نص خطبة: الإمام العسكري (ع) بين ضغط السلطة و طموح الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.
عظم الله أجورنا وأجوركم بالكوكب الحادي عشر من الكوكبة النيرة من آل محمد (ص) ورزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
في الحديث عنه (ع) كما قد روي: «ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله تعالى»([2]).
الإمام العسكري (ع) في المدينة المنورة:
الإمام الحسن العسكري (ع) عاش في المدينة كمن سبقه من آبائه وأجداده، وفي مقدمتهم النبي الأعظم محمد (ص) حيث الاندماج مع المحيط من حوله، خصوصاً مع شيعته ومحبيه ومريديه، سمع منهم كثيراً وسمعوا منه.
ومن المعلوم الواضح البين، أن الأئمة (ع) لم يخلفوا وراءهم كتباً معروفة، إنما خلفوا مجموعة من الرسائل والخطب ومجامع الحديث في محضر أصاحبهم، ثم رووها عنهم. والفاصلة بيننا وبين ذلك العهد النير بأنوارهم (ع) فسحة طويلة من الزمن تحسب بالقرون، مع تقلبات في الأهواء والسياسة والنزاع الطائفي المقيت الذي رافق الفترة الإسلامية بعد غياب النبي (ص) إلى أيام الحسن المجتبى (ع) واشتد أواره في القرون المتأخرة من المساحة الزمنية التي ذكرت.
وأن تجلس إلى الإمام وتسأله فيجيب، يعني ثمة تشريع في الخارج، والكلام ليس في هذه الحيثية في صدور المقولة، إنما في الطريق الموصل إليها. وهنا يتفاوت العلماء فيما بينهم من خلال ما هم عليه من قواعد معينة في القبول والرد، فيما يعبر عنه بالجرح والتعديل، فما يقنع به أحدهم قد لا يسلّم له به الآخر، وهذه حالة طبيعية صاحبت حركة الاستنباط والبحث والاستدلال منذ أيامها الأولى وإلى يومنا هذا، وستبقى حتى نصل إلى محطة النص القطعي الصادر من الحجة الباقي من آل محمد (عج). وهذا أمر مهم لا بد أن نضع أيدينا عليه للفائدة العظيمة المترتبة عليه.
وفي المدينة المنورة، وبسبب اندماج الإمام الحسن العسكري (ع) مع المحيط من حوله اشتدت العلاقة بالمحيط، وكثر السؤال والجواب، وتشكل موروث جيد، وأصبح يشكل إزعاجاً لمقر السلطة في بغداد، وهذا الإزعاج دفع بالسلطات أن يبعثوا وراء الإمام (ع) بطريقة (مهذبة) أن يفد إلى عاصمة الخلافة آنذاك. وكان في الواقع اعتقالاً تعسفياً من الدولة العباسية للإمام الحسن العسكري (ع) بعد أن شخصت السلطة أنه مكمن خطر، وربما يترتب على هذا الوضع الاندماج والانصهار نتيجة التردد على الإمام (ع) وهو في المدينة بعيداً عن عين السلطة في بغداد، فيؤسس ذلك لمرحلة خطيرة، حال أن الإمام (ع) كان يمارس دوره كآبائه الذين عاشوا التقية في أجلى صورها، وهذا المقام فيه الكثير من البحث، وشواهده كثيرة لا تكاد تكون حياة أحد المعصومين (ع) إذا أراد أحدٌ دراستها إلا وللتقية إسقاطها في المشهد. غاية ما في الأمر أن الكاتب أو الباحث أو الناقد كثيراً ما يكون في قلمه الكثير من الحساسية خصوصاً إذا كانت الأجواء غير مساعدة، والنفسيات غير مستقرة.
إشخاص الإمام (ع) إلى مركز الخلافة:
فعندما شخصت السلطة العباسية هذه الحالة في الإمام (ع)، أشخصته إلى مركز الخلافة، بالطريقة التي أشرنا إليها آنفاً، ثم لم تكتف بذلك حتى أنفذته إلى المدينة العسكرية في الدولة العباسية آنذاك وهي سرّ من رأى.
