نص خطبة: عمارة المسجد بين روح الماضي ونقلة الحاضر 

نص خطبة: عمارة المسجد بين روح الماضي ونقلة الحاضر 

عدد الزوار: 2074

2018-08-02

الجمعة الجمعة 8 / 10 / 1439 هـ

  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ثم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

في الحديث عن الخلف الباقي من آل محمد (ع): «وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عز وجل. كذب الوَقّاتون»([2]).

وفي الحديث المروي أيضاً: «إنما اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمد وأهل بيته»([3]).

قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾([4]).

المسجد في الإسلام:

فاصل من الزمن أخذ استقطاعه، ثم أوقفنا على مساحة جديدة منه. والناجح في الحياة هو من يرنو للأمام ولا يلتفت للخلف، فالماضي بما يحمل من حسنات وهفوات وسقطات ودرجات، يبقى ذلك الزمن الذي لا نمتلك قوة على استرجاعه، أما ما بين أيدينا من الحاضر، وما نستشرفه من المستقبل، فبأيدينا أن نطوّعه، وأن نجعل منه مساحة ننطلق من خلالها نحو الأجمل، وهذا هو حالنا في هذا المسجد المبارك، أن ننظر إلى الأمام، وأن نترك الماضي خلف ظهورنا، فلا تعنينا الملابسات من هنا أو هناك، إنما يعنينا الواقع الذي نحن فيه، والمستقبل الذي نتطلع إليه.

للمسجد في الإسلام أهمية كبرى، ويشغل في كينونة الإنسان المسلم الكثير من المساحات ومنه المرتكزات التالية:

1 ـ بناء الذات: ويكون من خلال اتجاهين:

الأول ـ الأصول العقدية. والثاني ـ الأحكام التشريعية التكليفية المباشرة.

فمن القسم الأول أصول العقيدة التي لا بد أن نقف على حيثياتها. وهي الأصول الخمسة وما يتفرع عنها من الروافد والتشقيقات. فقد لعب المسجد دوراً كبيراً في تأصيل العقيدة في قلوب المؤمنين، ولا بد أن تعود هذه المفردة إلى حركتها من جديد. وأنا هنا أتحدث عن المسجد بالمطلق، ولا أعني مسجداً بعينه، وإن كان لهذا المسجد الذي نتشرف به اليوم ما تعنيه من الخصوصية.

وكذلك الفروع الشرعية التكليفية التي نواجهها ونحن نستيقظ من نومنا لنودع آخر دقائق ذلك اليوم، من الصلاة إلى التكاليف المربوطة بالأشهر أو السنوات، كالصوم والحج والزكاة والخمس وغيرها.

2 ـ البناء الروحي: وهو مسار آخر، وهذا يُبنى على أساس من التقوى والقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أسأل أنا وأنت وغيرنا: ما هي المسارات التي نستطيع من خلالها أن نصل إلى هذا البناء، وتحصيل مقام التقوى في داخلنا؟.

إن صلاة الجماعة من العوامل المهمة والأساسية في بناء روح الإنسان. وقد يسأل سائل: هل هي الصلاة بما هي صلاة؟ نعم، إنها الصلاة بما هي صلاة، ولكن انفراد الإنسان عن الجماعة وصلاته في بيته تحدث في داخله حالة من الانطوائية والابتعاد عن الشعور بالمسؤوليات كما تأتي الإشارة إليه. أما إذا انخرط في جماعة المؤمنين والمسلمين، فيعني ذلك فيما يعنيه أن هذه الحالة من التقوى باتت محصنة، بدليل أنه انسجم في الكثرة من حوله، إلا أن تلك الكثرة لم تعطه إلا القوة والثبات والاستقرار على المبدأ والأصل وما رافقه.

3 ـ مجالس الذكر: فمشاركة المؤمنين مجالس الذكر التي تقام بين الفينة والأخرى تسهم أيما إسهام في شغل مساحة بناء الذات.

