نص خطبة: أهمية العقل في تحسين حال الإنسان في الدارين
نعمة العقل:
جاء في الحديث الشريف عن الإمام الباقر (ع): «لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحسن منك، إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أثيبك، وإياك أعاقب»([2]).
حديثنا حول العقل، وما له من أهمية كبرى في تحسين حال الإنسان في الدارين، وقد تقدم الكلام في الأسبوع الماضي في مقدمة طويلة حول تعريف العقل عند أئمة اللغة، ثم أخذنا الكلام إلى مجموعة من المطالب المرتبطة بأصل الموضوع.
وفي هذا اليوم الشريف نواصل الكلام عما تقدم في الأسبوع الماضي، مع مقدمة يستدعيها المقام.
فالإنسان عندما يأتي إلى هذا الوجود، يعني أن هنالك نعمة طوقت بها رقبته، ويفترض أن يشكر الله عليها، وهي نعمة الوجود. وقوام هذه الحقيقة في الأرض عبارة عن النفس التي تحكي الروح، ومن المعلوم أن تعريف الروح بالحدّ والرسم من المتعذر على أصحاب العقول من بني البشر، فذلك مما استظهره الله تعالى، واختص به نفسه.
فالنفس والروح ـ وإن لم نتعرف حقيقتهما ـ إلا أن هناك مجموعة من الأمور الصادرة عنهما حصراً، تدلنا على وجودهما، وعلى هذه فقس ما سواها من الأمور الغائبة عنا حساً، الحاضرة معنى.
إننا لا نستطيع أن نحدّ الحقيقة المطلقة لواجب الوجود في مكان معين، أو نقيدها بزمان، حال أنها حاضرة، وهي أقرب إلينا من حبل الوريد، الذي منه قوام الجسد المادي. وما من أمر يحصل لنا إلا والله معنا فيه. فقد نغيب عن عوالم من حولنا، لكننا لا نغيب عن ساحة المطلق، فكل قول وفعل يصدر منا فهو في محضره جلت قدرته. ولكن حيث إن الله تعالى لا يؤاخذ البشر، لأنه لا يخشى فوتاً، ويمهلهم إلى ما يشاء، ويمد لهم، فإن تلك الحقيقة قد تغيب عن أذهان البشر كثيراً.
إن الله تعالى يمدُّ لأبناء البشر، ويسبغ عليهم من النعم، ولكن الحساب في يوم الحساب، فهنالك قنطرة ليس اجتيازها من السهل اليسير، فهناك يُستوقف الإنسان وتطلب منه الهوية المختومة بختم النبوة والإمامة وتصديق الخلف الباقي من آل محمد (عج).
ما هي النفس؟
لقد انطلق العلماء في تعريف النفس وتحليلها، ولما يصلوا إلى المرجو والمبتغى، غاية ما في الأمر أنهم قرّبوا المعنى إلينا قليلاً، فجهود البحث من أرباب العلم والمعرفة في الفلسفة والعرفان الذين أجهدوا أنفسهم لآلاف من السنين، ممن حاولوا كشف كنه هذه المفردة وما تدل عليه من معنىً، لم تصل إلى النتيجة المطلوبة، ولم يتسنَّ لهم ذلك، ولم يخطوا إلا خطوات يسيرة بالعقل البشري.
إن هذا العلم الذي بين أيدينا عن النفس إنما كان بسبب فتح الأبواب المغلقة، لكنه إذا ما حُصر مع ما هو آتٍ من الإنتاج البشري، بما يمدّ له من البقاء قبل الإذن للخلف بالظهور، فكله لا يتجاوز مساحة الحرفين، منذ بدء البشرية من آدم (ع) إلى يومنا هذا وإلى ما يأتي من قادم الأيام.
الإمام الحجة ومنحة العلم الإلهي:
وعندما يأذن الله سبحانه وتعالى للخلف الباقي بالفرج فإنَّ العقول ترشد، ويفتَّح ما كان مغلقاً من أبواب المعرفة. فالحروف المتبقية التي تصل إلى أكثر من خمسة وعشرين حرفاً، هي التي يفتح بها الخلف الباقي واقع البشر وحقيقتهم. فالأرض تخرج فلذات كبدها دون عناء، والفقير يغلق الباب في وجه من يريد أن يدفع له زكاة ماله، لما يعيشه من الغنى، بل إن البعض يقول له: ابسط حجرك لأضع فيه ما علق بذمتي من زكاة، فلا يفعل.
أما اليوم فإن النسبة عكسية لا طردية، فبقدر ما يؤتى الإنسان من العلم، وتتفتح عليه أبواب التطبيقات والإنتاج الذي نعيشه اليوم، وبقدر ما تزداد النعمة بأيدي الناس، بقدر ما تتشكل طبقة من المعدمين، ولا يسلم من هذا نظام.