وكان المحذور في الإمام العسكري (ع) آنذاك يتمثل في وكلائه، الذين كانوا الواسطة بين الإمام (ع) ومن كان خارج حدود المدينة المنورة خصوصاً، ومن المعلوم أن المركزية مزعجة، لا سيما مع عدم اتفاق المذهب أو المشرب السياسي أو التوجه الاجتماعي أو الفكري، حيث يصبح ذلك مثار إزعاج. ولذلك نجد عبر التاريخ أن البعض يسجن أو يقتل أو يقرب أو يُغرى بحسب تلك القراءات، وبحسب التقارير التي ترفع عنه، فكيف إذا كان ذلك البعض هو الإمام العسكري (ع)؟
وفي المجتمع السامرائي فرض الإمام العسكري (ع) وجوده، كما فرضه على المجتمع المدني قبل ذلك، وهذه الحالة من الأمر الواقع، مما لا شك فيه أنها ألهبت وجدان الدولة العباسية، في أن ما كان مكتوباً وفي مجال التجسس والدس، بات الآن مرئياً محسوساً وملموساً باليد، إذ كان شيعة الإمام (ع)، يترددون عليه، لذلك فرضت عليه الإقامة الجبرية منذ البدء، حال أنه في بادئ الأمر كان قد استدعي في حالة من التقدير والاحترام الظاهر من قبل السلطة العباسية، لا سيما الجناح العسكري في سر من رأى. لكنه أُكرم في البداية، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية، التي يصاحبها الكثير من التداعيات، وكان الإمام (ع) يتخطاها بالتي هي أحسن.
كان مجتمع سرّ من رأى آنذاك خليطاً من المذاهب الإسلامية، التي لم تكن محصورة آنذاك بالتشيع والتسنن، وإن كانت هي الصبغة السائدة منذ غياب النبي الأعظم (ص) إلى يومنا هذا، إلا أن هنالك صبغة متعددة الألوان لروافد من مذاهب شتى، سواء ما يخص التشققات في المذهب الواحد، أم كانت مذاهب قائمة بذاتها، كالإسماعيلية والزيدية والإباضية، وكذلك المذاهب التي كانت لدى العامة، التي لم تكن محصورة بالأربعة فقط، إنما كانت من الكثرة بمكان، ويمكن مراجعة كتب الملل والنحل لمعرفة العجب العجاب.
تحرك الإمام العملي وسط المحاصرة والتضييق:
في خضم هذا المسار، كان الإمام العسكري (ع) يوجه البوصلة في الاتجاه الصحيح. فكان يحصّن واقع أصحابه في الجانب العقدي والسلوكي والاجتماعي، ويحاول أن ينهض بواقعهم الاقتصادي الذي كان سيئاً ومريراً.
وهنا لا بد من التوقف عند نقطة مهمة لمن لديه رغبة في المزيد من الاطلاع، والمصادر بحمد الله من الكثرة بمكان. وهي: لماذا هذا الإصرار على التعامل مع الإمام الحسن العسكري (ع) بهذه الطريقة؟ أي لماذا أصبح الإمام (ع) منذ البداية ملاذاً لشيعته وموضعاً لحالة من القدرة على الاستقطاب لمن لم يحسبوا على شيعته؟ فقد تردد عليه العلماء والقضاة والأدباء والوجهاء في المسارات والمذاهب الأخرى، وكان يستوعب المشهد معهم كاملاً. السبب في ذلك أمران:
1 ـ المكانة العلمية الرفيعة للإمام الحسن العسكري (ع) فكان (ع) عندما يتحدث يقول: حدثني أبي عن جدي حتى يصل في نهاية المطاف إلى النبي محمد (ص) فكان ذلك عاملاً مهماً في زرع الثقة الكبيرة عند المتلقي (السامع) فعندما يسند المتكلم الرواية بهذا السند الذهبي الرفيع، يُحدث حالة رفيعة من الاطمئنان والثقة الكاملة لدى المتلقي. فمن يقول مثلاً: سمعت من المرجع مباشرة، يختلف عن قول غيره إذا قال: سمعت من فلان عن المرجع، وهكذا دواليك. فالسماع المباشر، مع السلسلة المنضبطة الموثوقة يعطي حالة من الثقة والاطمئنان التام، بخلاف ما نعيشه اليوم من جهة النقل بصورة غير مباشرة عن الإمام.
2 ـ ما كان يتمتع به الإمام (ع) من خلق سامٍ رفيع، والأخلاق الرفيعة السامية أهم من العلم الغزير، لأن الأخلاق متى ما استحكمت في الإنسان أملت عليه أن يفرغ من علومه، أما أن يكون عالماً متجرداً من الأخلاق فلا يصدر منه إلا ما يكون في الاتجاه المعاكس، وهو تعكير المياه وخلط الأوراق وغير ذلك.
ثم إن الإمام (ع) لما فرضت عليه الإقامة الجبرية تشدد الوضع على شيعته، وعليه من باب أولى، فمن الطبيعي أن من يمنع من الخروج من بيته يكون وضعه مختلفاً عما لو كان عليه لو خرج. فكان الشيعة في أضيق حال تبعاً لما كان عليه إمامهم ورمزهم وقائدهم، وكان يضيّق عليهم بشكل كبير كما ورد في كتب التأريخ لدى الفريقين.
