نص خطبة العلم والإيمان أساس الكمال (12)

نص خطبة العلم والإيمان أساس الكمال (12)

عدد الزوار: 1826

2017-03-30

الجمعة 25 / 6 / 1438 هـ 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

مدرسة الحديث عند المسلمين:

في الحديث الشريف: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»([2]).

من هذا الحديث الشريف جاءت أهمية مدرسة الحديث، تدويناً ونقلاً وإجازةً وتصحيحاً وقدحاً، فاصطفّت جماعة لهذا المسار، وأخرى للمسار الآخر المقابل في مدرسة العامة.

ولو خُلّي العلماء فيما بينهم لكان للنتيجة الطيبة مساحة كبيرة تشغلها، ولكن من الواضح والبديهي جداً أن الأمر ليس كذلك بالمطلق، إنما وقع العلماء عبر مسيرتهم العلمية تحت ضغوط متعددة، ضغط السلطات وضغط العامة وضغط التيارات المتفرعة من المكون ذاته تارة، ومن المكون الآخر تارةً أخرى.

والحديث لغةً هو القول، يطلق على اللفظ والكلام. واصطلاحاً هو عبارة عن قول المعصوم وفعله وتقريره.

واختلفت المدارس بناء على التقسيم المتقدم، فذهب العامة إلى أن المعصوم حصرٌ على النبي (ص) أما مدرسة الخاصة فأضافت للنبي (ص) أهل العصمة من أهل بيت محمد (ع). ومما لا شك فيه أن الفارق كبير من حيث النتيجة، حيث تمتد فترة الحديث إلى ما ينوف عن قرنين من الزمن في حدود بداية الغيبة الصغرى للخلف الحجة (عج)، وما يقارب القرون الثلاثة إذا ما أخذنا الغيبة الصغرى بكاملها، وأخذنا بعين لاعتبار السفراء والأبواب الموصلة إليه بناء على ما وصل إلينا تاريخاً.

أما مدرسة العامة فتقف عند النبي الأعظم (ص) وما جاء به الصحابة والتابعون ما هو إلا ما سُمع من النبي (ص) حصراً حتى في من يقول: إن العامة يرون في الصحابي مشرّعاً. فهذا الكلام عليه الكثير من علامات الاستفهام لمن أراد أن يتحرك في مساحة الإنصاف والبحث العلمي.

الحقيقة المستهدفة:

في هذه الخطبة سوف أتحدث قليلاً عن قيام الدولة البويهية، وهي قبل الصفوية بقرون، ولست مسؤولاً هنا عن المصدر في مقام الخطبة، لأن المصادر موثّقة ومحكمة ضمن ما نصدره من مجموع خطب الجمعة، وقد أصدرنا إلى الآن عشر مجلدات، ينوف كل مجلد على 500 صفحة موثقة المصادر، فمن كان يبحث عن مصدر وهو يحمل الصدق في نفسه، فعليه أن يراجع المجموعة، أما ما يطرح في هذا العام فعليه أن ينتظر مصادره، ولست ممن يحمل الحطب لغيره، ومن شاء فليحمل حطبه على ظهره وليفتش حيث شاء.

وفي هذا إشارة إلى ما تقدم من بعضهم ممن أحترمه وأجله وأثمن له وقفته، وإن كان الواقع لم يكن لجانبهم، فلو كلفوا أنفسهم عناء البحث قليلاً، والالتفات للوراء قليلاً، لوضعوا يدهم على 46 مصدراً كلها تصرح بما طرحته في الخطبة السابقة. ولن أتنازل إلى أكثر من ذلك.

إلا أنني أسأل من يورد تلك الإشكالات، من خارج دائرة الشاب اللطيف المحترم علي الذي أحترمه كثيراً. أقول: في الجزئية الأخيرة وصف المصلين في الجامع بالجهل، فهل هناك من كلف نفسه عناء الرد ليحفظ كرامة أكثر من 1500 مصلٍّ في الجامع ما بين رجل وامرأة؟

يقول عن هؤلاء: إن لم يكونوا جهلة بالموضوع فهم يجاملون السيد! وأنا لست ممن يتقبل المجاملة.

