نص خطبة: الحوار بين مدرسة القرآن ولغة العصر الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.
إذا صلى المسلم على النبي (ص) صلاة واحدة، ثم أهدى ثوابه إلى ميت، فإن هذه الصلاة لا يعرف قدرها ومعناها إلا الله تعالى.
في الحديث عن المعصوم (ع): «من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله تعالى فيهم: {إنَّ الّذيْنَ يُحِبُّوْنَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِيْنَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُوْنَ}([2])»([3]).
الحوار والجدل:
أسعد الله أيامنا وأيامكم بهذه المناسبة، وهي ميلاد الإمام الرضا (ع) التي توافق هذه الليلة بناءً على ما يقوله جمعٌ من العلماء، والليلة التي تليها بناء على رأي الأشهر. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يذلل الصعاب ويسبب اسباب للوصول إلى عتبته العالية، والاستضاءة بأنواره المقدسة.
عندما تحل مناسبة ميلاد الإمام الرضا (ع) تفرض ولايته للعهد نفسها، حال أن حياته (ع) فيها الكثير من الجوانب. فللحوار عند الإمام الرضا (ع) متبنَّيات وتفريعات، ومما لا شك فيه أن الإسلام فتح هذا الباب على مصراعيه، لكن الأمة عاشت أدواراً وتقلبات، كان للمدّ والجزر فيها أثره في هذا المفهوم، بحيث عرقل حركته في الكثير من المراحل. وإذا ما أتيح له شيء من المساحة فهي تعجّ بالجدل المفرَّغ من كل محتوى إلا التغلب على الآخر، سواء كانت مادة الحوار عليمة أم أدبية أم اجتماعية أم سياسية أم مالية أم غيرها، فالهدف الأول المرسوم في الجدل هو الوصول إلى هذه النتيجة، وهي الغلبة، وإذا ما وقفنا عند حدود منتجات هذا الحال نجد أن الكثير من الأمور التي ينبغي أن تكون الأمة قد أنجزتها، لم تزل بعدُ تراوح مكانها، فمن هو المسؤول عن هذا الواقع؟
في قانون الإسلام أن الإنسان هو المسؤول الأول عن نفسه بالدرجة الأولى، فإن استطاع أن يصلحها ويكبح جماحها، فسوف تكون لبنة في صرح كبير صالح، تصاف لها ثانية وثالثة، وهكذا، حتى يستكمل البناء دورته.
والمشاهَد في واقع العرب والمسلمين أن الأمور تتجه باتجاهات غير محسوبة العواقب، سواء ربطناها بالمكان الضيق والزمان المحدود، والقضية الضيقة، أم انطلقنا معها إلى ما هو أبعد من ذلك، فسوف نجد أن الجدل هو سيد الموقف، فلذلك تقام المؤتمرات والندوات والاجتماعات وورش العمل والملتقيات بين الناس، لكنها في نهاية المطاف بلا نتاج.
أساليب الحوار في القرآن الكريم:
والقرآن الكريم أخذنا إلى مسافات بعيدة في أساليب الحوار، بل لا تكاد سورة من سوره إلا وتأخذك بهذا الاتجاه، لتبني فيك روح الحوار والانفتاح على كل مساحاته وتوجهاته، فالمسلم الرسالي القرآني يعي هذه الحقيقة، فإذا وجدت من هو متخبط في حواره فاعلم أنه تنكّب الطريق عن مدرسة القرآن الكريم، لأن أساليب الحوار في القرآن الكريم تعددت وتشكلت في أنماط كثيرة، منها ما هو بين الله سبحانه وتعالى وعباده، وأخرى بين العبد وربه، وثالثة بين العبد والعبد.
فمما هو بين الله تعالى وعبده ما قاله لنبينا عيسى (ع) والذي يعكسه قوله تعالى: {وَإِذْ قالَ اللهُ يا عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُوني وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما في نَفْسي وَلا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب}([4]). هذا هو بناء الرحمن في الحوار. وإن كان هذا بناء الرحمن فهل بناه لننتفع به؟ أو لندير ظهورنا له؟ كثير منا يقرأ القرآن، ولكنه لا يعيش ويتنقل مع مواطن الحوار ومساراته فيه.
