نص خطبة:الإسلام خير مقنن للحرية الفكرية

نص خطبة:الإسلام خير مقنن للحرية الفكرية

عدد الزوار: 594

2013-03-15

الثابت والمتحرك في الشريعة:

قال تعالى: ﴿وَمِنَ‏ النَّاسِ‏ مَنْ‏ يَقُولُ‏ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما في‏ صُدُورِ الْعالَمينَ ~ وَلَيَعْلَمَنَ‏ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَ‏ الْمُنافِقينَ([2]).    

الإسلام كغيره من الديانات التي سبقته، له قواعده الثابتة التي على أساس منها استحكم بناؤه واشتدّ، وما من نظامٍ إلا ويفترض أن تكون له تلك القواعد، غاية ما في الأمر أن التمايز فيما بينهما يرجع إلى أن الإسلام أُخذ فيه عنصر الكمال والديمومة، على خلاف غيره من النظم، التي تبقى قواعدها أشبه بالفروع التي لا ثبات لها. ويتجلى الأمر واضحاً عندما نقرأ النظم الوضعية، حيث نجد أن ما يميز قواعدها هو اللّاثبات وعدم الاستقرار، فحيث كانت المصلحة أُخذ بالأصل أو القاعدة باتجاهها، ومتى ما كانت المصلحة في موضع آخر مالوا بتلك القواعد إلى تلك المحطة. أما الإسلام، ففي أصوله ثبات، وفي فروعه حركة.

وهنا مساران مهمان، الأول يعني القواعد والأصول الثابتة، وهي تلك القواعد الأساسية التي تبنى عليها الثقافة الدينية. ونحن في مسيس الحاجة أن نتفاعل مع هذه القاعدة قدر الإمكان.

وبطبيعة الحال يتفاوت الناس فيما بينهم في الوقوف على حقائق تلك القواعد، لذلك يتعاطونها فيما بينهم وفقاً لتلك المكتسبات التي اكتسبوها جراء تلقٍّ سمعي أو وليد قراءة ومتابعة، غاية ما في الأمر أن القاعدة والأصل يبقيان هما القاعدة والأصل، إذا ما أُسندتا لشرع السماء، فالإسلام قَنَّنَ التوحيد والعدالة والحرية وغيرها، وجاء بأنبياء، وأتبعهم بأولياء، ثم خاتمة المطاف يكون اللقاء المباشر مع رب الأرباب وخالق العباد في يوم الحساب، ونسأله تعالى أن نكون من القادمين إلى ساحته ونحن نحمل في أيدينا صكّ غفران موقَّع من محمد (ص) وعلي (ع).

العوامل المؤثرة في المسار المتحرك:

أما المسار الثاني فهو المسار المتحرك، الذي يحقق استجابة تفصيلية لكل متطلبات المرحلة، حيث المتطلبات العامة، والمستجدات الطارئة الناتجة من خصوصيات المجتمع، الذي يعنيه فيما يعنيه مجتمعنا والمجتمعات من حولنا.

فالمجتمع يشكل منظومة فيما بين أفراده، يتفاوتون فيما بينهم، غير أن النتيجة تنتهي إلى مصبٍّ واحد، يلتقي على صعيده الجميع، فكلٌّ منا يتكامل من خلال ما يجد من كمال من حوله.

وهذه الحالة من المستجدات تشمل جميع تلك المسارات التي تعترض طريقنا، فربما أرجعتنا إلى الوراء، وربما أخذت بنا إلى مربعات متقدمة جداً، وهو ما نأمله ونطمح إليه.

وتلك المستجدات تتمثل بأمور عديدة، أبرزها:

1 ـ الثقافة: وهي تعني الكثير، لأنها مفردة لا كسائر المفردات، فهي ثقافةُ إنسانيةٍ ودينٍ ومعاصَرة، فإن مزجنا بين هذه الفروع الثلاثة، وكشفنا عن مكنون المفردة، وصلنا حينئذٍ إلى اللباب، واستطعنا أن ننطلق إلى مسافات بعيدة يعجز الغير أن يُدرك خطوة منها ما لم يراجع الحسابات، ويأخذ بزمام الأمور في مساحة من الصراحة الكافية مع النفس.

