نص خطبة بعنوان:العقل والعاطفة في زمن الانتظار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).
ذكريات مباركة:
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.
في الحديث الشريف عن الخلف الباقي من آل محمد (عج): «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم»([2]).
أسعد الله أيامنا وأيامكم في ذكرى ميلاد علي الأكبر (ع) قدوة الشباب إذا أرادوا القدوة ممن يناظرونه في عمره الشريف. فهو صنيعة الإمامة والنبوة، وهدي الصلحاء، وثبات المجاهدين.
أيام قليلة تفصلنا أيضاً عن ذكرى ميلاد منقذ البشرية الأعظم الحجة بن الحسن (ع) الذي نعيش عالم انتظاره الذي طال كثيراً، وربما يطول أكثر، فلا يخرج المهدي (ع) حتى يمهَّد له السلطان، كما هو معطى الكثير من الروايات. والتمهيد يبدأ بإعداد النفس، ثم يخطو الإنسان الخطوات إلى ما هو أوسع وأشمل.
دوافع الانتظار:
ما هي دوافعنا في هذه الحياة في عالم الانتظار؟ إنهما أمران يشكلان دافعاً في اتجاه السير نحو الهدف:
1 ـ الواقع العقلي: والصيحات في هذه الأيام كثيرة في أكثر من مكان بإعطاء العقل مساحته. فمن خلال دراسات لعلماء النفس والاجتماع خلصوا إلى أن العقل بقدر ما له من القدرة على إسعاف الإنسان في تشخيص الأمور، إلا أنه لا يولّد حالة الدفع إلا فيما نسبته ثلاثون في المئة. وهذه مفارقة كبيرة، ورغم ذلك فإنها لا تلغي ما للعقل من أهمية في تشخيص الأمور وتحديد المسارات.
2 ـ الدافع العاطفي: وهذا الدافع يشكل نسبة عالية تصل إلى سبعين في المئة، فالعاطفة هي التي تدفع السواد الأعظم من الناس، إذ إن غالبية الناس تحركهم العواطف، ففي الحوادث تحضر العاطفة ويغيب العقل، لذلك لا تكون التصرفات أسيرة التشخيص الدقيق، لأن العقل مجمَّد، لا سيما في الحوادث المفاجئة. فالعاطفة هي التي تحكم الموقف وتتحرك في جميع المساحات من حولها، إلا من تكررت عليه الأحداث، أو أعدّ نفسه إعداداً علمياً بحيث يسيطر على الأعصاب، ويعطي المساحة الكافية للعقل في أن يحدد معالم التعامل مع الحديث، وهذا قلما يحصل أو يتفق إلا للآحاد من الناس.
الموازنة بين العقل والعاطفة:
ومن الحري بنا أن نروّض أنفسنا، لأن الحوادث كثيرة، وما نصطدم به في واقعنا المعاش هو أكثر من أن يحصر في مفردة أو مفردتين، إنما هي مفردات متناثرة تتولد عنها مفردات متكثرة، لكل واحدة منها صيغتها الخاصة عند التعامل.
إذن، حالة الموازنة بين هذين الرافدين أمر مهم، فالعاطفة تتدخل في مساحات المصائب كثيراً، لذا نجد الكثير من مآتمنا يسودها جانب العاطفة، ويغيب عنها جانب حاكمية العقل في التصرف. من هنا جاءت الشريعة لتقنن العاطفة، ففي باب الجزع روايات وأحكام وما إلى ذلك من الأمور، لكن هذه الروايات وتلك الأحكام الصادرة عن المراجع لا تملك القدرة في الصمود أمام العواطف الجياشة والمسيسة في اتجاه معين، إنما تبقى العاطفة هي سيدة الموقف.
وبقراءة بسيطة للمواكب الحسينية تضع يدك على الثغرات الكثيرة التي يكون للعاطفة فيها سلطنة على العقل. وخير شاهد على ذلك مشاهد الإفراط في التطبير مثلاً ـ وليس التطبير بحد ذاته، إنما الإفراط والإيغال فيه ـ فهذا لا يحركه العقل إنما العاطفة الصرفة.
وبالنتيجة أننا بالعقل والتفكر يمكننا أن نتلمس معالم الطريق في الحياة، أما بالعاطفة فلا نستطيع أن نصل ولا أن نميز بين الشيء ونقيضه، أو بين الشيء ونظيره، أو بين الشيء وضده، إنما تلتبس علينا هذه الموارد الثلاثة وتختلط الأوراق فيما بينها فنضيع.
