نص خطبة بعنوان:العلمانية والإرهاب وجهان لعملة واحدة

نص خطبة بعنوان:العلمانية والإرهاب وجهان لعملة واحدة

عدد الزوار: 1246

2016-07-20

الجمعة 10 / 10 / 1437 هـ 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

قال المولى علي أمير المؤمنين (ع): «فبعث فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسيّ نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويُثيروا لهم دفائن العقول»([2]).

وفي الحديث عن النبي (ص): «أكثروا من الصلاة عليّ في كل جمعة، فمن كان أكثرَكم صلاةً عليّ كان أقربكم مني منزلة»([3]).

تعريف الدين:

الحديث عن الدين حديث أوسع من الدنيا، لأنه مرتبطٌ بالذات المطلقة الموجدة لهذا الوجود بكل تقسيماته. لذلك تكلم حول تعريفه أرباب اللغة وكبار المفكرين، وأُضيف تارة إلى علماء الدين، وأخرى إلى غيرهم.

وكلنا يعلم أن التعريف يقرّب الأشياء إلى الأذهان قدر الإمكان والمستطاع، من خلال ما توضع فيه من ركائز جامعة لحيثياته، وطاردة لما يشتمل عليه عنوان المغايرة.

فالدين لغة من الفعل (دان) بمعنى اعتنق واعتقد بفكر أو مذهب ما، وسار وفق معطياته وفي ركبه.

بهذا الحد والتعريف تم تقريب الدين لذهنية المتلقي.

أما في الاصطلاح فهو عبارة عن مجموعة من القيم التي تدين بها الأمة، على نحو من الاعتقاد قولاً وعملاً. وهذا التعريف فيه انتزاع مما أسسه اللغوي في التعريف من جهة، وشيء مما يتعلق بمقتضى الرغبة والحيثيثة المرتكزة في ذهن المفكر.

أما الدين كما عرفته مدرسته الإسلام ـ وأعني به الدين بعنوانه العام، وإن أُخذت فيه حيثية الارتكاز الأولى، حيث المعرِّف من مدرسة الإسلام نفسها ـ فهو عبارة عن الاستسلام والتسليم لله بالوحدانية، وإفراده دون سواه بالعبادة، قولاً وفعلاً واعتقاداً، كما جاء عن الرسول الأعظم محمد (ص).

إن ما جاء عن الرسول الأعظم (ص) في هذا التعريف هو منظومة القيم والقواعد والأصول والأسس للديانة الخاتمة الحقة، أما التعريف فهو من وضع علماء المسلمين، فهم الذين جمعوا الحيثيات وربطوا فيما بينها وحاولوا أن يصلوا إلى تعريف يقرب معنى الدين لذهنية الإنسان، سواء المعتقِد الذي يرتب عليه الآثار، أو القارئ الذي يحاكم على أساس من وضوح الفكرة أو القضية التي يراد بحثها أو قراءتها.

العلمانية والدين:  

وبعد اثني عشر قرناً من الزمن أخذت المدرسة العلمانية نصيبها الكبير من خارطة هذا الكوكب المترامي الأطراف ببحاره ومياهه ويابسته، فكل هذه الجغرافيا اليوم معمورة، بل إن الفضاء ربما يكون معموراً بالإنسان بعد حين من الزمن، وسوف تبنى المستعمرات الفضائية في يومٍ ما.

والعلمانيون هم سادة العالم اليوم على نحو الحيازة الخارجية وبسط اليد والقدرة على التصرف والعبث بالمقدرات، فلا سيادة في الواقع إلا لله ورسوله والمؤمنين. فالسيادة بهذا المعنى بأيدي هؤلاء الذين لا ينزعون إلى دين، ولا يأوون إلى ركن رشيد.

ولا نريد هنا أن ننكر ما لهم من إيجابيات، فقد كانت لهم إيجابياتهم المشهودة، وقد قفزوا بالعالم قفزات هائلة، وأخذوا بيد الإنسان في عالمه المادي إلى مسافات بعيدة، وكثير من النعم التي نتنعم بها اليوم هي جراء حركة عقلية وفعلية خارجية أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في خدمة الإنسان.

لقد ألغي مفهوم (الدين) في المدرسة العلمانية، ولكن مع ذلك لم يكن لها مناص من تعريفه أيضاً وفق متبنياتها ومرتكزاتها، لأنها إن لم تعرّف الدين لم تشخص الأساس الذي اعتمدته في رفضه وتخطيه ورفع اليد عنه، لتخطو الخطوات المدروسة وفق مدرستها الحديثة.