2 ـ العامل الاقتصادي: فما من أمة نهضت إلا وكان الاقتصاد هو الرافد الأقوى. ودعونا ممن يقول: دعوا الدنيا لأهلها، فكلنا من أهل الدنيا وفي الدنيا، غير أن الهدف هو الآخرة، فمن قال: إن الإنسان ليس من حقه أن يجمع رصيداً؟ أو ليس من حقه أن يركب أفضل ما يمكن أن يمتلكه عن طريق حق وشرع؟ ومن قال: إنه ليس من حقه أن يلبس الثياب الفاخرة؟ أو أن ينفق كيف شاء وحيث شاء وأنى شاء ما دام المصدر شرعياً، وما دامت النتيجة تفضي إلى شرع؟ إننا نسأل الله تعالى أن يؤمِّن لكل مسلم ما يرفع به رأسه عالياً ولا يحتاج أن يمدَّ يده لأي كان من الناس، وإن تلبَّس بأي لباس يتصف بالقداسة، ناهيك عمن لا يكون كذلك.

3 ـ الجانب العلمي: وأخص بالذكر هنا طبقة الشباب الواعي المتوثِّب لمستقبل مشرق إن شاء الله تعالى.

أيها الأحبة والأبناء والإخوة، وكذا أولياء الأمور: علينا أن نقف في جانب أبنائنا إذا ما اختطّوا لأنفسهم خطاً يوصلهم إلى أعلى مراتب العلم والمعرفة ولو في جانبها الأكاديمي، فالروحاني والأكاديمي جناحان علميان إذا ما اجتمعا رفرف هذا الكيان الاجتماعي والأمة بعد ذلك، وإن أخفق أحدهما فلن يكون الطيران بالصورة المرضية التي تنتهي بنا إلى حيث رغبنا وأمّلنا، وهذا لا يتأتى ما لم تتظافر الجهود.

علينا ـ أيها الأحبة ـ أن نقتنص المعلومة أينما كانت، لنوفرها لأبنائنا وإخواننا، وعلينا إذا ما استطعنا، وكنا من أصحاب اليد والثراء، أن ندفع بعجلة هؤلاء الأبناء. وأهمس في آذان بعض الأحبة من المؤمنين الذين امتنَّ الله عليهم بالخير والنعمة في أي مكان كانوا، بحيث يصلهم هذا الصوت، أن يلتفتوا إلى هذا الأمر بجديّة، فربما أراد بعض شبابنا أن يقطع مشواراً تعليمياً متقدماً، لكن ذات اليد تقف عائقاً.

إن مشروع تبني الأبناء (المتفوقين) من الأسر ذات الحاجة، يعدُّ مشروعاً حضارياً رائداً يُدخل البهجة والسرور على قلب الخلف الباقي من آل محمد (عج).

4 ـ العامل السياسي: وهو عامل قاهر في الكثير من الأحيان، إلا أنه عامل مساعد أيضاً في أحايين أخرى، فقد بتنا اليوم نتعاطى السياسة كما نتعاطى إفطارنا في كل صباح، وقد نأتيها في غدائنا وعشائنا، لتكون نهاية المطاف على بساط العشاء. فلم تعد السياسة حكراً على بلاطٍ بعينه، إنما فرضت وجودها، واندفع الناس باتجاهها، وقواسم الاشتراك والافتراق كانت منذ أن قبض رسول الله (ص) حتى يومنا هذا، وربما لا تنتهي الأمور إلا في أجواء قد لا نكون مشاركين فيها، ولا ممن تنالهم المكتسبات، لكننا ما دمنا نقوم بأداء واجبنا في سبيل توطئة السلطان وتهيئة الأسباب، والأخذ بالمجتمع إلى لحظة الانتظار الحقيقي للفرج، فطوبى لنا، وكوننا نضع حجراً على حجر، لا يعني أننا نرتقيه، إنما يكفي أن نضع نحن ذلك، ليرتقيه الآخر فيرتفع بذلك الصرح إلى ما يمكن أن يحقق آمالاً وطموحاً.

