نص خطبة: العلم والإيمان أساس الكمال الإنساني (32)

نص خطبة: العلم والإيمان أساس الكمال الإنساني (32)

عدد الزوار: 1072

2017-11-28

الجمعة 1439/3/5هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

في الحديث الشريف عنهم (ع): «لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولأظلّهم الغَمام، ولأشرقوا نهاراً ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئاً إلا أعطاهم»([2]).

توأمة العلم والعقل:

في بعض الحكم المأثورة: لا يتواضع إلا الكبير، ولا يتكبّر إلا الحقير، ولا تقاس العقول بالأعمار، فكم من صغير عقله بارع، وكم من كبير عقله خاوٍ فارغ.

فيما تقدم في محله، فيما يتعلق بمن هو الفقيه قلنا: لا يكفي أن يكون الفقيه عالماً بأصول الاستنباط، وإن صدق عليه حدّ التعريف، إنما هنالك عناصر دخيلة، لها من الشأنية الشيء الكثير الذي ينبغي أن نقف عنده.

فالعلم قد يتيسر لكل أحد، وقد يتوصل إلى أصوله الكثير من الناس، لكنه يحتاج إلى عقل، وكثير من العلماء في التاريخ ممن مضى، أو ممن هو موجود اليوم، ومن سيأتي، يتميزون بالعلوم الجمّة، لكن تلك العلوم لا يوازن بينها وبين ما يجب خارجاً، لأن العقل معطل عنده.

وتعطيل العقل له أسباب كثيرة، قسم منها يخضع للمصلحة الشخصية، وقسم آخر تحت تأثير السلطات، وقسم منها خشية مما يترتب على ذلك من أمور غير محسوبة من المقابل، والقضايا تفرض نفسها على جميع حيثيات المشهد.

فالعقل، هو ذلك المكون الغريب الذي يقدَّم ويؤخَّر يوم القيامة في الحساب بناءً عليه.

أيها الأحبة: إن الذين استثمروا عقولهم استطاعوا أن يوظفوا جميع النعم في الحياة، ومنها العلم، فوصلوا إلى أهدافهم، والتاريخ مليء بالأسماء الكبيرة التي وإن طوتها السنون والحقب والقرون، إلا أنها بقيت شاخصةً لامعة فارضة لوجودها، رغم الأتربة المثارة والغبار الذي يحرك بواعثه أصحاب النفوس المريضة. وهؤلاء أيضاً تمرض نفوسهم لأسباب كثيرة، لعل من أهمها اصطدام المصالح بين الفئة ألف والفئة باء، وبين هذا وذاك عشرات العناوين الشخصية والجمعية.

وظائف العقل:

ولا بد لنا هنا أن نذكر الوظائف التي أنيطت بالعقل، لكي يستطيع الإنسان م نخلالها استثمار العقل بالشكل الذي أريد له أن يكون:

1ـ التفكير:

الوظيفة الأولى للعقل هي التفكير، والتفكير أمر مهم، به يمتاز الإنسان عمّن سواه، وقد انتدبنا القرآن لذلك، وأكدت ذلك السنة النبوية، فأصحاب العقول حركوا وفعّلوا تلك القوة الكامنة في الداخل، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه. أما الذين ألغوا التفكير في دواخلهم فهنالك قائمة من الأسباب، منها الخمول أحياناً، أو التدجين، أو الثقافة الضيقة، أو عدم وجود عوامل التحفيز، وما إلى ذلك. لكن يبقى التفكير قيمة ساميةً وعاليةً.

فالمفكّر كي يوصف بأنه مفكر، يحتاج إلى قطع مسافات طويلة قد لا يحتاجها الفقيه، إنما يحتاجها المفكر. خصوصاً إذا ما حصرنا الفقاهة في حدود الحكم الشرعي الضيق، أو المضيَّق عليه بعبارة أصح وأدق، بمعنى أن لا يغادر الفقيه مساحة ما أُسس له، فتكون الحركة بطيئة وئيدة، ولكن عندما تسأل الفقيه العاقل مثلاً: لماذا خالفت المشهور؟ هنا تأتي حركة التفكير، فلأنه فكّر بجدية استطاع أن يخالف المشهور، ولو أنه عطل عقله لما خالف المشهور.

فالاستسلام للمناخ العام في دائرة البحث العلمي لونٌ من ألوان التخدير والتخلي عن المسؤوليات، لذلك ترى أن المجتمعات المرتبطة بالفقيه، إما أن تتقدم بتقدم نظرته، أو تتخلف بتخلف نظرته، فذلك معلول لحركة التفكير ومنسوب تلك الحركة في داخل المكون.