إن تطبيق الدين كما أراد الله تعالى لا يمكن أن يصار إليه، ولا يمكن أن يدعيه مُدَّعٍ، نعم توجد محاولات هنا وهناك، لكنها لا ترتقي إلى المستوى الذي يولِّد حالة من الاطمئنان، أن من بأيديهم الأمر، في جميع الأنحاء سوف يرفعون هذه الغائلة.
إحدى البلدان المسلمة تتصدى لإنشاء مشروع معيَّن، إلا أن خمسة وعشرين بالمئة من أبنائها تحت خط الفقر، وهو رقم مخيف مرعب. وعلى هذه فقس ما سواها، إن لم يكن الحال أسوأ.
قد يقول قائل: هل ستنتهي الأمور عند خروج المهدي (عج) بجرة قلم؟ الجواب: إنه يكون بأقل من ذلك، بالقياس إلى: ﴿قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾([3]) بعد قوله تعالى: ﴿قَبْلَ أَنْ تَقُوْمَ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا﴾([4]). فمفاتيح الغيب بيد الخلف الحجة لا تقاس بمرتبة ﴿قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾، فتلك مرتبة متخلفة جداً إذا ما قيست بمرتبة ما في يد الحجة المهدي (عج). لأن ذلك لا يتجاوز حدود معطيات الحرفين.
وقد يقول قائل: ألم تكن تلك المفاتيح موجودة في يد النبي (ص) ؟ نقول: بلى، ولكنها في سر الأسرار، لذلك يخرج النبي (ص) من معركة أحد بالمشهد المعلوم.
إن المهدي (عج) لا تصاحب حركته انتكاسة ولا انهزام ولا غيرها، لكن النفوس التي حول المهدي (ع) تصاغ بصياغة جديدة، إذ يُمسح على رؤوسهم فترشد عقولهم، فيصبح أحدهم حديد البصر، يرى ما وراء الجدار، ويصبح الأنصار الذين خُصُّوا بهذا المقام، يرون ما وراء عوالمنا المشهودة المادية الحسية. وهذا أيضاً يحتاج إلى سير طويل، ومراحل من التخلية ثم التحلية ثم التجلية([5])، فمن سعى في هذه المراحل الثلاثة ربما شُرِّف بنظرة لطف من دائرة الغيب من الخلف الباقي من آل محمد (عج).
العباد المخلَصون:
وحيث إن لكل جماعة وطائفة مساراً ترتِّب أوراقها وفقه، وتنتزع آراءها بناءً على ذلك، فإنَّ العرفاء يقفون في الصف الأول والمقدمة، ثم تليهم طبقات بعد طبقات، لكن النمرقة والطبقة والصفوة الأولى هم العرفاء، الذين اشتغلوا مع الصانع، وابتعدوا عن دائرة المصنوع، أولئك الذين إذا ما نظر الإنسان إلى وجوههم قربوه من الله سبحانه وتعالى.
هؤلاء ليسوا أنبياء ولا رسل ولا أئمة، لكنهم في دائرة الأولياء، يتحركون في مناخهم، مع تسامح نسبي في العبارة.
ولكي يختصر هؤلاء العرفاء المسافة، ويقصروها على المريدين، فقد وضعوا لها علامات، متى ما انتظمت في سلك واحد أوصلتنا إلى الدائرة التي يتحركون فيها.
أيها الأحبة: إن من يصف الشيء يفترض أن يكون متقوماً به، كي يقف على جميع حدوده، أما إذا لم يكن يتحلى بتلك الصفة، ولا يتقوم بها، فإن تعريفه يبقى ناقصاً، لا يصل إلى كنه الحقيقة، بل ربما لا يطرق بابها.
ولدى أصحاب السير والسلوك مناهج وطرق، هي عبارة عن مفاتيح تُسلَّم للمريدين، ليفتحوا ما أُغلق أمامهم.
إننا بأمس الحاجة أولاً إلى مرحلة التخلية، ثم مرحلة التحلية، ثم التجلية، وهي مقام رفيع لا يصل إليها إلا من قطع المسافات في عالم السير والسلوك باتجاه عالم الغيب، حيث يتجرد من شهوده ليتعلق بالغيب.
عوامل الاستعداد لتغيير النفس:
1 ـ عدم النقص الجوهري في النفس، وهو الأمر الذي تتقوم به، لذلك فإن من يرى في نفسه نقصاً أو قصوراً يفترض أن يكون هو الحاكم على نفسه بادئ ذي بدء.
