نص خطبة:العلم والإيمان أساس الكمال الإنساني (17)

نص خطبة:العلم والإيمان أساس الكمال الإنساني (17)

عدد الزوار: 2078

2017-05-15

الجمعة1438/8/1هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

عن الإمام الكاظم (ع) قال: «تفقهوا في الدين فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملاً»([2]).

الإسلام دين الأخوة والمحبة والسلام، ففي القرآن الكريم: ﴿سُبْحانَ الَّذي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ الْبَصير﴾([3]).

نقول: أسرى، يسري، إسراءً، وأسرت القافلة ليلاً: أي خرجت وسارت، ومنه قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى﴾ تقول: أسراه وأسرى به، أي سيره ليلاً.

الإخوة الإيمانية:

كثيرة هي المفردات التي جاءت بها الرسالة، ومن تلك المفردات الجميلة التي ينبغي استحضارها دائماً هي الأخوة والمحبة في الله، والسير نحو تحقيق الوحدة الكبرى بين بني الإسلام خاصة والبشر عامة. كل ذلك ـ أيها الأحبة ـ وضع أساسه النبي الأعظم محمد (ص) في المدينة المنورة.

والسؤال: أين نحن من تلك الأسس والقواعد والثوابت؟ أين نحن من تلك المفردات المقدسة الطيبة؟ وكيف باتت مفردة الوحدة والأخوة لا تريح البعض من الناس؟ بل يريحهم الفرقة والانشقاق وما وراء ذلك.

والقرآن الكريم منذ الوهلة الأولى يأخذ بأيدينا ثم يتقدم بنا خطوة تلو الأخرى في سبيل أن نصل إلى تلك المرحلة التي خططت لها السماء، وأجهد الأنبياء والأولياء والمصلحون والرساليون أنفسهم في سبيل تثبيتها في واقع الأمة والسفر بها إلى أبعد المسافات.

يقول القرآن الكريم: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ‏ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي تَساءَلُونَ بِهِ وَالأرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقيباً﴾([4]). فأين نحن من مفردة التخلق الأولى؟ أي الخلق والتكوين، ثم التكثر في الخارج، ثم المرحلة الثالثة وهي التقوى المنشودة، ثم المرحلة الرابعة وهي صلة الرحم التي تعتبر أهم لبنةٍ في البناء الإنساني بشكل عام، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بدين إذا غاب منهم هذا العنصر اختل كيانهم الاجتماعي.

فحقيقة الأمر كما يقدمها لنا القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿يَا أيُّها النَّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾([5]). فإذا استقرت التقوى كما في الآية الشريفة رمت بنا في مربع متقدم ألا وهو التقوى التي تبعث الإنسان على الانفتاح على الآخر من حوله، فمتى ما ضاقت الدائرة على الإنسان ففي ذلك دليل واضح ـ أيها الأحبة ـ على أن منسوب التقوى قد انحدر إلى الأسفل قليلاً لذلك تندّ عنه وتتشعب عنه الكثير من المشاكل.

يقول تعالى في الآية المذكورة: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبَاً وَقَبَائلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيْمٌ خَبِيْرٌ﴾([6]). وهنا دخلت حيثية العلم والخبرة للإنسان على هذا الكوكب، فحري بنا أن نفعّل التقوى كما أرادها الله تعالى كما نريدها نحن لأنفسنا نلبسها حيث شئنا ونتخلص منها حيث نشاء.

فالقرآن الكريم على هذه الحيثية يأخذ بنا إلى مساحة أكثر تقدماً في الطرح فيقول: ﴿إنّمَا المُؤْمنُونَ إِخوةٌ فَأَصْلحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله﴾([7]). والصلح يعني فيما يعنيه التخلي عن الحقوق المستحقة للفرد، وتخلي الإنسان عنها يعني الترفع عن الصغائر من الأمور أحياناً، ويبرز من ناحية أخرى جانب الرسائل التي يمكن أن تصل من خلال إسقاط الصلح على المفردات والمصاديق الصغيرة خارجاً، التي ربما لو لم يُفعَّل جانب الصلح فيها لتولد عنها الكثير.

ويؤكد القرآن الكريم هذا البعد مرة أخرى من خلال قوله جل وعلا في محكم كتابه: ﴿وَاعْتصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعَاً وَلا تَفَرَّقُوْا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُم أَعْدَاءً فَألّفَ بَيْنَ قُلُوْبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخواناً﴾([8]). فالتقوى في القلب، والنبي (ص) يشير إلى قلبه فيقول: التقوى ههنا، التقوى ههنا، التقوى ههنا.