أقول: لو استعنتم بالجن والإنس، فلن تصلوا لهدفكم ما دام الاتجاه لغير الله، والسلام. وأرجو أن تكون هذه المعلومة وصلت، وأرجو ممن أورد الإشكال من بعض المقربين جداً أن ينصف الحضور في الجامع ويذب عنهم ويدافع.

إن حضور أصغر شاب في الجامع هو عبارة عن شوكة في عين أكثر من معمم ومعمم، وهذا ما أدركه بوضوح، وسوف أسير في الطريق، ولكن أقول لهم: كونوا منصفين، فأنا لا أدعي العصمة أبداً، إنما أطرح بحثاً، صحيح أنني لا أذكر المصادر على المنصة، ولكن لدينا لجنة خاصة لتثبيت ومتابعة كل مفردة أقولها، ولا نطلب من القارئ سوى الصبر. فالإمام علي (ع) صبر على ضلع الزهراء (ع) فهلا تصبرون على مفردة نقولها، من باب التقوى أو الحرص على النسيج العام، أو حفظ حرمة المؤمن أو غير ذلك من المحامل؟.

من يتتبع تلك المفردات التي لا أثر لها في الواقع العملي، كالضمة أو الفتحة في مفردة ما، تجده يسكت عما يسبب الكوارث في هذه الأمة، بل يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا ما وقفنا عندها وانتقدناها ورفضناها. فعندما نرفض للشيعي أن يكون (كلباً) يبصبص بذنبه تقوم الدنيا ولا تقعد، أو عندما ننتقد مقولة لأحدهم توجب نبش قبر الشيخين على عموم المسلمين، ونقول: إن هذا الكلام خطر وإجرام بحق الطائفة لا تجد منهم سوى الضجيج.

الفقهاء في ظل الدول الشيعية:

نشأت الدولة البويهية سنة 321 هـ أو 331 هـ ، على خلاف في ذلك، وكان البويهيون من الفرس، أما الصفويون فكانوا من الترك وليسوا من السادة([3])، بقول الشاه  إسماعيل الصفوي، ومن ناقش في ذلك فعليه أن يقرأ لأحمد كسروي ورسول جعفريان، وهما من أهل التخصص في هذا المقام.

والملاحظ في تاريخ قيام الدولة البويهية أنها تزامنت مع غياب الإمام الحجة (عج) الغيبة الكبرى، فقد غاب (عج) غيبة صغرى وجعل له نواباً يرتبط من خلالهم بالأمة، وفي تلك الفترة تشكلت بذور المرجعية في الطائفة.

هذا مع الدولة البويهية. أما في الدولة الصفوية فقد انتهت مرحلة التأسيس، وبدأ وضع العناصر الأساسية والقواعد، للأخذ بالمرجعية إلى مساحات متقدمة أكثر، بما يتوازى مع دولة يحكمها مذهب أهل البيت (ع).

كان أول من تشيع من الصفوييين هو حفيده الملا علي. واستمر عمر تلك الدولة  حوالي 240 سنة (907 – 1148). وكان من أهم الأعلام فيها الشيخ علي الكركي (ت 940 هـ)، والشيخ البهائي (ت 963 هـ) الذي يمثل نقلة نوعية، وكان مثال العالم الكبير، ورغم ذلك تعرض لما تعرض له على يد خصومه من المعممين في تلك الفترة.

ويؤسفني أن يعمّى على مجتمعي وأبناء جلدتي وشركائي في مذهبي الكثير من الأمور الواضحة البسيطة، فالله تعالى أعطانا عقولاً، وطلب منا أن لا نسلّم عقولنا لأحد، وأنا هنا أطلب من هذا الجمع المبارك أن لا يسلموا عقولهم لأيٍّ كان. عليكم أن تقرأوا وتبحثوا وتستعينوا بأهل الخبرة، ولكن دون تسليم العقل للآخر.

