نص خطبة:التدين بين الواقع و النمطية المتوارثة

نص خطبة:التدين بين الواقع و النمطية المتوارثة

عدد الزوار: 1310

2020-03-06

الجمعة 1440/10/10هـ - 2019/6/14م

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

في الحديث الشريف عن الصادق من آل محمد: «من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول»([2]).

ما هو الدين:

الأديان جمع دين، والدين في اللغة بمعنى الطاعة والانقياد، أما في المصطلح العام، فهو كل ما يعتقده الإنسان بعد اعتقاده ويدين به، من أمور الغيب والشهود. أما الدين في المصطلح الخاص فهو التسليم لله تعالى والانقياد لأوامره وزواجره.  

فالدين هو ملة الإسلام، وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع الأنبياء والمرسلين من آدم حتى خاتم النبيين محمد (ص). وفي القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾([3])، وفيه أيضاً: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيْنَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِيْنَ﴾([4]).

والدين لو خلّي وثوابته لقاد الحياة إلى حيث ما أريد لها أن تنتهي إليه ولكن مع شديد الأسف لم يترك الدين وشأنه ولم يخل بينه وبين قواعده وإنما دخل عليه مسارات كثيرة لعل في مسارين منهما الكفاية عما سواهما. وقد قاد هذان المساران الحالة الدينية إلى التقدم تارة وإلى التقهقر تارةً أخرى، التقدم في مواقع والتقهقر في أخرى، ففي فترات زمنية تسيّد الدين الموقع بناءً على هذين المسارين، وفي فترة زمنية أخرى تقهقر كثيراً. وكذلك من حيث المكان، كان له شخوص وبروز في بعض المواقع بناء على هذين المسارين، وتخلَّفَ في مواقع أخرى.

وهذان المساران هما: الفكر والسياسة. فهذان المساران زرعا في الأمة الفكر المذهبي، وبات الدين بحسب ما يضاف إليه من منتج مذهبي يسطره الرجال، فابتعد الرجال بالدين عن أحقيته وأخذوه إلى مربعات موزعة فيما بينهم، وبات الدين يضاف إلى مذهب، لا أن المذهب يضاف إلى الدين، وحيث إن الأمر كذلك، فسوف يضاف الدين إلى الرجال، سواء كان مسارهم فكرياً أم سياسياً. وبالنتيجة سيكون الدين هو التابع لا المتبوع، لذلك تردى حال الأمة، واختلفت أحوالها، واختلت أوضاعها، وتخلت عن مقامات التقدم، واكتفت في أحسن الحالات بمناطق الدفء الوسطى كما يعبر عنها، بين التقدم والتأخر.

بين الدين والتدين:

إن هذا الدين ولّد حالة اسمها التدين، ومما لا شك فيه أن التدين لا يعني الدين، إنما يعني انعكاساً في جانب من جوانبه، أما الدين بما هو دين، فهو حالة خاصة. فالله تعالى أرسل الملائكة الحفظة للوحي والأمناء عليه بأسس وقواعد ذلك الدين، والأنبياء والرسل بما لهم من العصمة قدموا الدين كما أنزل عليهم وأوحي به لهم.

وبعد غياب مرحلة الأنبياء والرسل بارتحال النبي الأعظم (ص) وقفت الأمة على مفترق طرق متشعبة، فبقدر ما للرجال المؤثرين في وسط الأمة سياسياً وفكرياً، تجد مجسماً للدين يصاف إليه، فاستحكم في وسط الأمة مبدأ التسنن والتشيع، ودفع المسلمون ضريبة ذلك طيلة قرون إلى يومنا هذا. وإذا بقي الحال كما هو عليه، فلن يكون القادم من الأيام أفضل من ماضيه، خصوصاً أن في بعض النصوص أن أفضل القرون هي القرون الأولى ثم يسوء الحال قرناً بعد قرن.

فالملاك في الإنسان هل أنه هو الذي يحمل الدين؟ أو أن الدين يحمله؟ فرقٌ بين المسارين، فأن تحمل الدين يعني المسؤولية والتضحية والفداء والعطاء، وأن يحملك الدين أي أن تجعل من الدين مطية، لتصل إلى مآربك وأهدافك وأمنياتك التي تأتي على حساب الدين نفسه، فتعتمر بالشكل أو بالمضمون أو بهما معاً ما يوصلك إلى هدف دنيوي. أما أن تجعلك من نفسك جسراً تحقق بموجبه أهداف الدين، فتلك هي القنطرة المستقيمة والقوام المطلوب.