هذه الأبعاد الأربعة إذا ما اشتركت فيما بينها فإن المجتمع سيُبنى بشكل صحيح، ويشعر بالراحة والسعادة، وسوف ينجب أولاداً أكفاء وأوفياء، وعندئذٍ يعيش الجميع السعادة أفراداً وجماعات.

دور العقل:

والسؤال هو: ما هي الوسيلة الموصلة إلى هذه النتيجة المرضية؟ إنه العقل أولاً، وهو أغلى ما بأيدينا بعد الإسلام والإيمان، فعلى المرء أن يجلس مع نفسه فيسألها: لو أن هذا العقل لم يكن موجوداً، فماذا يمكن أن نتصور مصير الإنسانية؟

هناك من يعيش حالة العقل، ولكن ربما يحصل عارض مفاجئ يولد صدمة نفسية عنيفة تترك مردوداً سلبياً على عقل الإنسان، أو أن يكون الإنسان عزيزاً شريفاً في قومه، فيتقدم به العمر ثم يأتي دور التنكيس، فلا يحسن تمييز يمناه من يسراه، وهنا يكتشف المرء ما للعقل من قيمة، وهذا في البعد التكويني، وأثر العقل في التحكم بالضوابط العامة.

وأما في ما يعني من مسار العلم والمعرفة فإنه لا يقل شأناً عن ذلك، لذا فإننا نقدس العلماء لما يمتلكونه من علم، وقد تهيأ لهم ذلك من خلال حركة العقل، لأنهم لم يخدروا عقولهم، ولم يقضوا الليل موصولاً بالنهار نوماً، ليصيب العقل البلادة، إنما نشّطوه وفعّلوه، واستطاعوا من ورائه أن يصلوا ويوصلوا من أراد أن يلتحق بالقافلة.

فعن الإمام علي (ع) أنه قال: «العقلُ أصل العلم، وداعية الفهم»([3]). فهذه عبارة مختصرة، إلا أن فيها من الكنوز ما لا يمكن أن تحصل عليه إلا من خلال المنبع حصراً، وهو منبع محمد وآل محمد (ص).

فالسماء اختطت أصل وقاعدة التوحيد في البناء لهذا الدين الخاتم للديانات التي تقدمته، ولازم هذا الأصل هو المعرفة، لذلك جاء علم الكلام والعقيدة، ثم جاءت الفلسفة، ثم استكملت الدورة بالعرفان، وتسامى العلماء وارتقوا شيئاً فشيئاً، لأن الدين عميق، ولا ينبغي الخوض في لجته إلا برفق، ولا يمكن للمرء أن يصبح على ما هو عليه ليمسي وهو صدر المتألهين مثلاً أو شيخهم، إنما يبقى سالكاً الطريق الطبيعي الذي سوف يفضي إلى نتيجة مرضية.  

الرسالية في الخطاب الإسلامي: 

ثم يأتي بعد العقل الخطاب الإسلامي الأصيل بكل تجاذباته، وهذا المسار أخذ منحىً وشعاراً في القديم هو الرسالية، وقد تحولت تلك الرسالية إلى محرك للشعوب في الثورة على الأنظمة من حولها، وشواهد هذا كثيرة في أتباع الديانة الإسلامية وغيرها، ولكن الرسالية أخذت عمقاً وتجذراً في أتباع مدرسة أهل البيت (ع) أكثر فأكثر حتى استطاعت أن تطيح بشاه إيران مثلاً، فقد أطيح به بناءً على مبدأ الرسالية في الحركة، الذي استوجب ثورة انتهت إلى ما انتهت إليه.

