نص خطبة بعنوان: تفاوت الناس في سيرهم المعرفي إلى الله (3)

نص خطبة بعنوان: تفاوت الناس في سيرهم المعرفي إلى الله (3)

عدد الزوار: 736

2015-03-05

ذكرى عقيلة الوحي:

قال الإمام السجاد (ع) مخاطباً عمته زينب (ع): «وأنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، فَهِمةٌ غير مفهَّمة»([2]).

بارك الله لنا ولكم ذكرى ميلادها السعيد، وأوصلنا وإياكم إلى حضرتها المشرَّفة بأنوارها عاجلاً، ورزقنا الشفاعة على يديها:

 

العرفان في واقع الأمة:   

في الحديث الشريف: «من عرف نفسه فقد عرف ربه»([3]). وورد أيضاً: «اللهم عرِّفني نفسك»([4]). 

 كان الحديث في الأسبوعين الماضيين حول العرفان في واقع الأمة، وقد ذكرنا أن العرفان معنىً له قيمته الكبرى، حيث إنه يبحث عن الحقائق عبر طرقها المعتمدة. إلا أن هذا المسلك شابته بعض الكدورات، منشأها أكثر من اتجاه واتجاه، منها ما كان مبنياً على الشخصنة، ونحن ندرك ما تجرّ الشخصنة وراءها. ومنها ما يكون مضافاً إلى مجاميع هنا أو هناك، والحالة في هذا أكثر خطورة من سابقتها، لأن الشخصنة تتعدد بتعدد أفرادها لتشكل مجموعاً، وعندئذٍ يصبح الحال مضاعفاً، والضريبة قاسية.

نظرية وحدة الوجود:

لقد أثير في وجه هؤلاء مسألة (وحدة الوجود) وهي من المسائل التي يطرب لها الكثير ممن يتجهون في هذا الاتجاه، ولعل هذه المفردة إذا ما لامست مسامع بعض الناس اشرأبَّ لها عنقه وهو لا يدري ما تنطوي عليه من المخاطر، لذلك من لم يستطع أن يكشف النقاب عن معطاها كما ينبغي، سار بنفسه خلف أمور وهمية ترتب عليها إصدار الأحكام المكفرة والمضللة لأقطاب الطائفة. وقد ذكرت بعض النماذج في الخطبة الأولى في هذا الموضوع.

إن لوحدة الوجود منشأً من حيث بذرة الخلاف، وهي حركة العقل عند من يريد أن يستنطق هذه المفردة، فقد تطور فهم المفردة، وتشكلت بعد ذلك مجاميع، ثم تحولت إلى مدارس، ثم انقسمت المدارس على نفسها إلى اتجاهات متعددة حتى أصبحت هذه المسألة في بعض المواطن القشة التي تقصم ظهر البعير، بينما كانت لدى الآخر المطية التي يمتطيها لإسقاط المقابل، حال أننا لو دققنا في الأمر لوجدنا أن القضية لا تتجاوز فهماً خاطئاً للمراد من تلك المفردة.

وبناء عليه فيما تم استنتاجه والتوصل إليه، ليس بمقدور أحد أن يطلق حكماً جزافياً يعمِّمه على رؤوس مجاميع هنا أو هناك، بل من المفترض أن يُتعامل مع القضية بالنهج الواقعي، فنحن نعتذر للشاعر مثلاً عندما لا ندرك عمق كلامه والمقصود من ألفاظه، فنقول: المعنى في قلب الشاعر، ومن الأحرى والأجدر بنا أن نعتذر للعالم أيضاً، وأن نعطيه مساحةً، إن لم تكن أوسع فلا أقل من أن تضاهي مساحة الشاعر، لنترك أمام العلماء فرصة أن يفعّلوا عقولهم وينتهوا بآرائهم إلى ما فيه المصلحة العامة، فالشدة والغلبة والإسقاط لا يحل إشكالاً، ولا ينهي قضية، ولا يجهز على موقف، ولا يخرج أحداً من دائرة، إنما الانفتاح هو النافذة التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يستوعب المجموع من حوله، سواء قبل الطرف الآخر أم لم يقبل.