وقد كانت ظروف التشدد تفرض عليهم إذا ما أرادوا التقاء إمامهم أن يكون لقاؤهم في أضيق الدوائر وأشدها حرجاً، فكانوا مثلاً يتحينون فرصة ركوب الإمام (ع) مع الخليفة، فالحاكم عندما يريد أن يحسن صورته في الرأي العام مع عدم الاستقرار في جميع الجوانب، فإنه يعمد إلى الرموز من جميع الطوائف لتسكين حالة الشارع، وهذا الأمر موجود في جميع المسارات السياسية في العالم القديم وعالم اليوم. من روما إلى فارس إلى الصين في الشرق إلى الدولة الإسلامية، بل كان إشخاص بعض الأئمة (ع) إلى مراكز القرار من أجل هذه الحيثية.
يواجهنا هنا نص تاريخي يقول: وخرج السلطان إلى صاحب البصرة، فخرجنا نريد النظر إلى أبي محمد ـ أي للإمام (ع) لأنه لم يكونوا يستطيعون النظر إليه إلا إذا خرج من بيته تحت نظر السلطان وفي موكبه الرسمي ـ فنظرنا إليه ماضياً معه، وقد قعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه([3]).
فكانوا يتحينون الفرصة السانحة لرؤية الإمام (ع) من شدة التضييق عليه.
وروى أبو جعفر الحلبي يقول: «اجتمعنا بالعسكر ـ يعني بسرّ من رأى ـ وترصدنا لأبي محمد (ع) يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يُسلمَنَّ عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ أحدُكم، فإنكم لا تأمنون على أنفسكم»([4]). هذا لمجرد السلام، فكيف الحال لو قام الفرد بتسليم الأموال أو الحق الشرعي للإمام؟!
ومن مظاهر التضييق على الإمام (ع) أنه كان يُستدعى لقصر الخلافة مرتين في الأسبوع، في يومي الاثنين والخميس، والحضور إلى مبنى مقر الخلافة له عدة اعتبارات، ويمكن لأصحاب العقول النيرة مثلكم أن يصلوا للكثير من أسباب انتزاع القضايا مما بين السطور.
والإمام العسكري (ع) يذهب بعيداً مع هذا الوضع، فكان يركز أموراً أساسية في شخص الإنسان الموالي الذي يقول: أنا من شيعة جعفر بن محمد (ع) وشيعة علي.
يقول الإمام الصادق (ع): «أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برٍّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (ص) صلوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعي، فيسرني ذلك. اتقوا الله وكونوا زَيناً، ولا تكونوا شيناً. جرُّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنّا كل قبيح، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك»([5]).
فالإمام (ع) يجعل جلاء الصورة راجعاً إلى الموالي نفسه، وما هي حيثيته وواقعه وما تنطوي عليه سريريته، وما يفصح عنه ظاهره.
ولادة الخلف الباقي من آل محمد (ع):
في مثل هذه الأجواء الصعبة، ولد الخلف الباقي من آل محمد. وربما تكون قضية الإمام المهدي (عج) من أكثر المسائل تعقيداً في تلك المرحلة، وهي التي تحتاج منا الكثير من الوقفات وتتطلب البحث برويّة. فالساحة اليوم تعجّ بالكثير من التشكيكات، ولا نستطيع أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ومسؤوليتنا تحتم علينا أن نلتحم برجال الدين الواعين المخلصين المتوجهين لقضيتهم، كي نتعاون فيما بيننا في إيضاح الصورة ورفع الشبهة وردّ التشكيك، من أي جهة صدر، لأننا بغير هذا المنهج العلمي، لا يمكننا أن نرسخ العقائد في الجيل القادم. ففي الزمن الماضي كان من الممكن ترسيخ مجموعة من الاعتقادات بمجموعة من الاعتبارات البسيطة، أما اليوم فلا جدوى من الكثير من تلك الاعتبارات، لعدم كفايتها لا لعدم صحتها. فكما أن لك مساراً في تثبيت الأدلة، لأطراف أخرى أيضاً مساراتهم في النقض والإبرام، وهذا حتى في المذهب الواحد وليس مقتصراً على المذاهب الأخرى. وهنالك بعض الأصوات ـ مع الأسف ـ ترفع عقيرتها في بعض المساحات للتشكيك في الثوابت، ويجب هنا أن نفرق بين الثوابت وبين ما هي إضافات على الثابت، وهي كثيرة.