فقد عرّفوا الدين بأنه عبارة عن أمر موروث من القديم، كان في واحدة من مراحل الأمم، والآن تم تجاوزه من خلال الدولة العلمانية بالعلم والعقل. أي أن صلاحيته في نظرهم انتهت، إذ تعاطته الأمم في مرحلة من المراحل ثم أطاحت به العلمانية. بمعنى أن العلمانية هي التي أسقطت هذا الموروث ورفعت اليد عنه وطوت صفحة موروثه بالعلم والعقل.

من هنا نرى اليوم أن بعض المؤمنين المتدينين، إما عن بساطة وسذاجة، أو لا وعي، يطالب بطيّ الموروث. لكن الكلام هنا عن الملزوم لا عن اللازم، فما يراد من هذه العبارة التي يتم تداولها على ألسنة البعض، أو من خلال بعض الكتابات على وسائل التواصل هو طي صفحة الدين برمته، ليصبح من الماضي الموروث. وهذه إشكالية مهمة ينبغي أن يلتفت إليها.

الدين والعقل:

إننا ينبغي أن نلاحظ مثلاً في الحوزة العلمية في بحوث الخارج، أن الفقيه أو العالم يحتاج أحياناً لتحرير مصطلح معيّن، وأحياناً أقل من ذلك في تعريف مفردة واحدة، إلى أيام عديدة، وسلسلة من الدرس، من أجل بيان حدود ذلك التعريف، وما يمكن أن يعتريه من الإشكالات، ثم يخلص إلى النتيجة. وربما يحتاج إلى أكثر من ذلك.

إن مشكلتنا اليوم أن كل مفردة لم تكن مألوفة وغير مستهلكة تستهوينا، فنتبناها ونلتصق بها أكثر ممن يتنبناها، ولكن عندما تسأل عن المراد بها لا تجد من يجيبك. ومن ذلك مفردة (العلمانية) أو مفردة (الدين) إذ تجد الكثير من أبناء الدين لا يستطيع أن يعرف الدين، لا وفق الضابطة الدينية ولا الضابطة العلمانية.

إن أي مصطلح يراد تعريفه لا بد أن يخضع لقانون المنطق، ليكون جامعاً للأفراد مانعاً من دخول الأغيار. فعندما يتصدى للتعريف من ليس له عهد بدراسة المنطق، فلا شك أن الأمور سوف تتشابك وتختلط ونكون في منأى عن المسار العلمي. هذه هي الإشكالية الكبيرة اليوم.

إن العلمانية اتكأت على العلم والعقل بحسب الظاهر، ولا أحد يستطيع أن يلغي ما للعقل من دور في بناء الحضارة والنهوض بها، بل والسفر بالمبادئ والقيم الدينية أيضاً، لكن الدين لا يصطدم مع العقل. وهذه واحدة من الشبهات العالقة في أذهان الحداثيين، أن المتدين يعطل العقل ويختم عليه بالشمع الأحمر، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فسادات الأديان هم سادات العقول، من مسيرة الأنبياء والرسل والأولياء والصلحاء والعلماء وغيرهم، فهؤلاء بدينهم وعقولهم أوصلوا الأمم إلى النتائج الباهرة. فلا تعارض إذن بين العقل والدين أبداً، بل العكس هو الصحيح، إذ جاءت أقدس النصوص لتنهض بالعقل.

إن من يريد أن يحاكم الدين عليه أن لا يتوقف عند جزء من الدين يتعلق بالجانب الشخصي، إنما عليه أن يضع يديه على المنظومة الدينية المتكاملة، بعيداً عن التبعيض والتجزيء، وما لا يوافق المصالح الشخصية والأنا والذات. بدليل أنك تطلب من البعض أن يتهم عقله ولو مرة واحدة في مقابل عقول بشرية لمليار ونصف المليار مسلم يدينون لله بالعبودية ولمحمد بالرسالة، فلا يرضى بذلك.

البعد الإلهي في الدين:

هنالك مفارقة كبيرة بين مدرسة الدين ومدرسة العلمنة، وهي مفارقة كبيرة لو التفت إليها العلمانيون لتلقفوها واحتضنوها وانتبهوا إلى بؤرة الخلل التي يحومون حولها، وهي كون الدين يبني ركيزة الصلة بين الحياة الاجتماعية في منظومها الخاص والعام، وبين العبودية لله والطاعة له. أي أن عبادة الله لا تمنع من التقدم بالمجتمع إلى الأمام، بل على العكس من ذلك تشكل محركاً ودافعاً قوياً في أن يخطو العابد إلى الأمام ويصطحب المجتمع معه، فإذا تقدم المجتمع تقدمت الأمم، وزكت البشرية، وأشرق كوكب الأرض، وعاش الناس السعادة، والعكس بالعكس.