فعلى الإنسان أن يصحح الموقف فيما بينه وبين ربه، وينطلق على أساس ذلك الموقف في التعامل مع الآخر، ثم يترك الأمور في دائرة الطرف الآخر ليختار ما شاء.

فالسلاح الصدئ الذي استخدمته الكنيسة في تلك العهود المظلمة في أوربا لم يعد اليوم يجدي نفعاً، ولا يقدم ولا يؤخر. فعلى من يجتر الماضي أن يعرض عنه، ويعيش يومه الذي هو فيه كما ينبغي، ويستشرف المستقبل، إذ ليس الدين من الهزال والضعف بحيث يُخشى عليه من مقولة هنا أو هناك، كما أن المذهب من القوة والمتانة بحيث لا تسقط ولا تغير من ثوابته قناة صدحت هنا، أو ناعق نعق هناك، فالشاذ من الغنم للذئب([5])، ويبقى الأصل لمن يعيش الأصل ويدور حوله.

وبالعودة للحديث عن مقولة (وحدة الوجود) نجد أن لها قراءتين:

القراءة الأولى: وهي ما يذهب إليها الكثير ممن يركنون إلى الاستنتاجات الوضعية على حساب ما يرتبط بالعالم الآخر. فهؤلاء يرون أن الوحدة لله سبحانه وتعالى، فالله تعالى واحد بلا شك، ولكن إلى جانبه أيضاً وجودات متحدة، لذا نجد أن الأديان السابقة التي افترضها الإنسان لنفسه تعددت فيها الآلهة، ورتبت على ذلك آثاراً، فهنالك إله واحد وهو الله تعالى، وهنالك وجودات أخرى تحمل صفة الواحد. غاية ما في الأمر أن هذه الجماعة قد لا تلتزم باللوازم الباطلة لهذ المقولة.

القراءة الثانية: وهي ما عليه معظم علماء المسلمين من الفريقين، أن الله واحد، وهو أصل الوجود، أما الوجودات الأخرى فهي آثاره. فليس لدينا وجودات متعددة في الخارج وفق هذه النظرة.

وقد قطعت الكثير من الرؤوس بين هذه المقولة وتلك التي قبلها، وصودرت أفكار، وحرمت الأمة الكثير من النتاج العلمي، لا لشيء إلا لأنهم لم يقفوا على حقائق الأمور ودقائقها، فمشكلتنا اليوم أننا عندما تطرق مسامعنا لفظة أو عبارة غريبة، فإننا نرتب الآثار ونصدر الأحكام، في حين يفترض بنا أن نترك لأنفسنا مساحة للتأمل، ثم التحرك في اتجاه المقابل على أساس الرغبة الجادة في هدايته لا في تسقيطه والتخلص من وجوده. لذلك خسرنا الكثير، وربما سوف نبقى ندفع الضرائب ما بقي الدهر والأيام.

الأحساء والعرفان:

والسؤال الآن: هل كان في الأحساء مسار عرفاني؟ وهل كانت هنالك جماعة تتماشى معه؟ وهل كانت له رموزه؟.

الجواب: إذا كان العرفان بمعنى الوقوف على حقائق الأشياء، والرغبة في الوصول إليها وفق الطرق المعتبرة عند أهل الفن، فنعم. وفي الأحساء الكثير من الشواهد على ذلك.

1 ـ رشيد الهجري:  

فرشيد الهجري عاش في زمن المعصوم، وقاتل بين يدي رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ص) فهو إذن ممن قاتل المشركين تحت راية الرسول الأعظم (ص) كما قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين تحت راية أمير المؤمنين (ع). وقد امتاز بصفة فريدة، هي علمه في المنايا والبلايا([6])، وهي سر من الأسرار كما هو بيّن. بمعنى أنه ينبئ بما هو آت، فإن كان يجمع المقدمات وينتهي إلى نتيجة، فهذا ما قد يشاطره فيه الكثيرون، أما أن ينبئ عن المغيبات فهذا ما يحتاج إلى نفس قابلة لاستقطاب ذلك النور الخاص، الذي تكشف عنه بعض المعالم الغيبية.

