نص خطبة:آية الله الشيخ آصف محسني منارة جهاد و اجتهاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين. عظم الله لنا ولكم الأجر في إمامنا الباقر (ع).
مرض الغرور:
في الحديث عنه (ع) مخاطباً جابر بن عبد الله الأنصاري: «واعلم بأنَّك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا: إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: إنك رجل صالح لم يسرّك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله، فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده، راغباً في ترغيبه، خائفاً من تخويفه، فاثبت وأبشر، فإنه لا يضرّك ما قيل فيك، وإن كنت مبايناً للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسك»([2]).
موارد الغرور كثيرة، والإمام صاحب المناسبة وضع الكثير من الحلول أمام الإنسان كي يتخطّاها، وكثير من الناس يظنّ أن المال والثراء والسلطة هي منابع الغرور الأساسية، لكن الواقع يشهد أن العلم هو أساس ذلك، والأقدر على زرع مفهوم الغرور في النفس البشرية. والدمار المترتب على الغرور وفق مسار العلم المجيَّر للمصلحة الذاتية أكبر بكثير مما يترتب على الغرور بسبب وفرة المال في اليد أو وجود السلطة الحاكمة.
والقرآن الكريم الذي ضرب الأمثلة الكثيرة، وضع يده على هذا الجانب والبعد، وركز عليه كثيراً، بل ساق الأمثلة المنفّرة في هذا الجانب أكثر من سوقها فيما يتعلق بالحكام الظلمة الذين أبادوا الحرث والنسل عبر التاريخ، أو أصحاب الثروة الطائلة كقارون.
فالعلم يمكن أن يأتي بسلطة المال وسلطة الحكم، لكن لا المال يأتي بالعلم، ولا السلطة تأتي به. لذلك نجد أن من يسير وفق هذا المسار أو ذاك، إن لم يستطع أن يصل إلى مقام سامٍ متقدم، يلجأ إلى شراء الضمائر، وهذا في جميع الأمم والمنعطفات التاريخية. لذلك قسموا العلماء إلى علماء دين، وعلماء قصور. وهذا منذ أيام القياصرة والملوك، فهذه طبقة وتلك طبقة.
والعالم قد يبيع نفسه أحياناً بثمن بخس دراهم معدودة، وقد يبيع ضميره ويتسبب في الكثير من الكوارث بسبب بضع كلمات يكتبها ويطبعها بختمه. وهذا ما لا يستثنى منه طرف، فجميع البشر هكذا، تسير بهم الأمور، وتتنقل مرحلة بعد أخرى.
ومن هنا نجد أن الإمام الباقر (ع) وهو باقر علوم الأولين والآخرين، أو باقر علوم أهل البيت (ع) أو باقر العلوم، على اختلاف في ألفاظ الروايات، كان يمشي في الأسواق فيلاطف الناس، غنيهم وفقيرهم، وصغيرهم وكبيرهم، حاضرهم وباديهم.
حلم الإمام الباقر (ع):
فالعالم لا يُعرف أنه عالم بمؤلفاته وفتاواه فحسب، إنما يعرف بحلمه وتواضعه، فإذا تخلّف الحلم فلا قيمة للعلم.
قال رجل من أهل الكتاب للإمام الباقر (ع) يوماً: أنت بقر. قال: لا، أنا باقر. قال: أنت ابن الطباخة. قال: ذاك حرفتها. قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذيّة؟ قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك. فأسلم النصراني([3]).
لاحظ قول الإمام (ع) في نسبة الطبخ للمرأة: ذاك حرفتها. فقد نسب الطبخ إليها على نحو الحرفة إكراماً لها، لا كما يتصور بعض الناس اليوم أنه امتهان للمرأة، ولا كما تصوَّر هذا النصراني أنه يستطيع تعييره بذلك. أي أن الطبخ لا يحسنه أحدٌ مثلها. وللأسف عزفت بعض النساء اليوم عن هذه الحرفة وقوعاً تحت تأثير الثقافة الجاهلية، وصارت المرأة تأنف من ذلك.
بل إن المتأمل في واقع الحياة يجد أن المرأة لا يمكنها التخلي عن هذه الحرفة، لأنها مسؤولة عن تربية العيال وتغذيتهم وإطعامهم. وما يحصل من بعضهنّ اليوم من الامتناع عن ممارسة هذه الحرفة، أمر خطير جداً، وعلينا أن لا نذمّ بعدها الأجيال، فنحن صُناّع الجيل، وهؤلاء الأولاد لا ينزلون علينا من السماء بمظلات، ولا يخرجون من الأرض، إنما هم أبناؤنا، تحدروا من أصلابنا، ثم درجوا على الأرض، فعلينا أن نقلل من مساحة العتب على العوامل الأخرى ما دمنا لم نخطُ خطوة واحدة في تحصيل ما يُسعدهم ويحقق استقامتهم وسلامة طريقهم.