لذلك نجد أن من التف حول النبي (ص) من أهل بيته كعلي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث وجماعة، والصحابة الخلص رضوان الله عليهم، لم يجعلوا الدين مطية لهم، وإنما جعلوا من أنفسهم منظومة من الآليات التي يعبر عليها الدين، ويشمل المساحات من خلال إشراقاته وإضاءاته من خلال القرآن الكريم أو السنة المطهرة التي جرت على لسان أقدس إنسان وهو النبي محمد (ص).

من هنا نقول: إن الدين واحد: ﴿إِنَّ الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾([5]) ، أما التدين فمتعدد، مما يدل على أن الدين حقيقة معينة، وأن التدين أثر لتلك الحقيقة، والناس يتمايزون فيما بينهم بما يمتلكون من رصيد، ويتخلفون أيضاً بما يفقدونه من الرصيد الثقافي والديني وغيره.

أقسام التدين:

من هنا قسم العلماء التدين إلى أقسام، يجمعها عنوان التدين، ولكن كل متدين من لون، وبذلك تتعدد ألوان الطيف الديني في وسط الأمة.

فمن ذلك التدين الإيجابي، وهو المقصود أساساً من حركة الأنبياء الرسل في وسط الأمة، بأن يوجدوا حالة التدين الصحيح السليم الإيجابي، في مقابل التدين السلبي. ففي صدر الإسلام كان النبي (ص) هو سيد الموقف، لذلك فتحوا الفتوح وأصّلوا الأصول، وخفقت راية التوحيد في أكثر من مكان ومكان، وترتب على ذلك نظم حياة الناس في السلوك والعمل وما إلى ذلك من الأمور.

والتدين الإيجابي: هو ذلكم التدين المؤطر حكماً بالقيم والقواعد والأصول التي جاء بها الوحي، كما في القرآن الكريم، دون زيادة أو نقيصة، لا كما يسطره الرجال بعد ذلك. لذلك تجد العلاقة بين التدين الإيجابي وبين الدين الذي لم تتطرق له عوامل التعرية تارةً والإضافة تارةً أخرى، علاقة طردية تكاملية، فبقدر ما يأخذ من الدين، بقدر ما تشتد حالة التدين، وبقدر ما يكون الدين المنتزع صافياً بقدر ما يكون التدين أيضاً بنفس السياق من الزيادة.

والتدين الإيجابي نلمسه من خلال أمور كثيرة في الخارج، أي أننا متى ما وصلنا إلى هذه الحالة من الانقياد للقواعد والأسس، بقدر ما نجد أثراً في الخارج منعكساً علينا، ومن تلك الآثار:

1 ـ قوة الارتباط بالله سبحانه وتعالى، المنعكس إيجاباً على مساراتنا الحياتية: لذلك يقول العبدُ دائماً كما قال القرآن: ﴿وَمَا تَوْفِيْقِي إِلّا بِاللهِ﴾([6])، ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي﴾([7])، ولا نقول: ﴿إِنَّمَا أُوْتِيْتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾([8]). فإن رُزق المال أو الذرية الصالحة أو الجاه أو المحبة في قلوب المؤمنين قال: ﴿ذَلِكَ فَضل الله﴾ ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾([9]). وانعكاس ذلك في الحياة أن من يعتقد أن كل شيء من الله تعالى، سوف يبتعد عن روح التكبر والغرور والتطاول على الناس بأنه عالم أو ابن عالم أو غير ذلك. فالعلم مثلاً لا بد أن يغرس في النفس التواضع، فإذا كان العكس على من ذلك فاعلم أنك تتقلب في حوزة إبليس لا في حوزة الإيمان، لأن حوزة الإيمان تروض النفس بعلومها، وتذلل جموحها.

2 ـ الدفع نحو تحصيل أرقى العلوم وأدق المعارف: فالمتدين الحقيقي لديه رغبة دائمة في القراءة والمطالعة والاستطلاع والاستزادة من العلم ومراتبه ومقاماته، وهذا ما نلحظه في سير أعلامنا الماضين والحاضرين منهم، وليس بالضرورة أن يكون العلم هو العلم الديني، إنما هو العلم بعنوانه العام، فالإسلام لم يحصر العلم بالعلوم الدينية، إنما يذهب بذلك إلى جميع الاتجاهات.