أقول لأحبتي جميعاً: نحن نقضي الكثير من الساعات في الكثير من المجالس، إلا أننا أحياناً نستكثر على خطيب جماعة أو مجموعة أن يأخذ منا نصف ساعة، أو أقل بقليل أو أكثر، وكذلك نستكثر على متحدث في حفل يقف على منصة، احتراماً لأهل البيت (ع) ونقلاً لعلومهم ومعارفهم فيما هو في حدود نصف ساعة، تزيد أو تنقص قليلاً. كما أننا لا نتحمل خطيباً يرتقي أعواد المنبر الحسيني لأكثر من نصف ساعة، وهذه مدعاة لأن نراجع الحسابات: لماذا ضاقت صدورنا بما يتعلق بالله تعالى والرسول الأعظم (ص) وآله الأطهار (ع)، بينما نعطي الكثير من الساعات للمباريات الرياضية وغيرها؟ فنحن أحياناً نستعد لمشاهدة بعض المباريات قبل ساعات، ونتابع المباراة لساعتين أو أكثر، ثم بعد ذلك ندخل في التحليل والمناقشة، وكأن كل واحد منا له الخبرة والتجربة والشهادة الطويلة العريضة، حال أننا لا نملك من ذلك شروى نقير، ولا نسأل أنفسنا: كم نحلل من خطب خطبائنا، ومجالس ذكرنا، والمواعظ التي نسمعها، كي نسأل بعد ذلك: ما هو انعكاسها على سلوكنا وتوجهاتنا وعطاءاتنا؟

وكذلك المجالس القرآنية التي أنسنا بمحافلها في رمضان الكريم، وننتظرها لسنة كاملة كي نعيش من جديد. فأين يكمن الخلل؟

لو عرضنا هذا السؤال على جمع من المؤمنين هنا أو هناك، وقلنا لكل واحد منهم: لقد قرأت شطراً من القرآن في شهر رمضان، فما هو الشطر الذي قرأته بعد رمضان، وأنت تودع أسبوعه الأول؟ أليس من حقي وحقك أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وفاء للشهر الفضيل الذي جللنا بقدسيته ونوره في جميع جوانب حياتنا؟

وكذلك مراسيم ذكريات أهل البيت (ع): فربما أعطينا قليلاً من وقتنا لمجالس الإمام الحسين (ع) في شهر رمضان، لعادةٍ اعتدناها، أو لنلتقي في مساحة يلتقي فيها الآخرون. لنسأل بعد ذلك: هل لنا علاقة بهذه المجالس؟ وهل نسعى لتأسيسها ومواصلتها والحضور فيها؟

أيها الأحبة: إن المساجد والحسينيات لا تضاف للأشخاص، وعندما نحضر في المسجد أو الحسينية  فلا نحضر لأشخاص بأعيانهم، وإن كانوا أولياء عليها شرعاً أو قانوناً. فالمساجد لله، والحسينيات لأهل البيت (ع) فعلينا أن لا نضع حاجزاً بيننا وبين مسجد أو حسينية فلا ندخله لأن القيم عليه فلان، أو أن إمام الجماعة فيه فلان، وإنما علينا أن نستوعب الآخرين.

فالنبي الأعظم (ص) في واحدة من مفردات النجاح في مسيرته، وجانب من جوانبه، أنه وجد مجتمعاً صحابياً منفتحاً على جميع ألوان الطيف من حوله، لذلك استطاع أن يرسي قواعد المحبة والألفة والسلام والتعاون بين نسيج ذلك المجتمع، الذي لم يتفق آنذاك على ديانة واحدة أو مسار واحد، أو توجه واحد، أو رغبة واحدة، فكيف بنا ونحن أبناء الدين الواحد والطريقة الواحدة المضافة لمحمد وآل محمد (ع).

ومن الأمور التي نأمل أن نكون قد خلفناها وراء ظهورنا، لنستقبل ما هو الأفضل، أن لا نضع حاجزاً بيننا وبين مسجد أو حسينية هنا أو هناك. نعم، يعنينا أن ننهض بهذا المشروع، أو هذا المسجد، لأن الجهود بُذلت من أجل أن يصل إلى ما وصل إليه، ولولاكم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. وأما أنا فلا أعدو أن أكون خادماً، وأتشرف بالخدمة لأصغر فرد من أبناء مجتمعي ووطني. وهذا وسام شرف أضعه على صدري.

ضوابط العمل الناجح:

إن البناء العام ـ وهو أشمل مما تقدم ـ يبنى على أمور، أهمها:

1 ـ الشعور بالمسؤولية الذاتية: ونعني بها المسؤولية أمام أنفسنا أولاً وبالذات، فعلينا أن ننظم الأمور في عقد، وأن نوزع أدوارها، على أن نجعل المقدم منها هو الأهم، أما ما يكون مهماً أو أقل أهمية، فيُرجأ إلى ما بعده. وما كان من الأمور لا يدخل في مساحة الأهمية، فعلينا أن لا نلتفت إليه لأنه لا يعنينا. والكبير الخبير الواعي الفطن المؤمن الذي لا تلتبس عليه الأمور، هو ذلك الذي لا يلتفت للصغائر من الأمور، إنما يسعى وراء كبرياتها، فالكبير لا يرضى أن يصدر عنه إلا الكبير.

