نص خطبة بعنوان: الأحساء موقعاًوتاريخاً

نص خطبة بعنوان: الأحساء موقعاًوتاريخاً

عدد الزوار: 477

2013-11-06

الأحساء ... موقعاً وتاريخاً:

الأحساء موطن الحضارات الإنسانية الأول، وحديثنا هذا حول حوزة الأحساء. ولا بد من مقدمة، لنكون على معرفة بجوانب الأمر، لنعرف ما لنا وما علينا، فلسنا من النكرات بين أبناء البشر، إنما نحن أبناء منطقة لها من العمق التاريخي ما تتمناه مدنٌ ترى أنها على رصيد عالٍ من الحضارة.

فالأحساء حباها الله تعالى بمجموعة من النعم الكبرى، في حالة من النسق والانتظام، قد لا تتوفر في الكثير من البلدان التي حباها الله تعالى بمجموعة من الخصائص. وإذا ما انفردت بعض المدن بخصائص تعدّ على عدد الأصابع، مجتمعةً أو متفرقة، فإن في الأحساء ما يجاوز ذلك عدداً، ويتخطاه قيمة.

1 ـ الموقع الجغرافي:

فهناك الموقع الجغرافي المميز بين بقاع العالم القديم، المتمثل بآسيا وأوربا وأفريقيا. فقد كانت تتمتع بموقع جغرافي يضرب من رأس الخليج في دولة الكويت إلى سلطنة عمان.

أما عاصمتها فتموضعت في أكثر من موضع، لكن الأحساء بقيت تمثل الأكثر واقعيةً، سواء من حيث الفترة الزمنية التي استغرقتها كعاصمة على هذا الخط الساحلي الطويل العريض، أو من حيث عظمة العاصمة بمكوناتها التي حظيت بها الأحساء، ولم تحظ بها بعض المواطن التي شغلت موقع العاصمة لهذا الخط الطويل العريض في يوم من الأيام.

والجغرافيا اليوم، تؤمِّن لدى بعض الدول دخلاً قومياً، تستغني من خلاله عن كثير من الموارد التي ربما تكون مستبطنة في جوف الأرض لهذا البلد أو ذاك. لأن العالم الحديث بات اليوم مربوطاً بعامل الاقتصاد، الذي يحتاج إلى ممرات، وفي الأعم الأغلب يؤمِّن الموقع الجغرافي هذا العامل. وبناء على ذلك تُقدِّم الدول وتؤخر على هذا الأساس. والحديث في هذه الزاوية طويل، لا أتوقف عنده كثيراً.

 يتميز هذا الموقع الجغرافي بكونه بين ثلاث من الأمم، لكل منها امتدادها وسلطنتها وعظمتها، فالهند وأطرافها في الجانب الشرقي لا غنى لها عن الأحساء في موقعها الجغرافي ـ ولا زال الكلام في العالم القديم ـ ثم بلاد فارس وتوابعها، وهي واحدة من الأمم التي أصّلت للفكر الإنساني، وخطت خطوات جبارة في عالم التحضير لبني البشر. ثم روما ولواحقها، وهي صاحبة قدم راسخة في الرقي بفكر البشر وذهنيته، بل لا غنى لنا اليوم عما سطره أولئك العظماء من أرباب الحكمة والفلسفة في روما.

فهذه الدول الثلاث العظمى في التقسيم القديم، كان لها من الأحساء وفيها وإليها نصيب، ولو لم تكن الأحساء تمثل جوهرة غالية الثمن لما اشرأبَّت أعناقُ الأكاسرة والقياصرة والأباطرة لاقتنائها.