كان الشيخ البهائي متعدد المواهب، ويصدق عليه لقب العلامة والمتخصص في الوقت نفسه.

ومن هؤلاء أيضاً المقدس الأردبيلي (993 هـ) ولكن اقرأوا ما كُتب حول هذه الشخصية مع شديد الأسف. وكذلك الفيض الكاشاني (1091 هـ) وهو عالم في المعقول والمنقول من الدرجة الأولى، نقل الكثير من آثار الغزالي في كتابه إحياء العلوم[4]، وتماشى مع الكثير من التيارات الفكرية، وحرك الوسط العقلي من حوله، وكان من تلامذة صدر الدين الشيرازي.   

ولهذا الرجل العظيم آراء مهمة، إلا أن هناك تغييباً له، فلماذا يُغيب؟ أتمنى أن تقرأوا كي تدركوا السبب. فالمشكلة عندما تصطدم بمن لا يقرأ.  

ومن أولئك الأعلام الحر العاملي (ت 1104 هـ)، صاحب وسائل الشيعة، والعلامة المجلسي (ت 1111 هـ) وهو صاحب البحار.

وهنا لا بد أن نقف قليلاً مع الفيض الكاشاني، وإذا أردنا أن نقرأ التلميذ فلا بد أن نقرأ أساتذته. فمنهم الشيخ البهائي بموسوعيته، وصدر الدين الشيرازي بعمقه، والشيخ محمد صالح المازندراني بموسوعيته أيضاً، ومن تلامذته صاحب البحار، والمحدث الجزائري صاحب الأنوار النعمانية.

وإذا ألقينا نظرة سريعة على المشهد نجد أن مسار المنقول يوازيه مسار المعقول إلى جانبه، فهذا يأخذ من ذاك، وذاك يستقي من هذا. وبهذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه. فلماذا لا يكون لنا في من سبق أسوة حسنة، فالرأي يعززه الدليل، والدليل يدحض الدليل.

إن وجود الدولة الصفوية يعني وجود دولة مقتدرة مادياً، وذلك ينعكس على الرعية بشكل واضح، فعندما ينشط اقتصاد الدولة يشعر الناس بالارتياح والرفاهية، وعندما ينكمش يشعر الناس بالضيق وهذا ما لا يحتاج إلى دليل ولا مصادر. فوجود الأموال من جهة، ووجود الدولة العثمانية السنية الحنفية من جهة أخرى، وازدهار الحراك العلمي الشيعي والسني من جهة ثالثة، يفرض على الدولتين أن تغذي كل منهما المسار الذي تنتهجه، وهو شبيه بما نراه اليوم.

التحرك العلمي في عهد الصفويين:

في هذه المرحلة، ومع وجود الأموال الطائلة، تمكن رجل الدين من اقتناء الكتاب وإنشاء المكتبات، وهذا أمر مهم جداً في هذا الباب. وبما أن حديث أهل البيت (ع) على مر التاريخ تعرض الكثير منه للمحاصرة والتغييب عن الوجود، بسبب الحروب الطاحنة أو الفقر أو خوف المستضعفين من السلاطين وتهريب بعض النسخ إلى مناطق أخرى أو غير ذلك، لذا سعت الدولة الصفوية إلى جمعه من جديد، فكان بعضهم يشخص من إيران أو النجف الأشرف إلى الهند من أجل نسخة واحدة من كتاب.

ولدينا اليوم مثال أحسائي راقٍ جداً، وهو السيد علي باقر الجبيل، صاحب مؤسسة ابن أبي جمهور الأحسائي، فهذا الرجل يكلف نفسه عناء السفر إلى الهند وغيرها من أجل أن يعثر على نسخة يقابلها.

فكان رجال العلم يتفرقون في شتى الأصقاع لشراء الكتب، ولا تسأل عن تلك الكتب وحالها.

مسارات نقل الحديث:  

إن للحديث طرقاً عديدة من حيث التلقي، فلا يمكن أن ننشر حديثاً ما لم نكن أخذناه بإحدى الطرق أو المسارات التالية:

1 ـ السماع: بأن يسمعه من شيخه أو ممن يثق به.

