نص خطبة:الانضباط من أهم مراحل النجاح في الحياة

نص خطبة:الانضباط من أهم مراحل النجاح في الحياة

عدد الزوار: 2019

2016-09-25

الجمعة 1437/12/21هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.

﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).

اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيّتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.

في الحديث الشريف عن النبي الأعظم محمد (ص) : «من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار»([2]).

مناسبات الشهر:

تحل علينا مناسبات كثيرة، بينها تداخل كبير، منها ذكرى عيد الغدير الأغر، حيث البيعة بالولاية العظمى للإمام علي (ع) بأمر الله تعالى على يدي النبي الأعظم محمد (ص) وبمبايعة الصحابة من رجال ونساء شهدوا الموقف.

والمناسبة الثانية يوم العيد الوطن، والوطن له قيمته، فهو الذي يتكون الإنسان من أديم ترابه، ويستقي من معين شرابه، ويتنفس الصافي من هوائه، وبينه وبين وطنه عقد التزام لا بد من رعايته والقيام بحيثياته.

والمناسبة الثالثة بدء العام الدراسي الجديد، ووفق الله شبابنا من البنين والبنات الساعين لتحصيل العلوم العالية والنافعة، وجعلهم قرة عين لآبائهم وأمهاتهم، وممن يضيفون لبنةً في الصرح الكبير.

دور الانضباط في حياة الإنسان:  

من أهم عوامل النجاح في جميع ضروب الحياة ودروبها الانضباط، والانضباط في اللغة هو الالتزام. وله مصدر واشتقاقات طويلة عريضة لا أرى في سردها واستعراضها وغربلتها منفعة كبيرة، لذلك أختصر الوقت وأصرف النظر عنها.

والذي يهمنا من أقسام الانضباط القسم الأقرب لحاجياتنا، والأكثر التصاقاً بنا، ألا وهو الانضباط الشخصي، الذي نحن اليوم في مسيس الحاجة له في جميع مشارب الحياة ومناحيها.

والانضباط الشخصي هو الالتزام بالقيام بكافة المسؤوليات الملقاة على عاتق الإنسان. فعليه أن يتأمل في تلك الأمور، أي الأمور التي جعل نفسه مسؤولاً عنها أمام جهةٍ ما، سواء كانت جهة خاصة كالمؤسسة الخاصة أم جهة عامة كما لو كانت في قطاع عام.

ثم إن هذا الالتزام الشخصي يشكل مقسماً قائماً بذاته تنحلّ عنه مجموعة من الأقسام، منها الالتزام الشخصي الوظيفي. وهذا القسم من الانضباط بسبب ما يتعلق به من أمور مهمة وضعت له تعاريف، بل وضعت القوانين وفق التعريف. وهو عبارة عن الالتزام بكافة اللوائح والقوانين السارية المفعول المساقة إلى جهتها. وهذا تعريف مهم يقرّب لنا ما يراد تقريبه. ولكن التعاريف تبقى من نوع الأمور التَّرَفية التي يتعاطاها أرباب الفن وأصحاب الصنعة، ما لم تجد لها تصديقاً في الواقع الخارجي.

الضمير والشرع هو الضمانة:

والالتزام يحتاج إلى ضمانة، وهذه الضمانة لن تكون العقوبة أو الجزاء المادي أو إيقاف الخدمات أو الإيقاف في السجون، إنما الضمانة الأساس في هذا المنحى هو الضمير، فمتى ما غابت حركة الضمير أو سكنت لا يمكن أن يشكل الرادعُ الجزائي الوضعي ـ وإن أُلبس ثوب التشريع ـ رادعاً ومانعاً فاعلاً، بل من البداهة أن نقول: إن في جميع الميادين على وجه الأرض، وفي كل المؤسسات العامة والخاصة خروقات كبيرة وتجاوزات واضحة وقفزاً غير مبرر على القوانين، بلغة المنفعة الشخصية، لأن القانون في أساسه يحفظ المعادلة بين طرفين، فمتى ما أُسقط وغُلّب أحد الجانبين على الآخر معنى ذلك أن لا قانون ولا ضابطة، وتبعاً لذلك سوف تصرف الكثير من الحقوق في غير اتجاهها وفي غير حقها.

إن حركة الضمير أيها الأحبة هي التي تؤمّن للإنسان الشعور بالمسؤولية، ويموت الضمير عندما تغيب الدوافع الشريفة والرغبات الصالحة، وعندها نخرج من دائرة الرقيب الأول الذي لا تخفى عليه خافية. فعندما ندير ظهورنا للقوانين والأحكام الشرعية أو الوضعية المسنونة للصالح العام، معنى ذلك أننا سوف ننتهي في نهاية المطاف إلى المحذور، وقد لا يكون المحذور في حدود دائرة ضيقة إنما يأخذ في الاتساع كلما عاود الإنسان الحركة خارج دائرة ضابطة الضمير.