كما يلاحَظ في الحديث كيف أن هذا الرجل يسيء الأدب مع الإمام (ع) بأقبح ما يكون، وأفظع ما يمكن أن يصدر من بذيء، فيشتمه ويصف أمه بالبذاءة، مع أن الإمام (ع) لم يُسئْ له ابتداءً. ومع ذلك قابله بالإحسان، وهذا ما يفسر لنا قول الإمام الرضا (ع): «فإن الناس لو سمعوا محاسن كلامنا لاتبعونا»([4]).
انظروا إلى الخلق النبوي الرفيع، وتأملوا كيف قابله الإمام (ع) وبأي لغة؟ إنها لغة النبوة ومنطق الإمامة الذي جعل النصراني لا يجد بُداً من الإذعان لهذه العظمة فيسلم.
فضل العلماء:
وفي الحديث الشريف: «موت العالم مصيبةٌ لا تُجبر، وثلمة لا تُسدّ، وهو نجم طمس. موت قبيلة أيسر من موت عالم»([5]).
هذه هي منزلة العالم، ولكن أيّ عالم؟ إنه العالم الحليم الذي يسوس الأمة، لأن الوضع الاجتماعي متنافر في تفكيره، مختلف في توجهاته، متباين في انتماءاته.
وفي المستدرك على الصحيحين، «في قوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها}([6]) قال (ص): موت علمائها وفقهائها»([7]). ونقصها هنا في البعد المعنوي، فمن الطبيعي أن غياب الرجال الكبار، كالسيد الإمام، والسيد الخوئي، والشهيد الصدر رضوان الله عليهم أجمعين، سيكون له الأثر السلبي في البعد المعنوي.
وفي حديث آخر عن زياد بن لبيد عن رسول الله (ص) قال: «إن الله ليس يذهب بالعلم رفعاً يرفعه، لكن يذهب بحملته. أحسبه قال: ولا يذهب عالم من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد إلى يوم القيامة»([8]). وهم العلماء الذين قرأوا، فوَعَوا وعلَّموا.
ففقدان العالم ليس بالأمر السهل، ولو تأملنا الأسماء التي ذكرناها، وغيرها أيضاً، ثم سألنا أنفسنا: هل هناك من استطاع ملء الفراغ بعد رحيلهم؟ أبداً لم يحصل ذلك، مع عظمة وكفاءة من جاء بعدهم، إلا أنهم لم يستطيعوا ملء تلك المساحة التي تركوها، وهذا ما يؤكده النص بقوله: إلى يوم القيامة.
رحيل الشيخ آصف محسني:
خلال هذا الأسبوع، فقدت الحوزة العلمية في مدرسة أهل البيت (ع) والأمة الإسلامية بجناحيها الشيعي والسني، رمزاً من رموز العلم والتحقيق والانفتاح والوحدة بين المسلمين، إنه المرجع الفقيد الشيخ آصف محسني، رضوان الله تعالى على روحه الطاهرة.
تتلمذ هذا العالم الجليل على جمع من أقطاب العلم، ومنهم الإمام السيد محسن الحكيم، وزعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي، وسيد العرفان السيد السبزواري، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. ومربي المراجع وأستاذهم الشيخ حسين الحلي، الشخصية المظلومة، وهو أستاذ مرجعنا السيد السيستاني حفظه الله تعالى.
وقد كان الشيخ آصف محسني ثورة علمية كبرى، وليس ثروة فحسب، لأنه يختلف عن غيره ممن كتب وجمع وصنّف. فالتأليف ليس بالأمر الجديد على طالب العلم والعالم، لا سيما مع وجود الوسائل الحديثة. لكنّ إحداث الثورة في علم من العلوم، بحيث يتردد صداها بين الأوساط العلمية، هو سرّ المفارقة بين هؤلاء وهؤلاء، فقد يكون هنالك جماعة متقاربون في الدراسة والعمر والإمكانيات، ولكن أحدهم مُقيَّد بقيد، والآخر متحرر منطلق، فلا يمكن الجمع بين الاثنين، وهذا أمر معروف حتى بين الأبناء في الأسرة الواحدة. وهذا لا علاقة له بحب الأبناء، فالجميع في مستوى واحد من هذه الجهة، ولكن من حيث التمايز في الإمكانيات لا شك أن أحدهم يختلف الآخر.