أما اللون الآخر من الحوار، فهو من طرف العبد مع ربه، فيقول تبارك وتعالى على لسان موسى (ع): {قَالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأ عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخْرى}([5]). فما هي تلك المآرب؟ إنها مآرب لا يعرفها فرعون، ولا الأمة التي كانت في ذلك الزمن تعي ما تنطوي عليها هذه المفردة، وربما كانت من الأمور غير المادية، مما هو مكتنز في هذه العصا.
وأحياناً يكون الخطاب بين العبد والعبد، والقرآن الكريم يقدم لنا نموذجاً راقياً لما جرى بين نوح النبي (ع) وبين ابنه، أيَّاً كان هذا الابن صلبياً أم غير صلبي، بالمعنى الحقيقي أم المجازي. فالقرآن الكريم إذا ساق القصة فإنه يريد منا أن نأخذ العظة والعبرة والنتيجة، أما التفاصيل والجزئيات فليست مقصودة لذاتها.
خرجتُ ذات مرة من ضريح السيدة المعصومة (ع) في قم المقدسة إبان الحرب العراقية الإيرانية وقصف المدن، فاعترضني أحدهم قائلاً: سيدنا، هنالك سؤال كلما سألت عنه أمثالكم لا يجيبون، فهل تسمح لي به؟ قلت: نعم، تفضل، أجيبك إن كنت أعرف. فقال: هل كانت نملة سليمان ذكراً أم أنثى؟! قلتُ: هل هذا يعنيك كثيراً؟ قال: نعم. قلت: أما النملة فقد ماتت منذ زمن بعيد، وأما سليمان فقد مضى إلى ربه، وأما الإنذار فهو باقٍ في القرآن الكريم، وأنا أنذرك أيضاً هذا القصف على المنازل، فأقول: اذهب إلى بيتك، واجهد نفسك كي لا تحطمنك الصواريخ والقذائف وأنت في بيتك. فعش بأمان، خير لك من جنس نملة سليمان.
بعض الناس يقع أسيراً لهذه الحدود من التفكير ولا يريد الانطلاق نحو الفضاءات من حوله.
يقول تعالى على لسان نوح (ع): {وَهِيَ تَجْري بِهِمْ في مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ في مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرين ~ قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُني مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الله إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقينَ}([6]).
وهو من أكثر الحوارات نضوجاً ومنطقيةً مع سبك بلاغي بديع لا يضاهيه في القرآن الكريم أي سبك بلاغي.
أما عن نبينا محمد (ص) فله موقع خاص ومنزلة مميزة في القرآن الكريم، فخطابه مع النبي (ص) يختلف عن سائر الأنبياء، وتتجلى روح الحوار في مدرسة النبي (ص) مع أصغر المسلمين من حوله، فقد جاء طفل ذات مرة ودخل إلى مجلس النبي (ص) وأخذ يميناً، ثم دخل على النبي (ص) شيوخ القوم وعلية الصحابة فأخذوا الجانب الأيسر، وهذا من الأدب الرفيع بلا شك، حيث لم يزاحموا الصبي على موقعه ،لأنهم يدركون أن النبي (ص) لو لم يرد ذلك لما أبقاه.
ثم جيء للنبي (ص) بقدح فيه ماء أو لبن أو غيره، فشرب منه، وعن يمينه غلام هو أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال (ص): يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟ فقال الغلام: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله. أي لم يكن يؤثر بسؤر رسول الله (ص) أحداً.
هكذا كان النبي (ص) يغرس في نفس الصبي الثقة ويرتقي به ليصبح في يوم من الأيام من حملة الراية للسفر بفكر الإسلام ومبادئه. فلننظر حالنا اليوم، هل نتعامل مع الطفل كما تعامل النبي (ص) ؟ أم يسارع الأب أو العم أو الخال في المجالس إلى إسكاته إذا ما أراد الكلام. فأين نحن من تربية الإسلام؟!