2 ـ العرض: أن يكون لدى أحد الطلبة حديث يعرضه على شيخه لإقراره أو رده.

3 ـ الإجازة: بأن يستجيز الراوي من شيخه في الرواية عنه فيجيزه.

4 ـ المناولة: بأن يمنح الشيخ تلميذه الكتاب ليروي عنه.

5 ـ المكاتبة: وفي الأمالي الكثير مما يشهد لذلك.

6 ـ الإعلام: أي إعلام الطالب بوجود النص في الكتاب الفلاني، ثم الرواية عنه.

7 ـ الوصية: أي وصية الأستاذ أو الشيخ لتلميذه بأن ينقل الرواية عنه، أو منه.

8 ـ الوِجادة: وهي تعني أن يجد الطالب كتاباً فيروي عنه مباشرة.

وهذه الأخيرة هي التي تعنينا، وقد أصابتنا الداهية بسببها، وأربكت أوراقنا بسببها، وتسلل إلينا الغث من الأحاديث بسببها، فهناك من الكتب ما مر عليه مئات السنين، ثم عثر عليه ووجدوا منه نسخة، ولكن هل هذه النسخة هي نسخة المؤلف نفسه؟ هل هي نسخة التلميذ؟ هل هناك واسطة بين المؤلف والناسخ؟ هل حصل في النسخة تصحيف أو زيادة أو نقص؟ كل ذلك لا يجاب عنه، فليس سوى وجود نسخة من كتاب لا يعرف ما هو، وليست هناك نسخة أخرى تقابل عليها تلك النسخة.

والوِجادة في اللغة هي من الفعل وَجَد، وهي مفردة مولّدة غير مسموعة، وليست مصدر الفعل المذكور، فهذه المفردة ليست طبق الموازين العربية في الاشتقاق، لأن العرب لم يسمعوا بمثل هذا التصريف.

والوِجادة اصطلاحاً: هي أن يجد المروي مكتوباً من غير اتصال على أحد الأنحاء السابقة، فيقول: وجدت بخط فلان، أو في كتابٍ أخبرني فلان أنه خط فلان([5]).

وفي الإجازات الروائية الكثير من الأسماء التي لم يرو عنها الراوي وهو لم يرها ولم يلتق به، وفي سلسلة إجازاتي عن بعض أساتذتي ومشايخي وممن استجزت منهم أسماء كثيرة لم أرها ولم ألتق بها، وهذه واحدة من المصائب. ومن هنا يمكنك الحصول على إجازة في الرواية وأنت لم تذهب ولم تلتق بمن أجازك!!.

وهنالك مسار آخر وهو أن يكون قد لقي الأستاذ، إلا أنه لم يسمع منه تلك الأحاديث، ولم يأخذ الإجازة منه عبر الطرق الأخرى التي ذكرناها، فيقول: وجدت، أو قرأت بخط فلان كذا وكذا. وهو ما نراه في الكتب الحديثية كثيراً.

ومما يستوجب وقوع المتأخرين في إشكال كبير هو الاتصال بعد الانقطاع الذي لا يتعدى حدود مساحة الدعوى، بل الأكثر من ذلك قد يصل الحال إلى حد التدليس في الأحاديث، بأن يقول مباشرة: عن فلان، أو قال فلان، وهذه الظاهرة في كتب العامة أكثر مما هي عليه عندنا. وأحياناً يقول: حدثنا فلان، أو أخبرنا، وهو لم يحدثه.

التسامح في رواية الحديث:

وهنا وقعت المسامحة لدى الأعلام المتأخرين عنهم بسبب حسن الظن المفرط والتوثيق غير الدقيق، مما تسبب في الكثير مما نحن فيه اليوم من الخرافة المشرعنة. وقد نتج عن ذلك الغلوّ إلى حد الكفر، والقِلى إلى حد الكفر أيضاً.

