نص خطبة:الصمت مدرسة النجاة في زمن التقلبات الفكرية

نص خطبة:الصمت مدرسة النجاة في زمن التقلبات الفكرية

عدد الزوار: 1667

2020-07-24

الجمعة 24 / 10 / 1440 26 / 6 / 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

قال تعالى: {وَإنْ تَدْعُوْهُمْ إِلى الهُدَى لَا يَتَّبِعُوْكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوْهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُوْنَ}([2]).

وفي الحديث الشريف عن النبي الأعظم محمد (ص): «ألا أدلّك على خَصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال (ص): عليك بحسن الخلق وطول الصمت،  فوالذي نفس محمد بيده، ما عملت الخلائق بمثلهما»([3]).

نظرة في دلالات الصمت:

ليس بالضرورة أن يكون الكلام هو الذي يفتح المساحات ويخاطب العقول، بل أحياناً يقوم الصمت بذلك الدور، وربما يكون أبلغ، كما سيتضح إن شاء الله.

والصمت هو السكوت وعدم التحدث في مواطنه، وهذا القيد الأخير (في مواطنه) قيدٌ احترازي لطرد ما لا ينبغي أن يدخل فيه. والصمت لغةٌ لا يجيدها الجميع، فليس جميع الناس سواء في تعاطي لغة الصمت عن الكلام. فنحن نعلم أن الكلام لغة، فهنالك لغات متعددة، منها لغة الجسد، ولغته متعددة الأغراض والوسائل، وقد نقف على شطر من ذلك فيما بعد.

فالصمت فيه دلالات كثيرة على النضوج الفكري، فطبقة الفلاسفة والحكماء والعرفاء في الجانب النظري يلوذون بالصمت في الكثير من الأحايين، ولا يسهبون في مقام الحديث، إنما يقتضبون الحديث كثيراً، فيجعلون العبارة في مقابل العبارة، والجواب في حدود السؤال، وهكذا.

ولغة الصمت سلاح فتاك له قدرته على النفوذ والفتك في الكثير من الجبهات، دون استثناء، فهو يُقنَّن ويُسَيَّر وفق المقتضيات الخاصة في داخل الأنا. وليس من السهل الوقوف على أطراف هذه اللغة.

ولا يعني الصمت في الكثير من الأحايين عدم القدرة على الكلام، وإلا فلا معنى لأن يتصف بصفة الصمت أساساً، فالصمت يعني عدم الكلام، لا عدم القدرة عليه. فمن كان مسلوب القدرة على الكلام تكويناً أو اعتباراً، لا يقال عنه صامت، فالأول مسلوب القدرة على الكلام منذ الولادة، ويسمى أخرس، والثاني ليست لديه الآلية والمخزون الكافي أن يتحدث، لذلك يُصغي في الكثير من الأحايين، وهؤلاء نمط من الناس تعيش بهذا الاتجاه.

وفي الصمت دلالة على الوعي بحدود الرد زماناً ومكاناً وحيثيةً، فمتى ما قرأ الإنسان هذه الأبعاد الثلاثة أجرى مفهوم الصمت واقعاً خارجياً، فكان بمثابة المتحدث عنه.

كما يعطي الصمت مساحةً للإنسان أن يترفع على ضعاف النفوس، وعلى من يصطاد بالماء العكر ويقف بين الفواصل من المفردات. هذا ما يعطيه الصمت من القوة والقدرة للإنسان، أي إنسان كان، ومن أي مشرب كان. فهو سلاح سهل، ولكن له القدرة على الفتك والتقنين والتحييد والإلغاء.

وبمناسبة الذكرى التي نعيشها هذه الليلة، وهي شهادة الإمام الصادق (ع) الذي ينبغي لمن ينتسب إليه أن يتواجد في مجالسه، ويستفيد من الزاد الذي خلفه وراءه أذكر حديثاً مهماً في هذا الصدد، ولكن قبل ذكره أقول: المشكلة أننا ليست لدينا قناة ثقافية قريبة من الجمهور، بشقيه الرجالي والنسائي، إلا هذا المنبر، سواء كان منبر صلاة الجمعة، أو المنبر الحسيني، وهو الأوسع دائرة، والأكثر شمولاً. فما دام أحدنا ليست لديه القدرة على القراءة، أو تطويع نفسه للقراءة، فعلى الأقل عليه أن يستمع من خلال المنابع الصافية التي لا كدورة فيها.