لذلك ترى بعض المجتمعات التي يكون فيها الفقيه واعياً مفكراً، تتقدم بتقدمه، أما إذا كان خاملاً ملغياً لقوة التفكير لديه، فلا شك أنه يجر المجتمع كقطعان الغنم إلى معلفها، لا إلى تقدمها وتحضرها وسباقها ومنافستها الشريفة مع الآخر. فهذه كلها مسؤولية الفقيه.

2 ـ الإدراك:

إن الإنسان عندما يفكر يصبح في دائرة الإدراك، وهذه هي الوظيفة الثانية من وظائف العقل. فغير المفكر لا يدرك حقائق الأشياء وعلل الأحكام وما يراد من هذا وما يترتب عليه، فالإدراك أمر مهم جداً، وهو متأخر رتبةً عن التفكير، فالتفكير أولاً ثم إدراك الأشياء. والتفكير في المرحلة السابقة يحتاج إلى عناصر كثيرة تجتمع لتؤدي الغرض المطلوب، وإلا فإن قابلية التفكير بما هي قوة فقد بسطها الله تعالى بين جميع العباد.

3 ـ التخيل:

وهي مرحلة تأتي بعد الإدراك، إذ يقترب العقل من مساحة الإبداع، وكل ما بين أيدينا اليوم من تكنلوجيا متقدمة هي وليدة هذه الحركة (التخيل) فالعالِم في الغرب يجلس في مكان ضيق، لكنه يتخيل في عوالم أخرى بعيدة عن مساحته، لذلك غزا الفضاء، فيما لم يفكر المسلمون بأدنى من ذلك بكثير.

فالتخيل في مخيلة المسلم وعقله مقتول، بل سرى ذلك حتى في مخيلة الشاعر والفنان والناقد، فأصبحوا جميعاً مقتولين في هذه المساحة.

إن البعض لا يتجاوز تصوره للنعم الإلهية إلا هذا المرّتب الشهري الذي يتقاضاه لشهر من العمل، أو مقايضة على سلعة، أو بيعاً أو شراءً أو ميراثاً أو هدية أو ما إلى ذلك، حال أن النعم أوسع من ذلك بكثير، والله تعالى يقول: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوْهَا﴾([3])، وهذه ليست مبالغة في الشيء إنما هي الحقيقة. فلو تأملت أيها الإنسان في مكونك الداخلي لرأيت ما رأيت من النعم.

اسأل نفسك سؤالاً بسيطاً: لو لم أكن عاقلاً، ماذا يمكن أن يكون عليه الحال؟ لا شك أنه الجنون، أو ما هو قريب منه، وهذا يعني أن ذلك الجمال وحسن القوام والوسامة والاتزان يتحول إلى انفلات وعدم انضباط، وقد يصل إلى التعري في الشارع، ولكن بنعمة العقل أصبح الإنسان كذلك. فالعقل نعمة عظيمة لا تُشترى بالأموال، أما الأموال فيأتي بها العقل.

4 ـ التنبؤ:

ثم بعد التخيل تأتي مرحلة التنبؤ بالأشياء، وهي مرحلة متقدمة يعيشها العلماء الذين تنبهوا لدواخلهم أولاً، مما استوجب أن يتنبهوا لما هو من حولهم.

وهذه الخاصية أحياناً لا يلتفت لها الفقيه، ولا أعني فقيهاً بعينه، أو فقيهاً من مذهب معين، إنما هي حالة عامة عند جميع الفرق، من الطائفتين الكريمتين. فلست أتحدث هنا عن شخص أو مصداق معين، إنما أتحدث عن مفهوم، ولا يعنيني من ينطبق عليه هذا المفهوم، فإن انطبقت هذه المفاهيم والعناوين والفرضيات والقراءات والإضاءات على شخصٍ ما، وشغلت مساحة كبيرة من مكونه، فليصحح هو من حاله، لكنني في الأصل أتحدث بشكل عام غير منحصر في شخص بذاته.

5 ـ التحليل:

وهذه المرحلة تكون بعد التنبؤ، فقبل أن يصدح المتنبئ بما يتنبأ به من أشياء، عليه أن يحللها، ويرى ما لها وما عليها، وكم تقدم؟ وكم تؤخر؟، وهذه كلها من عمليات العقل، لأن المواد الخام مهيأة، إما من العلماء الذين قبله، أو أنه سعى لتهيئتها بنفسه. أما البرمجة والتحليل والتركيب فلا بد لها من عقل.