ومما يساعد على حركة الضمير أن يكون الإنسان ملتفتاً إلى تلك القوانين والضوابط والعهود والمواثيق، ويقرأ ما تتضمنه ليتحرك ضمن حدودها، ويرتب الأوراق بناءً على معطياتها.

كيف يتحقق الانضباط؟

من هنا تتولد الحاجة للوقوف أمام نقاط عدة:

1 ـ قراءة العهود والمواثيق قراءة دقيقة بتمعن: فعندما يلتحق الفرد بالجامعة عليه أن يقرأ الشروط والقوانين والمواثيق والعهود، فإذا قرأها بدقة وتمعن استفاد منها غاية الفائدة، وأراح واستراح، أما إذا لم يقرأ تلك المواثيق والشروط والالتزامات تبدأ حالة من التمرد والنفرة والضياع. لذلك نجد أن الكثير ممن يدخل في هذا المجال يخفق عند السنة الأولى، بل حتى الثانية أو الثالثة، وربما حتى إذا اقترب من مرحلة التخرج، لا لشيء إلا لأنه لم يحسب حساباً للطارئ غير المرتقب بسبب الإخفاقة في قراءة القانون، وكم على ذلك من الشواهد.

وهذا الأمر عينه في المؤسسات الخاصة، فقد تلتزم في القطاع الخاص مع جهة لها شروط وبنود، فينبغي لك ويتوجب عليك أن تحكم على نفسك، وأن تعطي المساحة للآخر في اتخاذ الإجراء، وذلك كالعقد مع شركة لإنجاز عمل ما، والمقاولة اليوم أصبحت فروعاً وليست فرعاً واحداً، إذ تجد أن من يوقّع العقد ولا يقرأ بنوده، أو يقرأها ولا يتعمق، أو يتعمق ولا يستفيد من خبرة من تقدم عليه، تعترض المشاكل طريقه، سواء في منتصف الطريق أم عند جرد الحسابات.

وكذا الحال مع الجهات الرسمية، وهي المؤسسات الحكومية، فقلّما تجد طبيباً يقرأ ما له وما عليه، أو أستاذاً أو مهندساً أو جندياً. فبمقدور الإنسان أن يقرأ القوانين بتمعن ليعرف ما له وما عليه طوال مسيرته الوظيفية منذ اليوم الأول حتى التقاعد، أما إذا كان على الخلاف من ذلك فسوف تكون البداية كالنهاية، والنهاية كالبداية، لذلك لا يرتب أوراقه ولا ينظم أدوار حياته كما ينبغي، إنما يخبط خبط عشواء.

أقول: مع هذا التقدم الثقافي الكبير عند شبابنا، إلا أن هذه المعضلة لا تزالت تلقي بثقلها على كواهلهم، وهم لا يعذرون في ذلك، فالإنسان اليوم يعطي للجوال الكثير من وقته، ولكن لا يعطي لنفسه دقائق معدودة ليقرأ ما له وما عليه، بل لا يتيح لنفسه الفرصة أن يقرأ البنود في العقود عن بصيرة، إنما تكون معظم التوقيعات عن عمى وعدم إدراك ووعي، وإلا ما الذي يجبر الإنسان أن يوقع فور تقديم الورقة له؟ ولماذا لا يترك له مساحة في التفكير يكفلها القانون في جميع القطاعات؟.

حتى على مستوى أجهزتنا المنزلية مثلاً، لا تجد من يقرأ ما له وما عليه عند الوكالات، فالبائع ينطلق من منطلق المنفعة، ولا يهمه حال المستهلك لا من قريب ولا من بعيد، فعلى المستهلك نفسه أن ينظر لمنفعته ومصلحته أيضاً. فقراءة العقود والضوابط والمواثيق مهم جداً.

2 ـ إدارة الوقت كما ينبغي: أيها الأحبة، لا سيما طبقة الشباب من البنين والبنات: أغلى ما في يد الإنسان ليس الرصيد في البنك، لأنه لا يدري متى يموت ويتركه، أو أن المبلغ لسبب أو عارض يسقط من حسابه خلال سويعات يسيرة. إنما الرصيد الضخم هو العمر، ولا أحد يدري كم يستمر العمر، وها نرى أن الناس يموتون فجأة، فكم من صحفي يسقط فجأة ويموت أثناء إجراء المقابلات، وكم من مذيع يقرأ الأخبار فيقع ميتاً ليكون خبراً من الأخبار. بل أحياناً تحدث شخصاً وإذا به لا يجيبك، وما تلتفت إلا وهو في عالم آخر.

