭ و رَاَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ فى دينِ الله اَفواجا[7] هؤلاء لماذا من قبل لم يدخلوا في الدين أفواجا؟ اين هم عن بدر؟ واين هم عن احد وهكذا... هؤلاء الذين دخلوا في دين الله أفواجا خروجهم من الدين كان أسرع، انقلابهم كان اقرب ما أحدثوه هو الذي أرادت ان تشير اليه السماء بعبارة الانقلاب، ما أراد أن يبينه النبي: «ما اوذى نبى مثل ما اوذيت»[8] هذا التفسير المنطقي والطبيعي في نفس الوقت لمجرى الحدث، هؤلاء الموالون فئات، أحزاب، تكتلات يعني لا يوجد بينهم اتفاق على نفس واحد، لذلك أنت تنظر الى شبث ابن ربعي له جماعة، الشمر له جماعة وفلان له جماعة وفلان... مساجدهم في الكوفة إلى اليوم معروفة حتى في كتبنا الفقهية تقرأ كراهة الصلاة في المسجد الفلاني، كراهة الصلاة في ... هذا شيء موجود وليس شيئا جديدا.

أصحاب الرغبات الخاصة

جماعة أخرى؛ أصحاب الرغبات الخاصة الذي يقولون: نحن مع من غلب يعني هو في وقت الطلب لبذل الجهد ومد يد العون والمساعدة لا هو بعيد، لكن في وقت (لنقل المغنم تسامحا هي ليست صحيحة لكن لنقل هذا تسامحا) إذا كان هناك مغنم فعلا لا تراه يدعي اين حصتنا! هو لم يضرب بالسيف، ولا طعن برمح، ولا حرك خيل، لا صال ولا جال بل وحتى لم يكثر السواد، هذه الطبقة كانت تشكل مساحة ليست بقليلة في جيش الإمام الحسن (ع).

أصحاب الضغائن

أيضا هناك جماعة خطرة وخطره جدا ألا وهم أصحاب الضغائن، لأن الإمام علي (ع) في طول المسيرة لتثبيت الرسالة ما من بيت إلا وعلا فيه صوت واعية من سيف علي (ع) هذا ليس معناه أن الإمام علي (ع) لديه حب في سفك الدماء بقدر ما كان عليه المسلمون من العجز والضعف والهون والخوار، بحيث لا يقتل من يقتل وهو على قيمة يعنيها إلا بسيف علي ولا يبقى من له قيمة عند قومه، لذلك تعال وانظر اذا كان هناك بطل يسمونه فارس يعني إذا نزل نزل بألف أو في ألف إلا والإمام علي (ع) هو خاتمة حياته، اقرأ خيبر، تأمل ماذا جرى في خيبر، لماذا اليهود يحقدون على علي إلى اليوم، لضربات سيف علي (ع)، لو ان الإمام علي لم يتقدم وأخذه الخوف كما اخذ من تقدم عليه كانت الأمور طيبة، لكن هذا الشيء ما صار حتى عندما كان يبرز بعضهم وتحدثه نفسه كي يتقدم لأحد أبطال قريش نفس البطل من قريش يقول لا انا لا اتنازل هذا ليس مقامي ان ابارز هذا انتدبوا لي من رجالكم أقواهم لم يخرج الا الإمام علي (ع) يعني حتى لو شخص تحدثه نفسه يعني يطلب مقام او ... نفس الطرف المقابل لا يقبل يقول أنا ما أتنازل لذلك يجب ان يكون شخص يعرف قيمته.، وانا أدعو خصوصا اعزائي وابنائي هؤلاء الذين نعلق عليهم الآمال كثيرا أن يلتفتوا إلى هذه الحيثية، لا ان اي شخص تكلم بكلمتين ندفع معه او شخص كتب سطرين دفعنا وراءه! هناك من يعبث فينا ونحن نتفرج! فبالنتيجة هؤلاء كانوا يتحركون ويجدون لهم مساحة اليوم ايضا اذا كان شخص مقهور من فلان في امر معين تبقى هذه الضغينة الى يوم الدين أينما وجد فرصة اخرج رأسه ورفعه.

