نص خطبة: الإمام الحسين صوت حق يتردد على مر الزمان
ميلاد السبط الشهيد:
بارك الله لنا ولكم ذكرى ميلاد السبط الثاني من الكوكبة النورانية لآل محمد (ص).
قال الإمام الحسين (ع): «أيها الناس، نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم»([2]).
الإمام الحسين (ع) سفينة نجاة للأمة في حياتها الدنيا وفي عوالم آخرتها، فمن ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، لأن الإمام الحسين (ع) من النبي بمثابة النور من النور، فهو القائل: «حسين مني وأنا من حسين»([3]).
كم جنينا على إمامنا عندما أطّرناه في حدود المأساة! فهل آن الأوان أن نعتق هذه البوتقة من أسرٍ أوقعناها فيه، لننطلق بها إلى العوالم من حولنا، كي تتعرف حقيقة الإمام؟ فلماذا تحرك الإمام؟ هل كان يرنو من حركته ظرفاً زمانياً ومكانياً خاصاً؟ أو أنه أراد للقضية أن تكون مجنحةً ترفرف بجناحيها في كل زمان ومكان؟
إن من يرغب أن يعيش الحسين (ع) ويركب في سفينته، عليه أن يسهم إسهاماً حقيقياً فيما أراد الإمام الحسين (ع) أن يؤصّل له، وأن يأخذ به إلى حيث أراد.
فالإمام الحسين (ع) مصباح هدى، والمصباح يمنح النور، ولكن عندما يكون المقابل ظرفاً قابلاً لانطباع النور عليه، أما إذا كان الطرف المقابل لا يحمل هذه الخاصية فإن النور يبقى في حدود منطلقاته.
أيها الأحبة: النور كناية عن العلم، وقد استخدم في مواطن عدة، وحيث إننا ندلفُ قليلاً من خلال أبنائنا وبناتنا الأعزاء، صوب غرف الامتحان وساحاته وقاعاته، فعلينا أن نأخذ جذوة من هذا القبس، لنجد أننا أمام حقيقة لا بد منها، هي أن اللواء الذي رفعه الإمام الحسين (ع) في كربلاء، لم يسقط على الأرض مطلقاً، ومن قال إن اللواء سقط بمقتل العباس (ع) يتجنى على الحقيقة، فكيف يمكن أن تستمر الحرب واللواء ملقىً؟ فعندما جاء الإمام الحسين (ع) إلى أخيه أبي الفضل العباس، كانت الإسهامة الأولى التي قام بها أنه ركز اللواء في الأرض، ثم أخذ برأس عضده ووضعه في حجره ليقول للمعسكر إن الحرب لم تنته، والمعركة لم تطوَ صفحتها، وأن الراية لم تزل خفاقة، لا توأد أهدافها من خلال وأد النفوس التي التفت حولها واحتضنتها، لأن هذه الراية هي راية العلم والجهاد والتضحية والإيثار والإخاء والمحبة، كما يلف الجميع عنوان السلام، وكذب من قال: إن الإمام الحسين (ع) أراد الحرب، أو أراد التوصل من خلالها إلى مصلحة معينة، حاشا وكلا، فقد أراد السلم، لكن الأمة التي تنكرت هي التي أرادت أن تُدخله فيما أدخلته فيه، لذا وصلت النتيجة إلى ما وصلت إليه وخُتمت، لكن الإمام الحسين (ع) يبقى هو المصباح المشع، وعلى الذين يعيشون الإمام الحسين (ع) سيداً لهم أن يعيشوه كذلك، لأنه سيد شباب أهل الجنة، ومن لم يحظَ بخاصية الشباب المقبول في الدنيا فلن يصل إليها في ذلك العالم.
فعندما يقول الرسول الأعظم (ص): «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»([4])، فهذا يعني أن سيادة الدنيا أمرٌ مفروغ منه.