فالعمر يمشي ويمر مر السحاب، وهو مخزون محدود مجهول، والوقت كحد السيف، فلا بد أن نتعامل معه على أساس قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيْبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾([3]). وهذا النصيب ليس الأموال فحسب، إنما نصيبك من الدنيا في تربية العيال وخدمة المجتمع والتطور في ضروب العلوم والمعارف والثقافات والآداب والفنون وغيرها.

إن فن إدارة الوقت يعتبر اليوم علماً قائماً بذاته له مختصون وعلماء. فالساسة يديرون العالم بناءً على إدارة الوقت. فتجد رئيس الدولة في دول العالم المتقدمة يضع خطة عمل تتناسب مع مدة بقائه في السلطة، مع عدم احتمال التجديد لولاية جديدة. وفي الانطلاق لعالم الفضاء الخارجي تجد أن الحساب تنازلي وليس تصاعدياً. فيجب أن نجعل من هذا الحساب الرياضي التنازلي قبساً نرتب عليه بعض أوراق حياتنا.

3 ـ الإدارة الجادة الواعية للملفات المتشابكة المتناثرة: فلكل منا في حياته مجموعة من الملفات، قسم منها يتفق وقسم يفترق، فكيف نجمع ونرتب ونستخلص؟

إن البعض يتصور أن الأمور تمشي في الحياة ببركة الله، وهذا صحيح من حيث الأصل، فلولا الله لما وجد شيء، ولولا بركته لما استمرت الحياة، ولكن ليس معنى ذلك أن نتقاعس ونترك الأمور على عواهنها، فالله تعالى يقول: ﴿وَامْشُوْا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوْا مِنْ رِزْقِه﴾([4]). فالطلب والسعي وابتغاء الرزق من تكليف العبد، والله تعالى يبارك في السعي، ويهيئ الأسباب، أما التواكل والاتكال على الآخرين وانتظار البركة فهي قراءة خاطئة صادرة عن غير وعي مطبق.

4 ـ غرس روح الأخوّة والاحترام المتبادل: الذي يتولد عنه روح الشعور بالمسؤولية ثم التعاون بعد ذلك، فإذا أدرك الفرد ما له وما عليه، وما للآخر وما عليه، شعر بالمسؤولية وسادت روح الأخوة بين الأطراف. أما إذا تحولت الأمور إلى التمييز على أساس الجماعة أو الطائفة أو الزمالة والصداقة، فإن الأمور سوف تتخذ منحىً غير محمود. فهناك من تقابله فيدير لك ظهره، بل كأنه لا يراك أحياناً، وكأنك لست ابن بيئته وتشترك معه في همٍّ مشترك.

إن النهوض بالواجبات تجاه أصحاب العلاقة أمر جيد، وهناك دفع بهذا الاتجاه، لكن على أن لا يكون على حساب الآخرين، فأنا أخدم صديقي ولكن ليس معنى ذلك أن أركن ملفات الآخرين، فلهؤلاء حقٌّ أيضاً يكفله القانون.

5 ـ طرح نماذج الانضباط في المؤسسات والدوائر: وقبل ذلك في داخل البيت، بأن نقدمهم على أنهم القدوة. فلو كان لديّ ولدان أحدهما منفلت والآخر منضبط، فلا بد أن أقدم الولد المضبط على أنه قدوة لأخيه، وليس معنى ذلك التمييز بينهما، إنما معناه حثّ المنفلت أن يكون في دائرة المنافسة مع ذلك المنضبط. وهنا نحتاج للرجل الواعي في داخل البيت، والأم الواعية، وليس الأم التي لا تعرف سوى شؤون الطبخ والنوم والزيارات العائلية أو حضور مجالس الذكر، لا تقليلاً من شأن مجالس أهل البيت (ع) فمن يقرأ هذه القراءة ساذج لا يستحق أن أعيره سمعي، إنما عملاً بترتيب الأولويات، فمجلس الذكر مستحب لا ينبغي تقديمه على الواجب. وحقوق الزوج والأبناء الواجبة إذا تعارضت مع المستحب وجب تقديم الواجب.

إن طرح نماذج الانضباط أمر مهم لكي تتولد القدوة، فإذا تولد القدوة سار الآخرون على منهاجها، وأصبح المجتمع كله منضبطاً، وهذا هو المطلوب.

6 ـ ضبط إيقاع الرقابة: فالرقابة مطلوبة على الأبناء والموظفين والتلاميذ، على أن لا تكون رقابة منفرة، إنما هي الرقابة المضبوطة بالحد الشرعي، وما تؤمنه التكاليف الشرعية، وكذلك الحد القانوني، باعتبار أن هنالك عقداً وميثاقاً بين طرفين.

ورب قائل يقول: لم الحديث اليوم عن الانضباط، وما هي المناسبة؟ أقول: أنا ابن هذا المجتمع وهذا الوطن، ويسوؤني ما يسوء المجتمع والوطن. فعندما أرى التسيب في المدارس من قبل المدرسين فذلك يسوؤني، ويسوء مجتمعي ووطني.