والثورة العلمية التي أعنيها هي ما فجّره في الموروث الروائي، حيث حرّك العناصر العلمية في موروثنا الراكد. وإنما أحدث هذه النقلة بسبب تخطِّي عقدة الخوف المحبِط للكثير من الأعلام في مشاريعهم، ممن خَطَوا الخطوات الأولى ثم انصرفوا. فما قام به هذا الشيخ قد لا نتلمّس نتائجه في هذا الزمان، لكن المستقبل قادم وحاكم، لأننا نناور على جيل قادم يعي أكثر مما عليه الحال في الماضي، وهذا الجيل المتنور الدارس المسافر إلى أقصى الدنيا لتحصيل العلوم والمعارف، لدينا فيه تمام الثقة أن يحدث الكثير من التغيير في البناء الفكري والأدلجة التي تكبّل الكثير من حالات الطموح في داخل النفس.
هل الأعلمية شرط في المرجعية؟
والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح هنا: هل تشكل الأعلمية عقبةً أمام الفقيه المجتهد القادر على استنباط الحكم الشرعي في التصدي للمرجعية؟ بمعنى أنه لا بد أن يكون الأعلم كي يكون مرجعاً؟ أو أنه إذا بلغ مرحلة الاجتهاد، وأجيز ممن يعتدّ بهم، وكان له أثره العلمي الدالّ عليه، والتلامذة الذين يشهد واقعهم بذلك، فذلك يكفي في إمكانية تصديه للمرجعية، ومن حقه أن يطرح رسالته العملية، وليس بالضرورة أن يكون الأعلم؟
هذا الكلام الذي أقوله ليس فيه خصوصية لأحد، إنما هو كلام عام، ولو أردتُ التخصيص فلا أحتاج لمن يدلني عليه.
فالأعلمية ليست شرطاً في المرجعية، وربما يكون غير الأعلم في نظر المشهور، هو الأعلم في الواقع، وشواهد الحال موجودة، وإلا كيف يمكن تعدد المراجع إذا افترضنا وجود الأعلم المطلق؟
فالمهم في الأمر أن المرجع لا يشترط فيه أن يكون الأعلم، وإنما بمجرد إمساكه بآلية الاستنباط، لا بنوازع الذات والأنا والرغبة الشخصية، إنما بالوجدان والواقع، وبخوفٍ من الله تعالى، وبمعرفته أن من أفتى بغير علم فمصيره النار، وأنه مسؤول يوم القيامة عن كل حرف يكتبه. فالمرجعية ليست نزهة، ولا هي تأسيس جمعية أو نادٍ.
إن الأعلمية مفهوم لا يختلف من حيث المفهومية عن غيره، والمفهوم لا بد له من تعريف، ولكن الكثير من المفاهيم اليوم ليست خاضعة للتعريف الدقيق، كما هو الحال في مفهوم (الإرهاب)، الذي لم تستطع الأمم المتحدة اليوم أن تضع له تعريفاً، ولا الدول المستهدفة في بنيتها ووجودها وشعبها.
يقول آية الله الإصفهاني الفاني رحمه الله عن الأعلمية: لم يعرّفوها مفهوماً، فكيف بهم مصداقاً؟.
فلو رجعنا إلى ما قبل مئة سنة لم نجد لهذا المفهوم أثراً في الفقه الشيعي، وفي أبعد التقادير إلى ما قبل مئة وخمسين سنة. فنجد في السابق مثلاً، أن السيد محمد كاظم اليزدي هو الأعلم عند قوم من الناس، وفي الوقت نفسه الآخوند الخراساني هو الأعلم عند آخرين، وهنالك الكثير من المراجع في زمانهم أيضاً. كما أن الأحساء آنذاك كانت تعيش مرجعيتها المحلية.
وكذلك كان الإمام السيد الحكيم، والسيد البروجردي، والكثير من المراجع في إيران والعراق والخليج، يعيشون في عصر واحد، لكن بعضهم كان الأعلم عند قوم من الناس، فيما كان البعض الآخر هو الأعلم عند آخرين. وكذلك السيد الإمام والسيد الخوئي وغيرهما، كانوا متعاصرين في زمن واحد، وهكذا دواليك.
واليوم، نجد في النجف الأشرف مثلاً السيد المرجع السيستاني وإلى جانبه الكثير من المراجع، وكذلك في قم وغيرها. فماذا نقول لمقلدي أولئك المراجع؟ هل نقول لكل منهم: إن مرجعك ليس بأعلم؟ سيقول: لديّ بيّنة أنه هو الأعلم. فمن يرجع للشيخ الفياض يرى أنه الأعلم، ومن يرجع للسيد الحكيم يرى أنه الأعلم، وهكذا في قم أيضاً.