ففيما نذكره أحياناً عن صاحب المناسبة أنه أملى بعض الرسائل ذات البعد الفيزيائي والكيميائي والرياضي، ولكن لو سألت الأمة بعد ألف ومئتي سنة تقريباً، أي منذ وفاة الإمام (ع): هل للفيزياء حراك وسط أتباع مدرسته، أو في أوساط المسلمين؟ أم أن العالم يدار في الحركة الفيزيائية وهذا العلم العميق المركّز، من خلال من لا علاقة لهم لا بهذا الإمام ولا بجده الأعظم محمد (ص)؟ لا شك أن الجواب هو الثاني. فالمسلمون اليوم يعيشون على نتاج الآخر وإن أُصّل له في مفردات عامة على لسان القرآن تارة، والأئمة (ع) تارة أخرى.

فالإمام الإمام الصادق (ع) يقدم وصفاً دقيقاً للصمت، مع أنه مفردة بسيطة سهلة تجري على اللسان، لكن معطياتها كبيرة جداً، ويكفي أنها ملاذ العظماء من السالكين والعارفين، وبطبيعة الحال ليس الكلام على إطلاقه، إنما ثمة قرائن يمكن أن تنصب هنا وهناك لتُضَيِّقَ من معطى مفهوم الصمت أو توسعه.

يقول (ع): «الصمت شعارُ المحققين بحقائق ما سبق، وجفّ القلم به، وهو مفتاح كلِّ راحةٍ من الدنيا والآخرة، وفيه رضى الله، وتخفيف الحساب، والصون من الخطايا والزلل، وقد جعله الله ستراً على الجاهل وزيناً للعالم، ومعه عزل الهوى، ورياضة النفس، وحلاوة العبادة، وزوال قسوة القلب، والعفاف، والمروة، والظَّرَف. فأغلقْ باب لسانك عما لك منه بد، لا سيما إذا لم تجد أهلاً للكلام، والمساعد في المذاكرة لله وفي الله»([4]). 

فالمحققون بحقائق ما سبق: هم الذين أجهدوا أنفسهم في البحث والمعرفة، ليستكشفوا العوالم من حولهم، حتى وصلوا إلى مقام البحث عن الذات المطلقة، وهذا هو سير العارفين عبر القنوات المعروفة من الفلسفة وما شابهها، واليوم تتصدر الفيزياء والطبيعيات المجال الواسع أيضاً، لما له من صلة وثيقة بالعالم الخارجي، فالنسبة الأكبر مما نستمتع به اليوم هو بفضل علوم الفيزياء وغيرها.      

فالصمت مفتاح كل راحة كما في الحديث السابق، وهذا ما نشاهده في حياتنا وواقعنا، فمن أراد الراحة فعليه بالصمت، ومن أراد أن يرى الدنيا بحاراً متلاطمة فليتكلم. فقد تكلم الأنبياء فطوردوا وحوصروا ونشروا بالمناشير، وتكلم الأئمة والأولياء فواجهوا المصير نفسه، ودونكم ما جرى لعلي (ع) في محراب صلاته، في ليلة من ليالي القدر، في شهر القرآن، وهو إمام المسلمين. ومن بعده واقعة كربلاء. فلو أن الإمام علياً (ع) لم يتكلم فهل يحصل ما حصل؟ ولو لاذ بالصمت فهل حدث ما حدث؟ لكنه أراد أن يضع خطاً مستقيماً يفصل بين حقيقتين: الحق من جهة، والباطل من جهة أخرى.

فالأمة الإسلامية كانت منكوبة من يومها الأول، فحتى الخليفة الأول لم يخرج من الدنيا بشكل طبيعي على بعض الأخبار، إنما دسّ له السم، أما الثاني والثالث فقد قُتلا قتلاً، حيث قتل الثاني في محراب صلاته، والثالث حوصر وقتل في بيته، بل مُثّل بالثالث تمثيلاً كما مُثل بمسلم بن عقيل. أما الإمام علي (ع) فغني عن الذكر ما حصل له من قتل في المحراب بعد جهاد طويل.

فالصمت ملاذ وسلاح وقوة، وهو أيضاً ضعف، فلا بد من الموازنة بين الأمور لوضع الشيء في نصابه وموقعه.

فهذه الأمة التي تقتل الأولياء والخلفاء والصلحاء والعرفاء والمتقدمين لا ترجو منها إلا ما تراه اليوم.