أما العلمانية فلا عين ولا أثر فيها لهذا، أي بناء العلاقة مع عالم الغيب، فهو أمر مقطوع به لديهم.

الإرهاب العلماني:

ومن جهة أخرى أن هناك مفارقة أخرى بينة، حيث إن مصدر التشريع في الدين هو الله سبحانه وتعالى، سواء في الديانة المسيحية أم اليهودية أم أي رسالة سماوية أخرى، أما العلمانية فمصدر التشريع لديها هو البشر، وأي بشر؟ إنهم صنائع الماسونية، وهل يظن أحد أن الماسونية تضع قوانين من أجل سعادة الناس؟ وهل رفعت يدها يوماً عن مسار البراغماتية في أوساط الأمم؟

إننا نرى اليوم أن الشرق الأوسط يتعرض للتدمير الممنهج، وليس هذا جديداً على الماسونية، فقد دمروا جنوب شرق آسيا في يوم من الأيام، حتى قتل الملايين، ومن تلك البقاع كمبوديا، وهي بلد فقير تعرض للتدمير الكبير، وكذلك  الكثير من الدول هناك.

إنني لا أقلل من شأن ما يحدث اليوم في بلداننا من انفجارات وقتل وتدمير، فهذا يدل على أن الإنسان انهار في بعده الإيماني والأخلاقي والإنساني، ولكن لا بد أيضاً أن نقرأ ما حدث في العالم من قبل التيار العلماني.

لقد حاول ستالين توحيد روسيا فقتل اثني عشر مليون إنسان على تخوم موسكو فقط! وهذه بضاعة تردّ وتوزع هنا وهناك. وهذه هي العلمانية. فهل نعتقد بعد ذلك أن الإسلام هو المتطرف؟

إنني ضد التطرف، ولعن الله من أسس أساس التطرف من أي فريق كان، ومن أي ملة أو نحلة، ولأي مؤسسة رسمية أضيف، ولكنّ حصر التطرف في المتطرفين من المسلمين أمر بعيد عن الواقع، فمن قام بالحادث الإرهابي الليلة الماضية في فرنسا([4]) لم يكن قد درس في معهد لتحفيظ القرآن ولا في حوزة علمية، إنما هو من مواليد فرنسا. لكننا نجد أن الرئيس الفرنسي يلصق التهمة مباشرة بالمسلمين، فلم لا يكون الفكر الحرّ العلماني الفرنسي هو الذي أنتج هذه الجرثومة؟ ألم يكن لهذا المجرم ملف إجرامي في تعاطي المخدرات وغير ذلك من الجرائم؟ فهل يحارَب الإسلام برمته بسبب فرد ربته فرنسا بنفسها وهو خريج مدارسها؟

إن هناك مشروعاً عالمياً مشبوهاً فوق مستوى الشرق الأوسط، وأبعد من حدوده، وما الشرق الأوسط إلا ضحية من ضحاياه، ومتى ما بقي سكان الشرق الأوسط يعيشون هذه الحالة فبشّرهم بما هو أسوأ، وما الغرب عن ذلك ببعيد، إذ تفكك الاتحاد السوفيتي بطريقة معينة، وما حدث هناك يمكن أن يحدث هنا، فلن يبقى الغرب على حاله، لأن ما زرعوه طوال قرنين ونصف من الزمن سوف يُحصد عاجلاً أم آجلاً. فالظلم يأخذ دورة كاملة، ودونكم تاريخ الملوك ورؤساء الدول، فمن كان أشد ظلماً كان حاله في الزوال أسوأ حال.

خطوات في طريق الحل:

هذا هو حال العلمانية في تشريعها ونظريتها البشرية، فما هو موقفنا من ذلك؟

أيها الإخوة: كونوا على ثقة أن المسلمين لو قدموا الإسلام كما جاء به نبي الرحمة نقياً صافياً غير ملوث لما رغب الناس عامة إلا فيه، ولما اختاروا بديلاً له، لكن التسويق سَيِّئ.

إن المفاهيم كثيرة وبيانها يحتاج إلى الكثير، فلا بد أن يكون لكل جهة دور في ذلك، فعلى الحوزة أن تنهض بدورٍ، وعلى الشبيبة الرسالية أن تأخذ دوراً، وكذلك المساجد والحسينيات والجامعات والدراسات العليا وأصحاب الحل والعقد وغير ذلك.