وبالعقل أيضاً يمكننا أن نستثمر القوة العاطفية التي منحنا الله إياها، فالعاطفة نعمة، ولكن في حدود الاتزان، فلا إفراط ولا تفريط، فعندما يصاب الإنسان ـ لا سمح الله ـ بمصيبة فلا ينبغي أن يتجلّد، وليس هذا محل التجلد، إنما التجلد في وجه العدو، أما بين الأهل، وفي مجلس العزاء، وفي المقبرة، فلا بد أن تطلق لنفسك العنان، وأن تتركها تحلّق وتعبر عما يجيش في داخلها، فآثار الكبت المستقبلية غير محمودة كما يقول علماء النفس.
فبالعقل يمكننا أن نستثمر القوة العاطفية كي تشكل القوة الدافعة في الحركة نحو الهدف. وهنا تكون السلطنة للعقل، فإذا تسلط العقل على العاطفة أخذ بها إلى حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن تستثمر.
إن وظيفة العقل في هذا العالم تمثل مصدرية التصور للأشياء، والإنسان لا يستغني عن هذه القوة في تصوير الأمور. وتصوير العقل شامل، لكنه يحتاج إلى نظم وروافد، وهذه تتأتّى للإنسان من خلال الدراسة والقراءة وما إلى ذلك من الأمور.
وبناء على هذا يطرح هذا السؤال نفسه: كيف يمكن لنا أن نوظف عواطفنا كي نتحرك في الاتجاه الصحيح جنباً إلى جنب مع العقل؟ فهذا سؤال مشروع ومن حق أي إنسان أن يطرحه على نفسه وعلى الكوكبة من حوله التي تحمل فكراً، وتحرك عقلاً وتملك تجارب.
هنالك روافد كثيرة تساعدنا على فرض سيطرة العقل على العاطفة، لا وليس إلغاء دور العاطفة، إنما السيطرة عليها وتوظيفها واستثمارها والاستفادة من هذا المخزون الكبير. فلك أن تتصور حياةً بلا عاطفة، بين الزوجين، أو بين الآباء والأبناء، أو بين الإخوة، أو بين أبناء المجتمع أو أبناء الوطن أو أبناء الأمة أو أبناء الإنسانية عامة. فما عسى أن يكون عليه هذا الكوكب إذا انعدمت فيه العاطفة؟ وهل يكون إلا الجحيم؟
فعندما تلغى العاطفة من كيان بعض الأشخاص، تترتب الكثير من الآثار المدمرة، كالقتل وانتهاك الأعراض ونهب الأموال وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وسيطرة أجواء الرعب والخوف والقلق على جميع مفاصل المجتمع، بل تحدث هزة عنيفة في الاتجاه المعاكس بسبب غياب العاطفة. فالعاطفة هنا تعني الحب، ولا يقابل الحب إلا الكراهية والبغض، ثم تتمازج هذه فيمنا بينها فتتولد حالة أسوأ وهي الانتقام. وهذا ما يسود العالم اليوم.
العوامل المساعدة على تحكيم العقل:
فمن الروافد التي تساعدنا على تحكيم العقل على العاطفة:
1 ـ استنطاق النص القرآني: صحيح أننا نقرأ القرآن، لكن القرآن غريب في أوساط الأمة، بل حتى بين علمائها مع شديد الأسف. فعندما نقول: إننا مجتمع قرآني وأمة قرآنية فلا نعني بذلك الإكثار من قراءة القرآن، فالمجتمع القرآني الإيماني الرسالي هو الذي يستنطق النص. فآية واحدة بتدبُّر تجرُّ من المنافع على الإنسان أضعافاً مضاعفة بالنسبة إلى حجمها، لأنه إذا استنطقها اهتدى بها، أما إذا قرأ كمّاً هائلاً دون استنطاق فهذا ما تشترك به معه حتى بعض الحيوانات التي تُلقَّنُ وتكرِّر.
لقد أريد للإنسان أن يستنطق لا أن يقرأ فحسب، فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض القابل للاستنطاق في كل زمان ومكان. وتختلف القراءة والاستنطاق واستثارة النص من شخص إلى آخر جراء ما يتمتع به من علم وثقافة ووعي وانفتاح واحتكاك مع المحافل العلمية وأساطين العلم والمعرفة والثقافة والفن والأدب.
فاستنطاق النص القرآني أمر مهم، ونحن على خطوات يسيرة من ربيع القرآن، فنفتح لنا مساحة مع القرآن في حد الاستنطاق والتأمل والتدبر.