إننا عندما نقرأ الإمام أمير المؤمنين (ع) في التعامل مع أصحابه نجد أنه عيّن أفراداً يُعدّون على أصابع اليدين، من بين عشرات الآلاف، بل ربما أكثر، ممن قاتل بين يديه واستشهد في المواطن الثلاثة، ومن بين أولئك القلة رشيد الهجري.

كان رشيد الهجري من هذه البلاد الطيبة التي آمنت طوعاً بالنبي الأعظم محمد (ص) ولم يكن هذا الرجل العظيم ليصل إلى هذا المقام دون أن يزكُو بنفسه ويسمو بها، ويدخلها في المراحل التي تحدثنا عنها في الأسبوع الماضي (التخلية والتحلية والتجلية).

ورب قائل يقول: إن هذه المصطلحات العرفانية لم تكن موجودة آنذاك. والجواب: أنها حقائق واقعية، غاية ما في الأمر أنها لم تكن مصنفة، ثم صنفت فيما بعد.

 ومن رشيد الهجري حتى الشيخ الأوحد الأحسائي كان هنالك أعلام كثر، لكن الإشكالية تكمن في أن هذه المنطقة ابتليت عبر تاريخها الطويل، بالكثير من الأمور التي شكلت عائقاً دون أن يسلط الضوء على أعلامها ورموزها ومدارسها ومنتجها العلمي، والأسباب كثيرة.

إن هذه المنطقة تعد واحدة من أهم المناطق التي أعطت الكثير للإسلام، كما أنها من أقل المناطق الإسلامية التي حظيت بتسليط الضوء عليها. ومن أراد معرفة الأسباب فعليه أن يقرأ ويبحث ليجد العوامل التي تشكل مجموعة من العقبات التي حالت دون أن ترى تلك القامات والعلوم والكتب والأسفار ما ينبغي أن تكون عليه.

2 ـ الشيخ علي بن عيثان:

ومن رموز العرفان المميزين في هذه المنطقة، وربما يكون الخاتمة لهم، هو آية الله العالم المقدس، الشيخ علي بن عيثان، الذي توفي في كربلاء في حدود 1402 هـ. فهو خاتمة العرفاء من أبناء هذه المنطقة، رجل جليل القدر، لا يعرفه إلا الذين اقتربوا منه، ومن تلامذته آية الشيخ محمد الهاجري (رحمه الله)، وغيره أيضاً.

القراءة الصحيحة للدين:  

وهنالك أعلام كثر، لا يساعد الوقت على استعراضهم، كي لا نخرج عن سير البحث.

والسؤال الملحّ: ما الذي ينبغي لنا نحن اليوم؟

الجواب: ما ينبغي لنا، وما نحن بحاجة إليه هو الرجوع إلى الدين، وهذا لا يعني أننا خارج دائرة الدين، إنما المطلوب أن نرجع إلى الدين لنقرأه بعمق، فإن زمن السطحية في القراءة أُغلق بابه، لأن المرحلة في الزمن السابق لم تكن تتطلب أكثر من ذلك، أما اليوم فنحن أمام منعطف خطير، وعلى هوّة وادٍ سحيق، فلا نستطيع بالسطحية القولية أو الفعلية أن نصمد، حال أن المنهجية التي نحن عليها اليوم في منتهى التماسك في حقيقتها وواقعها وجوهرها، والإشكالية فينا نحن.