6 ـ الابتكار:

بعد أن يتنبأ العقل ويحلل الأشياء ويفصل فيما بينها، ويقدم الأهم على المهم، تأتي مرحلة انتزاع الأشياء من بعضها، وهو ما نسميه (الابتكار) فيكون بهذه المرحلة قد تقدم كثيراً جداً.

والابتكار هنا لا يعني صناعة جهاز معين، وليس الابتكار منحصراً بالصناعة والابتكارات المادية، فالنظرية المعرفية إذا ما حُصرت في الجانب المادي انتهت وتلاشت. فالابتكار يعني إيجاد ما لم يكن موجوداً من فكر أو رأي أو نظرية علمية أو جهاز أو أسلوب تربوي وما إلى ذلك.

7 ـ تخزين المعلومة:

وهذه المحطة تأتي بعد المرحلة السابقة، وهي مهمة العقل الذي يخزن تلك المعلومات والنتائج. والعقل يفترض أن يختزن الخير وليس الشر.

فلماذا نجد أن الكثير من العقول اليوم تخزن الشر؟ ولماذا نرى أسلحة الدمار الشامل؟ ولماذا نشاهد خطط الإبادة للشعوب؟ بل حتى الفقيه، قد يعطي فتوى بناءً على مسار الاستنباط وفق العناصر المشتركة في استنباط الحكم الشرعي، لكن عقله مجمَّد، فيفتي عندئذٍ فيحرق الدنيا بفتواه.

إن هذه الحالة من التخزين مهمة جداً، لذا تجد أن فقهاءنا ينصّون في فتاواهم أن من موجبات العدول من فقيه إلى فقيه آخر أن يقل ضبطه عن المتعارف. فمن كان عمره في التسعين لا نتصور أنه كمن كان في الستين، نعم، لكل قاعدة شواذ، لكن الأعم الأغلب هكذا.

8 ـ التقسيط:

وهذه العملية تعني التذكر عند الحاجة. فالعقل يخزن ملايين الأفكار والنظريات والمعلومات وأبيات الشعر والمسائل، لكنها ليست حاضرة دائماً، ولكن عندما يكون للإنسان حاجة في استحضارها تحصل معركة فكرية في داخله، فيتحول ذلك المخزون المغلق إلى صندوق مفتوح. فيتذكر الإنسان ما اختزنه من معلومات.

9 ـ النسيان:

وهو آفة العلم، لكنه من وظائف العقل أيضاً. وأنا من العجبين بالإنسان الأحسائي الذي يعيش ثقافته المحلية ويعتز بها، ويمسك بها، فهنالك ألفاظ سهلة يسيرة لكن مداليلها عجيبة غريبة.

يقول الفرد الأحسائي في بعض مفرداته: فلانٌ يتناسى (متنيسي) وليس ناسياً.

والنسيان من النعم الكبيرة التي نجهلها، وسوف أخصص لها خطبة منفردة في القادم من الأيام إن شاء الله.

مرتكزات بناء الشخصية:

بناء على ما قدمناه من السرد الفائت، نقول: أنا وأنت لا بد أن نبني شخصيتنا. والبناء الصحيح للشخصية الفردية ضمن حدود المكون الشخصي والنسيج العام من حوله، يكون بالفرز الصحيح والجمع. فإذا صح القسم الأول، وهو الفرد أو الشخصية، كان من السهل السيطرة على الجهة الثانية، وهي المجتمع أو النسيج العام من حولنا، فإذا ما تعثرنا في المربع الأول، فلا شك أن المربعات المتعاقبة والمترتبة عليه سوف تنهار، ولن نصل إلى نتيجة مرضية.

فمن المرتكزات التي نعتمدها في بناء الشخصية:

1 ـ تلمس مواطن الحاجة:

فالأمر الأول في بناء الإنسان لشخصيته بناءً صحيحاً هو تلمس مواطن الحاجة الشخصية، وعدم تشتيت الذهن في أكثر من مسألة ومسألة، إنما يجب التركيز على الأهم، وتقديمه على المهم. فإذا ما انخرطت في البحث وراء المهم على حساب الأهم، فلن تصل إلى حلّ مرضٍ مع المهم، ولا شك أنه سوف يتسبب بتعقيد الوصول إلى الأهم.

فإذا انحصرت الحاجة اليوم في مواصلة الدراسة على غيرها، فلا بد من تقديم الدراسة على غيرها، لأنها أهم من غيرها. وإن كانت الحاجة اليوم في تكوين أسرة، فلا بد من تقديم الأسرة. وإن كانت الحاجة أن أكون وجهاً اجتماعياً لخدمة المجتمع والأمة، فلا بد أن أسعى لتحصيل ذلك.