ضوابط ومرتكزات الحوار:
إن الحوار مع جميع الأطراف يبنى على الاختلاف كقاعدة أساسية، فالحوار لا بد أن يكون منطلقاً من وجود اختلافات، ولكن ـ مع شديد الأسف ـ لا نقف عند حدّ هذه الحيثية، وإنما ينقلب الاختلاف إلى خلاف، وهنا تكمن الكارثة، فالخلاف نار مسعورة تأكل الأخضر واليابس. فكيف نتجاوز هذه الحالة لنبقى في مربع الاختلاف، مع الأدب والاحترام، لا الخلاف، الذي يترتب عليه التسقيط والهتك وغيره؟
فالإمام الرضا (ع) حاور الزنادقة وغيرهم، وذلك بعد النقلة النوعية في العلوم والمعارف والآداب والحديث وغيرها، التي حصلت في عهد الإمام الصادق (ع) وحصول حركة غير طبيعية مع الإمام الكاظم (ع) الذي أُجبر على البقاء في بيته وشُدّدت الرقابة على مريديه فترة من الزمن، وغُيب في السجون عن الأمة قرابة أربع عشرة سنة، ومن البديهي أن غياب المعصوم هذه الفترة من الزمن عن الأمة وهي تعيش المعتركات يُوجِد حالة من الفراغ. أما في عهد الإمام الرضا (ع) فبعد أن أصبح ولياً للعهد نفث الروح من جديد في الأوساط العلمية والفكرية، وناظر الزنادقة.
ومفردة الزندقة كانت أشبه ما تكون بالعصا التي يُضرب بها من لا يسير في فلك السلطة آنذاك للتخلص منه، أو أنه لا يتفق مع مذهب معين، فيرمى بالزندقة، وإلى اليوم لا زال هذا موجوداً في أوساط الأمم، وقد تستخدم بدلاً منها اليوم مفردة (ملحد).
1 ـ حتمية الاختلاف:
فمن ضوابط الحوار أن يكون في قرارة نفس كل من المتحاورين أنه يختلف عن الآخر شكلاً ومضموناً، ففي بعض الأحيان يتحاور اثنان، أحدهما اتجاهه عقلي، والآخر نقلي، فلا يمكن عندئذٍ الجمع بينهما. أو أن منطلقات أحدهما حداثية والآخر تقليدية، فمن الصعب أن توفّق بينهما. فلا بد من وجود أساس يُبنى عليه الحوار، وهو أن هذا من مدرسة وطيف، وذاك من مدرسة وطيف آخر، ولا بد من احترام ما هو عليه.
2 ـ الحوار لا يستلزم نتيجة:
والأمر الآخر: ليس بالضرورة أن يكون كل حوار بين اثنين أو جماعة ينتهي إلى نتيجة واحدة، بل العكس هو الصحيح، وهو أن لا ينتهي إلى نتيجة واحدة، فهل يعني هذا أن الحوار فاشل، فحيث أننا شرعنا ونحن في حالة من المحبة والود للاستمرار في ما جرى بيننا من حوار، يعني أننا وضعنا اللبنة الأولى للوصول إلى الهدف، وفق مسار الحوار. فإذا جعلنا هذه واحدة من خطوات الحوار فسوف نصل إلى نتيجة مرضية.
فهنالك حقيقة تكتنز في كل مفهوم، لكن هذه الحقيقة ليست مطلقة بالنسبة لي ولا لك، فعلينا أن نتفق مسبقاً أن الحقيقة نسبية، فأنت تلحظ جانباً منها، وأنا ألحظ جانباً آخر، ولا بد أن نتفق على ذلك مسبقاً، لنخلص إلى حوار طيب ومفيد ونتائج مرضية.
بعضهم يدّعي أنه متمكن من القضية والمفهوم من جميع جوانبه، وهذا غير ممكن، فمن ينظر للأمام لا يستطيع أن يرى من خلفه وما خلفه، فثقافة هذا تختلف عن ذاك، وهذا مما يبنى على أساسه الحوار. فهذا ثقافته مادية، وذاك أدبية وهكذا، وليس هناك من هو متمكن من جميع الثقافات.
3 ـ الأخذ بيد المحاور:
وهنالك أمر آخر يغيب عن واقع المتحاورين في مساحة الحوار، لكنه مفقود في تلفزتنا وصحفنا ولا مجالسنا ولا خطبنا ولا غير ذلك، وهو أنني بمقدوري أن أساعدك بالوصول بفكرتك إلى ما هو المراد، والعكس صحيح. لكننا لا نجد من يمهد الطريق لمن يتحاور معه ليوصل الفكرة ويجلوها، إنما نجده يعمّي عليه الطريق لإسقاط الفكرة، وهذا في الأعم الأغلب هو سيد الموقف.