أيها الشباب: الإمام الحسين (ع) يدعونا ويمد يده لنا، فكيف نستجيب؟ وكيف نمد أيدينا لهذا الإمام العظيم (ع)؟
صدقوني أيها الأحبة أن الإمام الحسين (ع) ورغم القرون التي تعاقبت على مصرعه، والهدف الذي أوضح معالمه، إلا أننا لا زلنا أفقر الناس نصيباً فيما قدمه للأمة، لا لشيء إلا لأننا أسرناه ضمن حدود معينة لم يشأ لها هو أن تكون قائمة عندما أراد أن يقوم بنهضته التصحيحية لمسار الأمة.
العلم أساس الحضارة:
فالتعليم مهم جداً، والذين لم يؤتَوا حظاً من العلم الحقيقي انحرفوا عن الإمام الحسين (ع) بل قاتلوه وقتلوه، أما الذين كانت إشراقة النور العلمي في صدورهم فقد وقفوا معه إلى آخر لحظة من حياتهم، لم يديروا له ظهراً، ولم يستبدلوا به معسكراً، إنما خطُّوه خطاً مستقيماً، وصراطاً لا حياد فيه يميناً ولا شمالاً، لذلك رضوا فيه ما ارتضته السماء لهم.
فالعلم منارٌ سارت به الأمم، وأقيمت به الحضارات، فلا حضارة بلا علم، ودونكم الحضارات القديمة في الهند وفارس وروما، وما طوى التاريخ من حضارات تحت الأرض والمياه.
مشكلتنا أيها الأحبة أننا ليست لدينا علاقة كافية مع الأفلام الوثائقية التي توثق حركة الإنسان في بناء الحضارات على هذا الكوكب، إنما تشخص أبصارنا، ونستنفد أوقاتنا في مشاهدة مسلسلات لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس فيها إلا الضحك، وهو ضحك المهرِّج على نفسه، وضحك المتلقي عليها كذلك، وليس وراء ذلك شيء. في حين أن في الأفلام الوثائقية مدارس وموسوعات علمية كبرى، فلننشدها ولندقق ما يعرض فيها، ولنسبر غور التاريخ كما ينبغي، فهو مواد ثقيلة الفائدة، إذا ما استطاع الإنسان أن يستثمرها انفتحت أمامه الآفاق، وتحرك على أساس من أرضية صلبة.
ولو أننا سألنا بعضنا: كم قرأت حول حضارة الهند؟ فربما لا يحسن شيئاً، بل ربما لو سألته عن عاصمتها لما استطاع أن يستحضر اسمها، ناهيك عن الفنون والآداب والفن المعماري والتكنلوجيا النووية التي تُسابق الغرب فيها، وما إلى ذلك، وهذا لم يكن ليحصل لولا ما كان من حضارة.
ودونك أيضاً بلاد فارس في فلسفتها العظمى وعلومها، ولولا تلك القاعدة الصلبة في ذلك اليوم لما تسنى لها أن تفتح الآفاق من حولها في عصرنا الحاضر.
وأما روما فحدث عنها ولا حرج. وأما الحضارات المادية التي أريد لها أن تأخذ نصيبها من هذا الكوكب، فلأنها لا تحمل القيم والأخلاق والالتزام الشريف في عقدها فلن تُبنى لها حضارة إلا على جماجم البشر ودماء الضعفاء البسطاء في أكثر من مكان ومكان.
فالحضارة عندما لا تنطلق على أساس علمي فلا شك أن مآلها سينتهي إلى رموز دكتاتورية في أكثر من موقع وموقع في شرق الأرض وغربها، ليس لهم من ذلك نصيب إلا في ما تسمعون وتشاهدون.
حضارة جزيرة العرب:
وأما جزيرة العرب فهي جوهرة هذا الكوكب، وذلك لوجود الإشراقات الكثيرة فيها:
فالإشراقة الأولى هي الكعبة المشرفة التي كانت حضناً ومهداً أول لسيد الوصيين، أمير المؤمنين، أخي رسول رب العالمين محمد (ص).
والإشراقة الثانية أنها منطلق الوحي، فمن الكعبة انطلق النبي (ص) من خلال الصفا، بعد أن كبّر ثلاثاً مستقبلاً الكعبة.