والذي يساعدنا على عملية الرجوع كما ينبغي هو التعرف على مدرسة الإسلام في بعديها النظري والتطبيقي، في جميع شؤون الحياة، فلا نعيش الدين مجزَّءاً، فقد وجد الدين ليشمل جميع احتياجات البشر، ولا بد أن يكون بهذه الصفة، لأنه الدين الخاتم للرسالات، فلا بد أن يحمل في جوهره ما يحقق للإنسان مفاتيح القضايا المغلقة والمستحدث منها.

إننا لا نكشف سراً إذا قلنا: إن هنالك اليوم توجهاً مفاده أن الإسلام جاء به النبي الأكرم (ص) قبل أكثر من 1400 سنة، والقضايا في تسارع، والأحداث أكبر من أن تُستوعب. ولكن هل أن الإشكالية في الدين، أو في من يحمل الدين؟ وهنا لا يستطيع أحد أن يدّعي أن الإشكالية في الدين، إنما الإشكالية فينا نحن الذين لم نقرأ الدين كما ينبغي، ولم نسمح له أن يسوس الواقع من حوله.

ومن أهم ما يساعدنا على فهم الدين وقراءته بشكل صحيح:

1 ـ أن نُمسك بآليات المعرفة المعمقة: التي يمكن من خلالها أن نقترب من بعض الدوائر المغلقة.

يقول القرآن الكريم: ﴿وَإِذا رَأَيْتَ الَّذينَ يَخُوضُونَ‏ فِي‏ آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في‏ حَديثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمين([7]).

إن الكثير مما يخوض فيه الناس مما لا فائدة من ورائه. وقد تعمدت في الفترة الأخيرة أن أدخل في مجموعة على برنامج (واتسب) واطّلع على الغثّ والسمين، فوجدت أن الكثير من المشاركات لا تحمل رسالة، وليس فيها هدف، بل إن بعضها لا يرقى لمستوى التعاطي الأدبي، فهي لا تستحق أن يعطيها أحد من وقته أقل القليل، فضلاً عن القليل.

فنجد الكذب والتشهير وتصيد الأخطاء والافتراءات، بل قد يصل الأمر أحياناً إلى سقف المرجعيات، فصارت تُضرب من خلال تلك المجموعات، ويقلل من قيمتها، وإن كنا لا ندّعي لها العصمة، فهي قد تخفق أو تخطئ، ولكن الميزان في التعاطي والتعامل في غاية الأهمية.

يقول الإمام أمير المؤمنين (ع) لولده الحسن (ع): «يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها»([8]).

2 ـ الحوار العلمي: فالمرحلة الأولى التي يضع المرء قدمه فيها على طريق الحوار، إنما تكون في البيت، فإن مارس في بيته سلطة الدكتاتور الظالم الجائر، فلا ترجُ من ورائه خيراً في المساحات الأوسع، وإن هو هيأ نفسه في بيته أن يتحاور مع زوجته أو أبنائه، وأن يترك لهم مساحة في أن يقبلوا أو يرفضوا، فيمكن أن تستبشر من ورائه خيراً، فربما يكون في يوم ما لبنة في بناء كبير.

ثم لا إشكال أن الحوار وسيلةٌ وليس هدفاً، فهو طريق للوصول إلى الهدف، لكن ما نعيشه اليوم هو العكس، فقد صار الحوار هدفاً، أي أن الهدف الأول للمحاوِر أن يبرز على شاشات التلفاز، دون الاكتراث بما يقدم للدين أو المذهب أو الوطن. كما يقول الشاعر:

وقصيدة تأتي الملوك عظيمة   قد قلتها ليقال: من ذا قالها

أي أن الشاعر غير مكترث بأي هدف آخر سوى نفسه، واستعراض ما لديه.

أركان الحوار الهادف:

وهنا لا بد أن نبحث عن أركان الحوار الهادف، ثم نتبين ما إذا كانت منسجمة مع الواقع اليوم أو لا؟ فإن كانت منسجمة، وكان المرء يذيب نفسه من أجل قضيته، فالجميع معه في خدمة الهدف، أما إذا أراد أن يذيب القضية لمصلحته، فلا شك أن الجميع ضده، كائناً من كان، سواء تلبس بلباس الدين أو الأكاديمية أو غير ذلك.