أما ما يلف الوطن العربي من ثورات هنا أو هناك، فليس بُعدها وعمقها رسالياً، إنما فيها الكثير مما قد لا تتنبه إليه الأمة إلا بعد حين، وهو الأسباب التي اجتمعت فيما بينها فأحدثت ما أحدثت في الوطن العربي، فهنالك ما يستوجب الحيطة والتحفظ والدقة في اقتناص المعلومة التي على أساسها ينفكّ ما وراء هذا الحراك الذي اختلفت فيه القراءات فيما بينها.

فمنهم من يصف الوضع على أنه (ربيع عربي) يجتاح الأمة، ومنهم من وصفه بالخريف العربي الذي يركس الأمة، ومنهم من يقول: ما هذه إلا الصناعة والبضاعة التي ردت إلينا، وهكذا الكثير من القراءات، والسر في ذلك أن أصل المعلومة التي بني عليها هذا الحراك، لم تعد مبذولة في أيدي النخبة ناهيك عن سائر الناس.

إن المسلك الجديد هو الحرية والتعددية، وهنا يطرح سؤال مهم: أيةُ حرية يراد لها أن تُسوَّق وسط الأمة؟ هل هي الحرية المطلقة أو المقننة؟ أما الحرية المطلقة فلا يمكن لأي إنسان أن يتوفر عليها ما لم يتخلَّ عن إنسانيته، لأنني أدعي الحرية لي، وأنت تدعيها لك، وآخر يدعيها له، وبيننا قواسم مشتركة ونقاط افتراق، فكيف نجتمع ونفترق؟

أما إذا قلنا بالحرية المقننة، فنسأل عندئذٍ: من يقنن لنا تلك الحرية المقننة؟ هل هو الإنسان الذي ليس بيده العناصر الكافية في أن ينظم ما هو في مصلحته وما ليس في مصلحته؟ وإذا أردت أن تضيفها إلى الدين فمعنى ذلك أننا نرجع إلى المربع الأول، وهي الثقافة الدينية.

والثقافة الدينية لا على إطلاقها، لأن مصادرها كثيرة، والمصدر الأصفى والأنقى والأطيب والأطهر والموصل للنتيجة هو ما صدر عن محمد وآل محمد (ص).

ماذا  بعد الثابت والمتغير؟

أما البعد الثالث والأخير، فهو الموقف والمظاهر المصطنعة بين الفينة والأخرى، وهذه كثيراً ما ندفع جميعاً ضريبتها، فالأصل يمنحنا الثابت، والفرع يدفعنا باتجاه المتحرك، ثم الثالث الذي يتأرجح بين أمرين، وإن كان محسوباً على الحراك.

إن هذا المصطنع يصطنعه الناس بادئ بدء ويتعاطونه في أضيق الدوائر، وسرعان ما يلبس ثوب القداسة، ويأخذ مشروعه في الحياة، وبعد مرور الليالي والأيام ثم السنين، تجد نفسك أمام أمر أشبه ما يكون بالثابت، وهذا من أخطر ما ابتليت بها الديانات والطوائف والمذاهب والاتجاهات، حتى أن الأمور قد تنتهي أحياناً إلى جعل الصنم إلهاً، لا بمعنى أنه في مقابل الله سبحانه وتعالى، إنما يُجعل له كل ما لله من صفات، صحيح أنه لا يُسجد له ولا يُركع، إلا أنه السير والانقياد لذلك الرمز المصطنع الذي لا يعني سوى الصنمية، فتجد أحياناً أن المرء يلغي فكره بالكامل، وهذه واحدة من الكوارث.