الجماعة المتأرجحة

هؤلاء المتأرجحون منطقهم هو هذا: نحن مع من غلب، اليوم الامام علي (ع) غالب نحن مع علي، غدا حسمت الأمور لصالح معاوية لا هم مع معاوية، لذلك لا تستغرب من اناس كانوا يقاتلون بين يدي الامام علي (ع) لكن اصبحوا سفراء وأمراء وقضاة و... في الشام «ما حدى مما بدا» أمس في الكوفة اليوم في الشام متأرجحون، هؤلاء المتأرجحون تقف وراء تأرجحهم عوامل منها؛ أصحاب النعرة القبلية والمناطقية؛ مثلا الجيش من البصرة الأمور إلى أهل البصرة، الجيش من الكوفة الأمر في أهل الكوفة، تجد هؤلاء يتقلبون ذات اليمين وذات الشمالي عزين، وأمثال هؤلاء الجماعة اليوم الدنيا مليئة منهم، من المتأرجحين لا يوجد عنده ميزان لا يملك أصل، ليس لديه قاعدة يركن إليها تلعب به الريح حيث شاءت، الامام الحسن ابتلى بهؤلاء النماذج:؛

إذا غضبت عليك بنو تميم *** حسبت الناس كلهم غضابا

القرآن لابد ان يكون فيهم، كذلك السنة المطهرة، إذا قال شيخ القبيلة انتهى كل شيء، لا تقول قال: النبي، لا تقول قال: علي انتهى شيخ القبيلة قال، اليوم تقول فلان المرجع قال يقول لا شأن لي به ماذا قال فلان! حتى من لا يحسن وضع العقال على رأسه أصبح مفتيا!

الغوغائيون

جماعة أخرى هم الغوغائيون هؤلاء أتباع كل ناعق، يقول عندي فكرة معينة أريد ان أروّجها، اين يروجها عند الغوغائيين الذين ليس لديهم عمل وهم تكتل معين وسلطة إعلامية بايديهم تجعل من الباطل حق ومن الحق باطل، هؤلاء لم يدفع لهم ثمن هم بهذا الشكل، لذلك يساقون كقطيع الغنم والغنم الذي يساق هو لا يدري اين يذهب به هل الى المذبح او الى المعلف أجلكم الله، هؤلاء  مثلهم كمثل الغنم، لكن صوتهم عالي، نبرتهم عالية، لهم جلبة مع التأمل والتريض ينتهي كل شيء لكن متى عندما ما تسود كلمة الحكمة والعقل والوعي ينتهي كل شيء والذي يذهب ضمن القطيع الواحد من حيث لا يشعر يصبح غوغائيا أحيانا تستغرب تشاهد شخص شكله وديكوره واصله ومحتده وفصله تتصور انه كبير لكن يتبين لا هو غوغاء بل أسوأ أحيانا هنالك قلة مخلصة لكنها لا تعيش وعيا هؤلاء ليسوا غوغائيين، يعني الغوغائي يحركون يتحركون، المخلصون بلا وعي لا ليس بالضرورة ان يحركونهم فيتحركون، بل في اغلب الأحيان هذا منطقهم: ما يعنيني هذا، ليس لي علاقة بهذا، ما شأني أنا، بيت يحترق و... هو يقول ماذا اعمل أنا لا يكلف الله نفسا الا وسعها... يعني يصبح المفسر الأول للقرآن والقارئ الأول، والفاهم الأول للرسالة العملية والمنظر الأول، مخلص مؤمن يصلي يصوم كل شيء يسوي لكن تقول له: غيّر، شيل، حط... يقول لا دعنا هكذا اسلم الم ترى الإمام الحسن...، أنا أقول وأنا مسؤول عن كلامي اصبروا سترون الكثير، هناك طاحونة تطحن بنا من الأول إلى الآخر حتى مقام العصمة سوف لا يسلم في يوم من الأيام إذا لم يهب من في عنقه المسؤولية ويقوم بدوره؛ إذا حلقت لحية جارك فاسكب الماء على لحيتك؛ و كلكم تفهمون ما أعني وانا اعرفكم لذلك أنا أراهن عليكم.