أيها الأحبة: نحن جوهرة الدنيا، شاء من شاء وأبى من أبى، لكن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا هم ما بأنفسهم. فمأوى الحضارات جزيرة العرب، إذ كان للروم بصمات في جزيرتنا، وللديانات بصمات فيها، ثم جاء تاج الجميع، وزينة الديانات والقوانين في مطلقها، السماوي والوضعي، ألا وهي الرسالة الحقة التي جاء بها الحبيب المصطفى محمد (ص) وأبرز ما فيها من المصاديق التوحيد، وأجلاه ما تشخص في بيت الله الحرام على لسان رسول الله (ص): أيها الناس، إني أدعوكم لواحدة، إن قلتموها دانت لكم الدنيا. قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا. ولكن حتى هذه الكلمة في محدودية تركيبها، وعمق جوهرها، ثقلت عليهم، فهي الثقيلة في الميزان، ومفتاح العوالم في هذه الدنيا التي يستشرف منها عالم آخر.
أيها الأحبة: نحن أبناء هذه الجزيرة، لو سئل أحدنا عن الموروث الذي فيها، وما تكتنفه جنباتها من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، وفي القلب منها والوسط، فربما لا يحسن أن يستدل على الكثير من المواقع فيها، وإن تحسن الوضع قليلاً من خلال ما يعنى به من جهة الآثار في لجنة معينة، ولكن لا زلنا نحن والآثار على مسافات بعيدة.
كم هو جميل ـ أيها الأحبة ـ أن ننفتح على هذا الجانب؟ ولماذا لا نقوم بالسفر هنا وهناك، نستطلع من خلاله ما كان لنا من واقع حضاري ورصيد تاريخي ضخم، فالأمة التي لا تقرأ تاريخها لا تحافظ عليه، ثم بعد ذلك لا تلبث الأجيال أن تنسى أن يكون لها حضارة في يوم من الأيام، ثم تأتي الأخطاء تلو الأخطاء، لأنهم لم يستفيدوا من التجارب، فالحضارات عبارة عن ركام من التجارب والإنتاج والإبداع البشري، يصل إلينا بسهولة ومرونة، ولكن نأبى أن نتعاطاه على هذا المستوى وبهذا الحد، إنما نختار لأنفسنا الأسهل، ألا وهو نظرنا إلى ما حصل في الماضي أنه لا يعنينا، ولكن من ليس له ماضٍ مشرق لا يمكن أن يرسم بسمة الإشراق على واقع يعيشه.
والمصداق الآخر في جزيرة العرب هو الموروثات الدينية الكثيرة التي تتجلى في عباداتها ومعاملاتها وغيرها. وكذلك ما تقدمها من العصر الجاهلي الذي لم يكن سلبياً بالمطلق، إنما كانت به بعض السمات التي تقدم موروثاً إنسانياً ينبغي أن نقرأه بعيداً عن حساسية المفردة (الجاهلية) فاللفظة حينما توضع من الواضع لا يتعدى فيها أكثر من مؤداها، لكننا نبحر معها كثيراً، ونصرفها من خلال القرائن إلى ما نرغب أن تنصرف إليه من خلال تركيبتها وإطلاقها اللفظي، فالعصر الجاهلي فيه النظم والعقد القبلي، وكانت تسوسهم قوانين تتماشى ومرحلتهم، وربما تكون ثمة مكاسب معينة تم الحصول عليها بناءً على ذلك النظم والعقد.
وكذلك التبادل التجاري الواسع، فقد كانت جزيرة العرب واحدة من أهم مناطق العقد والربط بين الشرق والغرب، يضاف إليهما أيضاً الجانب الأفريقي، وبذلك تكون ثلاث قارات تعطي وتأخذ، وتبيع وتشتري وتتاجر مع أهل هذه الجزيرة الحبيبة.
والأمر الآخر هو السيادة والسدانة، فقد كانت الجزيرة العربية، بسبب وجود البيت الحرام فيها، تشغل هذا الموقع الشريف، وهو سدانة الحرم وخدمته والسيادة على سائر الأمم من حولها بناءً على أن أول بيت وضع للناس كان في هذه الجزيرة.