فالتقوى لا يبرزها كثرة الصلاة ولا كثرة الدعاء ولا كثرة الصيام ولا كثرة الاعتمار ولا كثرة الزيارة للمعصومين ولا كثرة الصدقة ولا التردد على المقابر، إنما هي أمر مستقر في قلب الإنسان يظهر في امتحانه عند الشدائد، لنجد ما له وما عليه، فهل تشكل تلك المنظومة من العبادات التي أداها الإنسان الوقود المخصب لحركة التقوى في داخله أم أنه الوقود المنفي الذي لا يعمل؟

فالأساس في الأخوة والتعاون والمودة والألفة هو ما أراده الله تعالى لهذا الإنسان، وهيأ أسبابه، إلا أننا ألغينا دائرة الموجب وتمسكنا بالقابل الذي نتصرف فيه سعة وضيقاً.

ثم يتدخل القرآن الكريم بخطابه السلس ليضع يده أو يلامس وتراً خاصاً في نسيج الأمة وهو طبقة العلماء.

أيها الأحبة: ونحن نغلق ملف الدولة الصفوية لا بد أن نشير إلى بعض الأمور، ومنها أن الدولة الصفوية خلطت بين عمل صالح وآخر سيّئ. فأعمالها الصالحة يشهد بها التاريخ، وكذلك أعمالها السيئة يحتفظ التاريخ بمفرداتها في ملفات مغلقة أحياناً، أو مفتحة على مصراعيها أحياناً، وما يدفع اليوم من ضرائب باهضة من الدماء والأموال وحتى الأوطان هو نتيجة لما حصل من دولتين متنازعتين في يوم من الأيام، هما الدولة الصفوية المتطرفة والعثمانية الأشد تطرفاً.

الدعوة بالحكمة والموعظة:

إن القرآن الكريم يدفع بركب العلماء للأخذ بأسباب المشهد فيقول: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُوْنَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُوْنَ ~ وَلا تَكُوْنُوْا كَالَّذِيْنَ تَفَرّقُوْا وَاخْتَلَفُوْا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ مِنَ البَيِّنَات فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمٌ﴾([9]). فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرعان مهمان من فروع الدين الأصيلة، فكلنا ننادي بالصوم والصلاة والحج والزكاة والخمس، ولكن عندما نصل إلى مرحلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحكمنا قاعدة اللامبالاة وعدم الاكتراث حفظاً للعلاقات والصداقات والمصالح. وهذا خلاف الدين ونهج الأئمة (ع).

إذن في خطاب الله المباشر للإنسان لم يتوعده الله تعالى بهذا الوعد المخيف المرعب، ولكن لما كان الخطاب لرجال العلم والمعرفة والدين، كان الوعيد بشكل واضح. ولا نعني برجال الدين من ينتمي للحوزات والجوامع والصوامع أو من هم أبعد من ذلك، فالحق أن نلغي اليوم هذا القيد الضيق ونوسع دائرة العلم والمعرفة فما من أحد اليوم إلا وهو يتمتع بجانب من أصول العلم والمعارف.

ورغم أن القرآن انتدبنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أنه أيضاً لم يترك الحبل على الغارب، إنما دلنا أين يوضع الحبل؟ ومتى يُشدّ؟ ومتى يطلق؟ ومتى يمكن التخلص من توابعه. يقول تعالى: ﴿ادْعُ إلى سَبِيْل رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنْ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيْلِهِ وَهْوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِيْنَ﴾([10]). فالعامي لا يضلّل، إنما المتعلم هو الذي يمكن أن يضلل، فرجل الدين ورجل الكنيسة له القابلية على التضليل والهداية، فالعامي لا يستطيع أن يصدر فتوى، ولو أصدرها لا يترتب عليها الأثر، أما إمام الجامع أو رجل الحوزة يمكن أن تصدر منه كلمة فيذهب الجمل بما حمل. فالحكمة والموعظة الحسنة خطاب مطلوب في هذه المرحلة.

ثم يأخذنا القرآن الكريم إلى مساحة فيها شيء من التقدم في لغة الخطاب والحوار فيقول تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِيْنَ صَبَرُوْا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُوْ حَظٍّ عَظِيْمٍ﴾([11]). والعداوة ليست من الأمور الثابتة إنما هي من الأمور الطارئة، ومتى ما زال سببها انتفت، وهذا عند القلوب النقية والنفوس الصافية، أما من يحمل غلاً وحقداً وأنانية فحتى لو زال السبب يبقى الأثر موجوداً لما انطوت عليه النفس من خبث السريرة. 