الخاذلين

الإمام الحسن (ع) عندما ينجرح ينظر في الساباط لا يجد اثنين يداوون جرحه! من اثنى عشر الف مقاتل، الإمام الحسن يكاتب معاوية ويراهن ولا يوجد اثنين يحملونه من الساباط إلى بيته لذلك هو ينجبر كي يتكئ على احد أصحابه حتى يصل الى البيت، والدماء تنزف من الإمام الحسن، هؤلاء المخلصون الواعون الذين عرفوا ما لهم وما عليهم نحن عندما تمر علينا ذكرى الامام يجب ان نأخذ درسا نحن نشاهد اليوم نعمة وصحة وأرصدة وبحمد الله تخرج وترجع لا يوجد احدا حولك تتعلم مثل ما تريد، تعالج فيما تحب، تسافر، تأتي... الأمور طيبة.

متطلبات الامة في الوقت الراهن:

المحاسبة

نحن نحتاج إلى أمور حتى نتجاوز الواقعة أحدها: المحاسبة الدقيقة البعيدة عن المجاملات، إذا أخطأ فلان قل له اخطأت في المورد الفلاني، راجع حساباتك؛ أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي، لكن ليس بالشتائم والعراك، لا بل بالهدوء، تعال وقل لاخيك: هذا غلط، قف عندك...

الإخلاص

الأمر الثاني الإخلاص لله سبحانه وتعالى في أقوالنا وافعالنا تتعامل مع الله بعد محاسبة أنفسنا مع الآخرين يجب ان تكون معاملتنا مع الآخرين بناء على حساب الله المفتوح، لا لأجل ان يرضى عني فلان، هذا لا يصح نحن محاطون بواقع محلي، بواقع إقليمي له أثره علينا وبواقع عالمي مؤثر على دائرة الإقليم موجب ضغطا على الداخل هذا يطلب من عندنا الحراك أيضا في واحد من ثلاث.

الوعي

الثالثة الوعي أن نكون على درجة عالية من الوعي واليقظة والحذر لكن لا نقصد الحذر الذي خارج دائرة التقنين يعني حذر منبعث من الوعي، بالمناسبة أشير إلى شيء بسيط جدا، رسالة بسيطة؛ مثلاً؛ حصل ما حصل في الدالوة، ورحمة الله على من مضى ومنّ الله على من جرح بالشفاء والعافية ودفع البلاد والسوء عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين وجعلها محفوظة ومصونة إنشاء الله، وردّ كيد الدواعش في نحورهم دعونا من هذا الحدث انتهى اليوم إذا أنا لم أكن واعيا لا استفيد، وإذا لم اكن حذر بوعي ايضا لا استفيد إذا لم أكن واعي كل شيء يضيع واذا لم اكن حذر بناء على وعي ايضا سوف أضيع كل شيء يعني ليس هو يضيع بل انا اضيعه، مثلا مرت سيارة، بعض لوحات السيارة صاحب السيارة أبدلها مثلا بدل المربعات يضع طويلات كي تعطي مظهر أجمل للسيارة و... ستكون مثل هذه الامور داهية سرعان ما يتصل بالشرطة ويقول مرت سيارة من الشارع الفلاني ايها الشرطة تعالوا نحن لا ندري قد تحدث كارثة...، او لا مروا ثلاث أو أربع نفرات ما يعرفونهم أهل القرية ما يعرفونهم أهل المدينة فورا يقول: سيدنا شيخنا مولانا اتصلوا بالشرطة هؤلاء يترددون و... هذا إزعاج للسلطات لا مبرر له، الحذر مطلوب لكن بعد ان تدرس الحالة بدقة ووعي بعدها تتصل لانك انت ستكون مطالب، فمجرد ان يمر أربع او ثلاث لحاياهم طويلة و... بالنتيجة هذا مواطن مثلي ومثلك الحمد لله البلد آمن قطع الله يد من تريد السوء لبلادنا وسائر بلاد المسلمين، إذا أنا درست الحالة مائة بالمائة وجب علي لحفظ النفس، لحفظ الوطن، لحفظ ثبات الواقع العام و... ان اخبر عنه، لا مجرد احتمالات واهية.