فالإنسان عندما يصمت فذلك لا يعني الضعف وعدم القدرة على الجواب، فالبعض يعتقد أن من يسكت لا يملك الجواب، لكن هنالك أكثر من خيار، فقدم الأهم على المهم، فالمهم أن يجيب وأن يلقم الآخر حجراً، لكن الأهم من ذلك أن يضع الشيء في موضعه، فهل أن الطرف الآخر يستحق النزول لمستواه أم لا؟ وهل أن الظرف يقتضي إسكاته فقط أو بيان الحجة بشكل آخر؟

أقسام الصمت:

إن الصمت ليس لوناً واحداً، إنما هو ألوان متعددة، أمر على طرف منها:        

1 ـ صمت الاحترام: فهنالك من يصمت لا لأنه لا يملك الجواب، فإن كان في المسجد أم المجلس أم المكتب أم دائرة العمل أم الجامعة أم السوق أم المستشفى أم الجامعة، وتعرض لإساءة أو تجاوز أو موقف يستحق الجواب، فلاذ بالصمت، فربما كان صمته احتراماً، إما للمكان الذي هو فيه، أو للشخص الذي لم يكن يُتوقع أنه يصدر منه هذا التصرف والسلوك. فمن باب الاحترام لمشاعره والتقدير لذته يصمت ويطوي الصفحة. بل احتراماً لنفس الصامت، أي أنه يحترم نفسه أن يرد بالمثل، فمن يتجاوز على الآخر إنما يتجاوز على نفسه قبل ذلك، فيكون الحل الأمثل هو الصمت.

ومن باب الإيضاح، أن هذا الذي تجاوز على الآخر هو في الحقيقة لا يحترم نفسه، لأن من أراد كسب احترام الآخرين وجب عليه احترامهم أيضاً، فإن هو أساء إليهم جلب الإهانة لنفسه، أو أنه لم يحظ باحترامهم كما ينبغي. فمن الحق الشرعي والعرفي والقانوني لمن يتعرض للإساءة أن يردها بالمثل، فيجب على من يحترم نفسه أن يتجنب الإساءة للآخر.

وباعتبار أن هذا الداء ساد في المجتمع مع شديد الأسف،  وبات يشكل ظاهرة، فعلينا أن لا نستغرب كثرة التجاوزات في المجالس العامة أو الخاصة، سواء في استثنائك من تقديم التحية، أم عدم الإقبال عليك بالكلام والحوار. فلا تعجل في الأحكام، وعليك أن تضعه في ميزان الاحترام العام، سواء باحترامك إياه لتجعله مجبراً على احتر امك، أو احترام المكان الذي جمعكما، أو الظرف أو غير ذلك.

2ـ صمت الألم: وذلك عندما تواجه سلوكاً مؤذياً لا تتوقعه من عزيز عليك، تحبه كثيراً، بغض النظر عن كونه يمتلك خصوصية معينة أم لا، فقد تكون المحبة لمعروف قدمه، أو موقف وقفه.

 وهذه الحالة أصعب من الأولى، لأنها تتعلق بالعاطفة والوجدان، والأصعب في ذلك كله أن لا يكون بيدك إلا هذا الحل، بعد فقدان البدائل.

3 ـ صمت الغضب: فتجد أحياناً من هو صامت، لكن صمته تعبير عن غضب، حيث تختلج في نفسه أمور وأمور، فربما يتحين الفرصة للرد، أو يعد العدة له، أو غير ذلك. وهو لون من ألوان التعبير عن عدم الرضا، فالصامت هنا أوصل رسالته للآخر أنه غير راضٍ، وأنه قادر على الرد البركاني أو الزلزالي، لكنه صمت إلى حين.

ومن المؤسف أننا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نلجأ إلى ردود الأفعال المتسرعة الانفعالية من جهة، ونفتح آذاننا للوشاة من جهة أخرى، فنسمع الكلام الكثير ونرتب عليه الآثار من القطيعة وغيرها، دون أن نتواصل مع الطرف الآخر لمعرفة الحقيقة.

4 ـ صمت التجاهل: وهو من أبرز وجوه الحكمة، بل هو الرد الناجح والمناسب لمن تريد إشعاره بموقعه الداني، وقيمة كلامه المتدني، كما في قول الشاعر:

ولقد أمر على اللئيم يسبني   فمضيت ثمة قلت لا يعنيني

وكما في قوله الآخر:

وإذا بليت بجاهل متعاقل   يدعو المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما   كان السكوت عن الجواب جوابا

فالجاهل كثيراً ما يظهر بمظهر المتعقل العارف، فلا تنخدع بلباسه ومظهره سواء كان رباطاً للعنق أم عمامة أم عقالاً أم غيره، فالإنسان لا يقاس بملابسه، إنما يعرف من كلامه ومنطقه، فإذا تكلم عُرف من منطقه.  

وصمت التجاهل يكون عند اختلاف الآراء، كما في اجتماع بعض شبابنا في استراحة سنة أو سنتين أو أكثر ثم يختلفون فيما بينهم في الآراء، ومن الطبيعي جداً أن لا تتفق الآراء، حتى أن نبي الله موسى عاتب أخاه هارون لاختلاف الآراء.