وعوامل الاستقطاب في الأحساء كثيرة، ولا غرابة في ذلك، إذا ما قرأنا النتائج التي استطاعت الأحساء أن تبلغها في مراحل مرت بها من التقدم والازدهار والرقي، بحيث باتت وقتئذٍ هي الملهمة لأكبر المهندسين المعماريين، وهنالك شواهد وشواهد، والحديث ذو شجون. فعندما يدخل المتحدث في موضوعٍ ما ـ على ما له من الأهمية ـ إلا أن ما يكتنفه من الإشكاليات أحياناً، والمخاطر أحياناً أخرى، الشيء الكثير، وكذلك عدم الفهم من المتلقي أحياناً أخرى، ولا أعنيكم بذلك قطعاً.

كما كانت الأحساء ملتقى القوافل المسافرة من الشرق إلى الغرب، والبالعكس. فكانت تلك القوافل عندما تحط رحلها في الأحساء، لا بد أن تأخذ منها وتعطي. ولم  تنفرد الأحساء وحدها في ذلك، إنما حظيت بعض المواقع بطرف من هذه الخصوصية، لكن الإنسان الأحسائي الخلاق بطبعه، استطاع أن يتعاطى مع ذلك الوافد المهاجر في أحسن حالٍ يمكن أن يستثمر من خلاله ذلك القدوم، فلم يتعاطه عفوياً وسذاجةً، إنما تعاطاه على أساس من القواعد المحكمة، والأصول المثبتة.

فهؤلاء المسافرون إذا ما جاؤوا من الشرق حملوا معهم فلسفة الهنود، وهذه الفلسفة على ما فيها من المس الروحي، إلا أن لها انتزاعاً وإسقاطاً على المشاهد الخارجية، فهي تلامس بناء الإنسان من خلال واقعه والمحيط الذي يتقلب فيه، وكتاب «كليلة ودمنة» خير شاهدٍ منقول، قدّمه ابن المقفع للأمة العربية على ذلك الاستشراف.

أما إذا جاءت القوافل من الغرب والحراك الفينيقي، فهنالك حكمة وفلسفة وصراع من أجل الوصول للأفضل، وتأمين أقصر الطرق الموصلة إلى الذات المقدسة، وكان لمدرسة روما قدم ثابتة راسخة في هذا المجال، ولا يضر أن هنالك آراء لا تتفق مع مسلك التوحيد. فهؤلاء أيضاً، بقدر ما يحملون معهم من المتاع المادي، كانوا يحملون الأهم، وهو الزاد المعنوي الفكري التنويري. وكانت الأحساء تتلاقح معهم في مساحة الفكر، وراحت تأخذ وتردّ، وتستقطب وتهب، وبظني أن الإنسان، أو الأمة الفاقدة للشيء، ليس بمقدورها أن تعطي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

من هنا كانت الأحساء في موقع يخوِّلها أن تتعاطى مع الآخر على أساس من المساواة في الأخذ والمبادلة، والقبول والردّ، والتصحيح والمناقشة، والتسليم الرفض.

ثم هنالك الحضارة الفارسية، وهي الحضارة التي استطاعت أن تبرزخ بين حضارتين، الشرق المتمثل بالهند، والغرب المتمثل في روما، وكانت تلك المزاوجة على أرض فارس قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، حيث كان للفرس حضور وواقع، فكانت فلسفتهم البهلوية تؤمّن لهم استقراراً فكرياً، وإذا ما استقرت الأمة فكرياً استطاعت أن تتخطى العقبات، بل إن الأب في البيت إذا كان يحمل رصيداً فكرياً مستقراً، فإن الأسرة تتجه بالاتجاه الصحيح. وكذلك رب العمل إذا كانت لديه رؤى منسجمة فيما بينها، وقانون يؤمّن تسيير دفّة ذلك، فلا شك أن هنالك حصيلة من التقدم سوف تلاحظ في مؤسسته. وكذلك الدول، وعلى هذا فقس ما سواه.

هكذا كانت تلك المشارب الثلاثة تصب في غدير الأحساء.