هؤلاء سخرت لهم طاقات وإمكانيات ضخمة جداً لا يُدرى من أين مصدرها، وها نحن نرى زرع التشكيك بشكل واضح وبيّن، على مستوى الثابت وليس على مستوى المتحرك. ففي قضية الإمام المهدي (ع) نجد أن بعض المحسوبين علينا مع الأسف يشكك في أصل الفكرة، فكيف يمكنك إعادة الاطمئنان والاستقرار والإيمان بهذه الفكرة له؟ لا بد أن يكون من خلال البحث وإقامة الدليل. فالنبي (ص) كان يستوعب القادم إليه بأخلاقه وأسلوبه وهكذا يجب أن نكون.
أيها الأحبة: إن الإمام المهدي (عج) من القضايا التي أكدتها أمهات الكتب والمصادر لدى الآخرين، وليست من مختصات الشيعة، فمنها:
1 ـ ما ذكره العلامة بهجت أفندي في كتابه تاريخ آل محمد، يقول فيه: فلا يوجد مسلمٌ لا يعتقد بوجود الإمام المهدي ونحن نعتقد أن المهدي صاحب العصر والزمان ولد ببلدة سامراء، وإليه انتهت وراثة النبوة والوصاية والإمامة.
وأذكر هنا جانباً من المصادر الأخرى التي ذكرته إضافة إلى ما ذكرت:
2 ـ الذهبي: وهو معروف بكتاباته وآرائه المتشددة تجاه أهل البيت (ع) ومذهبهم، وله كتاب اسمه العبر في خبر من غبر، يذكر ذلك في المجلد الثالث منه، كما يذكره في تاريخ الإسلام المجلد التاسع عشر، وسير أعلام النبلاء في المجلد الثالث عشر.
3 ـ سبط ابن الجوزي: يذكره أيضاً في تذكرة الخواص، ويسهب في ذلك.
4 ـ ابن الصباغ المالكي: في الفصول المهمة.
5 ـ ابن حجر الهيتمي: في الصواعق المحرقة.
6 ـ ابن الأثير: ومن منا لا يعرفه؟ وقد ذكر هذه المسألة في المجلد السابع من كتابه: الكامل في التاريخ.
7 ـ الفخر الرازي الشافعي: وهو قطب من الأقطاب، ذكره في كتاب: الشجرة المباركة في أنساب الطالبية.
8 ـ السيد أبو الحسن الصنعاني: له كتاب اسمه: روضة الألباب لمعرفة الأنساب، ذكره فيه.
9 ـ القندوزي الحنفي: ذكره في ينابيع المودة، المجلد الثالث.
10 ـ شمس الدين الدمشقي: صاحب الشذرات الذهبية، أدلى بدلوه أيضاً وأسهم في نتاجه الفكري.
11 ـ ابن خلكان: ذكره أيضاً في وفيات الأعيان، المجلد الرابع.
12 ـ المولوي الهندي: ذكره أيضاً في وسيلة النجاة، وقد أشبع المسألة بحثاً وتحقيقاً.
13 ـ العلامة الشبلنجي الشافعي في نور الأبصار، وكانت له يدٌ طولى في البحث في هذه المسارات.
14ـ ابن الوردي في كتابه: تاريخ ابن الوردي. وهو عبارة عن تذييل أو تتمة.
15 ـ خير الدين الزركلي: يذكره أيضاً في كتابه الأعلام، في المجلد السادس.
16 ـ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب.
17 ـ الحافظ أبو نعيم، ذكره في كتابه: البيان في أخبار آخر الزمان.
18 ـ محيي الدين بن عربي: ذكره في الفتوحات المكية. ومشارق الأنوار.
وهنا إشارة بسيطة لا بد من ذكرها، وهي أنه ليس كل ما ورد أسماعنا من علامات الظهور نراه آية محكمة.
أيها الأحبة: نحن في زمن يحتم علينا أن نعطي الكثير من وقتنا للقراءة، فأغلب مشاكلنا في الساحة بسبب عدم القراءة، ثم سوء الظن، ثم عدم القدرة على حسن التعامل مع الآخر. فإذا اجتمعت هذه الثلاثة، أصبح المشهد كما ترونه اليوم.
إننا في كل يوم نضع أيدينا على رؤوسنا وندعو بالقول: اللهم عجّل لوليك الفرج، وهذا يحتاج إلى آليات، من ضمنها العلم والمعرفة بمعنى التعرف كما ينبغي على محمد وآل محمد كما تستحق تلك المعرفة.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.