وسالت دماء وحصل ما حصل. ومن تصور أن الدولة الصفوية لم تكن مصبوغة بالدم فهو واهم كثيراً، وليرجع إلى روضات الجنات للخوانساري الذي استشهد به زيد من الناس، ليرى ما حصل في شيراز وغيرها، وهذا لا يعني أن الطرف الآخر بريء، فقد صفيت دمشق من أتباع آل محمد (ع)، وما حصل في بغداد ليس بأقل من ذلك، والشواهد على ذلك كثيرة.

فمما عانينا منه زجّ الروايات الشاذة في أمهات الكتب، كبحار الأنوار، الذي قال عنه العلامة القطيفي: أغلب البحار ما له إلا البحار. وكذلك الشيخ آصف محسني([6])، وهو أحد أئمة الرجال والحديث والجرح والتعديل، استعرض البحار كله، فلم يخلص منه سوى نسبة قليلة قياساً مع حجمه الكبير.

موقف الطليعة من العلماء:

أما روايات الغلو والمطاعن في الشيخين فقد جعلتنا ندفع الكثير، لذا نجد أن العلماء البررة الذين يحملون الوعي الكبير يحرصون على حفظ المكون والإسلام والإنسان بما هو هو.

يقول السيد الإمام (رضوان الله عليه): أولئك الذين يريدون خلق شرخ بين السنة والشيعة ليسوا سنة ولا شيعة، هؤلاء ليس لهم علاقة بالإسلام.

فياسر الحبيب في قناته لا يمثل دين محمد وآل محمد  (ع). يقول في أحد برامجه: لو جمعت جميع جرائم صدام حسين بما فيها المجازر والمقابر الجماعية لما عادلت ذرة من سيئات الشيخ الوائلي!

لكننا لا نجد من البعض من ينبس ببنت شفة بهذا الخصوص، ولكن من حُلقت لحية جاره فليسكب الماء على لحيته، كما قيل في المثل.

أما السيد المرجع حفظه الله فيقول: أنا أحب الجميع والدين هو المحبة. وأعجب كيف استطاع الأعداء أن يفرقوا بين المذاهب الإسلامية. وفي موقع آخر يقول: خطابنا هو الدعوة إلى الوحدة، وكنت ولا أزال أقول: لا تقولوا: إخواننا أهل السنة، بل قولوا: أنفسنا أهل السنة.  

إننا نجد اليوم من أتباع ياسر الحبيب من ينشر الروايات الكثيرة في مجموعات التواصل الاجتماعي في لعن بالشيخين. فهل هذا ينسجم مع خطاب السيد المرجع أم يتعارض ويصطدم معه؟

ويقول السيد المرجع أيضاً: تمر الأمة الإسلامية بظروف عصيبة، وتواجه أزمات كبرى، وتحديات هائلة، تمس حاضرها وتهدد مستقبلها، ويدرك الجميع مدى الحاجة إلى رص الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك التي مضى عليها قرون متطاولة، ولا يبدو سبيل إلى حلها بما يكون مرضياً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي إثارة الجدل حولها.

فهل نقلد السيد المرجع في ذلك؟ أم نقتصر على تقليده في باب الطهارة والحيض والنفاس والصلاة والصوم؟

ثم يقول حفظه الله: المجالس واللقاءات مهمة ومفيدة ومن خلالها يعرف الجميع أنه لا توجد خلافات حقيقية بينهم. إن نقاط الخلاف بين الشيعة والسنة في قضايا فقهية موجودة بين المذهب الواحد أيضاً.

ويقول السيد القائد (حفظه الله تعالى) وهو اليوم رمز الوحدة: لا يمكن لشخص التفكير من زاوية واحدة، أنه يدافع عن الشيعة، ويتصور بأن الدفاع عن الشيعة يمكّنه من تحريك وإثارة نار العداء ضد الشيعة وغير الشيعة، هذا ليس دفاعاً عن الشيعة. هذا ليس دفاعاً عن الولاية. إذا كنتم تريدون حقيقته الواقعية هذا دفاع عن الصهيونية العالمية.

نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.