2 ـ توفر أسباب العيش الكريم:

والأمر الثاني بعد الموقع الجغرافي، توفر أسباب العيش الكريم، ومقومات الحضارة الإنسانية في أحسن أدوارها. فهناك عوامل تحتاجها الأمة لبناء حضارتها، لا بد من تحقيقها وتأمينها، ليخطو المشرِّع والمقنِّن الخطوات الموصلة باتجاه الهدف، وهو بناء حضارة إنسانية. ومن تلك العوامل:  

1 ـ الأرض الخصبة: فهي واحدة من أهم السمات التي تمتاز بها هذه المنطقة، ونحن نحمد الله تعالى أن نكون منها، فخصبها واضح بيِّن، وكانت تؤمِّن غلة الجزيرة العربية بأسرها في يومٍ من الأيام، وهذا بعض تاريخنا وماضينا، والمجد الذي نتغنى به، والأنشودة التي نرددها.

2 ـ وفرة المياه العذبة: بصفائها وبرودتها أو حرارتها، فقد أمّنت الأحساء في حقبة من الزمن واحداً من أهم مواقع الاستقطاب للاستشفاء من الكثير من الأمراض. ولا إشكال أن هذه  الخاصية تحرك في الكثير من الناس الرغبة في أن تؤمّن لها مورداً يحقق لها التقدم في حياتها وفرض واقع معيَّن.

3 ـ الأسواق التجارية: وهي التي تحمل صفة ما يعرف اليوم بالأسواق الحرة، فقد كانت أسواقها مفتوحة، والدين الحاكم لا يمنع أن يكون السوق مفتوحاً آنذاك، والسلطة الحاكمة في القرون الغابرة لم تكن تتدخل أيضاً في شؤون ومجريات السوق، بل حتى أصحاب الفكر والمنظرين للاقتصاد العالمي، وخصوصاً في الدور الاشتراكي، كان من ضمن العناصر التي وضعوا أيديهم عليها لقراءة مكونات الاقتصاد والنهوض بالأمة، هو حالة السوق في الأحساء أيام مجدها، وهذا ما يستوجب أن يقف المرء عندها قليلاً.

فهنالك الحريات العامة المكفولة للمقيم والمسافر، فهنالك مجموعة من القوانين تربط الناس على اختلاف انتماءاتهم، يصطحبونها معهم، فما يجوز عندي قد يكون محظوراً عندك، والعكس صحيح. من هنا كانت الحرية المطلقة تؤمّن لجميع ألوان الطيف الوافد أن يتعاطى ما يعتقد كما يحب. تلك هي القيمة الإنسانية في الإنسان الأحسائي وكماله وسموه، والقدرة البشرية يراهَن عليها اليوم في إنجاح الكثير من المشاريع الكبرى على وجه الأرض، فالشركات الكبرى قبل أن تدرس واقع المخزون تحت الأرض، أو مورد الاستثمار على سطحها، تقرأ أولاً العنصر البشري، وكيف يمكن التعامل معه؟ وما الذي يمكن أن يقدِّم؟ وماذا يمكن أن يسبب من عرقلة في طريق نجاح المشروع؟.

فالإنسان الأحسائي بما يحمل من خصائص وقيم، مطالَب اليوم أن يحفزها، وأن يوجِد في داخله حراكاً ليكون لها واقعاً، وإن كان لها شواهدها الواضحة البينة في أكثر من اتجاه.

فنفسية الإنسان الأحسائي، تتجلى بطيبته، وهدوئه، وحسن قراءته، وصبره، وتحمله، وتأملاته، وتجلياته، وعروجه في بعض الأحيان، وكرمه الفطري، وبساطته في الفكرة، ولكن ليست البساطة التي يريد البعض أن يجعل منها عقداً نقادُ من خلاله، إنما هي الطيبة والبساطة المنسجمة مع قيمة الذات، وهو ما ننشده ونناشد به.