إننا نواجه مثل هذا الوضع الذي ربما ينتهي بنا ـ لا قدر الله ـ إلى مدٍّ، ولو أن الأمر وصل إلى هذا الحد فمعنى ذلك أن النخبة من أبناء الأمة الذين يطمحون إلى التقدم مع المجتمع من حولهم يقعون في دائرة اللاخلاص.

قد يقول قائل: هلا ضربت لنا أمثلة وشواهد على هذا؟ أقول: الشواهد على ذلك أكثر من أن تعدّ أو تحصى، خصوصاً في المخترعات الدينية، فهناك الكثير من تلك المخترعات التي لم تأت بها آية من كتاب، ولا رواية من نبي أو وصي، ولا فتوى شرعية.

قد يحلو للبعض أن يتهم المرأة في عقلها، وهي المتقدمة في كثير من المساحات على الرجال، مع ما يدعون لهم من التقدم، إلا أن المخترعات الدينية لا تقف عند حدود النساء، فهناك صنف من الرجال والنساء على حد سواء يقعون ضحية لذلك.

قد ترى بعض النساء في عالم الرؤيا السيدة الزهراء (ع) أو أم البنين (ع) أو غيرهما، وهي تجلس في حجرة من بيتٍ ما، فتخبر صاحبة البيت، وعندئذٍ يتحول ذلك المكان إلى موضع اهتمام، وقد يتطور الأمر فيتحول إلى مقدَّس، وهكذا تبدأ القضية بمنام وتنتهي إلى التقديس الفعلي، ليقع البسطاء وأصحاب الثقافة الضحلة ضحايا لذلك، وربما تحول ذلك المحل إلى أشبه بالمستشفى التخصصي، إن لم يكن أكثر أهمية عندهم.

وقد تجدُ فتاةً لم تحظ بفرصة مناسبة للزواج، بسبب أهلها أو من يقف في طريقها، فتلجأ إلى مثل هذه الأماكن، وتقدم النذور، والحال أن هناك أسباباً موضوعية تمنعها من الزواج.

أقول: قاتل الله من يقف حجر عثرة في طريق فتاة لتأخذ نصيبها من هذه الدنيا. 

أليس الله تعالى يقول بعبارة صريحة: ﴿ادْعُوْنِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ([4])؟ ويقول: ﴿وابتغوا إليه الوسيلة([5]) وهي الوسيلة الشرعية الواضحة البينة، وليس الأحلام والخزعبلات. نعم، ابسط يديك بمحمد وآل محمد (ص) وسوف تقضى حوائجك إن شاء الله تعالى.

زار النبي (ص) مريضاً، فقالت أم المريض لولدها: هنيئاً لك الجنة، فقال (ص): من هذه المتألية على الله؟ ما يدريك؟([6]). 

لم يرد النبي (ص) للأمة أن تعيش حالة من التراجع الفكري، إنما أراد لها الانطلاق إلى مسافات أبعد. وهو النبي الأعظم (ص) الذي له من الكرامة عند الله تعالى أن تكون بيده مقادير الجنة والنار، وهذا مما لا نشك فيه أبداً.

لقد أراد لنا النبي (ص) أن نمسك بالأسباب التي رسمتها لنا الشريعة، بما فيها وسيلتنا إلى الله تعالى وهم أهل البيت (ع) ولكن بشرط الاستقامة.

في الحديث الشريف عن النبي الأعظم محمد (ص): «إنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهل الجنة سبعين سنة، فيحيف في وصيته، فيُختم له بعمل أهل النار. وإنَّ الرجلَ ليعمل بعمل أهل النار سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بعمل أهل الجنة»([7]).

فلا تأمنْ أيها المرء، ولا تيأس إن كنت مقصراً، فربما خُتم لك بخير، وخُتم لغيرك ممن يزكي نفسه بشرٍّ، فلا كثرة الصلاة والصيام والزيارة والتردد على المساجد كافية للنجاة، ولا التقصير يضعك في ساحة اليأس.     

وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.