وثمة بند وباب آخر في ذلك العصر، وهو الأدب، بدواوينه وأسواقه. وعندما نسأل بعضنا أيضاً، فلا نجد إلا القليل من الأمور التي تسعفنا على إدراك أن المجتمع يعيشها ويستحضر الشواهد الكثيرة منها، حال أن لهذا الجزء من جزيرتنا العربية الكبرى المترامية الأطراف نصيباً كبير جداً.
عوامل النجاح:
ما الذي يقودنا صوب النجاح؟ هنالك مسلَّمات كثيرة تقود الإنسان في حياته صوب النجاح. ومن منا لا يرغب في النجاح ولا يريد التفوق؟ ومن منا يريد أن يخرج من الدنيا دون أن يترك بصمة؟ كلنا نريد ذلك، ونتمنى أن يتحقق على أيدينا، وإن لم يكن ذلك فعلى أيدي أبنائنا، أو على يد أبناء الأبناء، وهكذا دواليك.
إذن، علينا ـ إذا ما أردنا أن نحقق شيئاً من النجاح ـ أن نبذل الجهود، ونهيئ الأسباب، ونلملم الأجندة من هنا وهناك، كي نستطيع أن نصل إلى النجاح المنشود. ومن تلك الأسباب:
1 ـ أصالة الخير: إن الله تعالى حبا الإنسان خاصية معروفة، هي أن جانب الخير هو الأساس فيه، وأن الشر من الأمور الطارئة التي تتولد على أساس الانحراف الفكري، وهذا أمر تبعي، والنتائج تتبع المقدمات المرسومة، فإن كانت جيدة أوصلتنا إلى ما هو جيد، وإن كانت سيئة أوصلتنا إلى السيئ، إلا أن الأصل هو الخير والمحبة والسلام.
2 ـ الحرية: إن الله تعالى أكرم الإنسان أن يكون حراً، وهذا هو مسار الحريات على وجه الأرض، لكن الحرية أيضاً ليست على إطلاقها، لأن إطلاق الحريات يعني الضياع والفوضى، والشواهد واضحة، فالذين لهثوا وراء الحريات غير المقننة شذت بهم الدروب، ووصلوا إلى طرق مغلقة، وأبواب موصدة، ودفعوا ضرائب دون أن ينالوا ما كانوا يطمحون إليه.
إذن لا بد من حرية نسبية، لا نفصلها عن مكانها ولا زمانها ولا منطلقها، ناهيك عن منتهاها. فمن يرغب في الحرية عليه أن يضع الأمور في نصابها، ويتحرك على أساس المعطيات من حوله، بناءً على قاعدة أساسها أن الممكن ما أمكن، أما ما كان خارج دائرة الإرادة فالله خير العاذرين.
3 ـ القدرة على التجدد الدائم: فنحن نبدأ صغاراً، ثم نصبح يافعين، ثم نتقدم نحو الشباب، ثم الكهولة، ثم ندخل مرحلة الشيب، ثم ندخل ساحة الشيخوخة، ولكل من هذه المحطات خصائصها، وبقدر ما يضعف الإنسان جسدياً في مراحل الزمن، بقدر ما تشتد قواه العقلية. ولكن ربما نجد حالة من الانتكاسة في نهاية المطاف، ولكن إذا استقام الإنسان في تغذيته الروحية فإنه لا يصل إلى حالة الانتكاس، أما إذا حشر نفسه فيما يعنيه وما لا يعنيه في الجانب المعنوي، وأكل ما ينفعه وما لا ينفعه فلا بد من الانتكاسة.
فجماعة (الزهايمريين) في العالم اليوم كثر، لأن التعاطي كان على أساس الانحراف عن الاستقامة في البعدين المادي والمعنوي. لذلك هم في ما هم فيه، ولا يحسدون عليه، وشفا الله من ابتلي بهذا الداء منهم.
4 ـ القدرة على التعايش: ولو كان في أحلك الظروف وأقساها، مؤثراً ومتأثراً.