الانفتاح على الاخرين

الأمر الأخير هو الانفتاح يجب ان ننفتح أنا ارى انه كلما يمر علينا من حدث يتبين انه نحن منغلقين على انفسنا، لذلك ينعكس علينا، في ثقافتنا، في وعينا، في تعاملنا، في قراءتنا للأحداث، في تجاوزنا للمشاكل يجب ان ننفتح أيها الاحبة لان الدنيا اكبر من ان تحد في قرية وفي مدينة وجماعة وبفئة و... اليوم كل العالم في يدك.

 وقفة قصيرة عند شهادة الإمام الحسن (ع)

الإمام الحسن صالح اتى الإمام الحسين فجر الثورة وحدث ما حدث إلى اليوم الخير بخير، بجهود الإمام الحسن وبتضحيات الإمام الحسين (ع) نحن نعيش هذا المسير لذلك تلاحظون النبي (ص) لا يذكر الإمام الحسن الا مع الإمام الحسين لا يذكر الإمام الحسين الا مع الإمام الحسن (ع) لانه يوجد تلازم بينهما.

ليلة الأحد إنشاء الله ذكرى شهادة هذا الإمام العظيم المجهول القدر مع شديد الأسف المتنكر له المعرض عنه، كريم آل محمد هذا الإمام العظيم هذا الامام يدعونا ليلة الأحد كي لا يكون القبر اظلم والحسينيات والمساجد خالية علينا ان نوقد شموعنا، شموعنا التي نوقدها هي من قبيل الصلاة على محمد وآل محمد، من قبيل الدموع الناطقة الصادقة التي تعرف على من تستهل، فذكرى الإمام الحسن، يدعونا ونحن ندعوكم والامام الحسن (ع) هو الذي يدعوا الجميع.

شهادة السيدة رقية سلام الله عليها

اليوم ذكرى شهادة السيدة رقية سلام الله عليها ورقية طفلة صغيرة عمرها أربع وقيل خمس سنوات من بنات الإمام الحسين (ع) يتيمة؛ ﴿فَاَمَّا اليَتيمَ فَلا تَقهَر[9] هل هذا شعر، لا هو قرآن، هذه الطفلة تجلس في منتصف الليل من نومها مذعورة ترتمي في حضن عمتها زينب سلام الله عليها، تسأل عن أبيها، طاغية الشام يسأل ما هذه الأصوات في الخربة يقال له بان هناك طفلة تبكي على أبيها، عرف أنها بنت الإمام الحسين (ع) فقال وما يسكتها، دعي بها جيء بها سلام الله عليها في نص: أمر يزيد أن يرفع رأس الإمام الحسين في وعاء ويطرح بين يديها ويكشف لها عن وجه أبيها الإمام الحسين (ع) الرأس الشريف الذي حمل من كربلاء الى الشام، والسوط والقضيب عند الخبيث يزيد بن معاوية الذي كسر أسنان الإمام الحسين أمام الطفلة، الطفلة أنّت وصرخت صرخة واحدة وا أبتاه وعندما حركوها وجودوها ميتة، ورقية سلام الله عليها اليوم أيضا في وضع لا تحسد عليه، أسيرة سلام الله عليها، قليل من يستطيع الوصول إليها، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذه الكربة وان يسهل الطريق وان يجعل رقية مستضيفة لنا في حرمها الطاهر النير، نسأل من الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق والمغفرة والرضوان والحمد لله رب العالمين.