2 ـ السعي الجاد وراء  تحصيل التكامل الاجتماعي:

فالإنسان اجتماعي بطبعه، ولا يمكن لأي منا أن ينفصل عن المجتمع، ولا للمجتمع أن ينفصل عن الفرد، فهذا قدر الإنسان وطبيعته وجبلّته التي انفطر عليها، ومن أراد التحقق من ذلك فليغلق على نفسه باب غرفته ليوم أو يومين، وليكن في سجن مصغر ليرى النتيجة بنفسه، هل يستطيع ذلك أم لا؟  .   

فليس بمقدور الإنسان إذن أن ينفصل عن مجتمعه، وبما أنه كذلك فلا بد له أن يسعى لتحقيق الكمال في المجتمع، فإن أصبح كمال المجتمع هو الهمّ، فلا شك أن الفرد سوف يحقق الكمال الشخصي، لأنك تجد نفسك في ذلك الجامعي المتفوق، ورب العمل الناجح، والوجيه الذي يجسد ما سعى من أجل الوصول إليه خارجاً، وهكذا في سائر الأمور.

3 ـ توسيع دائرة الوعي:

فلا ينبغي أن نكون في وعينا ضيقين، سواء في دائرة علاقاتنا أم تفكيرنا أم محبتنا، فالله تعالى أودعنا الكثير من فرضيات الحب لآخرين، فلمَ نكون بخلاء في ذلك؟

هناك من لا يتكلف حتى الابتسامة في وجه زوجته، أليس هذا أبخل البخلاء على وجه الأرض؟ فمخزن المطبخ مملوء بالمواد الغذائية، إلا أن الزوج عبوس قمطرير، لا ينفق شيئاً من مخزن الحب لديه. وإذا ساء حال الرجل مع زوجته وأبنائه فكيف يكون مع سائر الناس؟!

ومن أمثلة ذلك أن تجد من يبخل بالسلام، وربما يجد البعض له عذراً في ذلك أنه لا يُلقي السلام على من لا يستحق! وهذا خلاف الدين، فالسلام لا يُفترض فيه وجود من يستحق أو لا يستحق، ففي الحديث الشريف: «أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام»([4])، فلا وجود لمعيار في الاستحقاق وعدم الاستحقاق في هذا الباب.

عناصر بناء الشخصية:

إن هذا البناء الذي أشرنا إليه له عوامل وعناصر عديدة، منها:

1 ـ العقيدة الصحيحة:

ولكن دون مزايدات على أحد، فكما أنك متدين فغيرك متدين أيضاً، وكما أنك ملتزم فغيرك ملتزم أيضاً. فلا تتصور مثلاً أنك عندما مشيت لزيارة الأربعين فقد زدت شيئاً في عقيدتك، وأصبحت أفضل مني، فربما ذهبت بلا وعي، وربما كان جلوسي في بيتي عن وعي. ولا تعتقد أنك إذا صليت صلاة الليل أصبحت أفضل من فلان أو فلان، فربما كان النائم عن صلاة الليل أفضل منك ألف مرة، لأنك تتاجر بها أو لا تنتفع بها في حياتك. وعلى هذه فقس ما سواها.

فالعقيدة الصحيحة أمر مهم، ولكن دون مزايدات، وبعيداً عن العادات التي أصبحت اليوم عقائد يُحاكَم على أساسها الناس، بل حتى العلماء، ويُفسَّقون ويُكَفَّرُون ويُضَلَّلون ويُطردون من رحمة الله، لا لشيء إلا لأنهم لا يتفقون مع الآخر في جزئية هي ليست من الدين.

2 ـ العبادات المقننة:

فهنالك من يتعبد، إلا أن تعبده لا على بصيرة، فهو يقوم ويقعد، ويركع ويسجد، ويسبح الليل والنهار، ويتصور أنه بذلك أصبح أبا ذر، أو سلمان أو المقداد أو عماراً أو غيرهم، حال أن المطلوب في العبادة أن تنعكس على السلوك، ومنه احترام الناس.

3 ـ الانفتاح على الآخر:

وهو ما نتركه لفرصة أخرى إن شاء الله تعالى.

نسأله تعالى أن يجعل هذا البلد آمناً، وسائر بلاد المسلمين، وأن يدفع الشر عنها، وأن يجعل الشر في نحور من أرادوا الشر.

نسأله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.