فمن أركان الحوار الهادف:

1 ـ تحديد سقف الحوار: فهل أن المتحاورين اليوم حددوا لحوارهم سقفاً معيناً؟ وما هي النقطة التي ترسم الحد الأقصى الذي يراد الوصول إليه؟

إننا نجد في الكثير من الحوارات أنك تشاهدها ساعة أو ساعتين وربما أكثر، إلا أنك تخرج منها كما دخلت فيها.

2 ـ عدم التنازل عن الثوابت: من القيم والأسس والمبادئ التي يتبناها الإنسان، ولكن بالدليل لا بالتهريج، ومتى ما تحرك الإنسان على أساس الدليل فلا يحق لأحد أن يعترض سبيله.

3 ـ أن الحوار ليس ميداناً للصراع الفج بين المتحاورين: ففي كثير من الأحيان ينزل الحوار إلى مستوى كبير من سوء الأدب، فتجد العناوين البراقة، كالأستاذ والدكتور والمحقق وما إلى ذلك، تتهاوى سريعاً في ساعة الحوار، إذ تعلو الوتيرة بشكل لا يتناسب ولو بالحد الأدنى مع تلك العناوين.

3 ـ الجدية في النقاش: فالحوار معركة فكرية، لا تختلف عن سائر المعارك إلا في أدواتها وآلياتها. إلا أنك لا تجد الجدية في الكثير من الحوارات اليوم.

والجدية في النقاش لا تعني التخلي عن حدود المجاملة، ولكن لا على حساب المبدأ. فمن يكون جاداً يمكنه في الوقت نفسه أن لا يبتعد عن حدود الأدب وعبارات المجاملة.

4 ـ الابتعاد عن المكتسبات الشخصية: فينبغي أن لا يكون الحوار على حساب القضية، لتحقيق شهرة ومكسبٍ شخصي. فاليوم تجد أن المحاور أو الجهة التي تقف وراءه لا يمتلكان القناعة الكافية، إلا أنهما يتماديان في الذهاب بعيداً في الحوار، بحثاً عن تسجيل الأسماء والأرقام.

5 ـ الهدفية: ويسبقها أمر مهم جداً، وهو تعرف المحطات الفكرية على الامتدادات الزمنية من يوم بدء الرسالة حتى يومنا هذا، وهي كثيرة، وقد أعاقت الكثير من المشاريع الفكرية.

نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين. 

فيك   يا   زينبُ  حار  العظماء
أنت  نورٌ  أم  جلالٌ  أم  صفاء
أنت    سرُّ   الله   في   فاطمة
أنت  لطفٌ  ظاهرٌ  في  كربلاء
أنتِ   نصُّ   الآل  في  إعجازه
أنت  روحٌ جسدت معنى iiالعطاء
هام  أهلُ  العشق  في معشوقهم
عندما   عجُّوا  بأصوات  الدعاء
وجرت  منهم  على  الخد  الذي
صانه    المعبود   آثارُ   البكاء
زينبٌ     أنت    وهذا    iiموعد
فيه    للأحرار   درسٌ   وانتشاء
فلنصلِّ     كلما    لاحت    لن
قبةٌ   نوراء   من   أهل  الكساء
مولدٌ     لاحت     لنا     أنواره
في  مقام  العشق  يشدو الشعراء
لا  تسل  عنها وسل يا صاحبي
عن  مسار الصبر في يوم اللقاء
ستجد     أن    الذي    أطربهم
عند رب العرش همسُ الأوصياء
زينب   هلَّت   وقد   حفت  بها
فاطمُ    الزهراء   حُبّاً   iiواعتناء
فارفع    الصوت   صلاةً   هذه
زينبُ   الكبرى   ملاذُ  الأتقياء