4 ـ الأدب: فللأحسائي في هذا الصدد قيمة بيّنة، ولو لم يكن في الماضي إلا طرفة بن العبد لكفى، كيف والقائمة تطول وتزدحم بمثل ابن المقرّب والشيخ الرمضان وأمثال هؤلاء؟

أما اليوم فلها موقع التقدم بين الكثير من مراكز الإشعاع الأدبي على مستوى الوطن العربي، فلدينا قامات نعتز ونفتخر بها، ونتأمل فيها أن تتقدم بأكثر مما تشغله اليوم، وهذا بمقدورهم واستطاعتهم، فمن الممكن أن يصادَر المرء في جميع جوانب حياته، إلا أن الإبداع إذا ما انطلق من قمقمه يبقى إبداعاً.

5 ـ التدين: فالأحسائي معروف بتدينه الذي اكتسبه، إما بالفطرة أو التلقي أو القراءة والتطوير. ونحمد الله تعالى أن فطرنا على الإسلام، وجعلنا من أتباع الديانة الخاتمة التي جاء بها النبي محمد (ص) ولنا في هذا المشهد تقدم على سائر الأمم من حولنا، وكذا القبائل العربية.

فقد دخل الأحسائيون الإسلام طوعاً. ومن حقنا أن نسأل عن سبب ذلك، ولو أردت التوقف والإسهاب في هذا المعطى لطال بنا الحديث طويلاً، إلا أنني أطوي عنه صفحاً، مستحثاً هممكم، لا سيما الشباب منكم، أن تسلطوا الضوء على هذه الجوانب، وأكتفي بإشارات، ألمح من خلالها إلى مكامن ومواقع وعناوين يمكن للإنسان أن ينطلق من خلالها ويضع الرسالات الموسَّعة العالية، لينهض بواقع أريد له ما أريد.         

6 ـ الواقع الحضاري: ولم يكشف النقاب إلى يومنا هذا عما تحت تراب الأحساء من الكنوز المدللة على أنها مهد حضارة، وإن كان غيرنا يدّعي أنه مهد حضارة، فإن المهد يسبقه التكوين، ونحن نقول: نحن من خلقنا وكوَّنا الحضارة، غاية ما في الأمر أن هنالك طبقات من التراب تستر العظيم من المنتج البشري الذي كان للإنسان الأحسائي القديم يدٌ في منتهى الخلاقية والإبداع فيه، ونسأل الله تعالى أن يفتح علينا فتحاً في الاستقصاء السياحي لواقع المنطقة، لا سيما ما تحت الأرض، فالقصور فوق الأرض من الجميل أن يُحتفظ بها ويحافَظ عليها، إلا أن الأجمل أن نستنطق ما تحت التراب، لما له من العمق التاريخي، فما فوق الأرض قد لا يتجاوز قروناً معدودات، أما ما تحت الأرض فقد يتجاوز المئات من القرون، بل ربما أكثر.

فالأحساء تحمل بصمات العديد من الحضارات الإنسانية والأمم والأقوام. فمنهم العمالقة، وهم قوم مَنَّ الله عليهم ببسطة في الجسم، وقد أثرى هؤلاء المشهد الإنساني، وخطَوا به خطوات جبارة، وكان للأحساء نصيب منهم، حيث استقطبتهم وانتفعت بهم، وهنا تكمن عظمة الأحساء.

أيها الأحبة: في داخل كلٍّ منّا مشروع، ووراء المشروع قوة كامنة، هي الروح المفلسفة للأشياء، الجامعة بين الأغيار، أو المثبطة والمحطمة، وعلينا أن نمسك بالعامل الأول ونعرض عن الثاني، ولا يضر أن يضع العقبات أمامنا أقرب المقربين لنا، وعلينا أن نتجاوز هذه الروح السلبية لنتحرك مع روح إيجابية وثّابة متطلعة لما هو الأفضل.

ومن أولئك أيضاً الكنعانيون، وهم صُنّاع حضارة بامتياز. وقد مر على بعضنا في دراستنا للتاريخ بعض الإشارات لهذه الأقوام، ولكن من حقنا أن نسأل: ما الذي استثار ذلك في داخلنا؟ وما الذي حركه في عقلياتنا؟ وإلى أي مربع دفع بنا؟ هذا هو الأمر المهم جداً.