2 ـ المسؤولية أمام الأهل: فنحن أمام آباء وأمهات، يحتاجون منا الرقة والدفء والحنان والتواصل وإبراز المحبة وتقديم ما يأملون أن يقدم لهم، فقد قدموا الكثير، وهم في أواخر أعمارهم لا يطلبون منا كثيراً، فليس سوى السلام والتحية، وهي أمور بسيطة جداً. فعلينا أن لا نغفل هذه المسؤولية أمام آبائنا وأمهاتنا والكبار من أبناء مجتمعنا الذين قطعوا أعمارهم، ولولاهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فهم سبب طبيعي في وجودنا، وسبب من أسباب ترسيخ العقيدة والإيمان أيضاً في نفوسنا، فقد حملوها أمانةً ووضعوها في أيدينا، وعلينا أن نراعيها ونحفظها، ورحم الله ذلك الشاعر حيث يقول:

لا عذب الله أمي إنها شربت   حب الوصي وغذتنيه في اللبن

وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ   فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ

 ثم الشعور بالمسؤولية تجاه ذوي القربى، فالأقربون أولى بالمعروف في كل شيء، في الجانب المادي والجانب المعنوي. فالإمام زين العابدين (ع) يقول في دعائه: وأعزني في عشيرتي وقومي. فعلينا أن نتمسك بعشائرنا، والإسلام لم يلغِ العشائرية، ولم يسقط القبلية، إنما قننها، ووضعها في الاتجاه الصحيح، وضمن حدود وضوابط الشريعة المقدسة التي جاءت من أجل مصلحة الإنسان.

3 ـ المسؤولية الاجتماعية: وهو مورد مهم من موارد الشعور بالمسؤولية لا بد أن نلتفت إليه، ونعني بذلك المجتمع بجميع مكوناته، من الرجال والنساء والكبار والصغار والشباب، فهذه المنظومة المجتمعية علينا أيضاً أن نرتب عليها أثراً من الشعور بالمسؤولية تجاهها.

إن هذه المسؤولية أيها الأحبة تبحث عن مصاديق تفرض نفسها، فعلينا أن نتكامل علمياً، فمن كان لديه تقصير في مرحلة من المراحل عليه أن يحاول إكمال النقص والتقصير، وهنالك فئة أخرى لديها القدرة أن تنهض بها، فعليها أن تمد يد العون للفئة الأولى.

يتصور البعض أن الصدقة في المال فقط، حال أنه لون من ألوان الصدقة، وطريقة من طرائقها، فهنالك الكثير من الأمور المعنوية التي نستطيع من خلالها التصدق، وربما تكون هي الأثقل في حساباتنا يوم القيامة، ففي إماطة الأذى من الطريق صدقة، وأي أذى أكثر من أن يكون أحد الشباب غير موفق في دراسته، ونحن نمتلك القدرة على انتشاله مما هو فيه، ثم لا نقدم له الصدقة؟ فعلنا أن نقدم هذه الصدقة، لا سيما من قبل جيل الأساتذة الذين يشغلون مساحة مهمة، ولهم موضع قدم راسخ في الكثير من جوانب مجتمعنا، فهؤلاء أمانة في أعناقنا، وعلينا أن نتعاون في هذا المسار.

وكذلك المسار الاقتصادي، فالجميع يعلم أننا في مرحلة تحتاج إلى التأمل والتريث والتوقف، وإلى الكثير من المحاولة في مدّ الطرق والجسور والأنفاق، والمحاولة مع أطياف المجتمعات من حولنا كي نتكامل ونرشد، ونتحول من مستهلك إلى منتج، فالمنتج لم يأت إلى الدنيا منتجاً، ولم يأت العاطل للدنيا عاطلاً، فالله تعالى بسط الرزق لجميع العباد، لكن العباد فيما بينهم يتشاطرون الأمر، إما على مستوى العدالة أو على مستوى الظلم والجور والتعدي، ولكن بالنتيجة علينا أن ننسجم في هذا الاتجاه.

وهنا أحث الشباب وأدعوهم إلى الكثير من ورش العمل، واستضافة من تقدموا وقطعوا مشاوير في مساحات الاقتصاد، سواء على نحو الصعيد العملي والمباشرة، أم على نحو الفكر والدراسة والتنظير والأكاديمية حتى نسمو.

لقد مررنا بمرحلة لم يخرج منها سالماً إلا القليل، وهي مرحلة الأسهم، وصدقوني لو كانت الساحة قد دخلت الأسهم على أساس العلم والمعرفة لما حصل ما حصل، لكنها دخلت خلف مجموعة من الشعارات والخطوط التي لم تعِ إلى أي مرحلة تنتهي بها، لذلك انتهت بالكثير من الناس إلى الهاوية. فعلينا إذن أن نتكامل في هذا الملف.