وهذه الميزة لا يلقاها إلا الصابر المحظوظ كما ينص القرآن الكريم، فمن جهة يكون الصبر والتحمل، مهما سُحق المتصدي ومهما حورب وقوطع فله في الأنبياء والرسل والمعصومين من آل محمد أسوة.

وقد مرت بنا هذه الأيام شهادة الإمام الكاظم عليه السلام، وهو إمام مظلوم وأحد أئمة المسلمين، وهو مثل الصابر المحتسب حيث قضى أربعة عشر عاماً من سجن إلى سجن ومن طامورة إلى طامورة، وينكل به ويعذب أشد أنواع العذاب كما تذكر بعض النصوص التاريخية. حتى أن علي بن سويد لما يصف سجن السندي بن شاهك كان يقول: دخلت أتلمس الجدار ثم رجعت فاستعنت بسراج في يد الحارس، فصرت أتلمس طريقي من وراء ذلك السراج حتى وجدت سيدي فحركته بقدمي دون قصد، فوجدته ساجداً. ثم رفع رأسه فقال لي: يا ابن سويد، مضى عليَّ في هذا المكان ما قد علمت لا أميز ليلي من نهاري.

يقول ابن سويد: وبينا أنا كذلك إذ سمعت خشخشة الحديد، فالغل في رجليه والقيد في يديه. فقال لي: ساعدني على الجلوس.

إن الإمام هو الكمال، والكمال يعري النقص، فخروجه من السجن يعني تعريتهم. لذا أكرر دائماً فأقول: إذا رأيتم من هو محسود، كالسيد الإمام (قدس سره) والشيخ الأوحد وغيرهما فاعلم أنه كامل والكمال يفضح النقص. فكيف بالأئمة (ع) وهم أصل الكمال.

يذكرنا القرآن الكريم أيضاً بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾([12]). وسر هذا التفضيل أن الله تعالى شرف الأمة بمحمد وآل محمد (ص) ولأن من صحب النبي (ص) وتفاعل مع رسالته سافر بالإسلام ورسالته شرقاً وغرباً.

فما الذي يجعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس بعد تشريفها بمحمد وآل محمد؟ هل هو كثرة أموالها أو أولادها أو غير ذلك؟ قال تعالى: ﴿تَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ﴾ ولكنه الإيمان الصادق الخالص الكامل الذي لا يداخله شك أو تردد.

وبعد أن يؤمن المرء بالله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويهيئ الأرضية كاملة، يدخل مسيرة طويلة تبدأ بالصبر على الطاعة من جهة والصبر على المعصية. فالعبادة ثقيلة إلا على من وهبه الله هذه الخاصية واستجاب مع تلك الهبة، وإلا فإنها ثقيلة. فلو كان لأحد مال كثير ووجب فيه الخمس، فليس من السهل أن يدفعه، ولكنه يدفعه مخالفة لهواه واستجابة لله تعالى وهذا يكشف عن قوة إيمان.

لذلك تجد وصايا لقمان لابنه، ولقمان لم يكن نبياً إنما كان حكيماً، والحكمة جزء من سبعين جزءاً من النبوة. يقول لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بالمعْرُوْفِ وَانْهَ عَنِ المنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُوْرِ﴾([13]).  فعليك أن تقف شامخاً، وإن آلت بك الأمور إلى الموت فلتمتْ كالأشجار واقفاً، هكذا أراد الله لك من العزة والكرامة فلا ترض لنفسك إلا ما أراد الله لك، لأنك متى ما رفضت ذلك ينتظرك إبليس يلوّح بيديه فيقول لك: مرحباً بالضالة التي وجدتها.

فالثبات على الموقف أمر مهم. يقول تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوْا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾([14]). فما دمت مع الله كان الله معك، ولا تخش أحداً، لا في ظلمة الليل ولا وحشة الطريق ولا عقبات، لأن الله تعالى سيتولى أمر تذليل جميع تلك العقبات.

ثم يقول تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرَاً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوْا مَا بِأَنْفُسِهِمْ إِنَّ اللهَ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ﴾([15]). ويقول: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِيْنَ﴾([16])، فلو اجتمع الناس على أن ينفعوك ما استطاعوا، ولو اجتمعوا على أن يضروك لما استطاعوا. فحسبنا أن نتوكل على الله في كل أمورنا.

نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.