قد يقول قائل: إن الطلاب اليوم ليسوا كما كان عليه الحال من قبل، ولكن ينبغي لهؤلاء أن يقولوا: إن الأساتذة اليوم ليسوا كما كانوا عليه من قبل. فالبعض منهم لا يأتي للمدرسة إلا للتوقيع فقط.

رأي المرجعية في رعاية القوانين:

قبل أن أختم حديثي أقول: هنالك استفتاء للسيد المرجع حفظه الله تعالى يشتمل على فقرات منها:

1 ـ إذا أنهى المعلم أو المدرس واجبه أثناء الدوام هل يجوز له الخروج قبل الوقت المقرر؟

2 ـ هل يلزم للمدرسين الحضور قبل بداية الدوام، وإن لم يكن عنده دروس لأدائها، كأن تكون محاضرته في الدرس الثالث مثلاً فهل يستدعي له الحضور في بداية الدوام؟

3 ـ إذا لم يكن عنده أي واجب في المدرسة في يوم ما، هل يلزمه الحضور ؟

4 ـ على فرض عدم الجواز في العروض المتقدمة هل هناك إشكال في أخذ الراتب بنسبة تلك الفترة الزمنية؟

الجواب: باسمه تعالى، لا يجوز للمدرس ولا لغيره من الموظفين أن يخالف الأنظمة التي التزم بتلبيتها حسب عقد توظيفه بما لا يشتمل على محرم. ولا يملك الراتب المقرر له بمقدار ما تخلف عن أداء وظيفته. وعليه التصدق به على المستحقين من الفقراء في صورة استلامه له بالنسبة إلى الفترة الزمنية السابقة، ولا فرق في ما ذكر بين أن يكون الخروج بإذن المدير وعدمه إذا لم يكن له صلاحية الإذن في ذلك.

شهر محرم على الأبواب، ونحن في هذا الشهر نحتاج للانضباط، فالجهات الأمنية تقوم بواجبها، وكذلك الحماة، ولكن ينبغي أن يكون الانضباط ليس في شهر محرم فحسب، إنما يجب أن يكون كلٌّ منا في كل يوم من أيام السنة مسؤولاً ومن الحماة، لأن عقارب الرمل تتحين الفرص. فالجميع مسؤول.

نسائم الغدير:

في نهاية المطاف أقرأ هذه الأبيات في مولى الموحدين أمير المؤمنين (ع) فأقول له في عيد الغدير:

أرسل يراعك عند كل صلاة         أرجوك أرسل فالغدير نجاتي

واسترجع الماضي الجميل وقل لنا     إن القديم شريعتي ولغاتي

وامدد بكفك للجميع مسلماً       ميثاق عهد ثابت القسمات

فالدين مجدٌ والولاء عقيدة            والعلم فيض مدّ بحر دواتي

ومسيرة الجيل الجديد يقودها         فكر الحياة بحكمةٍ وأناةِ

ومقاصد الناس الكرام يديرها        في كل فصل سيد الساداتِ

أعطيك قلبي لو أردتَ تقرباً         أو رمتَ وصلاً بعد طول شتاتِ

من عاش بالقلب الكبير حياته      يذكي الوجودَ بأطيب الأصواتِ

عمّدتُ كفي من يعيش ولاءه      بالصدق يدنو من مسير هداةِ

هذا الغدير وللسلام أقولها      الناس أهلي والحياة حياتي

ومواقف الرصد البعيد نديرها   بالفكر تجري بين ست جهاتِ

ونحفز البدر المنير وركبه   يا بدر أطرق كي أدير عباتي

هذا غديرك يا علي يشدني   للقرب منه عزوتي وحماتي

الليل شيء من وصال عوالمٍ   يرعاها كوناً  واهب الآناتِ

إن همّ بالصحب الكرام فهديهم  من هدي طه مصدر الآيات

لولاه ساخت بالأنام مجرة       فيها تقضى أجمل الأوقاتِ

لكن ألطاف الغدير يديرها    طه الأمين بهدأةٍ وثباتِ

من عاش لطفك يا غديرُ فهذه   من حيث تمت أجمل الغايات

بايعت حيدر كي أصون عقيدتي   بالدين تطبع أنصع الصفحات

عينٌ هي العلم الشريف معينها   تجتاح كوناً حالك الظلمات

واللام سرٌّ من حروفِ جلالةٍ    فيها تجلّت أقدس الحالات

والياء يمٌّ لا يحاط بمده    بل منه رفّت أشرف الرايات

فالياء فيها للثبات مدارك  مهديٌّ آلٍ دائمُ البسمات

الله أعلمُ حيث يجعل نوره   بالنور تسمو أطيبُ الصلواتِ

 

أسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.