فأنت أيها الطبيب والمهندس والمدرس سفراء علم ومعرفة، فأنتم معنيون بأحاديث أهل البيت (ع) وما لرجل الدين من مقام عند الله محفوظ لكم أيضاً عند الله سبحانه وتعالى، فأنتم تبنون البلدان، وأولئك يقومون سلوك الإنسان، فهي حركة تكاملية وليس هنالك تصادم بين الحالتين، فمتى ما سار الإنسان بهذا الاتجاه وبنى على أساس قواعده، فمما لا شك فيه أنه يرغب في الزيادة من العلم، ولا يقف عند حدّ، من المهد إلى اللحد. وعندما يتوقف رجل الدين، أو طالب العلم الأكاديمي في محطة معينة، فعليه أن يراجع الحسابات، لأنه بات في دائرة النقص والتراجع، فالعلم ينمو على أساس من تحصيل الروافد، ويضمر بقدر ما يتخلى الإنسان عن تلك المصادر التي تؤمن له الزيادة والاستمرار.

3 ـ الوفاء بالعهود والمواثيق مع الآخرين: ففي حياتنا اليوم صار هذا المسار متخلفاً جداً، أي أن يعاهد ثم لا يفي، أو يعد فلا يحقق الوعد. هذا ما يكتنف اليوم الكثير من مسارات الحياة.

فتطلب من البعض أن يقضي حاجةً ما، وبمقدوره أن يقضيها، لكنه لا يقضيها، إنما يعد بقضائها، ولكنك تجد نفسك بعد أيام أنك أمام إنسان لا يفي لك بوعد، ولا يقضي لك عهداً. وهنا تدرك أن التدين الإيجابي لا وجود له. فالتدين الإيجابي يدفع باتجاه تأمين هذه الخصيصة، ألا وهي خصيصة الوفاء بالعهود والوعود، وكذلك العقود. فالله تعالى يقول: ﴿وَأَوْفُوْا بِالعَهْدِ﴾([10])، ويقول: ﴿أَوْفُوْا بِالعُقُوْدِ﴾([11]).      

4 ـ الحد من الوقوع في الجريمة: سواء كانت الجريمة المنظمة أم العشوائية. فمتى ما سيطرت الجريمة في مجتمع أو أمة فاعلم أن حالة التدين الإيجابي قد غابت في أوساطها، وشغل موقعها لونٌ آخر من الألوان التي سوف نقف عليها. أما التدين الإيجابي فمتى ما حضر خفت الجريمة، وهذا ما لاحظناه في صدر الإسلام من تدين الآل والأصحاب في زمن النبي (ص) الذي كان يردعهم عما هو خلاف ضوابط الدين. وعندما يحصل شيءٌ من ذلك من صحابي واحد، أو تابعي واحد، فإنه يُقصى من دائرة التدين الإيجابي، لأنه تخلف عن القيام بعهد الإسلام وميثاقه. والتاريخ يقدم لنا نماذج، ولا داعي لتقليب المواجع.

ومن هنا تجد اليوم أن المنطقة ملتهبة، لأن التدين الإيجابي غائب. فهنالك تجاوز لكرامة الإنسان، وهناك تعدٍّ عليها، وهو أمر واضح لا يحتاج للكثير من الأدلة.

5 ـ سيادة الأخلاق والسلوكيات النبيلة بين البشر، بناءً على وجود حالة من الإيجاب في النفس.

أيها الأحبة: عندما يتواضع الإنسان اليوم يوصف بأنه ضعيف، وكان يفترض أن يوصف بالقوة لا بالضعف. وعندما يتنازل عن حقه يقال عنه: إنه خائف، أو أنه لا يمتلك الدليل، حال أنها منّة يمتنّ بها طرف على طرف آخر، وحيث إنه يمنّ بها عليه، فينبغي أن تكون القراءة إيجابية لا سلبية        كي تحصل حالة الدفع لما هو أفضل، فيُشكر هذا الشخص كما يشكر الثاني والثالث ممن يقومون بنفس العمل، فيكون المجتمع كله مشكوراً، بناءً على أن السلوك والأخلاق هي سيدة الموقف. أما إذا قلبنا المفاهيم رأساً على عقب، فلا حظ لنا في التدين الإيجابي.

التدين السلبي:

أما التدين السلبي فعلى العكس مما ذكرنا، فقد قيل لأمير المؤمنين (ع): صف لنا العاقل، فقال (ع): هو الذي يضع الشيء مواضعه. فقيل: فصف لنا الجاهل، فقال: قد فعلت([12]). فمن خلال ما تقدم في التدين الإيجابي تتضح الصورة إذا عكستها في التدين السلبي.  