وهنالك ملف آخر مهم، ألا وهو الملف السلوكي فيما بيننا، صحيح أن الخطأ قد يصدر بحقنا من قبل صديق حميم أو رحم، ولكن هل من الصحيح أن نقابل المخطئ بما عمل، فإن فعلنا ذلك كنا وإياه على حد سواء، وهذا ما لا نرضاه لأنفسنا، لأننا نفترض أننا نحمل رسالة، هي رسالة المحبة للجميع، ويفترض أن لا يكون في المحبة تجزئة، فلا أقدم ابن عمي بسبب المحبة على شخص آخر في موطن آخر، إنما يجب أن يجمعنا مع الجميع الإسلام والولاء والوطن الواحد والمجتمع الواحد، وهكذا القواسم المشتركة التي نلتقي عليها، فيفترض أن تسود روح المحبة للجميع، والانفتاح عليهم.

وهنالك اتجاه آخر وهو الوطن، وهو اتجاه مهم، فجميع الأمم الحية الناهضة والواعية لا تجعل قاسمها المشترك الدين ولا المذهب ولا الحزب ولا الفئة، إنما تجعله يتمثل بالمواطنة، فمن كان صحيحاً سليماً في مواطنته، لا بد أن ينفتح على جميع الأطياف من حوله، ولا يعنيني أن يكون المواطن في ذلك الاتجاه أو هذا الاتجاه، إنما يعنيني أن يكون معي على بساط واحد يحترمني وأحترمه على أساس من روح المواطنة، وحق المواطنة فيما بيننا. فمن حقي كمواطن أن أتعبد لله تعالى وفق الطرق التي أراها وأنتمي لها، كما أن من حق الآخر أن يتعبد الله تعالى وفق الطرق التي توصل إليها علماؤه، وهكذا تصب الأمور باتجاه مصلحة وطنية عامة.

فالحرص على المكتسبات العامة للوطن، والحفاظ على مرافقه التي وضعت من أجل المجتمع هي مسؤولية كل فرد منا. فأنا مسؤول عن المستشفى والمدرسة وكل مرفق من مرافق الوطن، وأنت كذلك، ولا يمكنك القول: هذا لا يعنيني، فلو لم تكن هنالك مدرسة لما تعلمت، ولو لم يكن هنالك مستشفى لما تطببت، وهكذا. فالنادي لنا، والجمعية لنا، وجميع هذه المرافق الحيوية كلها لنا.

وثمة أمرٌ آخر مهم جداً، وهو الأمن، فهنالك نعمتان مجهولتان: الصحة والأمان. فالصحة يمكن أن يتعامل معها الإنسان بشكل أو آخر، ولكن لا يمكنه التعايش مع مشكلة الأمن، لأنها بمنتهى التعقيد. لذا لا بد أن ينهض بهذه المسؤولية الصغير قبل الكبير، ويمارس دوره في هذا الجانب، بأن لا نفرط بأمننا، ولا نقبل من أيٍّ كان أن يخل بجزئية من عوامل التوازن في النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد. وإذا كان بمقدورنا أن نضع تلك اللبنة، ونرتب عليها الآثار في زرع روح الأمن والأمان للبشرية كلها، فهذا هدف النبي الأعظم محمد (ص).

والأمر الأخير الذي أشير إليه، وهو أمر مهم ولصالح الجميع، وهو أننا إذا ما اصطدمنا بأي شيء لا بد أن نرجع إلى الله تعالى، وأن لا نغيب ونبتعد عن ساحته. ولتكن أعمالنا كلها مرتبطة بالله تعالى، كبرت أم صغرت، مع أنفسنا أو أهلنا أو مجتمعنا وفي أي مكان كنا. وأن نجعل نهجنا نهج النبي الأعظم محمد وآل محمد (ع). فنكون كما كانوا مع الناس، وكما كانوا مع أنفسهم، وكما كانوا مع خصومهم على فرض أن لنا خصوماً. فعلينا أن نتعامل مع الخصم ـ على فرض وجوده ـ من خلال موقعنا نحن، لا من خلال ما يريد أن يملي علينا هو، وأن نجرّه إلى مساحة المحبة والسلام في داخلنا، وأن لا نستجيب له إذا ما أراد أن يجرجرنا إلى مساحة يرتضيها هو لنفسه. فالمؤمنون جميعاً إخوة، في الإيمان والإسلام والوطن والمجتمع وما إلى ذلك.

أسأله تعالى أن يديم هذه النعمة علينا، وشكرنا الجزيل لكل من أسهم في إعادة الحياة من جديد إلى هذا المكان، من جهات رسمية أو أهلية أو من إخوة أحبة بذلوا الكثير.  

وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.