وهذه الحالة من النقص قد تكون وليدة أمر طبيعي، كالطفل الصغير، أو المجنون أو المصاب بمس، ولو كان إدوارياً، فهؤلاء يحملون نقصاً في الجوهر الذي تتشكل منه حقيقة الإنسان، أعم من أن يكون رجلاً أو امرأة، وهذا النقص خارج عن إرادة الإنسان، إذ لا يستطيع أن يرمم نقصاً خارج دائرة القدرة، فمن يولد فاقد البصر ـ لا سمح الله ـ فذلك خارج عن إرادته، أو أن يشتكي نقصاً في أحد أعضائه، أو في عقله، فذلك خارج عن إرادته أيضاً، فالناس يتمايزون بعقولهم كما يتمايزون بأديانهم، فهناك من هو متفوق لوجود عقل فاعل، وهناك من هو على العكس من ذلك.
2 ـ الصفاء من جميع المكدرات التي ربما تلحق بالجوهر الكامل، فهناك من يولد كاملاً من حيث الطبيعة، ولكن تعلق بنفسه مجموعة من الكدورات، فيصبح في حالة غير مهيئة وغير قابلة للدخول في ساحة السير والسلوك نحو المطلق. وهذه أيضاً لها مصاديقها، وعلى رأسها ارتكاب المعاصي والعياذ بالله. فالعقل سليم، والجوارح سليمة، لكن الإنسان لا يوظفها بالاتجاه الصحيح، إنما يحرف مسارها وبوصلتها إلى اتجاه لا يفترض أن تتجه إليه، فيرتكب المعصية.
وفي الأحاديث الشريفة وإفادات العارفين أن المرء عندما يرتكب الذنب، فإنه ينكت في القلب نكتة سوداء، فإن عمد إلى إزالتها فبها، وإلا استقرت، وربما توسعت شيئاً فشيئاً. وهذا على أحد مسلكين، فهناك من يرى أنها تتسع شيئاً فشيئاً، بمعنى أن الذنب لا يترك أثراً سلبياً حين ارتكابه فحسب، إنما لديه القوة الدافعة لارتكاب الأفظع، لذلك ترى أن الكثير من الناس يميلون إلى الأسوأ بعد ارتكاب السيِّئ. فهناك ظالم، يتحول تدريجياً إلى أظلم.
وهناك مسلك آخر يرى أن النكتة السوداء تبقى سوداء، ولكن السواد أيضاً له قابلية الشدة والضعف، فالذنب المستدَرج في النقطة الأولى يُحدث نقطة أخرى إلى جانبه، فتحصل حالة التفاعل بين أمرين، فيصبح التكاثر أشبه بتكاثر الكثير من الكائنات والعياذ بالله.
هكذا تتكاثر الذنوب لدى الإنسان الذي يملك جوهراً لم يعتره النقص الفطري.
3 ـ اتحاد الوجهة التي يتجه إليها الإنسان صوب عوالم الغيب، من حيث القول والفعل، وهذا مقام كبير، حيث ينأى به ذلك الارتباط عن عوالم الشهود والمادة، ويقربه من عالم آخر، هو عالم السماء والفيض والجلال والجمال.
والعرفاء الذين تقدم بهم المسار تستشعر تلك الحالة منهم عند النظر إلى وجوههم، والدخول في حضرتهم، والاقتراب من إشراقات أرواحهم، ولدينا الكثير من أولئك العلماء الأجلاء الذين يقرّب النظر إلى وجوههم من الله سبحانه وتعالى، وإن لم ينطقوا ببنت شفة، بل إن الأرض لا تخلو من هؤلاء، وهم واسطة الفيض بيننا وبين الغيب.
إن هذا التوجه إلى الله تعالى حتى في عالم التسبيح، فأنا وأنت وغيرنا نسبح ونهلل ونقدس ونكبِّر، ونكثر من التحميد، لكن تسبيحنا وتهليلنا وتحميدنا يختلف عن الإنسان العارف، لاتحاد الوجه عند العارف، بخلافنا نحن الذين نسبح في الظاهر، وخيالنا في محل آخر. أما العارف فلا تحصل لديه مثل هذه الحالات.
لقد كان سيد العرفاء، إمام المتقين، أمير المؤمنين علي (ع) في معاركه تُنتزع السهام من جسمه فلا يشعر بها، لأنه كان في عالم آخر، هو العالم العلوي، فكان منفصلاً تماماً عن ظواهر المادة وضغوطها، ومنصهراً انصهاراً كلياً في المطلق، فلا يخرج عن دائرة ذكر الله سبحانه وتعالى المتمثلة في وحدة الوجه، فلا يرى إلا الله، ولا يعرف غير الله.