أتذكر أنني في أيام تشرفي بحضور درس أستاذنا الكبير المرجع المكارم الشيرازي، أنه إذا سأله سائل فتلعثم وتلكأ في طرح السؤال، كان يقوم بمساعدته، ويتدخل في إيصال الإشكال الذي يرغب في إيصاله للأستاذ، فينتشل الطالب، ويرمم الإشكال، ثم يجيب. وهذا هو المربي، وما نطمح إليه اليوم هو رجل الدين المربي، ورب الأسرة المربي، ومسؤول الدائرة المربي، وأستاذ المدرسة المربي، ومدير العمل المربي، وهكذا. فإذا قدمنا التربية أساساً، ثم فرّعنا عنها ما يفرّع، ارتقت الأمة ونضجت. فليساعد كلٌّ منا من يحاوره على إيصال فكرته.
4 ـ عدم الوقوف عند ظواهر الألفاظ:
ومن المطبّات التي نقع فيها، الوقوف عند ظواهر الألفاظ، وعدم استيضاح ما هو مكتنز فيها، فالفكر يُنقل عبر الألفاظ، لكن العبائر قد تكون قاصرة، فإذا كنا في مساحة حوار، يكفي أن تقول لمن يحاورك: لم تصل الفكرة كما ينبغي. أما ما يحصل اليوم في واقع الحوار والمتحاورين فهو أننا نتمسك باللفظ، ونصر على أن القائل يريد هذا المعنى، وهذا غير صحيح ولا دقيق، فقد يكون خانهُ التعبير، وسقطت من لسانه بعض الألفاظ، وتداخلت فيما بينها، ولم يتضح المعنى، ولم تصل الفكرة. فليس من الحق التشبث بالألفاظ ومحاولة إلزام المتحاور بما فهمنا نحن منها.
5 ـ التكافؤ ين المتحاورين:
ومما يلاحظ في حواراتنا أيضاً، أن هنالك محاولة لممارسة دور الأستاذ والتلميذ أثناء التحاور، وهذا غير ممكن، لأن من يحاورك يرى في نفسه أستاذاً أيضاً، ولولا أنه يرى ذلك لما جلس لمناقشتك والتحاور معك. فلا بد أن ترتقي به وتجعله نظيراً لك.
ومن هنا تجد في عالم الإعلام والسياسة أثناء زيارات المسؤولين لبعضهم، أن يقال: التقى وزير الخارجية نظيره في البلد الآخر. وعلى هذه فقس ما سواها. فإن كان هذا في السياسة والإعلام، فنحن به أولى، لأنه منطق القرآن الكريم وسنة النبي الأعظم محمد (ص).
قد يقول قائل: لماذا لا توحّدون أفكاركم ونظرياتكم؟ ولماذا نراها مشتتة ومتفرقة؟ الجواب: أن الأفكار إذا توحدت غاب الإبداع، وخرجنا من دائرة التطور، لأن التوحيد يقتضي التنازل من الكثير من الأطراف، وقد تكون الحقيقة الناصعة فيما تنازل عنه أحد الأطراف، فالمطلوب هو الاستمرار في البحث والنقاش للخلوص إلى نتيجة بعينها.
6 ـ تجنب التسفيه والإسقاط:
وفي بعض الأحيان يتحاور الطرفان، لكن هدف أحدهما أو كليهما إسقاط الآخر وكسره، وهذا غير صحيح، لأن إسقاط الآخر لا يعني أنك تصل إلى الهدف الذي شخصته ورسمت الطريق في اتجاهه، بل قد يصل محاورك قبلك. ثم لماذا لا تفكر بطريقة أخرى، وهي أن تأخذه معك لتصلا معاً إلى الهدف؟
7 ـ سعة الأفق في ميدان الحوار:
وهنالك أمر مهم آخر، فالله تعالى يقول عن الكون: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ}([7]). فالدنيا تتسع لي ولك، ومهما ضيقناها فهي واسعة، ولا تنحصر في مدينتك أو مجلسك. فعليك أن توسّع صدرك بقدر سعتها.
إن الساحة اليوم تعجّ بالكثير من المشاكل، وبعضهم يسألني: لماذا تغيب عنها؟ أقول: لقد قلت كلمة ولا زلت عندها، وهي أنني أدرت ظهري لسفاسف الأمور، فهي لا تعنيني من قريب ولا بعيد.
نسأل الله تعالى أن يجمع القلوب على التقوى، وأن يجعلنا في هذا البلد الطيب آمنين مطمئنين متحابين متعاونين.
والحمد لله رب العالمين.