إن استنطاق النص القرآني يكون من خلال الاستعانة بما هو متاح من الدراسات القرآنية، وهي كثيرة هذه الأيام. ولكن نحذّر في الوقت نفسه من بعض الكتب والكتّاب والقراءات. ومن حق كل منّا أن يسأل عن سبب ذلك فنقول: إن من يخاف الولوج في دائرة ما يُترقب منه ردة الفعل هو الإنسان الضعيف الذي لا يمتلك ثقافة ولا علماً ولا وعياً ولا ثقة بالنفس والمبدأ الذي يسير عليه، وإلا إذا تحصن بهذه الروافد الأربعة فليقرأ ما يقرأ، وليسمع ما يسمع ثم يجمع ويغربل. فلا يخاف إلا الضعيف، أما من لا يعيش حالة الضعف في داخله لسبب وآخر فلا مبرر لخوفه. فليس هنالك شبح مخيف في الوجود أكثر من الموت، لكن المستعد للموت لا يخشى من الموت، وقع على الموت أم وقع الموت عليه.
2 ـ الغوص في أعماق الحديث عند الفريقين بحثاً وتحقيقاً: فمع شديد الأسف بُنيت ذهنية الإنسان الشيعي على عدم قبول الانفتاح على النص عند الآخر، والعكس صحيح. وقد يكون سبب ذلك في يوم من الأيام هو تحصين الفرد عن الانتقال من مربع إلى مربع آخر، فما هو المانع اليوم؟ ومن يخاف ممن؟ إن بمقدورنا أن نجمع ونقرأ ونتذاكر فيما بيننا ونقدم الأطروحات في وجه الأطروحات الأخرى، ونسمو ونرتقي بالمجتمع من حولنا، فالانغلاق لا يولّد إلا التراجع القهقرى، ولا يخطو بنا خطوات إلى الأمام.
فالنصوص التي صدرت عن النبي وآل النبي (ص) من الكثرة بمكان، ولكن هل غربلناها ونقحناها واستفدنا منها في موارد حاجاتنا؟ لا شك أن ذلك لم يحصل، فلا زال موروث أهل البيت (ع) الروائي إلى يومنا هذا لم يأخذ مساحته بين أبناء المجتمع البشري، فالجزء اليسير يردده أصحاب الاختصاص في باب الفقه، أما النصوص العقدية فلا تكاد تشم منها في الأعم الأغلب إلا رائحة الطائفية لدى الفريقين، وليس وراء ذلك إلا النزر اليسير من أصحاب العقل والهدوء وحسن القراءة، فهم قلة يشار إليهم بالبنان.
3 ـ تَمثُّل طريقة القدوة الصالحة في الحياة: وما أكثر هؤلاء، من الأنبياء والأوصياء والأولياء والعلماء والأتقياء من أبناء الأمة، ولكن علينا أن نبحث عن القدوة التي تصلح أن نقتدي بها.
إن البعض إذا طرحت أمامه مسألة الاقتداء برسول الله (ص) طبقاً لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾([3])، فربما يعتذر بكونه معصوماً، وأنه في أعلى درجات التهذيب، فلا يمكننا أن نصل إليه. وكذا الحال في كوكبة الإمامة، أما في من هم دون ذلك فربما يعتذر أيضاً أنهم صياغة المعصومين (ع) وصناعتهم أيضاً. وهكذا في العلماء والأولياء والأتقياء والصلحاء. فمثل هذا لا يريد أن يقتدي من الأساس.
والقدوة قد تكون أحياناً في البيت أو في المسجد أو في الشارع أو في أي مكان. فالقدوة الصالحة أمر مهم لا بد منه.
4 ـ الاستفادة من الصحبة الطيبة الصالحة في ميادين الإبداع في كل تشعباته.
وقفة مع العطلة الصيفية:
نحن اليوم على عتبة العطلة الصيفية وهي أربعة أشهر وعشرة أيام، كعدة الوفاة. فهل يرضى الشاب أن يكون كالمرأة المحتدّة؟ بأن يلزم بيته طيلة هذه الفترة؟
إن السفر والسير في الأرض وإن كان مطلوباً في نفسه، لا سيما في حياتنا اليوم التي تعج بالمشاكل، فمن طبيعة المرء أنه إذا سافر وابتعد عن مجتمعه استطاع أن يفكّر ويعيد القراءة من جديد. ولكن لا بد من الحكمة والوعي في حال السفر.
والأصحاب الصلحاء اليوم كثر، بدليل أن دور العبادة تعجّ بهم. فالبعض مع الأسف لا ينظر للحياة بنظرة تفاؤلية، إنما يعيش في دائرة التشاؤم، وأحياناً يدخل في مساحة يرى الناس فيها من خلال ما هو عليه أو فيه. فشبابنا الطيب المبارك ـ والحمد لله ـ بقدر ما يؤدّي من وظائف في الحياة من تعليم وثقافة وغيرها فإنه لا يترك أهل البيت (ع) ولا المسجد، وهذا دليل وعي وإيمان واندفاعة طيبة في استشراف النور المشرق من الخلف الباقي (عج).