ثم بعد ذلك على الإنسان أن يقارن بين ما هو موجود هنا أو هناك، لينتهي إلى نتيجة محددة، وهل أن الحالة تدور مدار قطب رحى التدين الإيجابي؟ أو أنها تتمحور حول محور التدين السلبي؟ أو أن هنالك حالة من التوسط والتوافق بناء على المصالح المعينة؟

ثم إن التدين السلبي تدين مفتوح مطلق، بعكس الإيجابي المقيد بالقواعد والقيم والثوابت الدينية. فالإسلام يدعو للكمال، فإن التزم المكلف به أصبح متديناً تديناً إيجابياً. وإن تفلت من هذا القيد أصبح متديناً ولكنه تدين سلبي، فهو لم يخرج من حظيرة الدين وكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. فالتدين السلبي تديّن قائم بذاته بعيداً عن الضوابط الدينية المرتبطة بالوحي.

ولذلك تجد أن العلاقة بين التدين السلبي وبين الدين هي علاقة مبنية على أساس الإلغاء، ومن هنا تجدون اليوم مجموعة ممن يدّعون التدين، يذبحون الدين من القفا، ويطعنونه في الظهر. ويحاول هؤلاء أن يجردوا المشهد الإيماني من ثوابته وضوابطه. فالدين لا ينحصر في المسجد والصلاة والعبادات، إنما هو معاملة ونصيحة ومحبة وسلام وتعاون، والضابط الأول والأخير لكل ذلك هو الدين.

ومن هنا تقع المفارقة بين (دين الله) و (دين الرجال) فدين الرجال لا يتورع عن سفك دم علي (ع) أما دين الله تعالى فيعصم دم الإنسان، فالنسبة والتناسب بينهما عكسية لا طردية. فالدين يتقدم للإمام ودين الرجال يتراجع للوراء، ويلتف على مكونه ليضرب الآخر.

فالتدين السلبي يقدم المصالح الدنيوية على المصالح الأخروية. ونحن نرى في مسار حركة التاريخ أن الدين كثيراً ما يُقدَّم قرباناً للدنيا، ولا يُجعل مساراً للآخرة، فأنا أعتمر عمامتي مثلاً من أجل مصلحة، والآخر كذلك، حال أن المفترض أن يكون العكس.

فصاحب التدين السلبي ليست لديه مشكلة أن يصادر الطائفة والدين في سبيل أن يصل إلى هدفه، ولا ينكر ذلك إلا أحول العينين.      

التدين الشكلي:

وهي نوع ثالث من التدين أسوأ من سابقه، فهذا المتدين ليست لديه مع الدين أية علاقة، لكن مطية التدين في المجتمع الذي يعيش فيه تلزمه أن يكون متشكلاً بذلك الشكل، فيكون الدين عنده مجرد طقس شكلي، ولا يعني اللب والجوهر في أصل المكوّن، وهذا في الواقع تدين وهمي، فإذا سبرت غوره فلن تجد ديناً إنما يتوهم صاحبه أنه متدين.

وهذا التدين الشكلي لا عقل له، ولا منطق، ومع شديد الأسف أن من يسير في هذا المسار تقوده الخرافات وتسوده العشوائية عند اتخاذ القرار.

ويترتب على هذا أيضاً، الاستسلام المفرط لأبسط الأمور، مما يجعله يتخلى بعد ذلك عن أمهات المسائل.

التدين المغشوش:

وهو لون آخر من التدين، وهو تدين مغشوش، فهنالك دين في الظاهر، وصاحبه يؤم الجماعة مثلاً ويرشدهم، وسلوكه العام في الظاهر ديني، ولم يخرج من حظيرة الدين، لكنه مغشوش لا صفاء فيه.

ومن مصاديقه ما يدسه بعض من يدّعي الحداثة والتنوير من أفكار لا يمكنك تمييزها، لأن مستواك الفكري والثقافي لا يؤهلك لذلك في مقابل من يطرح هذه الأفكار، المتقدم عليك في قراءاته ومطالعاته، ويبهرك في طرح الأسماء والمصطلحات الشرقية والغربية، لكنه عندما يقع بين يدي واحد من ذوي الاختصاص تراه ﴿كَسَرَابٍ بِقِيْعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً﴾([13]).

فصاحب التدين المغشوش يخدعك ببعض الأمور، لكن واقع الحال على الخلاف من ذلك، وهو الذي يسوس الكثير من المجالات.

نسأله تعالى أن يجعلنا من المتبصّرين في ديننا، وعلينا أن نرفع من رصيدنا الثقافي من خلال القراءة والمطالعة لا من خلال السماع، فنحن أمةُ «اقرأ» ولكنها لا تقرأ.

وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.