ومنهم الفينيقيون الذين تركوا لهم بصمة في هذه البلاد. ولكنك لو سألتَ أياً كان، ليرشدك إلى موقع يدلل على الواقع الفينيقي، فربما لا يهتدي لذلك سبيلاً.

ومنهم السامريون، الذين كانت لهم بصمتهم وحضورهم في يوم من الأيام.

ومنهم الأحباش، وهم صناع حضارة أيضاً، وعلينا أن لا نستخف بعقلية الأفارقة كما يفعل الغربيون، فمن الأفارقة خرجت عقول نيِّرة غيرت مشهد التاريخ. فقد استطاع الأفارقة استخراج الطاقة من الاندفاع المائي منذ القدم! ولكنهم تعرضوا لما تعرضوا له من مصادرة العقليات، فالاستعمار قد يصادر المكتسبات المادية، وقد يصادر العقول، وأحياناً يصادر الأرواح.

فالأحساء هي مدينة الربط الحضاري. ومن هنا ينبغي أن نسأل: من هو الإنسان الأحسائي؟ إنه ذلك الإنسان العربي بالأصالة، فأهل الأحساء استقطبوا أقواماً وأمماً، والمستقطِب يُفترض أن يكون مستقطَباً أيضاً، أو أنه صاحب الحق بامتياز على نحو الأصالة، أما الأحسائيون فهم أبناء الجزيرة العربية، وربما هناك أفراد ممن وفدوا إليها واستقروا فيها، وبفعل القرون المتعاقبة أخذوا هويتهم العربية، إلا أن الطابع العام لها هو العروبة، فأصلها ومحتدها وأساسها وقاعدة انطلاقتها الحضارية هو القبائل العربية الأصيلة.

أما من حيث المعتقد فقد استطاع الإنسان الأحسائي أن يتقلب في الديانات ويستفيد منها، كالديانة اليهودية التي كان لها في يوم ما بصمة وحضور، والديانة المسيحية كذلك، والأخرى المجوسية. وبظني أن مرور الإنسان الأحسائي بمفاد هذه الديانات، مع خلاقيته، هيأ أرضيةً كافية بعد أن تثقف وتنوّر وتقدم في قراءته وانفتاحه على الآخر، في أن يقبل الرسالة الخاتمة بكل هدوء واستقرار دون أن يراق ملء محجمة من دم، استجابة لنداء النبي الأعظم محمد (ص). فالديانة الإسلامية كانت مسك الختام لمسار لاهوتي طويل عريض.

وبعد دخولهم الإسلام، ساهم الأحسائيون في سنِّ القوانين المدنية. فالقرآن الكريم أسّس للأصول، وعقليات الأحسائيين، وفي مقدمتهم رشيد الهجري، كان لها من الإسهام الشيء الكثير. وبعد الإسلام، كان للأحساء دور كبير وحضور قويٌّ فاعل في النهضة العلمية التي اكتنفت جزيرة العرب بعد جهل طويل.

الحوزة العلمية في الأحساء:

أما الحديث عن هذا الجانب، بين البذرة الأولى ونهاية المطاف، فيحتاج إلى التوقف في محطات كثيرة تستدعي الوقوف عند كل واحدة منها، وهو ما نتناوله في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.

هذه هي الأحساء بصورتها المختصرة، فماذا يمكن أن تحرك في داخلنا؟ وماذا تستحث من ضمائرنا؟ وما الذي تلقي على عواتقنا من المسؤوليات تجاهها؟ فما منا أحدٌ إلا وهو خلّاق، ولكن كلٌّ في الاتجاه الذي يتجه إليه، فنستطيع أن نقرأ الفنان التشكيلي، والأديب المتألق، والناقد الحاذق، والشاعر المحلق، والفقيه المحقق، والفيلسوف، وما إلى ذلك.

نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.