ففي السجن ـ لا سيما الانفرادي منه ـ ينفصل السجين عن جميع المكونات من حوله، فتجده لا يعيش إلا نفسه، فتأخذه الأفكار إلى مسافات بعيدة، ثم ينفصل عن عمقه وروافده، ويدخل في حالة من غسيل الدماغ التي لا يحسن بعدها ترتيب أفكاره، ورغم ذلك تجد أنه على ضعفه في الظاهر، إلا أنه يحمل قوة كامنة، فلو لم تكن تلك القوة قادرة على الخلاقية وحب الحياة وتقديم الأفضل، لما خرج أحدٌ من سجن، ولتخلص من نفسه بأيسر الطرق (وهو الانتحار)، وإن كان ذلك أشد حرمة من غيره، لكن وجود تلك القوة القادرة على خلق الشيء بعد الشيء، تمنحه المدد من الله تعالى، وهذا أمر واضح بين.
5 ـ قراءة السلوكيات: وأعني بها الإفادة من القراءات العامة والخاصة في السلوكيات من حوله، فالحياة مدرسة، والمجالس معاهد، والذين عاشوا قبلنا هم الأساتذة. فلنسأل أنفسنا: كم نتعاطى معهم؟ وما الذي نستفيده منهم؟ هل نعيش معهم روح الصداقة والمحبة وجلوس التلميذ أمام أستاذه؟
أيها الأحبة... من أبنائي وإخواني وأحبتي ... أيها الأعزاء على قلبي: في صدور آبائنا الكثير من التجارب التي جمعوها في مسير حياة عاشوها، بما قدر لهم من السنين، لأنهم جالسوا العلماء والشرفاء، بل ربما عاشوا في مواقف ألزمتهم الاحتكاك بمن لا يحسن الاحتكاك به، لكنها الحياة، التي لا تجمل إلا بفسيفساء متعددة الألوان.
تلك إذن مدرسة، فعليكم الإفادة من آبائكم وإخوانكم وأخوالكم وأعمامكم الذين سبقوكم في هذه الحياة، وأخذوا نصيبهم منها في التجارب.
6 ـ النتاج السماوي: وما له من أثر في بناء المسيرة الإنسانية في هذا الزمان.
أيها الأحبة: كانت التفاسير تعطينا معنىً معيناً، لكنها اليوم انتقلت إلى مربع آخر، فما مقدار تعاطينا مع التفسير الجديد للقرآن الكريم؟ علينا أن لا نغلق أذهاننا على معطيات تفسير قديم.
إن عقيدتي التي أسلِّم وأجزم وأتمسك بها أن العقول اليوم أكثر نضجاً ورشداً وقابلية على التجديد مما كانت عليه في الماضي، شرط أن لا تنحرف البوصلة بها يميناً أو شمالاً، وإلا فهي الأقدر. والجيل الذي سوف يأتي بعدنا ستكون الآليات بين يديه أكثر مما كانت بأيدي أبناء هذا الجيل.
فعلينا إذن أن نسلم للحقائق، ونذعن لمعطيات الواقع، ومن يريد أن يكابر لا يصل إلى نتيجة، ومن يريد أن يقف في حدود مساحة معينة يستحيل أن يتحرك وينطلق وينفتح ويصل إلى ما يريد أن يصل إليه.
7 ـ الكرامة: وهي ميزان إلهي ورد صريحاً في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾([5]).
فقد كرمنا الله بالكثير من الأمور، منها أنه جعلنا من البشر، ومنحنا العقل، واللسان، وكرمنا بمحمد وآل محمد (ص).
إن الإمام الحسين (ع) ضحى لكي تعي الأمة دورها، وأن يتعرف الإنسان حقيقته، فعلينا أن نلتفت لهذه الحقيقة.
أيها الشباب: لقد جمعنا بين المواليد الثلاثة حرصاً على أوقاتكم. والإمام الحسين (ع) سيدنا جميعاً، فعلينا أن نوقع معه حضوراً هذه الليلة، وهذا لا يتعارض مع الدراسة والتحصيل.
نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.