هذا أمير المؤمنين (ع) أما سائر الناس، فإن المصلي يقف بين يدي الله في الصلاة، إلا أنه يخطط للكثير من الأمور، فلا تغادر مخيلته، كل ذلك، لأن الجهة الواحدة غائبة، وهنالك جهات عديدة يتعامل معها.
4 ـ إسقاط الحُجب بيننا وبين الذات المطلقة: وهذه الحجب التي بيننا وبين الله سبحانه وتعالى هي عبارة عن التقليد والتعصب الذي يقيد الإرادة عند الإنسان في سفره، فهناك من يملك القدرة على السفر والرغبة، إلا أنه لا يمتلك الإرادة في ذلك، إما لأن التعصب يفرض نفسه على أمرٍ ما، أو التقليد، بأن يحذو حذو فلان أو فلان ممن لا يريدون السفر.
وكذا الحال في عالم الارتباط بالسفر من النوع الآخر في عالم المعنويات، إذ تقف هذه الأمور حائلاً في سبيل تحقيق السفر. فعلى سبيل المثال هناك من هو مستطيع للحج، والحج سفر إلى الله تعالى ونُسك وعبادة، إلا أنه يصل إلى قبره ولا يحجّ، لأن الحجاب لا يزال موجوداً، ولو أن الحجاب أُميط لما تأخر عن أداء التكليف، وهذه إشكالية كبيرة.
فالإرادة في الأفعال قادرة على النفاذ إذا ما تخلصت من قيود الحجب، فبقدر ما يستطيع الإنسان أن يسقط من تلك القيود، بقدر ما تكون له إرادة قوية نافذة تغير العوالم من حوله. لذا نجد في سيرة بعض أعلامنا ـ رضوان الله على من مضى منهم، وأيد من بقي، وأخص بالذكر السيد الإمام (قدس سره) ـ عندما كانت الإرادة في مسيرتهم مجردة عن الحجب، فقد حصل ما حصل.
5 ـ لملمة جميع القواعد التي لها مدخلية في استخلاص النظر، وعلى أساس منها يصل الإنسان إلى الهدف والغاية، وهي إما مقدمات أو شرائط أو غيرهما.
إن مساحة العقل عند الفلاسفة ضمن حدود النفس إذا ما اكتملت. وأزمتنا اليوم إنما هي أزمة عقل، فليس هناك من يموت من الجوع، أما الموت من الجهل فكثير، والموت من الكسل كذلك، ومنشأ الكسل خمول العقل، فلو كان الإنسان يمتلك عقلاً فاعلاً لما حدثت حالة الكسل.
في ذكرى الإمام الصادق (ع):
تمر بنا ليلة الجمعة القادمة ذكرى استشهاد الإمام الصادق (ع) وهو إمام المذهب الذي علم أئمة المذاهب الأربعة مسيرة الاستنباط، ونهل الكثيرون من علمه ثم تنكروا له، وهو الإمام الذي جُهل حقُّه، وما زالت الظلامة تطارده، فالأقلام ما وفته الحق، والمنابر لم تعطه ما يستحق.
أيها الأخوة الأعزاء: إن مجالس أهل البيت (ع) هي مدارسهم، وإذا أردنا عطاءهم وفيضهم ونورانيتهم فهي في مجالسهم، لا خارجها. وأنوارهم في المساجد والحسينيات والتكايا، لا في ما عداها. فالسابقون إليها هم المقربون.
فأنتم على موعد ليلة الجمعة الآتية مع هذا الإمام العظيم، الذي من حق كل من يسير على نهجه أن يرفع رأسه عالياً به.
يقول الإمام الصادق (ع): «خلق الله العقل من أربعة أشياء: من العلم والقدرة والنور والمشية بالأمر، فجعله قائماً بالعلم، دائماً في الملكوت»([6]).
فهذه العناصر الأربعة تمازجت فيما بينها فأنتجت العقل، وهو نعمة كبيرة، فوق النعمة الأولى وهي نعمة الوجود.
فالعقل يحصننا من المنزلقات اليوم، والمنزلقات كثيرة، ولا بد من تحكيم العقل للتخلص منها، بأن لا يؤثر في العقل منزلقات وسائل الإعلام، والأهل، والمجتمع، وغيرها، فالله تعالى أكرمنا بنعمة العقل، وينبغي أن يكون هو المتحكم.
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (ع) ونسأله تعالى أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، وأن يدفع عنها غائلة الأشرار عنها، وأن لا يصلوا إليها بسوء في أي مكان كانوا. وأن يجعل هذا البد آمناً مستقراً، وأن يدفع عنه شر الأشرار من بقايا الخوارج، وأن يحفظ سائر بقاع المسلمين، وأن يردّ كيد اليهود في نحورهم.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.