إن البعض لا يروقه هذا، ويستدل بكلام الإمام السجاد (ع): «ما أكثرَ الضّجيجَ، وأقلَّ الحجيج»([4]). ثم يدّعي أن الإمام السجاد (ع) مسح على عيني السائل فرأى أكثر الناس في الحرم كلاباً وقردةً!!. فهل هذا هو نهج أهل البيت (ع) ؟ وهل هذه هي القراءة الصحيحة للنص المذكور؟ أليس الله ستار العيوب، وأهل البيت (ع) صنائع الله؟ فهل يكون نهجهم مخالفاً لما يريده الله تعالى؟
من هذه القراءة للنص المذكور تسرّب إلينا أن العالم الفلاني يرى الناس على حقيقتهم، فهل هذا صحيح؟ وأين هو هذا العالم الذي يرى الناس على حقائقهم؟
وعلى فرض أن عالماً بلغ تلك المرحلة ـ من باب فرض المحال، وفرض المحال ليس بمحال ـ فإن تكلم بما يراه خرج من سلك العلماء، إذ لا يجوز له أن يفضح الناس ويهتكهم، وقد أمر بالستر.
في مثل هذه المشاهد تغيب العقلنة، ويبرز الموقف العاطفي، فلا يجرؤ أحد على الحديث والانتقاد تحت طائلة أن فلاناً عالم ولا يمكن انتقاده. ولكن ينبغي أن ننتقد، فعلماؤنا مقدسون أجلاء، أما من يرتدي عباءة السوء فلا.
ففي فترة الامتحانات رأيتم المقطع الذي يدعى فيه أن أحد الطلاب في أيام الامتحانات جاء إلى أحد المعممين، وشكا له صعوبة الامتحان، فأخذ القلم ووضعه بريقه وأعطاه إياه، فأخذه للامتحان وإذا بالقلم يكتب الأجوبة الصحيحة بنفسه، وكانت نتيجته مئة في المئة!!. فهل هذا معقول؟ وفي أي زمن نحن؟!!.
إن هذه الشواهد تريد أن تخدّر عقولنا، وتصادر مدرستنا الثرّة الغنية والشجرة الطيبة المباركة التي أصلها محمد وفروعها آل محمد (ع).
إن العطلة الصيفية فرصة للإبداع والتقدم للأمام، ولكن أين هو التقدم؟
علينا أن ندرك أن كل ما في الكون إنما وجد من أجلنا، أي من أجل الإنسان بما هو إنسان، وكل ما فيه مذلَّل له ومسخّر، فالأرض مذلَّلة، والحيوانات مذللة، ولولا أنها مذللة مسخرة لما استطعنا أن ننتفع بشيء منها.
ثم إن هذا المذلل من الكون للإنسان إنما هو من أجل الارتقاء بالذات والسلوك إلى الموجِد وهو الله سبحانه وتعالى.
الغلو في أهل البيت (ع):
إن مولد الإمام المهدي (عج) قريب، فعلينا أن لا نغالي، فأهل البيت (ع) ليسوا محتاجين للغلو فيهم، فكل ما نقول هو دون مراتبهم، بل إننا لم ندرك حقيقة مراتبهم من الأساس، وما عرفناه لا نضعه في موضعه ومرتبته.
يقول الإمام الحجة (عج) صاحب الذكرى المقبلة: «إني بريءٌ إلى اللهِ وإلى رسولِهِ ممن يقول: إنَّا نعلمُ الغيب، ونشاركه في ملكه، أو يُحِلُّنا محلاً سوى المحل الذي رضيه الله لنا»([5]). هذا هو كلام المعصوم (ع)، لكن أحد العلماء من أهل المنطقة قال كلمةً في علم الغيب عند المعصوم، فتعرض للتضليل والإضلال، والفسق والتفسيق.
فمراتب أهل البيت (ع) معروفة معلومة، وهم القائلون: «إنا صنائع ربنا»([6])، ولكن انظروا إلى بعض القنوات التي ترتدي لباس مدرسة أهل البيت (ع) وتطعن فيهم في العمق. وهي المسماة بصوت العترة، فنحن لا نتعرّف أهل البيت (ع) من خلال ما يسمى بصوت العترة، ولا نعرف أعداءهم من خلالها، إنما نهتدي بنورٍ تخطُّه أنامل وأقلام من نفوس طيبة تتمثل بالمرجعيات الراشدة. هؤلاء الذين جعلهم الحجة حجة علينا، وهو الحجة عليهم، رحم الله من مضى منهم، وأطال عمر من بقي.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.