5 ـ صمت الوحدة والعزلة: وهو من المواطن التي يقذف بنا فيها الصمت أحياناً، وهي مساحة غير محمودة، إلا في لحظاتها الأولى. فالبعض من خلال بعض المواقف السلبية التي تواجهه لأول وهلة، ينصرف بعيداً عن الناس ويرى أنهم تغيروا، والدنيا تغيرت، ولم يعد هناك من تثق به، وهكذا يلف الخيوط والقيود على نفسه في عزلة وانطواء، كما يلف العنكبوت الخيوط على نفسه.

وهو صمت شامل لكل ما يمكن أن يقوم به الإنسان من قول أو فعل، فيقف في الجانب السلبي دائماً بحيث يعالج الأمور جميعاً بالصمت حتى لو كان الكلام لا يكلفه شيئاً، وحتى لو كان على يقين أن الكلام مؤثر.

وهذا اللون من الصمت يمثل أقصر الطرق للانتحار كما يؤكده علم النفس.

    6 ـ صمت الصبر والتحمل: وهو لون من ألوان الصمت، فالناس يتفاوتون في طاقاتهم وقابلياتهم على التحمل، فما يتحمله زيد من الناس قد لا يتحمله عمرو، فالبعض يردّ الكلمة الواحدة بعشر أمثالها، والبعض الآخر لا يعبأ بالدنيا كلها لو انقلبت عليه.

يقول الإمام علي (ع): «والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها»([5]). لأنه يدرك يقيناً أنه على الحق، والحق يعني القوة التي يتخطى بها جميع الحواجز، وليس بالضرورة أن تكون الكثرة أو القلة تعني شيئاً.  

وهذا اللون من الصمت عادةً ما يكون عندما يصطدم الإنسان في إنجاح عمل ما فلا يستطيع، كأن يريد الإصلاح في الأمة أو المجتمع. إلا أن هذا أيضاً قد يُحدث ردّاً سلبياً وهو زرع حالة الانطوائية في داخل النفس. فصاحب هذا النوع من الصمت يخرج للمجالس ويختلط بالناس لكنه على غير طبيعته لما يشعر به من ضغط على نفسه من خلال الصبر والتحمل.

7 ـ صمت التردد: وهو الذي كثيراً ما نقع فيه، وذلك عندما نقع على مفترق طرق بين مسارين، يمين وشمال، فهنا تأتي حسابات المكاسب والخسارة، فإن ذهبت يميناً خسرت اليسار، وبالعكس. فتجد أن المناسب لك هو الصمت، وهذا ليس حلاً كما هو واضح. فالحق لا يتعدد، وهو واحد، وفي مقابله الباطل. فالخسائر التي يتحملها منك صاحب الحق كبيرة جداً، لأنك خذلته بصمتك.  وهذا هو الصمت السلبي الذي نحذر الجميع منه، وهذه مشكلة الكثيرين في مجتمعاتنا. وقد يصفها البعض بالنفاق، أي أنك تتعامل مع صاحب الباطل كتعاملك مع صاحب الحق. إلا أننا نرفض هذه التسمية، فصمت التردد غير النفاق.   

8 ـ صمت الضيق والحرج النفسي: وهذا ليس له من علاج، فتجد هناك من يحضر فجأة، ويخرج من عندك فجأة، فلا تدري هل هناك من أرسله إليك؟ أو أنه جاء من عند نفسه؟ وما هو السبب؟ وكيف جاء؟

ولو تكلمنا في الخسائر والمكاسب لوجدنا أن الصمت شأنه شأن التجارة، ففيه الربح وفيه الخسارة، وعليك أن توازن وتقدم الأهم على المهم، وكلٌّ في مورده.

فوائد الصمت:

1 ـ العبادة: فمن فوائد الصمت أنه عبادة من غير جهد، فمن يتكلم لا يلتفت في الغالب لذكر الله سبحانه وتعالى، وقد يكون آخر ما يفكر به هو ذكر الله تعالى، إلا أنه في الصمت يكون أقرب إلى ذكر الله سبحانه وتعالى، وعلى هذه فقس ما سواها.          

2 ـ الزينة: فالصمت زينة من غير حلي.

3 ـ الهيبة: فالصمت هيبة من غير سلطان.

4 ـ حصن من غير جدران.

5 ـ أن الصمت يعفيك من الاعتذار للآخرين.

6 ـ في الصمت راحة للملكين الكريمين الكاتبين.

7 ـ الصمت ستار العيوب، فعلى الجاهل أن يصمت ويتجنب كثرة الكلام، لأنه متى تكلم كشف العيوب التي كانت مستورة، ولا عيب أقبح من الجهل.    

 

ومن الملاحظات المهمة هنا أن الصمت حقٌّ شخصي، وبناء على ذلك لا معنى لانتقاد الصامت، أو التساؤل عن سبب صمته، أو انتقاده لأنه صامت.  

نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.