من هنا نقول: إن مسلك براءة الذمة هو أسلم الطرق وأسهلها وأنقاها. ولذلك نجد أن البيان الذي صدر هنا بخصوص مرجعية السيد السيستاني، عن علماء الأحساء، ومنهم الشيخ حسين الخليفة، قد نصّ على إبراء الذمة، أي أن الرجوع إلى السيد المرجع مبرئ للذمة، وأن من يرجع إلى مرجع آخر جامع للشرائط، ويرى أن ذمته تبرأ بذلك، فيجوز له تقليده أيضاً.
ومن هنا أيضأ ندرك قوة هذا المذهب، فالأبواب مفتوحة أمام المجتهدين أن يطرحوا آراءهم ورسائلهم العملية بلا تحسس ولا خشية. وبناء على ذلك تتعدد المرجعيات الدينية، التي نحن بمسيس الحاجة إليها اليوم، كأتباع لمدرسة أهل البيت (ع) في كل مكان، من الهند والسند وتركيا وغيرها.
فالشيخ آصف محسني رحمه الله تعالى يمثل نموذجاً في هذا الجانب، فلم يوقفه عن طرح مرجعيته وجود مرجعية في النجف الأشرف أو قم المقدسة، إنما طرح رسالته العملية كمرجعية محلية.
خدمات وآثار الشيخ محسني:
وهذا الرجل من أبرز من يقدَّم كشاهد على أن المرجعية المحلية قادرة على إحداث التغيير وخدمة المجتمع أكثر وبجودة أعلى، لأنه تتلمس مناطق الضعف والفراغ والحاجة. والمراجع في المناطق الأخرى مراجعنا أيضاً، ولهم كامل الاحترام والتقدير والتبجيل، وندعو لهم بطول العمر، ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف، فاليوم ليس من السهولة بمكان لأي شخص أن يرى مرجع تقليده، لا سيما إذا كان في بلد بعيد، أما إذا كان في بلده فيسهل عليه اللقاء به.
فلا مانع إذن أن تكون هنالك مرجعيات مركزية كبرى عامة، وإلى جانبها مرجعيات أخرى، ولا ملازمة غير قابلة للانفكاك بين وجود المرجع الأعلى والمرجع الأعلم، فقد يكون أعلى وليس بالأعلم، فقد كان السيد الخوئي (رحمه الله) في زمانه هو المرجع الأعلى، ولكنني كنت أرى أن غيره الأعلم، بناءً على قول أصحاب الخبرة من تلامذة الطرفين. وهذا من الأمور الطبيعية جداً آنذاك، فلماذا نتحسس منه اليوم؟.
فمن جهود الشيخ آصف محسني في مجتمعه ـ وهي كثيرة ـ أنه بعد التغيير الذي حصل في أفغانستان، قام بترسيم مذهب أهل البيت (ع) في الدستور الأفغاني، وهذا أفضل مما حصل في العراق لشيعة العراق، وهذا ليس طلباً للتفرقة، إنما طلب تكامل، فالمسار الشيعي والسني إذا انسجم في اتجاه واحد، فإنّ الأمة الإسلامية ستكون سيدة العالم من شرقه إلى غربه، فإذا ما تفرقوا وتشتتوا ضعفت شوكة الأمة.
والأمر الآخر في جهود الشيخ آصف محسني هو تثبيت المواد التعليمية الدينية التابعة لمذهب أهل البيت (ع) في المدارس الواقعة في مناطق الشيعة في أفغانستان. وهذا دليل على أنها مرجعية واعية تعيش الواقع.
ومن جهوده أيضاً أنه وضع القوانين التي تؤمّن القضاء وفق معطيات مدرسة أهل البيت (ع) في قضايا أتباع مدرسة أهل البيت (ع).
كما أنه جاهد إلى جانب إخوته من أهل السنة في وجه الغزو الروسي، ولم يمنعه تشيعه من ذلك، وبرز بنفسه وقلمه والفتاوى التي أصدرها لأتباع مدرسة أهل البيت (ع) في سبيل الذب عن وطنهم.
ولا زالت آثاره في كابل شاخصة شاهدة عليه. ومنها مدرسة دينية كبرى بناها في مسقط رأسه العاصمة كابل. وكذلك بنى بيوتاً لإسكان الأساتذة للنهوض بالحوزة من جديد. ومكتبة كبرى لحفظ تراث أهل البيت (ع)، ومسجدا ًضخماً في قلب العاصمة، بحيث حتى الوفود من جميع الأطراف تقصد زيارته والصلاة فيه.
وأخيراً أقول: وصيتي للشباب الواعي المثقف أن يقرأ التراث العلمي لهذا المحقق الكبير، وهو يتمحور في ثلاثة عناوين: مشرعة البحار، مجمع الأحاديث المعتبرة، بحوث في علم الرجال.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.