1 ـ تجديد الخطاب والوسائل:

إن نظرة الإسلام للحياة في عالم اليوم المتجدد يجب أن لا تُراوح بين الحراك والجمود، فالعالم اليوم يتحرك من حولنا ويتجدد ويتقدم، إلا كابينة الإسلام، فهي في تراجع، لا من حيث عدد المصلين والزوار المشاة وأمثال ذلك، ولا من حيث حضور صلاة التراويح، فالملايين اليوم تصليها، ولكن من جوانب أخرى. فليس هذا هو الدين كله، إنما الدين مبادئ وقيم سامية في المعاملة، من احترام الآخر، وإنصاف الآخرين من النفس، ومدّ يد العون بدل يد الإجرام والقتل.

فمتى يتحرك هذا الجانب في وسط الأمة؟ ومتى يكون للمفهوم حركة في وسط الأمة؟ هناك سبع وعشرون قناة تلفزيونية عربية محسوبة على أهل البيت (ع) لا تُدخل على المشاهد في الكثير من الأحيان سوى الهم والغم، فمن يقف وراء هذا المشروع؟ وهناك عشرات القنوات مثلها في الطرف الآخر تسير في المسار ذاته.

2 ـ البناء التكاملي والحراك الفكري:

إن البناء التكاملي والحراك الفكري بكل أنواعه حاجة ملحة في حياة الإنسان اليوم. فنحن لا نحارب من يفكر وينظّر، والأبواب مشرعة أمام المفكرين. فالنبي (ص) مكث عشر سنوات من عمر الدعوة في مكة المكرمة، لم يوجه سهماً لصدر مشرك، ولم يجلد أحداً، ولم يضرب بسيف، ولم يطعن برمح، غاية ما أمر به أن لا يعبد ما يعبد الكافرون: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُوْنَ ~ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُوْنَ ~ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُوْنَ مَا أَعْبُدُ ~ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ~ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُوْنَ مَا أَعْبُدُ ~ لَكُمْ دِيْنُكُمْ وَلِيَ دِيْنِ﴾([5]).  

3 ـ إعادة تموضع الحراك الاجتماعي:

وهي واحدة من الحاجات الماسة والملحة اليوم من أجل درك الواقع، لكننا اليوم مع الأسف الشديد نتحرك أحياناً ولا ندري على أي أرض نقف، صلبة كانت أم رخوة، وإن كانت في أكثر الأحايين رخوة. ولا بد أن يكون ذلك التحرك بناء على مرئيات الإسلام، ولكن أي إسلام؟ هل هو الإسلام الذي يفجر ويدمر؟ كلا، إنه الإسلام الوسطي المعتدل الذي يحمل لغة السلام والمحبة وحب الغير ودفع المفاسد وجلب المصالح.

مر بنا في شهر رمضان ذكرى شهادة مولى المتقين الإمام علي (ع) وهو الذي يجب أن يكون قدوة للمسلمين في عرض الإسلام السمح المعتدل، فكان يقول لبنيه: «يا بني عبد المطلب، لا أُلفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: قتل أمير المؤمنين،  ألا لا تَقتُلُنَّ بي إلا قاتلي. انظروا إذا أنا متُّ من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: إياكم والمثلة، ولو بالكلب‏ العقور»([6]).

وناوله الإمام الحسن (ع) قعباً من لبن، فشرب منه قليلاً ثم نحاه عن فيه، وقال: احملوه‏ إلى‏ أسيركم‏. ثم قال للإمام الحسن (ع): بحقي عليك يا بني إلا ما طيبتم مطعمه و مشربه و ارفقوا به إلى حين موتي و تطعمه مما تأكل و تسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه([7]).  

لله درك يا علي! ما أروعك وأعظمك! وتعساً لأمتك أخّرتك.

أما نحن أيها الأحبة فنقول لهؤلاء المجرمين: والله مهما فعلتم ودبرتم وتآمرتم وقتلتم، فلن تفرغوا مساجدنا منا، وشرفٌ لنا أن تُضرَّج جدران المساجد بدمائنا، وكرامة لنا أن تطلى جدرانها بلحومنا. وهنالك مقدسان لا يمكن أن نرفع اليد عنهما أو عن أحدهما: الدين والوطن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال لهؤلاء الجرذان أن يغيروا من مواقعنا، أو يحركوا الثابت من أقدامنا على هذا التراب الطاهر الذي نفديه بأزكى دمائنا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يدفع عنا غائلة الأعداء، وأن يجعلنا آمنين مطمئنين في بلادنا وسائر بلاد المسلمين، وأن يردّ كيد هؤلاء المجرمين إلى نحورهم. وندعو أن يفكر الغرب الآثم في لحظة وعي بما يراد به، فإن لم يكن ذلك فسوف يدفع أكثر بكثير مما دُفع ويُدفع في الشرق الأوسط.

وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.